التأثير الناتج عن الطلاق على الأطفال يكون متباينًا ومختلفًا حسب طبيعة كل طفل، ونضجه، وعمره1. فالبعض من الأطفال يشعرون بالحزن والأسى والاكتئاب نتيجة للانفصال،1 بينما آخرون يعانون من القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر في أسباب انفصال والديهم1. كما قد يظهر خلل في قدرتهم على التواصل بسبب الطلاق1. وتُشير الإحصائيات إلى أن نصف الأطفال في المملكة المتحدة يعانون من تبعات طلاق آبائهم،2 وفي عام 2001 كان هناك حوالي 147,000 طفل يعيشون مع آبائهم المطلقين، بربع هذا العدد تحت سن الخامسة2.
النقاط الرئيسية:
- الطلاق له تأثير كبير على الأطفال نفسيًا واجتماعيًا
- نصف أطفال المملكة المتحدة يعانون من تبعات طلاق آبائهم
- الأطفال يواجهون صعوبة في التكيف مع الوضع الجديد بعد الطلاق
- الأطفال قد يشعرون بالحزن والقلق والذنب نتيجة الطلاق
- درجة تأثر الأطفال تختلف حسب عوامل كالعمر وطريقة الانفصال
التأثيرات النفسية والعاطفية على الأطفال بعد الطلاق
عندما يواجه الأطفال طلاق والديهم، يمرون بتجربة صعبة وحزينة. قد يشعرون بمشاعر الخسارة والفقدان لحياتهم بأكملها بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40%3، ويشعرون بالقلق حيال البقاء وحدهم بنسبة 25%3. تنشأ أيضًا مشاعر الغضب والحقد نحو أحد الوالدين لدى 20% من الأطفال3، الذين يعتقدون أنه السبب في الانفصال.
مشاعر الحزن والقلق عند الأطفال
الأطفال الذين يعانون من انفصال الوالدين قد يظهرون سلوكًا مضطربًا بنسبة تصل إلى 30%، مثل الانطواء وصعوبة التركيز في الدراسة3. كما قد يشعرون بالحزن والقلق الشديد، حتى لو كان الطلاق هو الخيار الأفضل للآباء. وفقًا لدراسة أجريت في جامعة فيرجينيا، والتي استمرت 25 عامًا وشملت 140 عائلة، يعاني نحو 20-25% من الأطفال الراشدين الذين تعرضوا لطلاق الآباء من مشكلات عاطفية وسلوكية خطيرة4.
الشعور بالذنب والمسؤولية
الأطفال الصغار قد يظنون أنهم السبب في انفصال والديهم، وقد يشعرون بالذنب والمسؤولية تجاه ذلك. في المقابل، الأطفال الأكبر سناً قد يشعرون بالقلق والاكتئاب حيال انفصال والديهم. وفي دراسة مقارنة أخرى تجريها جامعة بنسلفانيا ستيت، وُجد أن الأطفال الذين تعرض آباؤهم للطلاق يعانون من ضعف في القدرة على التكيف نتيجة ارتفاع معدلات النزاع بين الوالدين خلال فترة الطلاق4.
صعوبات التكيف مع الوضع الجديد
بعد الطلاق، يواجه الأطفال تحديات في التكيف مع الوضع الجديد وشعور عدم الأمان من احتمال فقدان الوالد الآخر. يُفترض أن تغييرات الطلاق تؤدي إلى اضطرابات عاطفية وسلوكية في الأطفال منذ سن الثانية حتى فترة ما قبل المدرسة، حيث يمكن أن يعانوا من اضطرابات النوم، اضطرابات التعلق، والقلق من الانفصال4. كما قد تظهر علامات الخطر مثل استمرار مشكلات النوم، اضطرابات الشهية، نوبات الغضب المتكررة، وانخفاض الأداء الدراسي4.
