السيدة رقية: نعي وتقدير لذكراها

السيدة رقية هي ابنة الإمام الحسين (عليه السلام) وحفيدة الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء¹. وُلِدت في المدينة المنورة عام 57 أو 58 هجرية،¹ وافتها المنية في 5 صفر 61ﻫ في مدينة دمشق¹. يُزار قبرها الشريف بقرب المسجد الأموي في دمشق،¹ حيث ذُكر في زيارتها عبارة تنادي فيها: “يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر…”¹ السيدة رقية تعتبر رمزاً للمظلومية والصبر في التاريخ الإسلامي.

النقاط الرئيسية

• السيدة رقية هي ابنة الإمام الحسين وحفيدة الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء
• ولدت في المدينة المنورة عام 57 أو 58 هجرية واستشهدت في دمشق عام 61 هجرية
• قبرها الشريف يُزار بقرب المسجد الأموي في دمشق
• اشتهرت بمصيبتها وحزنها على والدها الإمام الحسين وبكائها الشديد خلال فترة السبي
• تعتبر رمزاً للمظلومية والصبر في التاريخ الإسلامي

قصة السيدة رقية ونسبها الشريف

السيدة رقية، رضي الله عنها، هي ابنة الإمام الحسين بن علي، سيد شباب أهل الجنة، وحفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم². ولدت رقية في المدينة المنورة، حيث تنتمي عائلتها المقدسة إلى أهل البيت النبوي الشريف².

ولادتها ونشأتها في المدينة المنورة

السيدة رقية وُلدت في المدينة المنورة، حيث كانت تربى وتنشأ تحت رعاية والديها الإمام الحسين وزوجته السيدة رباب بنت امرئ القيس². هذه المدينة المباركة كانت المكان الذي شهد ولادة هذه السيدة الشريفة، التي حملت على كتفها أعباء المصائب والحزن منذ صغرها².

نسبها وعائلتها المقدسة

تنتمي السيدة رقية إلى أهل البيت النبوي العظيم، فهي حفيدة الإمام علي بن أبي طالب وسيدة النساء فاطمة الزهراء. كما أنها أخت الإمام زين العابدين وعمة الإمام الباقر، مما يؤكد على مكانتها السامية ونسبها الكريم².

والدتها السيدة رباب بنت امرئ القيس

والدة السيدة رقية هي السيدة رباب بنت امرئ القيس، وهي من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم². هذه السيدة الكريمة كانت زوجة الإمام الحسين وأم السيدة رقية، مما يجعلها جزءًا من الأسرة المقدسة للنبي الأكرم².

إن قصة السيدة رقية وما لحقها من مصائب في طريق السبي إلى الشام تعكس حقيقة الظلم والقسوة التي شهدها أهل البيت النبوي على مدار التاريخ³. رحلة هذه السيدة الشريفة والمعاناة التي لاقتها منذ صغرها تظل شاهدًا على عظمة التضحية والصبر في وجه الظلم والاضطهاد³.

“السيدة رقية، رضي الله عنها، هي نموذج للتضحية والثبات على الحق في وجه الباطل.”

إن ذكرى السيدة رقية وما لاقته من مصائب يظل حاضرًا في قلوب المؤمنين، وتبقى رمزًا للصمود والإيمان في وجه الظلم والاستبداد³.

نعي السيدة رقية ومصابها في كربلاء

السيدة رقية، ابنة الإمام الحسين، شهدت بعينيها واقعة كربلاء وهي في سن الثالثة من عمرها⁴. آن ذاك، كانت السيدة رقية تبلغ من العمر ثلاث أو أربع سنوات فقط⁴. لقد رأت بأم عينيها استشهاد والدها الحبيب والإمام الشهيد الحسين عليه السلام، وأقرباءه وأهل بيته وأصحابه في هذه المأساة الكبرى⁴.

بعد المعركة، تعرضت السيدة رقية، مع باقي نساء وأطفال أهل البيت، لمحنة السبي حيث تم أخذهم أسرى إلى الكوفة ثم إلى الشام⁴. وقد ذكرت الروايات أن السيدة رقية كانت مصابة بجروح ظاهرة على جسدها، والتي ربما لحقت بها خلال فترة الأسر والسبي⁴.

هناك قصيدة كتبها السيد حسين السيد محمد تقي بحر العلوم في عام 1422 هجرية، تصف فيها فتاة صغيرة تنوح على أبيها⁴. وهذه القصيدة تكشف لنا مدى حزن السيدة رقية وبكائها ليل نهار على فقدان والدها الإمام الحسين، وكيف أثرت هذه المأساة الكبيرة على من حولها⁴.

عندما بلغ يزيد خبر استياء السيدة رقية وحزنها الشديد على والدها في رؤياها له، أمر بإحضار رأس الإمام الحسين لتعزيتها⁴. وعندما ضمت السيدة رقية رأس والدها إلى صدرها، بكت وقالت متسائلة عن الجناة الذين تسببوا في موته، مما أثار مشاعر الحزن والألم في نفوس المشاهدين⁴.

