يقع خليج العقبة في شمال البحر الأحمر، ويتميز بموقعه الاستراتيجي والتنوع البيولوجي الفريد. يبلغ طول الخليج1 160 كم وعرضه 24 كم، وهو يعتبر موردًا اقتصاديًا مهمًا للدول المطلة عليه. يضم الخليج1 حوالي 110 من أجناس المرجان الناعم وحوالي 120 جنسًا من المرجان الصلب، بالإضافة إلى أكثر من 1,000 نوع من الأسماك، مما يجعله وجهة مثالية للغوص والسياحة البحرية. كما أن معدل درجة حرارة المياه في الخليج تبلغ1 23 درجة مئوية، مما يسمح بممارسة الأنشطة البحرية على مدار العام.
أهم المعلومات الرئيسية
- يقع خليج العقبة في شمال البحر الأحمر
- يتميز بتنوع بيولوجي فريد للشعاب المرجانية والأسماك
- يبلغ طوله 160 كم وعرضه 24 كم
- يضم أكثر من 1,000 نوع من الأسماك
- درجة حرارة المياه المعتدلة تسمح بممارسة الأنشطة البحرية طوال العام
الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية لخليج العقبة
خليج العقبة هو موقع جغرافي استراتيجي هام يقع شرق شبه جزيرة سيناء في مصر وتطل عليه أربع دول رئيسية هي مصر، إسرائيل، الأردن والسعودية2. يمتد الخليج من مضيق تيران جنوبًا إلى وادي عربة شمالاً بطول يتراوح بين 160 كيلومترًا3، وعرضه يصل إلى حوالي 24 كيلومترًا في أوسع نقطة3. المساحة الإجمالية للخليج تبلغ 239 كيلومتر مربع2، بينما يبلغ عمقه الأقصى 1,850 مترًا تحت سطح البحر والعمق المتوسط 925 مترًا2.
الدول المطلة على الخليج
خليج العقبة له موقع استراتيجي حيوي حيث يمتد بين أربع دول تطل عليه وهي مصر، إسرائيل، الأردن والسعودية2. بالنسبة للمدن الواقعة على الخليج، تعتبر كل من طابا في مصر، العقبة في الأردن، وإيلات في إسرائيل منافذ تجارية استراتيجية مهمة2. مدينة العقبة في الأردن هي المنفذ البحري الوحيد للبلاد على خليج العقبة4.
الخصائص الجغرافية للخليج
خليج العقبة يعتبر جزءًا من الوادي المتصدع الكبير، وهو يمتاز بمياه عميقة وموقع جغرافي مميز ما ساهم في تعزيز التنوع البيولوجي فيه3. يوجد حوالي ثلاثين جزيرة في خليج العقبة، أبرزها جزيرة تيران وجزيرة صنافير4. وتُعتبر الشعاب المرجانية في خليج العقبة من أكثر الشعاب تنوعًا واستدامة في العالم3.
التطور التاريخي للمنطقة
تم رسم الحدود الدولية حول رأس الخليج في عام 1906، وشهدت المنطقة تطورًا كبيرًا في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد احتلت إسرائيل مدينة أم الرشراش (إيلات) على خليج العقبة لتكون قاعدة لها على البحر الأحمر4. إلا أن مياه خليج العقبة ما زالت مياهًا عربية تُشترك فيها الأردن، مصر، والسعودية4.
بشكل عام، يعتبر خليج العقبة موقعًا جغرافيًا واستراتيجيًا بارزًا على البحر الأحمر، حيث يربط بين ثلاث قارات ويُعد ممرًا بحريًا مهمًا4. وتُعد المدن الرئيسية على الخليج مراكز تجارية وسياحية هامة، مثل مدينة العقبة التي تُعتبر أكبر مدينة على الخليج من حيث عدد السكان243.
التنوع البيولوجي في خليج العقبة
خليج العقبة، الذي يَضُم أكثر من 450 نوعًا من الأسماك5 والعديد من الكائنات البحرية الأخرى، يُعَدُّ موطنًا لتنوع بيولوجي فريد. يُزَيِّنُ هذا الخليج مرجانٌ ناعمٌ وصلبٌ، حيث يوجد حوالي 110 من أجناس المرجان الناعم و120 جنسًا من المرجان الصلب5. تساهم المياه الدافئة والصافية والتيارات الخفيفة في هذه المنطقة في توفير بيئة مثالية لنمو هذه الكائنات البحرية الأخاذة.
