أسعار النشر في المجلات العلمية
قد يتساءل البعض عن سبب تحديد مجلات نشر الأبحاث أسعاراً معينة للنشر العلمي لديها، فلماذا لا يكون النشر مجانياً؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل هي أن تلك المجلات العلمية، – ونحن هنا نتحدث عن المجلات المعتمدة والمصنفة ضمن قواعد بيانات عالمية، مثل إبيسكو، سكوبس، وغيرها.. – توظف كوادر متخصصة من أجل إتمام عملية النشر العلمي، حيث أن الموضوع ليس عبثاً، هناك ضوابط وشروط ومعايير معينة يجب أن يتم نشر الأبحاث على أساسها، وهذه وظيفة طواقم العمل في المجلات العلمية المعتمدة، كالمحكمين الذين يقومون بتقييم الأبحاث وإعطاء الملاحظات للباحثين كي يصبح البحث مثالياً مؤهلاً للنشر في مجلة علمية دولية مرموقة، كذلك هيئة التحرير، والتي تتألف من، المحررين ومنسقي الأبحاث، ومنشئي المحتوى، والقائمة تطول..
لذلك لابد من أن تكون هناك تكلفة رمزية لتغطي جهود وأتعاب القائمين على تلك المجلات العلمية، أضف إلى ذلك تكاليف موقع المجلة، والصيانة، والتحديثات المستمرة التي تقوم بها المجلات المعتمدة المرموقة من أجل خدمة الباحثين وإدراج أعمالهم البحثية ضمن قواعد بيانات تليق بجهودهم وأصالة أبحاثهم.
وهناك العديد من الضوابط والأسس التي تحكم أسعار النشر في المجلات العلمية، والتي يتم نشرها في العادة داخل مواقع تلك المجلات، ولأن الغاية الأسمى للمجلات المرموقة هي الارتقاء بالبحث العلمي، فيجب التأكيد على أن أسعار النشر يجب أن تكون رمزية.
وإذا لاحظت عزيزي الباحث أن مجلة ما تفرض رسوماً أعلى من الرسوم الرمزية للنشر فإعلم أن أمراً خاطئاً يحدث، وربما تكون المجلة مشبوهة، خاصةً إذا لم تكن مصنفة ضمن قواعد بيانات مشهورة ومعروفة، وكانت إصداراتها قليلة، فهذا يعني أنها مجلة جديدة، ويجب أن تكون تكاليفها أقل من الرمزية! حيث أن هذه المجلات لا تثقلها الإلتزامات والتكاليف الكثيرة؛ كما هو الحال بالنسبة للمجلات العلمية المرموقة، المعتمدة، والمعترف بها دولياً، والتي تبذل أقصى الوسع في خدمة البحث العلمي، والارتقاء به.
والمجلات العلمية المرموقة، هي المجلات المعتمدة والمصنفة التي تحتوي على أبحاث خضعت لعملية تحكيم علمية دقيقة من قبل أساتذة وعلماء كبار ومعروفين، قبل أن يتم نشرها، وعملية التحكيم هذه تشمل تقييم أصالة الدراسة ، ومدى إضافتها وتجديدها للعلوم والمعرفة في مجال محدد، تقييم أهداف الدراسة وأهميتها، ومدى حداثة مشكلتها أو قضيتها، وخلو الدراسة من الأخطاء النحوية وأخطاء الصياغة، وهذه الدقة في النشر العلمي، تؤهل تلك المجلات لأن تصبح معتمدة وموثقة في قواعد البيانات العالمية مثل إبيسكو EBSCO وسكوبس، وغيرها..
ويعد النشر العلمي في المجلات المعتمدة، والمفهرسة في قواعد البيانات العالمية، أمراً بالغ الأهمية، حيث أن نشر الدراسة في مجلة علمية معتمدة دولياً يعطي للدراسة قيمة عالية، ويؤكد على مدى أصالتها، ويعتمدها كدراسة تستوفي شروط البحث العلمي المثالي، ويجب على الباحث ألا يتنازل عن حقه في التأكد من أن المجلة التي سيرسل لها دراسته معتمدة لدى قاعدة بيانات عالمية واحدة على الأقل، لأنه عندما ينشر بحثه في أي مجلة عشوائية قد يضر نفسه حين يقلل من قيمة دراسته بوضعها بين دراسات ضعيفة، وسيسجل ملكيته الفكرية لدراسته من خلال قواعد بيانات لمجلة ضعيفة أو مطموسة، ويراها الباحثون الآخرون كمجلة غير جديرة بالثقة.
- لذا على كل باحث أن يختار مجلة علمية محكمة، ومعتمدة، ومفهرسة ضمن قواعد بيانات عالمية، حتى يضع دراسته في مكانها الصحيح الذي يرفع من شأنها، وليس يطمسها..