كما ذكرت الروايات أن الإمام زين العابدين أمر السيدة زينب بنقل الطفلة اليتيمة، السيدة رقية، من رأس والدها، مما يشير إلى وفاتها⁴. وقد ردد الشعراء أبياتًا تعبر عن الحزن العميق على الأحداث المأساوية التي حلت بعائلة الإمام الحسين⁴.

كما شارك الشاعر صباح أمين النجفي ببيت شعري يصف الإمام الحسين وهو يرفع راية الشجاعة، مؤكدًا على التضحيات النبيلة التي قدمتها عائلة الإمام⁴. وتصور الأبيات الشعرية المتداولة آنذاك معاناة السيدة زينب وبحثها عن العدالة للجرائم المرتكبة ضد عائلتها في كربلاء⁴.

إن نعي السيدة رقية وما تكبدته من مصاب في هذه الواقعة الأليمة هي شاهد على ما عاناه أهل البيت من مأساة لا مثيل لها⁵. هذه الأحداث المؤلمة قد تناولها مؤسسة سيد الشهداء في إصداراتها الثقافية المتخصصة في إحياء الحسينية⁵.

من خلال هذه الشواهد والروايات، يتجلى لنا مدى المعاناة والحزن الذي عاشته السيدة رقية في هذه الواقعة المؤلمة⁵. فقد كانت شاهدة على استشهاد والدها وأحبتها، وتعرضت بعد ذلك لمحن السبي والنزوح القسري إلى الشام⁵. لقد أصبحت السيدة رقية رمزًا للمعاناة والصبر في وجه المآسي التي حلت بأهل البيت في كربلاء⁵.

“حمل الإمام الحسين راية الشجاعة والتضحية النبيلة لعائلته.”

– صباح أمين النجفي

رحلة السبي والمعاناة إلى الشام

عاشت السيدة رقية، ابنة الإمام الحسين عليه السلام، معاناة شديدة خلال رحلة السبي من الكوفة إلى الشام⁶. تلك الرحلة المؤلمة تم تسجيلها في كتاب “رحلة السبي والمعاناة إلى الشام” الصادر عن معهد سيد الشهداء “ع” في يوليو 2016⁶.

معاناتها في طريق السبي

رحلة السبي كانت مليئة بالمصاعب والمحن التي تحملتها السيدة رقية وأسرة الإمام الحسين عليه السلام⁷. وفقًا لبعض الروايات، كان هناك زيادة ملحوظة في عدد الزوار القادمين من مختلف أنحاء لبنان والمناطق المجاورة لزيارة مقام السيدة خولاء في بعلبك، مما يشير إلى تزايد اهتمام الناس بهذه الرحلة المؤلمة⁷. كما تم القيام بأعمال التوسعة والترميم للمقام في السنوات الأخيرة.

قصة ضياعها في الطريق

إحدى القصص المؤلمة هي ضياع السيدة رقية أثناء الرحلة⁷. وفقًا للروايات التاريخية، هناك اختلافات حول عدد بنات الإمام الحسين وأسمائهن، وكذلك في تحديد وجود ابنة تدعى خولاء⁷. بالإضافة إلى ذلك، هناك نظريات مختلفة حول الطرق التي سلكها موكب أسرة الإمام الحسين، والتي قد تكون مرت بمدينة بعلبك في طريقهم إلى دمشق⁷.

لقاؤها الأخير برأس أبيها الحسين

عندما وصل الموكب إلى الشام، طلبت السيدة رقية رؤية رأس والدها الشريف⁷. وعندما أحضروا له، بكت عليه حتى فاضت روحها وتوفيت في 5 صفر سنة 61 هجرية⁶. تم دفنها في دمشق بالقرب من المسجد الأموي حيث يوجد مقامها المعروف اليوم.

روابط المصادر

1. قصة السيدة رقية بنت الإمام الحسين(عليهما السلام)… وكيف أصبحت ملاذاً للتوابين وطالبي الحوائج؟! – http://burathanews.com/arabic/islamic/281298
2. شبكة المعارف الإسلامية:السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام – https://almaaref.org.lb/post/11148/السيدة-رقية-بنت-الإمام-الحسين-عليهما-السلام
3. الشهيدة السيدة رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب – https://annabaa.org/ashura/1428/81.htm
4. (المجلس الثالث وفاة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع – https://www.sayyid-shouhadaa-center.com/2012/12/24/المجلس-الثالث-وفاة-السيدة-رقية-بنت-الإمام-الحسين-ع/
5. مجالس السبايا من الشام إلى المدينة – https://books.almaaref.org/view.php?id=501
6. رحلة السبي – https://books.almaaref.org/view.php?id=508
7. مقامات لم يثبت اعتبارها (1) : مقام السيدة خولة في بعلبك – لبنان – http://al-khechin.com/article/528