التأجيل والتسويف والمماطلة والتأخير كلها كلمات نعلم معناها جيداً، وهو الاستمرار في دفع أمر ما إلى الوراء أكثر فأكثر حتى نفقد القدرة على التعامل معه!
مقدمة
لا أحد يستطيع أن يلقي عليك اللوم كطالب أو كباحث غارق في الأوراق والواجبات والاختبارات والقائمة تطول وتطول، فلا تجد أمامك خياراً سوى التأجيل والتسويف، وهذا الخطأ الأول الذي قد يرتكبه أي باحث، حيث أن الأشياء تتراكم بسرعة وإن بدأت في التأجيل سوف تجد مئات الأوراق التي تنتظر منك أن تراجعها أو تكتبها خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
رغم ذلك، لا بأس.. فحتى لو تراكمت عليك الكثير من الأوراق المؤجلة فيمكنك أن تسيطر على العمل مرة أخرى، وبسهولة.
في الواقع، إن الأمور تكون أسهل عندما تكون تحت السيطرة عندها يبدو عملك أكثر قابلية للإدارة، مما يعني أنه سيكون لديك المزيد من وقت الفراغ للقيام بالأشياء التي تحبها، كما أنك ستقضي وقتاً أقل في التفكير في كل العمل الذي يتعين عليك القيام به، لذلك عليك أن تحاول قدر المستطاع ألا تقع في فخ التأجيل والتسويف.
وقبل أن تشعر بالملل من هذه المقدمة الطويلة، وتترك هذا المقال، سنقدم لك 12 نصيحة مهمة حول كيفية التوقف عن التأجيل والتسويف.
كيف تحارب التأجيل والتسويف؟
أولاً: قم بعمل قائمة مهام وضعها في مكان يمكنك رؤيته
كل يوم أو كل أسبوع، قم بعمل قائمة مهام تضم كل الأشياء التي تريد تحقيقها، على أن تتضمن تلك القائمة بعض الملاحظات المعينة، أو خطوط عريضة حول موضوع ما، أو مسودة لمقال.. وما إلى ذلك.
ثم حدد مواعيد نهائية لهذه المهام، لن تكون هذه القائمة فقط لتخطيط المهام الخاصة بك، ولكن رؤيتها مكتوبة على الورق بجانب تواريخ تنفيذها ستجعلها أكثر واقعية مما سيجعلك أكثر تصميماً على إكمالها في الوقت المحدد.
ثانياً: تناول الطبق الرئيسي أولاً (تعبير مجازي)
عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام، فأنت تفضل أن يكون الطبق الألذ هو طبقك الأخير، أليس كذلك؟ والذي يكون في العادة قطعة من الكيك أو الحلوى، لذلك فإنك تنهي الوجبة الرئيسية أولاً، لتستمتع بهدوء بطبق التحلية اللذيذ! (التأجيل والتسويف)
هذا المثال ينطبق تماماً على عملية البحث العلمي، إذ عليك أن تنتهي من المهمات الرئيسية أولاً، مما سيجعل المهام الأخرى أقل إرهاقاً، فبمجرد انتهاء الجزء الأصعب، يمكنك التركيز على العمليات الأسهل والأكثر إمتاعاً، وقد يكون لديك أيضاً بعض الوقت لأن ترفه عن نفسك.
ثالثاً: قم بتقسيم المهام
“تقسيم الأشياء” يعني تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر لجعلها أكثر قابلية للفهم وأسهل في التنفيذ، فعندما يكون هناك مشروع ضخم يطوف حولك، بالطبع ستفعل أي شيء لكي تهرب منه، لكن عندما تقسم هذا المشروع الضخم إلى مهام صغيرة، ستشعر بأنك قادرٌ على إنجاز هذا المشروع.
كما ستدرك أن هذا المشروع الضخم الذي كان يشكل كابوساً بالنسبة لك هو مجرد مهام صغيرة في متناول اليد يمكن إجراؤها ببساطة.
رابعاً: كن جديراً بالثقة ومسؤولاً (التزم بكلامك)
اجعل نفسك مسؤولاً أمام صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة، حيث أن من السهل جداً الانزلاق عن المسار الذي حددت لنفسك عندما تكون أنت وحدك الرقيب على أفعالك وتصرفاتك، لذلك أبلغ الآخرين بأهدافك أو خططك، بهذه الطريقة، ستجد ما يردعك عندما تفكر بأنك لن تخذل نفسك فحسب، بل ستخذل أصدقائك وعائلتك أيضاً.
خامساً: اعمل في منطقة هادئة ومشجعة على الإنجاز
تخلص من مصادر التشتيت في منطقة عملك، سواء كان ذلك في غرفة النوم الخاصة بك أو حجرة في المكتبة ، قم بإخلاء مساحة العمل من المشتتات، وحاول أن تملء تلك المساحة بأشياء تحب أن تراها وأنت تعمل، بالإضافة إلى الأشياء الأساسية كدفاترك، وكتبك وأفلامك، أما الأشياء غير المهمة لعملك البحثي كالهاتف، ضعها في مكان بعيد.
