تحكيم الأبحاث العلمية

0
12
تحكيم الأبحاث
المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث

المقدمة

 

إن الهدف من تحكيم الأبحاث العلمية هو تقديم التغذية الراجعة للباحثين من قبل الخبراء والمتخصصين في المجالات العلمية، واقتراح التعديلات على الباحثين لوضع الدراسة في الإطار الأكاديمي المثالي، ورفع قيمتها العلمية.

ومن الضروري في تحكيم الأبحاث العلمية أن يكون المحكم أو المتخصص على دراية واسعة بشروط ومعايير المجلة التي يعمل لديها، كما أن على المحكم أن يتأكد قبل البدء في التحكيم أن الدراسة التي سيحكمها ضمن مجال تخصصه، ولذلك ليقدم تحكيماً دقيقاً، كما تعتبر النزاهة في تحكيم الأبحاث العلمية أمراً في غاية الأهمية، حيث من الضروري أن يترك المحكم اتجاهاته الشخصية، وآراؤه الخاصة عند القيام بتحكيم الأبحاث العلمية، ودائماً المحكم الجيد هو من لا يسمح بأن تتأثر تعليقاته بأصول الباحثين أو جنسياتهم أو معتقداتهم الدينية والسياسية، أو جنسهم، وما إلى ذلك..

في العادة، يقوم الباحثون بإرسال أبحاثهم الكاملة إلى المحكمين، التي قد تحتوي على معلومات سرية، تخص الباحث نفسه، أو المشاركين في الدراسة (العينة)، لذلك يجب أن يحافظ المحكمين على سرية تلك المعلومات وعدم استخدامها مرة أخرى لأي غرض.

” على المحكمين عدم التواصل مع الباحثين بشكل شخصي، بل يجب أن يكون تواصل المحكمين مع هيئة التحرير الخاصة بالمجلة.”

..تشكل لجنة المحكمين نقطة هامة جداً في مجلات النشر العلمي حيث أن على الباحث أن يتأكد أولاً من أن قائمة المحكمين حقيقية، وتضم أساتذة معروفين، خاصةً في الوقت الذي تزور فيه بعض المجلات قوائم محكميها بغرض كسب الأموال بطرق غير مشروعة، ذلك لأن عملية تحكيم الأبحاث من قبل أساتذة مشهودٌ لهم بالكفاءة؛ هي ضمان جودة لتلك الأبحاث، وتأكيد على أن المجلة تستوفي معايير الجودة والصلاحية العلمية.

المصدر: أفضل المجلات العلمية لنشر الأبحاث

 

ما هي عملية تحكيم الأبحاث العلمية؟

 

عملية تحكيم الأبحاث العلمية هي عملية يقوم بها نخبة من الأساتذة الأكاديميين المتخصصين، بهدف إلى تقديم مراجعات نقدية وشاملة توفر رؤية أو تفسيرًا جديدًا للأبحاث من خلال التقييم الشامل والمنهجي لجميع أقسام الدراسة.

وعملية تحكيم الأبحاث العلمية هي أكثر من مجرد نظرة عامة على الكتابات أو المؤلفات ويجب أن تحتوي على مراجعة نقدية متعمقة للأبحاث، ولذلك فمن المتوقع أن يتولى باحث كبير من ذوي الخبرة انجاز ورقة التحكيم هذه.

 

مجلات علمية محكمة

 

الفوائد المتوقعة من عملية تحكيم الأبحاث العلمية

 

  1. مساعدة الباحث على إجراء التعديلات على دراسته، ليجعلها مؤهلة للنشر في المجلات العلمية.
  2. مساعدة هيئات التحرير على تحديد ما إذا كانت الدراسة تستوفي شروط النشر المعيارية أم لا.
  3. تقدم ورقة مراجعة الأبحاث نظرة ثاقبة على موضوع البحث.

 

“ورقة مراجعة الأبحاث، هي المساحة التي يكتب فيها المحكم خلاصة تقييمه ومراجعته للدراسة، ويتم إرسال هذه الورقة للباحث، ليجري التعديلات اللازمة، بعد ذلك يتم إرسال النسخة النهائية من ورقة مراجعة الأبحاث للمجلة العلمية التي سيتم نشر البحث فيها، وغالباً ما تكون النسخة النهائية عبارة عن شهادة تفيد بأن الدراسة قد استوفت شروط النشر بعد قيام الباحث بإجراء جميع التعديلات التي طلبها المحكم منه.”

