استراتيجية التعلم الإتقاني Mastery Learning

لم يعد مقبولاً وصول فئة قليلة من الطلاب إلى درجة الكفاءة اللازمة. يتفق أغلب التربويين على هدف أساسي للعملية التعليمية. هذا الهدف هو الوصول بالطالب إلى حالة التعلم المنشودة.

تستخدم استراتيجية التعلم الإتقاني أفكاراً وممارسات تعليمية متعددة. تهدف إلى تحسين التعليم حتى يصل جميع الطلاب إلى مستوى الإتقان. تتطلب هذه الاستراتيجية وحدات تعليمية صغيرة منظمة بشكل متتابع.

تحتاج الاستراتيجية أيضاً إلى أهداف تعليمية محددة ومستويات أداء متوقعة. كما تتطلب تدريساً مبدئياً جماعياً واختبارات تكوينية وتجميعية. أخيراً، تشمل تصحيحات للتعلم فردية أو جماعية.

أهم النتائج المتوقعة

• تحقيق مستويات عالية من التعلم لجميع الطلاب
• تطوير الكفاءات والمهارات لدى المتعلمين
• تقديم تغذية راجعة مستمرة للطلاب
• تخصيص التعليم وفقًا لاحتياجات المتعلمين
• تعزيز مشاركة الطلاب في عملية التعلم

مقدمة

تعتبر استراتيجية التعلم الإتقاني نهجًا فعالًا في التعليم الحديث. تهدف إلى تحقيق مستويات عالية من التعلم للإتقان. تتميز هذه الاستراتيجية بتكامل مكوناتها من المبادئ والأنشطة والعوامل التربوية.

يستخدم التعلم الإتقاني مجموعة متنوعة من الممارسات التعليمية الفعالة. يركز على تحقيق أهداف محددة لفئة معينة من الطلاب.

تعريف استراتيجية التعلم

استراتيجية التعلم هي خطة إجرائية متكاملة المكونات. تشمل المبادئ والأنشطة والعوامل التربوية لتحقيق نوع محدد من التعلم.

هناك العديد من الاستراتيجيات التربوية المختلفة. منها التعلم المبرمج، والتعلم من أجل التمكن، والتعلم بالمشاريع.

كما تشمل الاستكشاف والأبحاث والتقارير والدراسات المستقلة. تتميز كل استراتيجية بمبادئها وأنشطتها الخاصة.

تعريف التعلم للإتقان

التعلم للإتقان هو مستوى محدد مسبقًا بصورة كمية. يهدف إلى تحقيقه كل فرد بعد الانتهاء من موقف تدريسي.

يتم تقييم نتائج التعلم وكفاءة المعلم من خلال هذا المستوى. يتطلب وجود وحدات تعليمية صغيرة منظمة بشكل متتابع.

يشمل أهدافًا محددة ومستويات متعددة للأداء. يتضمن تدريسًا مبدئيًا جماعيًا واختبارات تكوينية وتجميعية.

“التعلم للإتقان هو مستوى يحدد مسبقاً بصورة كمية يرجى أن يحققه كل فرد بعد الانتهاء من موقف تدريسي أو عدد من المواقف التدريسية.”

نظرية التعلم الإتقاني

نظرية التعلم للإتقان نموذج تربوي مهم في التعليم. تركز على تحقيق المتعلمين لمستوى عالٍ من الإتقان. تستند إلى افتراضات ومبادئ أساسية توضح آلية تحقيق ذلك.

افتراضات نظرية التعلم للإتقان

تفترض النظرية أن كل الطلبة قادرون على إتقان المحتوى التعليمي. يتحقق ذلك عند توفر الفرص والظروف المناسبة.

ترى النظرية أن الاختلافات في التحصيل ناتجة عن ظروف التعلم. وليس بسبب اختلاف القدرات الطبيعية للطلبة.

مبادئ نظرية التعلم للإتقان

تقوم النظرية على عدة مبادئ أساسية. من أهمها:

• تقسيم المحتوى التعليمي إلى وحدات صغيرة ذات أهداف محددة بوضوح.
• تحديد مستوى الإتقان الذي يجب على المتعلمين تحقيقه في كل وحدة تعليمية.
• توفير التعزيز والتصحيح الفوري للطلبة الذين لا يصلون إلى مستوى الإتقان المطلوب.
• السماح للطلبة بالتقدم في التعلم بمعدل يتناسب مع قدراتهم الفردية.
• استخدام أساليب تدريسية متنوعة تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.