على الرغم من هذه التحديات، تشير الدراسات إلى أن أغلب تأثيرات الطلاق تتقلص وتختفي عادة بنهاية السنة الثانية من الانفصال، مع قليل من الأطفال الذين يعانون من مشكلات تستمر على المدى البعيد4. ومع الدعم النفسي والعاطفي المناسب، يمكن للأطفال تخطي هذه المرحلة الصعبة وتطوير مرونة وقدرة على التكيف.
أثر الطلاق على الأطفال
الطلاق له تداعيات عميقة على حياة الأطفال، حيث يؤثر في جوانب متعددة من حياتهم5. الدراسات تشير إلى أن الأطفال يعانون أكثر خلال العام الأول أو العامين الأولين بعد الطلاق6. بعد حدوث الطلاق بين الوالدين، الأطفال يكونون عرضةً للإصابة بمشاكل صحية بنسبة 50% أكثر من الأطفال الذين يعيشون بشكل طبيعي مع والديهم.
6 الأطفال الذين يعيشون مع كلا والديهم أكثر صحة جسديّة بنسبة 20%-35% مقارنةً بالأطفال الذين لا يعيشون مع كلا والديهم6. الاطفال بعد طلاق آبائهم عرضة للإصابة بأمراض مثل الربو، والصداع، ومشاكل النطق. بالإضافة إلى ذلك،6 الأطفال من العائلات المطلقة يعانون من مشاكل خارجية مثل الانحراف والسلوك الاندفاعي أكثر من الأطفال من العائلات المتماسكة.
6 الأطفال بعد حدوث الطلاق يعانون من ضعف التحصيل العلمي، مما يؤدي إلى زيادة تشتيتهم وارتباكهم6. الأطفال الذين حصل والداهم على الطلاق معرضين للانقطاع عن الدراسة الثانوية بمقدار الضعف مقارنةً بالأطفال الذين يعيشون مع كلا والديهم6. الأطفال يمكن أن يعانوا من الشعور بالذنب بعد حدوث الطلاق بين والديهم، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الاكتئاب والإجهاد.
6 طلاق الوالدين قد يجعل الأطفال أكثر عرضة لحدوث الطلاق في المستقبل، ويزيد احساسهم بالخوف من الفشل في العلاقات العاطفية6. الأطفال الذين يتعرض والداهم للطلاق يواجهون صعوبة أكثر في التعامل مع الآخرين وتقليل التواصل الاجتماعي6. الأطفال بعد الطلاق قد يظهرون غضبًا وانفعالات مما يمكن أن يكون تأثيرًا طويل الأمد على نفسيتهم.
7 غالبًا ما تكون الوفيات بين الأفراد المباشرين في العائلة سببًا أقل شيوعًا للتسبب في الشدة، بينما يُعد الطلاق الحدث الأكثر تسببًا في الشدة والتأثير السلبي على الأطفال7. يستمر تأثير الطلاق على الأطفال لمدة تصل إلى سنتين، ما يعني وجود فترة تكيُّف بعد الطلاق.
7 الأطفال الصغار بين 2 و5 سنوات قد يواجهون صعوبة في النوم ونوبات من الغضب نتيجة للطلاق7. الأطفال من 5 إلى 12 سنة قد يشعرون بالحزن والغمّ والغضب الشديد بسبب الطلاق7. المراهقون عرضة للشعور بعدم الأمان والحزن والانخراط في سلوكيات خطرة بعد الطلاق.
7 يحتاج الأطفال إلى التعبير عن مشاعرهم والتواصل مع بالغ يستمع إليهم خلال فترة ما بعد الطلاق لتخفيف التأثير عليهم7. يُشجع الوالدين على الحفاظ على الحوار المفتوح مع الأطفال وتقديم الدعم والثقة خلال فترة ما بعد الطلاق7. يُستردّ معظم الأطفال الإحساس بالأمن والدعم خلال نحو عام من الطلاق إذا تم التكيّف والعمل لتلبية احتياجات الأطفال.
