التفكير ما وراء المعرفة Metacognitive thinking

التفكير ما وراء المعرفة هو مفهوم يركز على وعي الفرد بعمليات تفكيره وقدرته على التحكم فيها. هذا المفهوم يشمل التخطيط والمراقبة والتقييم لعمليات التعلم والتفكير، مما يساعد على تحسين الأداء الأكاديمي وتطوير مهارات حل المشكلات¹. ظهر هذا المفهوم في السبعينيات وأضاف بعدًا جديدًا لفهم طبيعة التفكير البشري.

أهم النتائج المستفادة

• التفكير ما وراء المعرفي يساعد على تطوير التفكير الناقد والإبداعي
• يعزز الوعي الذاتي والتعلم العميق لدى الطلاب
• ¹ استخدام استراتيجيات التفكير ما وراء المعرفي يمكن أن يعزز القدرات التفكيرية للطلاب
• ¹ مهارات التخطيط والمراقبة والتقويم تساعد الطلاب على إدارة تفكيرهم بفعالية
• ² تطبيق استراتيجيات التفكير ما وراء المعرفي له آثار إيجابية على التحصيل والاستيعاب لدى الطلاب

مفهوم وتعريف التفكير ما وراء المعرفة

مفهوم “التفكير ما وراء المعرفة” أو الميتامعرفة هو وعي الفرد بعملياته المعرفية وقدرته على التحكم فيها³. هذا المفهوم بدأ الظهور في بداية السبعينات، مما أدى إلى فتح آفاق واسعة لدراسات التجربة والنقاش حول الذكاء والتفكير والذاكرة ومهارات التعلم³. الفيلسوف Flavel كان أول من أشار إلى هذا المفهوم، مما ساهم في تطور الاهتمام به في الثمانينات على المستويين النظري والتطبيقي³.

التعريف العلمي والنفسي

وفقًا لتعريف الباحث Bruer عام 1995، التفكير ما وراء المعرفة هو “قدرة الفرد على التفكير في مجريات التفكير”³. كذلك قدم Swanson تعريفًا آخر عام 1996 بأنه “ترجمة وعي الفرد وقدرته على رصد وتنظيم نشاطاته المعرفية بخصوص التعلم”³. في المجمل، يُعَرف التفكير ما وراء المعرفي بأنه الوعي الذاتي والسيطرة على المعرفة والإدراك.

أهمية التفكير ما وراء المعرفي

تتجلى أهمية التفكير ما وراء المعرفة في التعليم من خلال تحسين قدرات المتعلم على الاستيعاب واختيار الاستراتيجيات الفاعلة³. فهو يساعد الأفراد على تخطيط وتنظيم وتقييم مسار تعلمهم بشكل فعال، مما ينعكس إيجابًا على التحصيل الأكاديمي وحل المشكلات⁴.

العلاقة بين المعرفة والتفكير

يرتبط التفكير ما وراء المعرفة بنظريات التطور المعرفي لعلماء مثل بياجيه وبرونر وفيجوتسكي³. فهو يشمل معرفة الشخص وخبراته ومهاراته في التخطيط والمراقبة والتقييم، مما يساعده على تنظيم وتحسين عملياته المعرفية⁴. وبالتالي، يمثل حلقة وصل بين المعرفة والتفكير الفعال.

في الختام، التفكير ما وراء المعرفة هو عملية وعي الفرد بعملياته الذهنية والقدرة على التحكم فيها بما يحقق التعلم الفعال والتطور المعرفي⁴. هذا المفهوم يربط بين الجوانب المعرفية والوجدانية للذات، مما يعزز قدرة الفرد على حل المشكلات وتطوير الأداء الأكاديمي والحياتي⁴.

