الجمعة, أبريل 19, 2024
spot_img
Homeالمدونةكيفية التعامل مع رفض نشر الأبحاث من المجلات العلمية

كيفية التعامل مع رفض نشر الأبحاث من المجلات العلمية

كيفية التعامل مع رفض نشر الأبحاث من المجلات العلمية

إن رفض نشر الأبحاث من قبل المجلات العلمية المحكمة، هو أمر وارد، ويمكن أن يحدث لأي باحث، خاصةً إذا كانت المجلة تفرض شروطاً ومعاييراً أكاديمية صارمة للنشر العلمي، وهذا ليس أمراً سيئاً على الإطلاق فهو يعطي الباحث فرصة ثمينة لإعادة تطوير وتحسين دراسته ليتم قبولها في تلك المجلات العلمية الدولية، وهذا أفضل بكثير من أن يتم قبول الدراسة في مجلة علمية غير معتمدة أو مزورة، لذلك يجب على الباحثين أن يختاروا مجلة علمية مفهرسة ومعتمدة لينشروا أبحاثهم فيها، حتى لو كان لديهم بعض الشك أنه سيتم رفض الدراسة.

ورفض نشر الأبحاث لا يعني بالضرورة أن البحث سيء للغاية، أو يفتقر للقيمة العلمية، إنما يعني أن البحث يحتاج إلى بعض التحسينات التي سيشير إليها المحكمون بالطبع ليقوم بها الباحث، ويعيد إرسال الدراسة مرة أخرى.

توفر المجلات المعتمدة والمفهرسة دولياً الشروط والمعايير الخاصة بها من خلال نشرها في صفحة مستقلة، ليتمكن الباحث من وضع دراسته في الإطار المعياري للمجلة بسهولة، وبذلك يزيد من فرصة قبول دراسته لدى تلك المجلات.

 

شروط ومعايير النشر في المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث

 

إن الخطوة الأهم التي يجب اتخاذها في حالة رفض نشر الأبحاث هي عدم الاستسلام، وتجنب الأفكار السلبية والإحباط، والإيمان بالمحتوى العلمي الفريد للدراسة، فهذه الثقة كفيلة بأن تحدث تغييراً جذرياً في الدراسة حتى وإن كانت الدراسة ضعيفة بالفعل! وتحولها إلى مرجع علمي مميز، كما يجب على الباحث أن يتجنب عرض دراسته على غير المتخصصين حيث أن آراءهم قد تكون هدامة للغاية، أو من الممكن أن يمدحوا العمل بانحياز شديد مراعاة لمشاعر الباحث، وفي الحالتين هم يضرون الباحث، وبناءً على ذلك يجب أن يرسل الباحث دراسته إلى المجلة التي اختارها مباشرةً حتى لا تكثر الآراء ووجهات النظر فيصاب بالإحباط، وربما يترك الدراسة.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تظهر نتيجة التحكيم من المجلة، فعليك التحلي بالصبر، وترك المحكمين يقومون بعملهم، وبعد ظهور النتيجة، لا تشعر بالسوء الشديد، أو الاكتئاب إذا تم رفض الدراسة، فكما أسلفنا في هذا المقال، إن رفض الأبحاث العلمية هو فرصة لتطوير وتحسين الأبحاث وتعزيز قيمتها العلمية.

والرفض كما وصفه كاتب الخيال العلمي اسحاق أسيموف (Isaac Asimov)، هو تمزيق للروح مهما تمت صياغته بلباقة وأدب. وهذه ليست دعوة من أسيموف للاستسلام والاحباط والغرق في الأفكار السلبية، بل تحفيز وتشجيع للكتاب والمؤلفين والباحثين أيضاً، لإخراج أفضل ما لديهم وإثبات أن أعمالهم تستحق النشر.

لذلك يجب على الباحث أن يتحلى بالصبر وأن يعيد النظر في جميع جوانب دراسته، وأن يراجع توصيات المحكمين بتروي وعناية حتى يتمكن من الحصول على القبول في المرة القادمة التي سيعيد فيها إرسال الدراسة للمجلة العلمية.