التأثيرات الاجتماعية والأكاديمية
لا يقتصر تأثير الطلاق على الأطفال على الجانب النفسي والعاطفي فحسب، بل يمتد ليشمل جوانب اجتماعية وأكاديمية حساسة8. ففي أعقاب الطلاق، قد يواجه الأطفال صعوبات في التركيز والتحصيل الدراسي نتيجة لتدهور حالتهم النفسية وعدم الشعور بالاستقرار8. كما يميل بعض الأطفال إلى الانطواء والعزلة الاجتماعية كوسيلة لمواجهة المشاعر السلبية التي يعانون منها8.
تراجع المستوى الدراسي
إنَّ الضغوط النفسية والتغيرات الجوهرية في حياة الأطفال جرّاء الطلاق تؤثر سلبًا على مستوياتهم التعليمية8. حيث قد يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبات في التركيز والاستيعاب، مما ينتج عنه تدني في التحصيل الدراسي وارتفاع مخاطر الرسوب أو الغياب المتكرر8.
العزلة الاجتماعية والانطواء
كما يميل بعض الأطفال المتأثرين بالطلاق إلى الانعزال عن محيطهم الاجتماعي والانطواء على أنفسهم،8 بهدف التعامل مع المشاعر السلبية كالحزن والقلق والغضب التي يواجهونها8. وقد يؤدي هذا السلوك إلى صعوبات في بناء علاقات اجتماعية سليمة مع أقرانهم8.
صعوبات في العلاقات المستقبلية
إضافةً إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن أطفال المطلقين قد يكونون أكثر عرضة للطلاق في المستقبل،8 وذلك بسبب فقدان الثقة والشعور بعدم الأمان الذي يعانون منه خلال فترة الطلاق8. ولذا، فإن الدعم المستمر من الأسرة والمجتمع أمر حيوي لمساعدتهم على بناء علاقات صحية وقوية في المستقبل8.
FAQ
ما هي الآثار النفسية والعاطفية للطلاق على الأطفال؟
كيف يؤثر الطلاق على المستوى الدراسي للأطفال؟
ما هي التأثيرات الاجتماعية للطلاق على الأطفال؟
هل هناك تأثير طويل المدى للطلاق على الأطفال؟
ما هي أهم العوامل المؤثرة في درجة تأثر الأطفال بالطلاق؟
روابط المصادر
- تأثير الطلاق على الأطفال – موضوع – https://mawdoo3.com/تأثير_الطلاق_على_الأطفال
- ما هو تأثير إنفصال أو طلاق الأباء علي الأطفال | Translations | Mental Health | Divorce and separation – https://www.rcpsych.ac.uk/mental-health/translations/arabic/divorce-and-separation
- تأثير انفصال أو طلاق الأبوين على الأطفال | الطبي – https://altibbi.com/مقالات-طبية/الصحة-النفسية/تاثير-انفصال-او-طلاق-الاباء-علي-الاطفال-4836
- هل يمكن للأطفال النجاة من انفصال الأب والأم؟ – https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/2022/9/5/هل-يمكن-للأطفال-النجاة-من-انفصال-الأب
- أضرار نفسية يتعرض لها الأطفال عند الطلاق.. فكر فيهم قبل ما تاخد القرار – اليوم السابع – https://www.youm7.com/story/2023/5/11/أضرار-نفسية-يتعرض-لها-الأطفال-عند-الطلاق-فكر-فيهم-قبل/6176820
- أثر الطلاق على الأطفال – موضوع – https://mawdoo3.com/أثر_الطلاق_على_الأطفال
- الطلاق والأطفال – الطلاق والأطفال – دليل MSD الإرشادي إصدار المُستخدِم – https://www.msdmanuals.com/ar/home/قضايا-صحَّة-الأطفال/القضايَا-الاجتماعيَّة-التي-تُؤثِّر-في-الأطفال-وعائلاتهم/الطلاق-والأطفال
- أثر الطلاق على الأطفال – https://i-araby.com/أثر-الطلاق-على-الأطفال/