هذا سيسهل عليك العمل على ما تحتاج إليه فقط بدون مشتتات، بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تعلم أن هاتفك يتشتت انتباهك أثناء محاولتك العمل، فقم بتعيين وقت محدد ضمن جدولك الزمني لتفقد الهاتف، أو بإمكانك استخدام الهاتف في فترة الراحة التي حددتها لنفسك.
سادساً: أعطِ نفسك حافزاً
أخبر نفسك أنك إذا أنجزت هذه المهمة الآن فيمكنك فعل أمراً تحبه لاحقاً، على سبيل المثال ، إذا أنهيت تقريرك الآن، يمكنك مشاهدة فيلم مع أصدقائك لاحقاً، سيعطيك هذا حافزاً وسيساعدك على إنجاز عملك في أسرع وقت ممكن .
سابعاً: لا تبقى وحيداً
إن البحث العلمي لا يتطلب منك أن تعيش في معزل عن الجميع، فأنت حتماً ستحتاج إلى بعض المساعدة من الآخرين، لذلك عليك أن تبقى متفاعلاً مع زملائك وعائلتك، لتتلقى بين الفينة والأخرى بعض الآراء حول عملك، وبعض التحفيزات والتعليقات الإيجابية التي تدفعك نحو الأمام. (التأجيل والتسويف)
ثامناً: كن شخصاً منظماً
استخدم مخططاً أو أجندة لمراقبة مهامك ومشاريعك وأهدافك اليومية والأسبوعية والشهرية، امنح نفسك جداول زمنية واقعية والتزم بجدولك وتواريخ التسليم. فلا يوجد أجمل من ذلك الشعور حين تتفقد قائمة المهام الخاصة بك، فتجد نفسك أنجزت الكثير من المهام الموجودة فيها.
تاسعاً: أنجز أعمالك
غالباً ما نقضي الكثير من الوقت في التأجيل والتسويف لدرجة أن الأمر ينتهي بنا دون أن ننجز شيئاً، وهنا يجدر القول بأن التأجيل أمر جيد في حالة أننا استثمرنا التأجيل في التخطيط والتنظيم لما سنقوم به، ولكن ليس من المنطقي أن نقضي كل الوقت في التخطيط! لذلك لابد من بداية فعلية، طالما أن لديك خطة لما عليك القيام به، عليك أن تنتقل إلى الخطوة التالية فوراً.
عاشراً: لا تخف من النجاح!
يبدو هذا غريباً أليس كذلك؟ هل النجاح مخيف بالفعل؟ هناك الكثير من الأشخاص يخافون النجاح حيث يترتب عليه المزيد من المسؤوليات والالتزامات، ويفضلون التأجيل والتسويف والبقاء في منطقة الراحة الخاصة بهم، ولكن لقد حان الوقت الآن للخروج من دائرة تلك المخاوف، فمن يخشى النجاح لن يحقق أي شيء في حياته. (التأجيل والتسويف)
قد يكون الأمر مخيفاً في البداية، لكنك ستشعر بتحسن كبير وإنجاز أكبر بمجرد مواجهة مخاوفك، كما أن خروجك من دائرتك الضيقة سيشجع من حولك لفعل الشيء نفسه، مما يعني أنك ستكون شخصاً ملهماً، وسيكون لأفعالك تأثيراً إيجابياً مضاعفاً.
حادي عشر: جازف من أجل التغيير
الخوف يؤدي إلى الأعذار، والأعذار تؤدي إلى التأجيل والتسويف، وبالتالي لا تغيير على ما هو قائم، قد يكون التغيير مخيفاً، ولكن متعة النجاح تستحق المجازفة، كما أن حياة الإنسان الناجح أكثر متعة وإثارة من حياة أولئك الذين يخافون الخطوة الأولى.
ثاني عشر: حتى لو بدأت ببطء، المهم أن تبدأ
غالباً ما تكون البدايات هي الجزء الأصعب في كل شيء، ولكن بمجرد أن تبدأ، سترى أن الأمور تزداد سهولة كلما تقدمت إلى الأمام، ولا يهم من أين تبدأ، طالما أنك ستبدأ من مكان ما، فبمجرد أن تبدأ، ستضع نفسك على طريق النجاح، كما هو الحال بالنسبة لطفل يتعلم المشي، فهو أينما حاول أن يمشي سيحقق إنجازاً وسيتعلم المشي لا محالة رغم ثقل خطواته في البداية.
خاتمة
وفي النهاية لا يمكن القول أن التوقف عن التأجيل والتسويف هو أمر في غاية السهولة والبساطة، فهو يحتاج إلى الكثير من الجهد والعزم والمثابرة، ولكن بمجرد أن تبدأ في عملك البحثي ستبدو الأمور أكثر وضوحاً وتحديداً، وستشعر بالمزيد من التحكيم، وسيكون لديك المزيد من وقت الفراغ، وبمجرد التخلص من التأجيل، ستلاحظ ما يلي: (تجنب التأجيل والتسويف)
- ستكون حياتك أقل إرهاقاً مما سبق.
- ستبدو أقل كسلاً للآخرين، فتأجيلك لمهامك يجعلك تبدو كسولاً، ولكن، من خلال ترك هذه العادة، ستظهر للآخرين أنك لست كذلك.
- سيكون لديك المزيد من الوقت (بما في ذلك وقت الفراغ)، وستكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة.
طالع أيضاً: مبادئ اختيار موضوع البحث العلمي