تهدف هذه المبادئ لضمان تحقيق الطلبة لمستوى عالٍ من الإتقان. ينعكس ذلك إيجابًا على مخرجات التعليم.

التعلم الإتقاني وتجزئة المحتوى

يقسم المعلم المحتوى التعليمي إلى وحدات صغيرة ومنظمة في التعلم الإتقاني. يساعد هذا التقسيم الطلبة على التركيز والتعلم بخطوات متتابعة. يجب عليهم النجاح في الاختبارات قبل الانتقال للوحدة التالية.

تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة

تحسن تجزئة المحتوى إلى وحدات تعليمية صغيرة عملية التعلم وفعالية الاستراتيجية. يسهل على الطلبة استيعاب المعلومات عند تقسيم المحتوى إلى أجزاء صغيرة. كما يمكنهم تطبيقها بشكل أفضل.

تحديد أهداف تعليمية محددة

يتطلب التعلم الإتقاني تحديد أهداف تعليمية محددة لكل وحدة. يسير الطلبة في خطوات متعاقبة لتحقيق هذه الأهداف. يتم تقييم تعلمهم من خلال أدائهم في الاختبارات.

“التعلم الإتقاني يركز على تمكن المتعلمين من الأهداف التعليمية المحددة بدلاً من التركيز على متوسط أداء الطلبة.”

يعتبر التعلم الإتقاني استراتيجية فعالة لتجزئة المحتوى وتحديد الأهداف. يساعد هذا النهج الطلبة على التركيز وتحقيق مستوى عالٍ من الإتقان. يمكنهم من خلاله تحسين أدائهم التعليمي بشكل ملحوظ.

عوامل التعلم الإتقاني

يتأثر نجاح التعلم الإتقاني بمجموعتين من العوامل. الأولى مرتبطة بالتعلم نفسه. والثانية تتعلق بظروف التعلم المحيطة.

العوامل المتصلة بالتعلم

تشمل هذه العوامل ثلاثة عناصر أساسية. كل منها يلعب دورًا مهمًا في عملية التعلم.

• الموهبة: الوقت المطلوب لإتقان الأهداف في الظروف المثالية.
• المثابرة: الوقت الذي يرغب الطلبة في قضائه لإتقان المادة.
• القدرة على فهم ما يتعلم: الذكاء العاطفي الذي يساعد في استيعاب المحتوى.

العوامل المتصلة بظروف التعلم

هناك عاملان رئيسيان يرتبطان بظروف التعلم. هذان العاملان يؤثران بشكل كبير على نتائج التعلم.

1. فرصة التعلم المتاحة: الوقت المخصص من قبل المعلمين لتعلم محتوى معين.
2. نوعية التعلم: تنظيم التعليم بطريقة تسهل اكتساب المعرفة.

تؤكد النظرية على أهمية توفير البيئة التعليمية المناسبة. كما تشدد على ضرورة دعم الطلبة للوصول إلى الإتقان المطلوب.

إجراءات التعلم الإتقاني

يعتمد التعلم الإتقاني على إجراءات محددة لتحقيق أهداف التعلم بفعالية. تشمل هذه الإجراءات التدريس الجماعي والاختبارات التكوينية والتصحيحية. تعمل هذه العناصر معًا لضمان إتقان الطلبة للمحتوى التعليمي.

التدريس المبدئي الجماعي

يبدأ التعلم الإتقاني بتدريس جماعي مبدئي للطلبة. يقدم المعلم المحتوى والمهارات الجديدة في هذه المرحلة. الهدف هو إكساب الطلبة المعرفة والمهارات الأساسية قبل التعلم الفردي.

الاختبارات التكوينية والتصحيحية

تُستخدم اختبارات تكوينية لقياس تقدم الطلبة في تحقيق الأهداف التعليمية. إذا لم يصل الطلبة إلى مستوى الإتقان المطلوب، يقدم المعلم تصحيحات.

توفر هذه التصحيحات أنشطة إضافية لمساعدة الطلبة على تحقيق المستوى المطلوب. يتم ذلك قبل الانتقال إلى الوحدة التالية.

يمثل تطبيق هذه الإجراءات أساس استراتيجية التعلم الإتقاني. تهدف هذه الاستراتيجية إلى ضمان إتقان الطلبة للمحتوى التعليمي. يتم ذلك قبل الانتقال إلى المراحل اللاحقة من التعلم.

التعلم الإتقاني

التعلم الإتقاني وسيلة فعالة لتحسين أداء الطلبة. يركز على إتقان المحتوى التعليمي قبل الانتقال لمستوى أعلى. تشير الأبحاث إلى ارتفاع نسب النجاح عند تطبيقه.

مزايا التعلم الإتقاني

• تحسين أداء الطلبة وزيادة معدلات النجاح
• تعزيز دافعية الطلبة نحو التعلم والمشاركة الفاعلة
• تنظيم عملية التعلم وتخصيصها وفق احتياجات الطلبة
• تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلبة وتقليل مشاعر الإحباط

تحديات تطبيق التعلم الإتقاني

رغم فوائده الكبيرة، يواجه التعلم الإتقاني بعض التحديات في التطبيق العملي.

1. الحاجة إلى وقت إضافي لتصحيح التعلم وإعادة التدريس للطلبة الذين لم يصلوا إلى مستوى الإتقان
2. صعوبة مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة خلال تطبيق هذه الاستراتيجية
3. الحاجة إلى تدريب المعلمين وتوفير الموارد التعليمية اللازمة

يمكن للتعلم الإتقاني تحقيق نتائج إيجابية في تحسين أداء الطلبة. يتطلب ذلك جهودًا مستمرة من المعلمين والمؤسسات التعليمية.

تطبيقات التعلم الإتقاني

طُبِّقت استراتيجية التعلم الإتقاني في العديد من المدارس والجامعات العربية. هدفها تحسين تحصيل الطلبة وزيادة إنجازهم الأكاديمي. شملت التطبيقات مواد مختلفة كالرياضيات والعلوم واللغات.

أظهرت الدراسات نتائج إيجابية ملموسة لهذه التطبيقات. حقق الطلبة المشاركون معدلات نجاح وإتقان أعلى من أقرانهم. هذا يؤكد فعالية التعلم الإتقاني في تحسين المخرجات التعليمية.

في دراسة على طلبة الثانوية في الرياضيات، ارتفعت معدلات النجاح بشكل ملحوظ. تحسن الفهم والاستيعاب لدى الطلبة بعد تطبيق التعلم الإتقاني.

تؤكد هذه النتائج أهمية تبني استراتيجية التعلم الإتقاني في مدارسنا وجامعاتنا. تطبيقها بشكل منهجي يساهم في تحسين جودة التعليم. كما يعزز تحصيل الطلبة وينمي مهاراتهم.

الخلاصة

استراتيجية التعلم الإتقاني تهدف لتحسين مخرجات العملية التعليمية. تضمن وصول معظم الطلبة إلى مستوى الإتقان المطلوب. تتطلب تجزئة المحتوى إلى وحدات صغيرة بأهداف محددة.

تشمل الاستراتيجية تدريسًا مبدئيًا جماعيًا واختبارات تكوينية. كما توفر دعمًا إضافيًا للطلبة الذين لم يصلوا للمستوى المطلوب. أظهرت تطبيقاتها في الوطن العربي نتائج إيجابية.

ساعدت على زيادة مستوى تحصيل الطلبة وتقليل نسبة الرسوب. طورت مهارات التفكير العليا وعززت دافعية التعلم لدى الطلبة. رغم التحديات، تبقى طريقة فعالة لتحسين جودة التعليم.

روابط المصادر

• مفهوم استراتيجية التعلم الإتقاني – موضوع – https://mawdoo3.com/مفهوم_استراتيجية_التعلم_الإتقاني
• PDF – https://www.qrf.org/sites/default/files/2023-04/التعلم للإتقان.pdf
• استراتيجية التعلم للإتقان – http://21smart-teacher.blogspot.com/2013/09/blog-post_23.html