النظام البيئي البحري
بالرغم من هذا الغنى البيولوجي، يُواجِهُ النظام البيئي البحري في خليج العقبة بعض التحديات. فالصيد الجائر والنشاطات الصناعية وممارسات الغوص غير المسؤولة تُشَكِّلُ تهديدًا للحياة البحرية في هذه المنطقة5. وللتصدي لهذه المخاطر، تم إنشاء محمية بحرية في العقبة تغطي مساحة تقارب 2.45 كيلومترًا مربعًا، وهي تُمَثِّلُ حوالي 2.6% من إجمالي المساحة المائية الأردنية5.
هذه المحمية البحرية تُعَدُّ موطنًا لـ 176 نوعًا من الشعاب المرجانية5، بما في ذلك 157 نوعًا من المرجان الصلب وصنف واحد من المرجان الناعم وثلاثة أنواع من المرجان الناري. كما تضم أيضًا 18 جنسًا من طحالب القاع، وثلاثة أنواع من الطحالب البحرية، وما يصل إلى 507 نوع من الأسماك من 109 عائلة5.
هذا التنوع البيولوجي البحري الغني يُسَلِّطُ الضوء على أهمية هذه المنطقة وضرورة حمايتها. وتعمل الجهود الحكومية على تنفيذ برامج حماية للأنواع المُهَدَّدَة مثل سلحفاة هوكسبيل والحوت من نوع بريد5، بالإضافة إلى مشاريع بحثية وبرامج تعليمية بيئية في المستقبل القريب.
«يُعَدُّ خليج العقبة موطنًا لتنوع بيولوجي بحري فريد، ويتطلب المزيد من الجهود لحمايته من التهديدات البيئية المختلفة.»
وفي هذا الإطار، تم اختيار خليج العقبة كموقع لدراسة التنوع البيولوجي للكائنات الحية الدقيقة، بتمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 3 ملايين يورو6. ويقوم الفريق الأردني بدراسة أنواع ومصادر الملوثات في بيئة خليج العقبة، بهدف إيجاد حلول للتلوث البيئي في البحر المتوسط والخليج6.
هذه الجهود البحثية والحماية البيئية ستُسَاهِمُ في الحفاظ على هذا النظام البيئي البحري الفريد والمتنوع، والذي يُمَثِّلُ إرثًا طبيعيًا مهمًا لمنطقة خليج العقبة.
الثروة السمكية وتحديات الصيد
على الرغم من الموقع الاستراتيجي المميز لخليج العقبة، فإن إنتاج الثروة السمكية هناك يواجه تحديات كبيرة. يقدر عدد الصيادين المسجلين رسميًا في منطقة العقبة بحوالي 100 صياد7، بالإضافة إلى نحو 300 صياد هاوٍ يعتمدون على الصيد التقليدي كمصدر رئيسي للرزق في المياه الإقليمية الأردنية بالقرب من العقبة والتي تمتد إلى نحو اثني عشر ميلاً7. ويكتسب هذا النشاط أهمية خاصة حيث يمتد الشريط الساحلي لخليج العقبة على مسافة 27 كيلومترًا7.
إلا أن الإنتاج السمكي السنوي في المنطقة لا يتعدى 80 إلى 120 طن فقط7، مما يعني أن نحو 90% من احتياجات السوق في العقبة يتم تلبيتها من خلال الاستيراد من مصر وعمان وتركيا7. وفي حوالي 84% من الحالات، يتم الصيد في ثلاثة مواقع محددة فقط7. وتواجه الصيادون في المنطقة صعوبات في الحصول على تصاريح الصيد، بالإضافة إلى محدودية مساحات الصيد المسموح بها والتي لا تتجاوز 4 كيلومترات7.
وفي هذا السياق، تؤكد الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية (JREDS) على وجود أكثر من 510 نوع من الأسماك في خليج العقبة7، منها نحو 50% من أنواع الأسماك المرتبطة بالشعاب المرجانية7. وقد تم توثيق أنواع نادرة ومهددة مثل سمكة نابليون والسلاحف البحرية وسمكة الخفاش7. كما تشير التقارير إلى أن حوالي 60% من أنواع الشعاب المرجانية الصلبة في المنطقة معرضة للخطر8.
