السبت, يوليو 27, 2024
spot_img
Homeالمدونةهل يصح استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي ؟

هل يصح استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي ؟

هل يصح استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي (أنا – نحن)؟

كثيراً ما تردنا أسئلة بخصوص استخدام الضمائر في كتابة البحث العلمي، خصوصاً ضمير المتكلم (أنا – نحن) وضمير الغائب (حديث الباحث عن نفسه بصيغة المجهول)، فما الاستخدام الصحيح للضمائر في البحث العلمي، هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذه المقالة. (استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

 

مقدمة

عادة في الكتابة بشكل عام يكون استخدام الضمائر متروكاً لوجهة نظر المؤلف ورؤيته الأدبية. فمثلاً عندما يميل الكاتب إلى تخصيص النص فهو يتكلم بصيغة المتكلم، وهذا الأمر مقبول في جميع أنواع الكتابة ما عدا الكتابة الأكاديمية!

بعض الباحثين يجدون هذا الأمر محير بعض الشيء أثناء كتابة الأوراق البحثية. فيدخلون في العديد من التساؤلات حول الضمير المناسب، فيفكر الباحث: هل أكتب (لقد وجد الباحث أن…) أم أكتب (أنا وجدت أن…).

في العادة يعرف الباحثون أن عليهم استبعاد ذواتهم من الكتابة والتعامل مع النفس بصيغة المجهول، ولكن يبقى الأمر محيراً طوال الوقت للباحثين الجدد. (استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

 

ضمائر المتكلم أو المتحدث

ضمير المتكلم يعني ببساطة أننا نستخدم الضمائر التي تشير إلى أنفسنا، كالتالي:

أنا – نحن – نفسي  – لي – ملكي – نحن – لنا – ملكنا (استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

 

لماذا لا يصح استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي؟

باستخدام ضمير المتكلم، نقدم المعلومات بناءً على ما تفضيلاتنا الشخصية حتى وإن لم يكن الأمر يبدو كذلك لنا. وهذا أمر يتنافى مع طبيعة البحث العلمي القائمة على الحجج والأدلة والتحليل والإحصاء.

غالبًا ما يُنظر إلى استخدام ضمير المتكلم على أنه نوع من الغطرسة والتكبر خاصة عندما يتم استخدام ضمائر (أنا ونحن) في قسم النتائج، فيقول الباحث: أنا وجدت أن كذا … أو نحن وجدنا أن كذا …

ما على الباحث أن يعرفه هو أن التكريز يجب أن يكون على البحث وليس على من يجري البحث، وإلا فإن القارئ سيشعر بالقلق وسيشك في النتائج! لذا من الأفضل تجنب الضمائر الشخصية (ضمائر المتكلم) في الكتابة الأكاديمية، ولا تخف من ضياع جهودك فالبحث كله منسوب لك، وعليه لا داعي لأن تتحدث بضمير المتكلم.

 

مثال توضيحي (لماذا لا يصح استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

 

المثال الأول: بناءً على نتائجي ، استنتجت أن A و B لا يساويان C.

في هذا المثال ، قد يُساء فهم المعنى الكامل للبحث. النتائج التي تم عرضها ليست نتائج الباحث؛ بل نتائج البحث العلمي أو بالأحرى نتائج التجربة. لذا إن الإشارة إلى النتائج في هذا السياق غير صحيحة ويجب تجنبها. لجعلها أكثر ملاءمة ، يجب تعديل الجملة أعلاه على النحو التالي:

بناءً على التجارب التي أجراها الباحث، فإن A و B لا يساويان C.

 

استخدام ضمائر المخاطب في البحث العلمي

ضمير المخاطب يعني ببساطة أننا نستخدم الضمائر التي تشير إلى من هو أمامنا (أي القارئ)، كالتالي:

أنت – لك – لكم (استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

تُستخدم هذه الضمائر عادةً في سياق تقديم الإرشادات أو النصائح ، مثل كتيبات “الكيفية” أو كتب الوصفات. السبب وراء استخدام ضمائر المخاطب هو اشراك القارئ، وهذا أمر ليس له داعي أو ضرورة في الكتابة الأكاديمية.

 

عليك دوماً استخدام ضمير الغائب في البحث العلمي

يتم استخدام ضمير الغائب للإشارة إلى الأفراد، إما بأسمائهم أو بما يدل على أسمائهم، ولكن دون أن أسلوب مباشر، هذه الضمائر مثل:

هو (هي) – له (لها) – اسم الشخص (أحمد) – مهنة الشخص (الباحث).. وهكذا…

تُستخدم ضمائر الغائب بشكل عام في الأوراق العلمية. حيث يتم استخدام الضمائر هذه للإشارة إلى فعل ما أو شخص ما، دون اشارة إلى شخصية ذلك الشخص أو طبيعة ذلك الفعل.

مثال: وقد قام الباحث/الباحثان/الباحثون باستخدام المنهج التجريبي من أجل تحقيق أهداف الدراسة.

المثال أعلاه هو الصيغة الصحيحة لاستخدام الضمائر في كتابة الأبحاث العلمية.

 

بعض الاستثناءات 

كما ذكرنا سابقًا ، يستخدم ضمير الغائب في الكتابة العلمية ، لكن القواعد لم تعد صارمة تمامًا. من المقبول الآن استخدام ضمائر المتكلم والمخاطب في بعض السياقات ، لكن هذا لا يزال محل جدل.

في  العام 2011، قدم البروفيسور ديفيد إم شولتز عدة آراء ثورية حول استخدام ضمائر المخاطب والمتكلم في البحث العلمي. ومع ذلك، لم يكن هناك الكثير من المشجعين على الفكرة. (استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

يرى البعض أن القواعد القديمة لاستخدام الضمائر يجب أن تظل معتمدة وذلك لتجنب الذاتية على فرض أن استخدام الضمائر مثل أنا ونحن تبعد الباحث عن موضوعيته وحياديته وتجعل القارئ يشعر بالقلق كما ذكرنا في السابق. بينما يعتقد البعض الآخر أنه إذا كانت الحقائق صحيحة ، فلا يهم نوع الضمائر المستخدمة سواءً كانت ضمائر متكلم أو ضمائر غائب.

 

خاتمة

بشكل عام ، من المقبول في -بعض المجلات- استخدام ضمير المتكلم في الملخص والمقدمة والمناقشات والاستنتاجات، ولكن لحد اللحظة فالكل يجمع على أن الأقرب للمنطق والجمالية هو استخدام ضمائر الغائب في الكتابة الأكاديمية.

وعليه تجنب استخدام “أنا” في أقسام دراستك. بدلاً من ذلك ، استخدم “الباحث” للحديث عن النتائج والاستنتاجات.

في النهاية إن الاتساق هو المفتاح ويمكن أن يؤدي التنقل بين الضمائر في الدراسة إلى إشعار القارئ بالتشتت وعدم الجدية، لذا إن الأفضل دوماً هو الالتزام مع ضمير الغائب في كل أجزاء الدراسة. (استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي)

 

طالع أيضاً: مبادئ الكتابة الأكاديمية الصحيحة للأبحاث

 

استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي

استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي

استخدام ضمير المتكلم في البحث العلمي

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة