البحث التجريبي – التعريف وأنواع التصاميم والمميزات والعيوب
البحث التجريبي هو البحث الذي يتم إجراؤه من خلال منهج علمي قائم على مجموعتين من المتغيرات. حيث تعمل المجموعة الأولى كمتغير ضابط أو ثابت لقياس الاختلافات في المجموعة الثانية التي تمثل المتغير التجريبي.
(تعتبر الأبحاث التجريبية من الأبحاث التي تنتمي للمنهج الكمي.)
وبشكل عام، أي بحث يتم إجراؤه في ظل ظروف مقبولة علمياً، هو بحث تجريبي، ويعتبر المنهج التجريبي ناجحاً فقط في حالة التأكيد على أن التغيير في ظروف المجموعة التجريبية سببه الأول هو الاختلاف عن المجموعة الضابطة، وهذا يعني ضرورة وجود علاقة ارتباطية (سبب ونتيجة) متبادلة بين المجموعتين التجريبية والضابطة كضمان لصلاحية الأبحاث التجريبية.
يمكن إجراء البحث التجريبي في الظروف التالية:
- عندما يكون الوقت عاملاً حيوياً في إقامة العلاقة الارتباطية بين المجموعتين التجريبية والضابطة.
- عندما يكون السلوك ثابتاً بين السبب والنتيجة، أي بين مكونات العلاقة الارتباطية التي تجمع متغيرات البحث التجريبي.
- الرغبة في الوصول إلى فهم واضح للعلاقة بين السبب والنتيجة.
أنواع تصميمات المنهج التجريبي
إن المنهج التجريبي يشير إلى الطرق المستخدمة لجمع البيانات في الدراسات التجريبية، وهناك ثلاثة تصميمات أساسية للمنهج التجريبي، وهي:
- التصميم ما قبل التجريبي.
- التصميم التجريبي الحقيقي.
- التصميم شبه التجريبي.
(الطريقة التي تُصنف بها مواضيع البحث، بناءً على الظروف أو العينات، هي التي تحدد نوع التصميم الذي يجب على الباحث استخدامه.)
وفيما يلي شرح مفصل حول أنواع تصميمات المنهج التجريبي:
أولاً: التصميم ما قبل التجريبي.
وفيه يتم وضع مجموعة، أو مجموعات مختلفة من أفراد العينة، تحت الملاحظة بعد تهيئة عوامل السبب والنتيجة، بهدف معرفة سلوك الأفراد، وذلك للتمكن من الإجابة عن السؤال التالي: هل يستحق الموضوع الدراسة أم لا؟ ويمكن تقسيم التصميم ما قبل التجريبي إلى ثلاثة أنواع:
- دراسة حالة لمجموعة واحدة (بدون مجموعة ضابطة).
- تصميم ما قبل الاختبار وبعده (بدون مجموعة ضابطة).
- مقارنة المجموعة التجريبية بالمجموعة الضابطة.
ثانياً: التصميم التجريبي الحقيقي.
يعتمد التصميم التجريبي الحقيقي على التحليل الإحصائي لإثبات أو دحض الفرضيات، مما يجعله أكثر أنواع البحث التجريبي دقةً، ومن بين أنواع التصاميم التجريبية، يعد التصميم الحقيقي هو الوحيد الذي يمكن من خلاله إنشاء علاقة ارتباطية (سبب ونتيجة) داخل مجموعة واحدة، وفي التجربة الحقيقية يجب أن تتوفر ثلاثة عوامل:
- المجموعة الضابطة، التي لن تخضع للتغييرات، والمجموعة التجريبية، التي ستجرى عليها التجربة (أي ستطبق عليها التغييرات).
- متغير يمكن للباحث معالجته.
- التوزيع العشوائي.
(عادة ما يتم استخدام التصميم التجريبي الحقيقي في العلوم الفيزيائية.)
ثالثاً: التصميم شبه التجريبي.
رغم التشابه الكبير بين المنهج التجريبي والمنهج شبه التجريبي، إلا أن الفرق بين الاثنين هو أفراد المجموعة الضابطة، ففي التصميم شبه التجريبي يتم اختيار المشاركين بشكل مقصود، أما في المنهج التجريبي فيتم اختيار المشاركين بشكل عشوائي، وغالباً ما يتم استخدام البحث شبه التجريبي في الدراسات الميدانية.
مميزات البحث التجريبي
يتيح المنهج التجريبي الفرصة لاختبار الأفكار والفرضيات في بيئة تجريبية قابلة للتعديل قبل اتخاذ قرار نهائي حول قضية ما، لذلك فهو أفضل طريقة لاختبار الفرضيات، ومن مميزات البحث التجريبي البارزة:
- يستطيع الباحثون التحكم بالمتغيرات بشكل أفضل للحصول على النتائج المرجوة.
- لا يؤثر موضوع الدراسة على فعالية البحث التجريبي وكفاءته.
- النتائج محددة.
- بعد تحليل النتائج، يمكن تعميمها على الحالات والظواهر المماثلة.
- يمكن من خلال المنهج التجريبي تحديد سبب وتأثير الفرضية.
- يمكن للباحثين تحليل العلاقة الارتباطية بين متغيرات المنهج التجريبي بشكل واضح، وبالتالي تزيد إمكانية الوصول إلى أفكار ونظريات أكثر عمقاً.
- يشكل البحث التجريبي نقطة انطلاق مثالية لإجراء المزيد من الأبحاث وإثراء المعارف وتعزيزها.
عيوب البحث التجريبي
على الرغم من المميزات الكبيرة للمنهج التجريبي، إلا أن له بعض العيوب التي قد تجعل الباحثين مترددين حول استخدامه، ومن أبزر تلك العيوب:
- من الممكن أن يخلق المنهج التجريبي مواقفاً غير واقعية.
- يستغرق البحث التجريبي وقتاً طويلاً.
- قد ينتج عن البحث التجريبي بعض المعضلات الأخلاقية الكبيرة، خاصةً إذا تم إجراء تجارب خطيرة على الإنسان أو الحيوانات.
- لا يقدم البحث التجريبي تفسيرات واقعية.
- هناك احتمالية لظهور متغيرات دخيلة.
- قد يتم التلاعب المتغيرات التي تتحكم بالتجربة بشكل غير محايد.
- قد يكون من الصعب قياس الاستجابات البشرية الحقيقية في البحث التجريبي.
تؤكد مميزات وعيوب المنهج التجريبي أنه نظام فعال للبحث العلمي، ولكن يجب التحكم فيه بصرامة حتى يتم التوصل من خلاله إلى نتائج موثوقة يمكن تعميمها، وإجراء المزيد من الأبحاث العلمية على أساسها.
طالع أيضاً: المنهج الاستقرائي في البحث العلمي.