خصائص وسمات التفكير ما وراء المعرفي

التفكير ما وراء المعرفي هو نوع من التفكير الهادف والمخطط والمدروس والمحدد والموجه نحو المستقبل⁵. هذا النوع من التفكير يتميز بالوعي الذاتي بعمليات التفكير، والقدرة على التخطيط والمراقبة والتقييم⁵. فهو يساعد على تحسين الأداء الأكاديمي والتعلم من الأخطاء السابقة.

إن الأفراد المستخدمين لاستراتيجيات ما وراء المعرفة بشكل جيد يُوصفون بأنهم مفكرون جيدون⁵. كما أن القراء الجيدين يستخدمون مهارات ما وراء المعرفة بطرق مختلفة⁵. واستخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة في مرحلة مبكرة من التعليم يؤدي إلى تحسين القدرة على الفهم لدى الطلاب⁵.

تساعد استراتيجيات ما وراء المعرفة المتعلم على أداء المهام بفهم أعمق وتنظيم أفضل للإجراءات التي يقوم بها⁵. وتشمل مكونات ما وراء المعرفة الوعي بتفكير الفرد والآخرين، بالإضافة إلى التنظيم التنفيذي والمراقبة التنفيذية⁵. كما يتطور اكتساب ما وراء المعرفة ببطء ولكن بزيادة السرعة مع التقدم في العمر والخبرة في المجال المعرفي⁵.

استراتيجيات ما وراء المعرفة تُستخدم لضمان تحقيق الأهداف وتقييم مدى تحقيق الهدف من قبل المتعلم⁵. وقد تركزت الفلسفات والمدارس الفكرية والتربوية على تنمية مهارات التفكير لدى الأفراد بهدف تمكينهم من التعامل مع التحديات والمشاكل الحياتية⁶.

الباحث بول بيرن ميّز بين مستويين من التفكير: التفكير الأساسي والتفكير المركب، بما فيه من مهارات تتضمن الاستدعاء والترميز والتصنيف⁶. بينما يرى بول ليبمان أن التفكير العالي لا يقتصر على التحليل والتركيب فقط بل يمتد إلى التقويم والإبداعية أيضًا⁶. والإبداعية تشتمل على الطلاقة والمرونة والأصالة والتوسعة كسمات رئيسية لها⁶.

يُعرَف الإبداع بتقديم شيء جديد لم يكن موجودًا من قبل على شكل منتج أو عملية أو أفكار⁶. وقد تم الاهتمام بموضوع التفكير ما وراء المعرفة بشكل كبير في مجال علم النفس التربوي⁶.

“التفكير ما وراء المعرفي هو نوع من التفكير الهادف والمخطط والمدروس والمحدد والموجه نحو المستقبل.”

مكونات التفكير ما وراء المعرفة

التفكير ما وراء المعرفي هو أمر بالغ الأهمية في عملية التعلم والنمو المعرفي، حيث يتضمن عدة مكونات رئيسية⁷. أولاً، هناك “معرفة ما وراء المعرفة”، وهي معرفة الفرد بمعرفته وقدراته ومعلوماته وكيفية التحكم فيها⁷. ثانياً، هناك “خبرات ما وراء المعرفة”، والتي تشمل المشاعر والآراء والتقييمات حول العمليات المعرفية⁷. وأخيرًا، هناك “مهارات التخطيط والمراقبة والتقويم”، وهي القدرة على تحديد الأهداف واختيار الاستراتيجيات المناسبة ومراقبة التقدم وتقييم النتائج⁷.

معرفة ما وراء المعرفة

معرفة ما وراء المعرفة تشمل وعي الفرد بمعرفته ومهاراته وأساليب تعلمه، إضافة إلى قدرته على التحكم والتنظيم الذاتي لهذه المعارف والمهارات⁷. وهي تلعب دورًا حيويًا في تمكين الأفراد من استخدام استراتيجيات تعلم مناسبة لمواجهة المهام المختلفة⁷.

خبرات ما وراء المعرفة

خبرات ما وراء المعرفة تشير إلى المشاعر والمعتقدات والآراء التي يكوّنها الفرد عن عملياته المعرفية⁷. وهي تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع المهام والتحديات، وتحديد مدى جهوده ومثابرته⁷.