 

  1. تقييم مدى قيمة وأصالة البحث العلمي.
  2. التنبؤ بمدى اهتمام الجمهور بالبحث العلمي بعد أن يتم تعديله ونشره في المجلة العلمية.
  3. تجيب ورقة مراجعة الأبحاث على بعض الأسئلة مثل، هل تسهم الدراسة في تشكيل أسئلة بحثية جديدة؟ وهل سيقتبس الباحثون الآخرون من البحث الذي يتم تحكيمه؟

 

 

خطوات تحكيم الأبحاث العلمية

 

تذكر دوماً أن الباحثين لا يتقبلون التعليقات السلبية، التي تشعرهم بأن المحكم عدوهم! لذلك يجب أن يكون النقد بناءً، ليشعر الباحث أن المحكم يريد إثراء دراسته وتطويرها، وليس الانتقاص منها، فلا بأس من بعض الإطراءات والتعليقات التشجيعية، ولإجراء عملية تحكيم مثالية يجب على المحكم أن يتبع الخطوات التالية:

 

الخطوة الأولى: القيام بمراجعة سريعة للبحث العلمي

قبل التفكير بمحتوى الدراسة، ابدأ بمراجعة سريعة،  تفقد فيها طول الدراسة، ومدى تناسبه مع معايير المجلة، كما عليك ملاحظة الهدف الرئيسي من قيام الباحث بهذه الدراسة، وفي هذه المرحلة عليك مراجعة تنظيم البحث وتسلسل أقسامه (الملخص، ثم المقدمة، ثم مشكلة البحث … إلخ).

 

الخطوة الثانية: مراجعة الملخص والمقدمة

في هذه المرحلة يجب على المحكم أن يتأكد بأن الملخص يقدم رسالة واضحة حول الدراسة، وأهدافها، وأسئلتها، وأدواتها، وما إلى ذلك، كما يجب التأكد من تنظيم الملخص حسب شروط المجلة، أغلب المجلات تعتمد التنسيق التالي بالنسبة للملخصات:

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على ……..واستخدم الباحث المنهج….. لتحقيق أهداف الدراسة، وكانت …… أداة الدراسة، التي تم تطبيقها على عينة بلغ قوامها (….) …..، وكشفت نتائج الدراسة أن ………….، وبناءً على النتائج تقترح الدراسة (أو يوصي الباحث) بعدد من التوصيات، أهمها، ……………

  • يجب أن تتم كتابة الملخص باللغتين العربية والإنجليزية.

 

“الملخص هو أول قسم في البحث العلمي، يذكر فيه الباحث بإيجاز، أهداف الدراسة، والمنهجية المتبعة، وأدوات الدراسة، وأهم النتائج والتوصيات، ولا يحتوي الملخص على أي مراجع.”

وبعد قراءة المقدمة، يتوقع أن تصبح الغاية من الدراسة واضحة تماماً، وإلا فهناك مشكلة في صياغة المقدمة، وينبغي على المحكم أن يشير إلى ذلك في ورقة المراجعة التي يقوم بإعدادها.

سؤالٌ آخر يجب أن يطرحه المحكم على نفسه، هل تتطابق التصورات أو الفرضيات في المقدمة مع الاستنتاجات في نهاية الدراسة؟ على المحكم أن يكون قادراً على معرفة ذلك خلال عمله على تحكيم البحث، بعد ذلك سيكون لديه على الأرجح انطباع أولي عما إذا كانت الورقة تستحق النشر أم لا. ولكن لا يمكن الجزم بأن الدراسة لا تستحق النشر بناءً على مراحل تحكيم الأبحاث الأولية، لذلك يجب أن يتم تحكيم الأبحاث العلمية بشكل كامل قد إعطاء حكم نهائي.

 

الخطوة الثالثة: المراجعة تفصيلية: (المنهجية والأدوات والنتائج)

في هذه المرحلة من مراحل تحكيم الأبحاث العلمية يقوم المحكم بتقييم ومراجعة قسم منهجية الدراسة، والأدوات المستخدمة، وتعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات تحكيم الأبحاث العلمية، حيث أنها تبرز مدى جودة الدراسة، وتجيب على سؤال (هل الدراسة تستحق النشر أم لا؟) بدقة عالية، وفيها يراجع المحكم، ما يلي:

 

  1. عملية جمع البيانات: هل تم جمع البيانات بشكل موثوق؟ هل قدم الباحث أدلة على صدق وثبات العينة الخاصة بدراسته؟ هل التزم بأخلاقيات البحث العلمي أثناء جمع البيانات؟