 

أرسل بحثك للتحكيم والنشر في المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث

 

وسنضع في هذا المقال أربع طرق فعالة لاستعادة الاندفاع والطموح نحو النجاح، والتمكن من نشر الدراسات، ووضعها حيث تستحق أن تكون، وهذه الخطوات هي:

 

أولاً: خذ نفساً عميقاً، وفكر بإيجابية.

هناك بعض النقاط المهمة التي يجب توضيحها قبل أن نكمل، وهي:

  1. بعض المجلات العلمية المفهرسة دولياً تعتبر رفض نشر الأبحاث خطوة أولى من خطوات نشر الأبحاث، حتى يقوم الباحث ببذل أقصى الوسع في إخراج دراسته بصورة مثالية للغاية، وبالتأكيد يقبلون الدراسة حين يرسلها الباحث في المرة الثانية.

 

  1. إن رفض نشر الأبحاث لا يعني بالضرورة أنها تستحق التمزيق، فهناك عوامل عديدة من الممكن أن تدفع المجلات العلمية لرفض الدراسة، على سبيل المثال: الدراسة غير مناسبة لتلك المجلة من حيث التخصص، أو هناك بعض العيوب المنهجية في الدراسة يجب على الباحث مراجعتها وتدقيقها. لذلك تأكد من تخصصات المجلة قبل أن ترسل دراستك، وراجع منهجية الدراسة وأدواتها، ولا بأس إن قمت بتلك المراجعة بمساعدة أحد المتخصصين.

 

  1. إن وظيفة المحكم هي نقد الأبحاث حسب معايير دقيقة للغاية، فلا تشعر بالإهانة أو السوء إذا كانت تعليقات المحكمين قاسية بعض الشيء، فإنها في نهاية المطاف لمصلحتك أنت! فلا تأخذ الأمور على محمل شخصي، فحتى الدراسات التي يتم قبولها تعود إلى أصحابها ببعض الحبر الأحمر، والملاحظات القاسية.

 

(إن من يقوم بمجاملتك وتعظيم أعمالك بصورة خرافية، سيشعرك بأن عملك مثالي وأنك لا تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحقيق، وبالتالي سيمنع تطورك!).

 

  1. إذا لم يحالفك الحظ في المرة الأولى، حاول مجدداً، فهناك سرٌ أنت لا تعرفه، أن الحظ قد يلعب دوراً كبيراً في عملية تحكيم الأبحاث وقبولها.

 

وفي النهاية، خذ نفساً عميقاً، وأبقِ ذقنك مرفوعة وتعلم كيف تتأقلم مع رفض نشر الأبحاث العلمية، أو كما قال المؤلف تشاك ونديغ (Chuck Wendig) ببلاغة:

“الرفض يصقلنا، أولئك الذين يقعون فريسة لمخالبه الأبدية المهلكة للروح محكوم عليهم بالفناء، أما أولئك الذين يحاربونه هم الناجون. الأفضل أن تسأل نفسك: أي نوع من الكُتاب أنت؟ النوع الذي ينجو؟ أو النوع الذي يختنق بمخالب الرفض؟ “

ونفس السؤال يجب على الباحث أن يسأله لنفسه، هل سأنجو، أم سيخنقني الرفض!

 

( تذكر: كل رفض يجعلك تقترب خطوة من القبول.)

 

ثانياً: راجع تعليقات المحكمين، بتروي وعناية.

هذا هو الجزء الأصعب بعد رفض نشر الأبحاث: مراجعة توصيات المحكمين وتعليقاتهم.

قد يكون هذا صعبًا للغاية لأي باحث مهما كان مستواه، فلا أحد يحب أن يتم إظهار جميع عيوب عمله مرة واحدة وبشكل لاذع، خاصةً في البحث العلمي، حيث يمضي الباحث شهوراً وربما سنيناً في إعداد الدراسة، فبالتأكيد سيشعر بالاستياء، ولكن يجب أن يعلم أن كل هذا لمصلحته ولوضع دراسته في مكان يليق بجهده وعناءه من أجل إنجاز الدراسة، ونشرها حيث تستحق أن تكون.