يعتقد بعض الباحثون أن ارتفاع أسعار النشر في مجلة ما يعني أنها مجلة أكثر قوة وكفاءة من المجلات الأخرى، وهذا أمرُ خاطئ تماماً، بل أن تلك المجلات باهظة الأسعار، قد تكون مجلات مشبوهة هدفها الأول هو كسب الأموال بأي طريقة، لذا وجب التأكيد على أن المجلات المرموقة تضع أسعاراً معقولة ضمن نطاق التكلفة الرمزية لتغطية جهود طاقم العمل، وتجدر الإشارة إلى أن المجلات ذات التاريخ العريق تبذل جهوداً جبارة وتتحمل إلتزامات كبيرة، وتكاليف أكبر نظراً لاتساع طواقمها وكثرة أعمالها، فيجب مراعاة هذه النقطة إن وجدت عزيزي الباحث أن مجلة عريقة تضع أسعاراً رمزية مرتفعة نوعاً ما، ولكن يجب عليك أن تتأكد من تاريخها وقدمها في خدمة البحث العلمي.
وتتراوح أسعار النشر في المجلات العلمية العربية من 50 دولار إلى 500 دولار، حسب معايير محددة، وأحياناً قد يصل سعر النشر إلى أكثر من 1000 دولار في مجلات محددة من التي تمتلك تصنيفاً عالياً جداً وفي الغالب تكون مجلات عالمية.
ما هي المعايير التي تحدد أسعار النشر في المجلات العلمية؟
ربما يكون هذا التساؤل واحداً من أهم التساؤلات التي يطرحها الباحث أثناء رحلته في البحث عن المجلة العلمية المناسبة، وتقدم لكم المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، الإجابة المثالية لتساؤلكم هذا أعزاءنا الباحثين:
أولاً: مكان صدور المجلة العلمية.
إذا كانت المجلة العلمية تصدر عن جهة رسمية ومعتمدة، كالمراكز القومية للبحوث، والجامعات، وغيرها من المؤسسات العلمية، فهذا يعني أن أسعار النشر لتلك المجلة ستكون أعلى بطبيعة الحال، من أسعار المجلات الأخرى التي تصدر عن مراكز ومؤسسات غير معروفة، كما نؤكد مجدداً أن الأسعار الباهظة ليست دليلاً على جودة المجلة، بل عليك التأكد والتقصي جيداً من جميع التفاصيل المتعلقة بالمجلة التي تود النشر بها، وأول تلك التفاصيل هي الجهة التي تصدر عنها المجلة.
ثانياً: الرقم المعياري الدولي (ISSN).
إن امتلاك المجلة العلمية لرقم ISSN يعني أنها مجلة مفهرسة ومعتمدة، خاصة إذا كانت تمتلك رقماً طباعياً أيضاً، فمؤسسة ISSN تمنح المجلات العلمية المعروفة والمرموقة رقماً طباعياً يختلف عن رقم ISSN للنشر الإكتروني، إذن فالرقم المعياري الدولي نقطة أخرى تضاف إلى مقياس تحديد أسعار النشر، فامتلاكه لدى مجلة ما يعني أنها ستزيد من أسعار النشر بما هو معقول، بشرط ألا يتجاوز الأمر حدود التكلفة الرمزية.
ثالثاً: التصنيف الدولي، أو الفهرسة في قواعد البيانات الدولية.
بشكل مقتضب، إن أشهر قواعد البيانات الدولية، هي تلك المتعارف عليها أكاديمياً بين الباحثين، والمعترف بها من قبل الجامعات، وتعتبر قاعدة بيانات إبيسكو EBSCO وسكوبس هي الأكثر اعتماداً من قبل الجامعات المعروفة والعريقة، على خلاف تصنيف ISI، الذي يثير الجدل دوماً حول مدى مصداقيته، وموثوقية المجلات المفهرسة فيه! لذلك فإن قواعد البيانات الدولية المذكورة (إبيسكو، سكوبس، وأيضاً كلايريفيت)، هي قواعد بيانات عالمية، ترفع من قيمة النشر لدى المجلات المصنفة والمفهرسة فيها؛ وضمنياً ترفع أسعار النشر، لأن ذلك يزيد من المسؤوليات والتكاليف التي تلتزم بها تلك المجلات، إذن فليس أمراً غريباً أن تكون المجلات المفهرسة ضمن تلك القواعد أعلى سعراً من المجلات الأخرى.
رابعاً: لجنة المحكمين في المجلة العلمية.
بالطبع إن لجنة التحكيم في أي مجلة علمية قد ترفع من شأن المجلة، أو قد تسيء لها وتفقدها مصداقيتها، وهذا ما يحدث عندما توظف مجلة ما هيئة تحكيم غير معروفة، وغير مشهود لأعضائها بالكفاءة والشهرة في مجالهم العلمي، ومن الجدير بالذكر أن بعض المجلات تزور لجان تحكيم وهمية، وتزيد من أسعار النشر من أجل الكسب غير المشروع! لذلك على الباحثين أن يقضوا بعض الوقت في التأكد من أن لجنة التحكيم في المجلة التي يودون النشر بها هي لجنة حقيقية، وأساتذتها حقيقيين، وليسوا مجرد وهم، وعلى غرار ذلك؛ عندما توظف المجلة هيئة تحكيم مرموقة وعريقة، تضم أساتذة معروفين للباحثين، فهي بذلك تضيف قيمة عالية للمجلة بوجود نخبة من الأساتذة فيها، ما يزيد من أسعار النشر في تلك المجلة بشكل منطقي، ومعقول.
طالع أيضاً: مجلات علمية محكمة لنشر البحوث