 

  1. منهجية الدراسة: هل المنهجية التي اتبعها الباحث ملائمة لأغراض البحث الذي يجريه؟ هل اتبع المنهجية بشكل كامل وصحيح؟ هل نجح الباحث في استخدام المنهجية؟

 

  1. تحليل البيانات: هل تم استخدام الإحصائيات بطريقة مناسبة؟ هل يتم تقديم البيانات الأولية بطريقة يمكنك من خلالها معرفة ما إذا كانت الطريقة الإحصائية كافية ام لا ؟ هل يتم توزيع البيانات بشكل طبيعي بحيث تدفع الانحرافات المعيارية؟ هل تتم مناقشة القيم المتطرفة والقيم الحرجة؟

 

  1. النتائج: هل تم تقديم النتائج بحيث يمكن ملاحظة أهميتها بسهولة؟ وهل النتائج عالية الدقة والمصداقية بحيث يمكن للقارئ تصديقها والقول بصحتها؟ غالباً ما يطلب المحكمين المزيد من التفاصيل حول النتائج في هذا القسم من المراجعة.

 

  1. الأشكال: يركز المحكمين في الغالب على دقة الأشكال، وتناسق أرقامها، ووضوح الشرح أسفل كل شكل.

 

  1. الجداول: هل جميع المدخلات في الجداول ضرورية لفهم الدراسة بشكل أفضل؟

 

  1. المناقشة: لاحظ أن قسم المناقشة يعطي للدراسة سمة أكاديمية رسمية، وأصيلة، حيث أن قسم المناقشة يشكل حلقة علمية تربط جميع محتويات الدراسة مع بعضها البعض، ولتحكيم هذا القسم، يجب أن يطرح المحكم على نفسه أسئلة مثل: هل استطاع الباحث شرح النتائج وتفسيرها، وهل يمكن ربط المناقشة بفرضيات الدراسة؟ وفي العادة يطلب المحكمون المزيد من الشرح والتفصيل في قسم المناقشة.

 

  1. المراجع:

يجب أن يتم تحكيم قسم المراجع، بناءً على الأسئلة التالية:

  • هل جميع الاقتباسات والاستشهادات موثقة في قائمة المراجع؟
  • كما عدد المراجع؟ (يجب أن يكون هناك على الأقل 25 مرجع).
  • هل وازن الباحث بين المراجع القديمة والحديثة؟
  • هل جميع المراجع موثقة بنفس الطريقة؟
  • هل هناك مراجع غير واضحة أو غير كاملة؟
  • هل وثق الباحث المصدر الأصلي، أم وثق مصدر آخر مذكور فيه الاقتباس؟

 

  1. مشاكل اللغة: يجب أن تكون الكتابة أكاديمية في المقام الأول، أما اللغة فيجب أن تكون سليمة نحوياً وإملائياً بدون أخطاء، مع التركيز على الروابط بين الجمع وعلامات الترقيم وما إلى ذلك، ويقترح المحكمون أحياناً أن يتم عرض الدراسة على مدقق لغوي مختص.

 

“قد يشعر الباحث بالحرج أو الإهانة عند قيام المحكم بالإشارة إلى الأخطاء اللغوية ضمن عملية تحكيم الأبحاث العلمية، لذلك من الأفضل أن يقترح المحكم عرض الدراسة على مدقق لغوي دون الإشارة إلى الأخطاء اللغوية.”

 

 

توصيات عامة أثناء القيام بعملية تحكيم الأبحاث العلمية

  1. تأكد من أن تقييمك النهائي يتوافق مع ما كتبته في ورقة المراجعة؛ خاصة إذا كان قرارك حاسم، كالرفض، أو القبول بدون طلب تعديلات.

 

  1. من المؤكد أن توصيتك ستكون واحدة من هذه الخيارات: الرفض (يجب شرح السبب)، أو القبول النهائي بدون طلب تعديلات (نادراً ما يتم قبول الأبحاث من أول مرة دون طلب تعديلات)، القبول مع طلب تعديلات جوهرية أو ثانوية (على المحكم أن يحدد نوع التعديلات المطلوبة، مع ضرورة إبلاغ المجلة برغبته في إكمال التحكيم أم لا).

 

  1. الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات الواردة في الدراسة التي يتم تحكيمها.

 

 

طالع أيضاً: أهمية البحث العلمي.

 

تحكيم الأبحاث العلمية

تحكيم الأبحاث العلميةتحكيم الأبحاث العلمية