مهارات التخطيط والمراقبة والتقويم

هذه المهارات تتضمن القدرة على تحديد الأهداف، واختيار الاستراتيجيات المناسبة، ومراقبة التقدم، وتقييم النتائج⁷. وتمكن الفرد من التحكم والسيطرة على عملياته المعرفية بشكل فعال⁷.

وبشكل عام، تترابط هذه المكونات الثلاثة للتفكير ما وراء المعرفي بشكل وثيق، وتلعب دورًا حيويًا في تطوير قدرات الفرد على التعلم والتفكير والحل الإبداعي للمشكلات⁷.

“تمكين الطلبة من تطوير خطط عمل وتقييمها، وتمكينهم من مراقبة وتفسير قراراتهم والاستماع للآراء الأخرى.”⁸

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث في علم النفس المعرفي إلى أن تطوير مهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى الطلاب يسهم في تعزيز استقلاليتهم ومهارات حل المشكلات والثقة بالنفس⁷. كما أن التعريض المبكر لهذا النوع من التفكير يساعد الطلاب على أن يصبحوا متعلمين أكثر استقلالية وتحسين مهارات متنوعة مثل حل المشكلات⁷.

استراتيجيات تطوير التفكير ما وراء المعرفي

تنطوي استراتيجيات تطوير التفكير ما وراء المعرفي على مجموعة متنوعة من الأساليب والممارسات التي تساعد على تحسين الوعي بعمليات التفكير وتطوير مهارات التعلم الذاتي⁹. بعض هذه الاستراتيجيات تشمل العصف الذهني، خرائط المفاهيم، التفكير بصوت عالٍ، التخطيط والتنظيم الذاتي، الاحتفاظ بسجل التفكير، وتقويم الذات⁹.

كما تتضمن استراتيجية KWL (ماذا أعرف، ماذا أريد أن أعرف، ماذا تعلمت) وتوليد الأسئلة الذاتية⁹. هذه الاستراتيجيات تساعد المتعلمين على التفكير النقدي، حل المشكلات، والتعلم التعاوني⁹.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استراتيجيات التعلم ما وراء المعرفة تسهم في تحفيز التلاميذ للمشاركة الفاعلة في العملية التعليمية وزيادة مستوى تركيزهم⁹. كما أن استخدام سجلات التفكير يتيح تتبع تقدم المتعلمين وتحليل عمق تفكيرهم، مما يساهم في تحسين جودة العملية التعليمية⁹.

روابط المصادر

1. ما وراء المعرفة(التفكير في التفكير)Metacognitive Thinking – https://albda7.wordpress.com/2021/01/21/metacognitive-thinking/
2. استراتيجيات التفكير ما وراء المعرفي Metacognitive Thinking Strategies – Blog by CADER – https://blog.caderjo.com/التفكير-ما-وراء-المعرفي/
3. تفكير فوق معرفي – https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_فوق_معرفي
4. ما وراء المعرفة – https://ag.edu.iq/articles/view/details?id=143
5. ما وراء المعرفة طريقة للارتقاء بالتفكير والمعرفة   – تعليم جديد – https://www.new-educ.com/ما-وراء-المعرفة-التفكير-والمعرفة
6. د. محمد العامري – https://www.mohammedaameri.com/blog/11
7. التفكير ما وراء المعرفي Metacognition – Blog by CADER – https://blog.caderjo.com/التفكير-ما-وراء-المعرفي-2/
8. كيف نُنَمّي مهارات التفكير ما وراء المعرفي ؟ – https://alrai.com/article/641508/أبواب/كيف-ننمي-مهارات-التفكير-ما-وراء-المعرفي-
9. ط.إ.ت: استراتيجيات التفكير ما وراء المعرفي – https://cte.univ-setif2.dz/moodle/mod/page/view.php?id=61568