على الباحث ألا يستهين بخبرة المحكمين، وأن يركز في كل كلمة، حتى ينجح في إجراء التعديلات اللازمة بكفاءة وفاعلية، ومن الجدير بالذكر أن جميع الباحثين الذين تم رفض أبحاثهم في البداية، ثم قاموا بتعديلها حسب توصيات المحكمين، عندما قاموا بمقارنة النسخة الأولى من الدراسة قبل التعديل، بالنسبة المعدلة، شعروا بالفرق، وبالامتنان للمحكمين الذين ساعدوهم على الوصول إلى هذه المرحلة.

 

(ليس من الحكمة أن تتجاهل توصيات المحكمين، فهم لا يريدون لك الفشل! بل يريدون لك نجاحاً ساحقاً، لذلك هم يهتمون بكل صغيرة وكبيرة.)

 

من المهم جداً أن يقوم الباحث بمراجعة دراسته من حيث اللغة، والتنسيق قبل إرسالها للمجلات العلمية، ليتأكد من أن رفض نشر الأبحاث جاء نتيجة لخلل جوهري في الدراسة، وليس مجرد مشاكل لغوية، وبالتالي سيستطيع التركيز على ذلك الخلل، عوضاً عن التشتت في تعديل الأخطاء الإملائية.

وفي النهاية، يجب أن تنظر إلى تعليقات وتوصيات المحكمين على أنها هدية ثمينة، يجب عليك ألا تتركها وتمضي، بل أن تنظر إليها بعين موضوعية ومحايدة بعيداً عن المشاعر الشخصية، ثم بعد ذلك، أن تقوم بإجراء جميع التعديلات المشار إليها من قبل المحكمين.

 

ثالثاً: راجع النسخ الأولية للدراسة.

إن رفض نشر الأبحاث لا يعني أن على الباحث أن يجري بعض التعديلات البسيطة على دراسته، كإعادة صياغة بعض الفقرات، أو حذفها، وغيرها من التعديلات التي قد يظن الباحث أنها ستخدع المحكمين وتجعلهم يقبلون الدراسة، عوضاً عن ذلك يجب على الباحث أن يقوم بمراجعة جميع النسخ الأولية للدراسة، وذلك للقيام بتغييرات وتعديلات جذرية على الدراسة، بعد ذلك يمكن للباحث أن يعيد تقديم الدراسة للمجلة العلمية ليتم تقييمها مرة أخرى.

(إن التعامل مع رفض نشر الأبحاث هو مهارة بحد ذاته، تمكن الباحث من تطوير مهاراته الأخرى.)

 

رابعاً: تحلى بالصبر، واجعل لديك أمل.

عليك أن تؤمن بنفسك، وتذكر دائماً أنه مهما تعرضت للرفض، فإن دراستك سيتم نشرها في نهاية المطاف لا محالة، طالما تحليت بالصبر والثقة بالقيمة العلمية لدراستك.

قد يتم رفض نشر الأبحاث مرة واحدة، أو عشر مرات، وهذا ليس مهماً، المهم هو المثابرة والاجتهاد حتى تصل إلى شعور الرضا، بعد أن ترى دراستك منشورة في مجلة علمية مرموقة. بالإضافة إلى ذلك، تذكر أنك لست وحدك، فأكاديميين كبار يتم رفض دراساتهم أيضاً، كما أن العديد من الدراسات العظيمة التي أضافت الكثير للعلم والمعرفة، قد تم رفضها في البداية، لذلك يجب التعامل مع رفض نشر الأبحاث العلمية كخطوة وليس كعقبة.

 

طالع أيضاً: 10 نصائح لكتابة مقدمة البحث العلمي.

 

رفض نشر الأبحاث

رفض نشر الأبحاثرفض نشر الأبحاث

 

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة