قضية عدم السماح بـ إعادة الاختبار
مقدمة
نظرًا لأن الكثير من المعلمين يرفعون العقوبات عن العمل المتأخر ويسمحون للطلاب بـ إعادة الاختبار، يقول مدرس مرحلة ثانوية أن السياسات التقليدية أفضل لمصلحة الطلاب، ويكمل: ” خلال السنوات الـ 21 التي أمضيتها في مجال التدريس، تشكلت لدي خبرة واسعة في السياسات المتعلقة بالسماح بـ إعادة إجراء الاختبار، وإلغاء عقوبات العمل المتأخرة ، وحظر الأصفار.”
اكتسب المرشدين التعليميين مؤخرًا قوة دفع في الترويج لسياسة السماح بـ إعادة إجراء الاختبار، وهنا نقدم لكم بعض النصائح المتعلقة بالسماح بـ إعادة إجراء الاختبار”.
ولكن يجدر بالذكر أن المعلمين كلما كانوا أكثر تساهلاً في السماح لطلابهم بـ إعادة الاختبار تقل كفاءة الطلاب وقدرتهم على التعلم، وعل النقطة الجيدة في الأسلوب التقليدي للتقييم هي أن التقييم يتم مرة واحدة فقط مما يسمح للمعلم بالتعرف على قدرات الطلاب الحقيقية إلا في بعض الحالات الاستثنائية، مما يشجع الطلاب على بذل المزيد من الجهد، وبالتالي زيادة تعلمهم وتحسين مهاراتهم في إدارة الوقت، وإعدادهم للنجاح في الحياة الجامعية والمهنية.
ثلاثة أسباب لاستخدام سياسات التقييم التقليدية
أولاً: تحفيز الطلاب لبذل المزيد من الجهد والاهتمام
في الحقيقية إن استخدام سياسات التقييم التقليدية التي لا تسمح بـ إعادة الاختبار يكون أكثر تلائماً مع الطلاب المتفوقين والذين في حالة تنافس دائمة، ولكن عند النظر إلى الأمر من ناحية أكثر شمولية يكون من الجيد إعطاء الطلاب فرصة أخرى لـ إعادة الاختبار، مما يدفعهم لبذل المزيد من الجهد في الدراسة والتحضير للاختبار.
درس دان أريلي، الاقتصادي السلوكي الذي كتب كتابًا عن صنع القرار البشري بعنوان “توقع غير منطقي” ، قوة المواعيد النهائية. أظهرت إحدى دراساته البحثية أن طلاب الجامعات الذين يلتزمون بمواعيد نهائية حازمة كان أداؤهم أفضل بشكل عام من الطلاب الذين اختاروا المواعيد النهائية الخاصة بهم أو سلموا جميع الأعمال في نهاية الفصل الدراسي.
ويوضح أريلي أن معظم الناس يعطون الأولوية للرغبات المباشرة وليس للأهداف طويلة المدى. تمامًا كما يؤجل الكبار مهامهم، سيبدأ الطلاب في تأجيل كتابة مقالهم أو الدراسة من أجل اختبارهم الكبير، كل من الطلاب والبالغين يؤجلون أعمالهم، لذا لابد من إيجاد طريقة لإلزامهم.
توفر المواعيد النهائية (المتمثلة باستراتيجيات التقييم التقليدية) دعائم ثابتة للطلاب لتعلم ضبط النفس.
توفر تلك الاستراتيجيات الحافز الخارجي الذي يحتاجه الطلاب لبناء عادات الدراسة ومهارات إدارة الوقت. وعليه، تعتمد سياسات الإصلاح بشكل كبير على الطلاب الذين يتمتعون بالفعل بضبط النفس القوي والدافع الداخلي.
في فصول الرياضيات على سبيل المثال، حيث تعتمد المفاهيم باستمرار على بعضها البعض، تفرض السياسات التقليدية على الطلاب جداول زمنية تجعلهم يتعلمون بشكل أفضل.
هذا يجعل الأطفال يتدربون ويتحققون من ممارساتهم على جدول زمني يحدده المعلم ليكون جاهزًا للاختبار قبل مدة جيدة الاختبار وتعمل المواعيد النهائية على بناء قدرة الطلاب على التقييم الذاتي.
ثانياً: الصحة العقلية وإعادة الاختبار
عندما تكون المواعيد النهائية مرنة وتسمح بـ إعادة الاختبار، يقضي العديد من الطلاب وقتهم في استخدام أجهزتهم الإلكترونية على حساب متابعة واجباتهم المدرسية، فيقضون ساعاتهم في ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي. مما يؤدي إلى حالات القلق والاكتئاب عندما يقترب موعد الاختبار.
إن استراتيجيات إعادة الاختبار تتيح للطلاب فرص المماطلة والتأجيل، حيث أن الطالب يعتبر أن أمامه فرص متعددة للاختبار فلماذا لا يقوم بالتأجيل؟ أما استراتيجيات التقييم التقليدية التي لا تسمح بـ إعادة الاختبار فهي تعطي الطالب موعداً ملزماً لا يستطيع التهرب منه، مما يقلل من حالات القلق وعدم الاتزان العقلي.
بموجب سياسات إعادة الاختبار، أعرب الآباء عن مخاوفهم بشأن مدى إرهاق أطفالهم بسبب الوقوع في حلقة مفرغة من عمليات الإعادة، أما السياسات التقليدية فهي تلزم الطلاب وأولياء الأمور بالعمل الجاد طوال الفصل الدراسي.
ثالثاً: فعالية أداء المعلم
يمكن أن تكون سياسات إعادة الاختبار فعالة إذا كان لدى المعلم الوقت لتنفيذها بشكل جيد. ومع ذلك ، فإن كل دقيقة من عمليات الكتابة وإعادة الدرجات أو تصحيح العمل الذي طال انتظاره هي وقت كان من الممكن للمعلم أن يستغله في أمور أخرى تفيد الطالب كتحضير الدروس الجديدة، أو كتابة الملاحظات للطلاب.
في ظروف خاصة، مثل المرض أو حالة الوفاة في الأسرة، من الجيد أن يتم منح الطلاب فرصة ثانية وتمديد المواعيد النهائية. ومع ذلك ، فإن القيام بذلك في كثير من الأحيان يسرق وقتًا ثمينًا من المعلم قد يقلل من جودة التدريس لجميع الطلاب الآخرين.
وفي النهاية، لا توجد طريقة واحدة للتدريس وأي نظام سيكون حتمًا أفضل لبعض الطلاب من غيرهم. ولكن، فإن سياسات إعادة الاختبار تفيد جزءًا صغيرًا من الطلاب، في حين أن السياسات التقليدية تخدم بشكل أفضل غالبية الطلاب.
طالع أيضاً: تصحيح الاختبارات في أسرع وقت ممكن