ويشير مسؤولو السلطة الإدارية لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة إلى أن تقليل مساحات الصيد كان لاعتبارات اقتصادية وسياحية وأمنية لحماية حياة وسلامة الصيادين7. ويجري حالياً بحث إمكانية توسيع المناطق المخصصة للصيد لتحسين أوضاع الصيادين7، كما تتوقع عقد اجتماع مشترك بين الجهات المعنية لمناقشة تعزيز قدرات الصيادين من خلال توفير المعدات والتدريب والتوعية القانونية7.
وفي هذا الإطار، تقدر السلطة الإدارية لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومؤسسة تنمية العقبة مشروعًا بقيمة 3 ملايين دينار أردني لتحسين أوضاع معيشة الصيادين في المنطقة7. ويعكس هذا الاهتمام الحكومي الجهود المبذولة لتطوير قطاع الصيد وإدارة الثروة السمكية بشكل مستدام في خليج العقبة.
ونظرًا لتعاظم التحديات التي يواجهها قطاع الصيد في خليج العقبة، يقترح الخبراء التحول إلى الاستزراع السمكي كخيار بديل لتعزيز الإنتاج السمكي وتأمين احتياجات السوق المحلية. وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة لقطاع الثروة السمكية في المنطقة.
جهود حماية البيئة البحرية والتنمية المستدامة
سلطة منطقة العقبة الخاصة تقوم بتنفيذ مشاريع قيّمة لحماية البيئة البحرية وتحسين أوضاع الصيادين بقيمة تصل إلى 3 ملايين دينار9. كما تعمل الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية على رفع الوعي القانوني والتشريعي للصيادين حول القوانين البحرية والمحافظة على الموارد السمكية9.
القانون الأردني يحظر صيد الأسماك المهددة بالانقراض مثل السلاحف والأسماك القرش، مع فرض عقوبات صارمة تصل إلى الحبس لمدة سنة وغرامة قد تصل إلى 5,000 دينار9. لقد تم تسجيل 3 أنواع من السلاحف البحرية و8 أنواع من أسماك القرش المهددة بالانقراض في منطقة خليج العقبة ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض9.
المبادرات البيئية
تنظم الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية العديد من المبادرات والحملات التوعوية لرفع الوعي البيئي، مثل فعاليات الأسبوع البيئي السياحي العاشر التي تم تنظيمها في العقبة9. كما تعمل الجمعية بالتعاون مع الجهات الحكومية كسلطة منطقة العقبة الخاصة والمؤسسات الداعمة مثل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة على برامج لحماية البيئة البحرية وتعزيز التنمية المستدامة9.
أحد هذه المبادرات هي “بيئتنا وسياحتنا تستحق ذلك” والتي تهدف إلى زيادة الوعي بالقيمة الاجتماعية والاقتصادية والإيكولوجية للسياحة9. وتشمل هذه المبادرة عروضًا وندوات بيئية قدّمها ممثلون عن فرع الجمعية في المنطقة وشركات داعمة لحماية البيئة البحرية9.
التشريعات والقوانين البحرية
تتميز منطقة خليج العقبة بتنوع بيولوجي بحري كبير، مع وجود 12 نوعًا من الحشائش البحرية في البحر الأحمر، منها 10 أنواع في المياه الأردنية10. كما يوجد حوالي 1,280 نوعًا من الأسماك في البحر الأحمر و542 نوعًا في الخليج العربي، بما في ذلك 44 نوعًا من أسماك القرش المسجلة في المنطقة10. وتم تسجيل 16 نوعًا من الثدييات البحرية في المياه الإقليمية السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي10.
للحفاظ على هذا التنوع البيولوجي البحري الغني، قامت الحكومة الأردنية بإنشاء محمية خليج العقبة البحرية، وتنفذ برامج مراقبة وبحوث علمية وحملات توعية وإشراك المجتمع المحلي9. كما تعمل المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الربحية بشكل وثيق للحفاظ على البيئة البحرية وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة9.
“إن حماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاون جميع الأطراف المعنية لضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.”
وتشمل الجهود المشتركة مبادرات وطنية طموحة مثل زراعة 200 مليون شجرة مانجروف بحلول عام 2030 وصولًا إلى 1.4 مليار شجرة بحلول عام 210010. كما قامت شركة البحر الأحمر الدولية بإطلاق برنامج لزراعة الأعشاب البحرية في البحر الأحمر لإنقاذ وتعزيز مروج الأعشاب البحرية109.
الخلاصة
خليج العقبة هو ثروة طبيعية فريدة من نوعها تتطلب جهودًا متضافرة للحفاظ عليها والحفاظ على11 توازنها البيئي. يجب الموازنة بين التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة البحرية، مع إيلاء اهتمام خاص لـ12 الآثار البيئية السلبية للتلوث النفطي والحفاظ على13 أمن الممرات البحرية للدول المطلة. تعزيز التعاون الدولي والإقليمي بين هذه الدول ضروري لضمان استدامة الموارد البحرية وتطوير11 السياحة البيئية والاستزراع السمكي المستدام، مما يساهم في حل التحديات الاقتصادية والبيئية.
في هذا السياق، يبقى البحث العلمي والمراقبة البيئية أمرًا حيويًا لـ12 فهم أفضل للنظام البيئي البحري وحماية الثروة السمكية. كما أن تعزيز13 التشريعات والقوانين البحرية يلعب دورًا محوريًا في ضمان الاستغلال الأمثل والمستدام لهذه الموارد الطبيعية الهامة.
بالتالي، يجب على الجهات الحكومية والمنظمات المعنية بذل جهودًا مشتركة لصياغة رؤية متكاملة لـ11 التنمية المستدامة في خليج العقبة، مع التركيز على الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.
FAQ
What is the location and geographic characteristics of the Gulf of Aqaba?
Which countries border the Gulf of Aqaba?
What is the marine biodiversity of the Gulf of Aqaba?
What are the challenges facing the fishing industry in the Gulf of Aqaba?
What efforts are being made to protect the marine environment in the Gulf of Aqaba?
روابط المصادر
- خليج العقبة – https://kenanaonline.com/users/redsea5/posts/227102
- خليج العقبة – https://ar.wikipedia.org/wiki/خليج_العقبة
- موقع خليج العقبة في البحر الأحمر – https://www.arb6.com/موقع-خليج-العقبة-في-البحر-الأحمر/
- خليج العقبة في القانون الدولي – حُماة الحق- محامي الأردن – https://jordan-lawyer.com/2021/08/07/the-gulf-of-aqaba-in-international-law/
- الأردن ينشئ أول محمية بحرية له في خليج العقبة – https://www.aljazeera.net/science/2020/12/22/الأردن-ينشئ-أول-محمية-بحرية-له-على-خليج
- اختيار العقبة لدراسة التنوع البيولوجى للكائنات الحية الدقيقة – http://www.jordanzad.com/print.php?id=49811
- صيّادو العقبة بين حصارين: التعليمات والشريط الضيق-صور – https://alghad.com/Section-156/تحقيقات/صيادو-العقبة-بين-حصارين-التعليمات-والشريط-الضيق-صور-726909
- النفايات تهدد الثروة السمكية والمرجانية في العقبة – صور – https://alghad.com/Section-156/تحقيقات/النفايات-تهدد-الثروة-السمكية-والمرجانية-في-العقبة-صور-41899
- ندوة عن دور البيئة في تنمية السياحة في محمية العقبة البحرية – https://www.addustour.com/articles/1368369-ندوة-عن-دور-البيئة-في-تنمية-السياحة-في-محمية-العقبة-البحرية
- مبادرات سعودية لمواجهة التحديات والتصدي للتلوث البحري – https://www.alwatan.com.sa/article/1150731
- جزيرة تيران – المعرفة – https://www.marefa.org/جزيرة_تيران
- مخاوف أردنية من تضرر خليج العقبة من كارثة صافر | الخلاصة نت – https://khlaasa.net/896668
- أمن الممرات المائیة العربیة نسخه متنی – https://library.tebyan.net/fa/Viewer/Text/114433/2