الصدق والثبات في البحث العلمي

0
21
الصدق والثبات
المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث

الصدق والثبات في البحث العلمي

الصدق والثبات هي مفاهيم تستخدم لتقييم جودة البحث. ويشير الصدق والثبات إلى مدى جودة الطريقة أو التقنية أو الاختبار في قياس شيء ما، وبينما يتعلق الثبات باتساق المقياس، يتعلق الصدق بدقة المقياس، ومن المهم مراعاة الصدق والثبات عند إنشاء تصميم البحث العلمي الخاص بك، وتخطيط الأساليب الخاصة بك، وكتابة النتائج، لا سيما في البحث الكمي.

الصدق والثبات

 

فهم الصدق والثبات في البحث العلمي

يرتبط الصدق والثبات ارتباطًا وثيقًا، لكنهما يعنيان أشياء مختلفة. يمكن أن يكون القياس موثوقاً به (ثابتاً) دون أن يكون صالحاً (صادقاً). ومع ذلك، إذا كان القياس صادقاً، فعادة ما يكون موثوقاً أيضاً.

 

ما هو الثبات؟

يشير الثبات إلى مدى اتساق طريقة ما في قياس شيء ما. إذا كان من الممكن تحقيق نفس النتيجة باستمرار باستخدام نفس الطرق في ظل نفس الظروف ، يعتبر القياس موثوقًا به أي أنه ثابت.

مثال: عند قياس درجة حرارة عينة سائلة عدة مرات في ظل ظروف مماثلة؛ يعرض مقياس الحرارة نفس درجة الحرارة في كل مرة، وبالتالي فإن النتائج موثوقة (ثابتة).
ومثالٌ آخر: يستخدم الطبيب استبيان الأعراض لتشخيص حالة مريض يعاني من حالة طبية طويلة الأمد، ويستخدم العديد من الأطباء المختلفين نفس الاستبيان مع نفس المريض ولكنهم يقدمون تشخيصات مختلفة. يشير هذا إلى أن الاستبيان لديه موثوقية منخفضة كمقياس للحالة، أو غير ثابتة.

 

ما هو الصدق؟

يشير الصدق إلى مدى دقة طريقة ما في قياس ما تهدف إلى قياسه. إذا كان البحث عالي الصدق، فهذا يعني أنه ينتج مخرجات تتوافق مع الخصائص والسمات والتغيرات الحقيقية في العالم المادي أو الاجتماعي.

الثبات المرتفع هو أحد المؤشرات على صدق القياس. إذن فإن الطريقة غير الثابتة من المحتمل أن تكون غير صادقة أيضاً، هكذا يمكننا فهم الصدق والثبات بشكل أفضل.

إذا أظهر مقياس الحرارة درجات حرارة مختلفة في كل مرة، على الرغم من أنك تتحكم في الظروف بدقة لضمان بقاء درجة حرارة العينة كما هي، فمن المحتمل أن يكون مقياس الحرارة معطلاً، وبالتالي فإن قياساته غير صادقة، وغير صالحة للتعميم.

إذا أدى استبيان الأعراض إلى تشخيص موثوق وثابت عند الإجابة عليه في أوقات مختلفة ومع أطباء مختلفين، فهذا يشير إلى أن له مستوى صدق مرتفع كمقياس للحالة الطبية.
ومع ذلك، فإن الصدق وحده لا يكفي لضمان الثبات (الموثوقية). حتى لو كان الاختبار موثوقًا به، فقد لا يعكس الموقف الحقيقي بدقة.

مثال: يعطي مقياس الحرارة الذي استخدمته لاختبار العينة نتائج موثوقة. ومع ذلك، لم تتم معايرة مقياس الحرارة بشكل صحيح، وبالتالي فإن النتيجة أقل بدرجتين من القيمة الحقيقية. لذلك، القياس غير صالح.
مثال آخر: تجري مجموعة من المشاركين اختبارًا مصممًا لقياس الذاكرة النشطة. النتائج موثوقة (ثابتة)، لكن درجات المشاركين ترتبط بقوة بمستوى فهمهم للقراءة. يشير هذا إلى أن الطريقة قد تكون ذات صلاحية (مصداقية) منخفضة. وقد يكون الاختبار يقيس استيعاب المشاركين للقراءة بدلاً من ذاكرتهم النشطة.

تقييم الصلاحية (الصدق) أصعب من تقييم الموثوقية (الثبات)، وهو أكثر أهمية في الحقيقة. حيث أن الباحث لكي يحصل على نتائج مفيدة، يجب أن يستخدم طرقاً صادقة وصالحة لجمع البيانات، بمعنى أن البحث يجب أن يقيس ما يفترض أن يقيسه مما يضمن الصحة النهائية لنتائج هذا البحث، وهذا هو الهدف من اختباري الصدق والثبات (الحصول على نتائج صحيحة يمكن تعميمها).

 

كيف يتم تقييم الصدق والثبات؟

يمكن تقدير الثبات من خلال مقارنة الإصدارات المختلفة لنفس القياس. بينما من الصعب تقييم الصدق بنفس الطريقة، ولكن يمكن تقديره من خلال مقارنة النتائج بالبيانات أو النظريت الأخرى ذات الصلة. عادةً ما يتم تقسيم طرق تقييم الصدق والثبات إلى أنواع مختلفة، وفيما يلي بيان تلك الأنواع:

 

أولاً: أنواع الثبات (الموثوقية).

يمكن تقدير أنواع مختلفة من الموثوقية من خلال طرق إحصائية مختلفة.

الصدق والثبات

 

ثانياً: أنواع الصدق (الصلاحية)

يمكن تقدير مدى صدق القياس بناءً على ثلاثة أنواع رئيسية من الأدلة. يمكن تقييم كل نوع من خلال حكم الخبراء أو الأساليب الإحصائية.

الصدق والثبات

لتقييم صحة علاقة السبب والنتيجة، تحتاج أيضًا إلى النظر في الصدق الداخلي (تصميم التجربة) والصدق الخارجي (قابلية تعميم النتائج).

 

كيفية ضمان الصدق والثبات

يعتمد الصدق والثبات للنتائج على إنشاء تصميم بحث قوي واختيار الأساليب والعينات المناسبة وإجراء البحث بعناية وثبات، وهذه بعض النصائح للحصول على أداة دراسة ثابتة، ونتائج صادقة:

  • إذا كنت تستخدم أداةً لقياس الاختلافات في شيء ما (مثل السمات النفسية أو مستويات القدرة أو الخصائص الفيزيائية)، فمن المهم أن تعكس نتائجك الاختلافات الحقيقية بأكبر قدر ممكن من الدقة.  ” يجب مراعاة المصداقية في المراحل الأولى من بحثك، بينما أنت تخطط كيف ستجمع بياناتك.”

 

  • تأكد من أن أداة الدراسة (المقياس) عالية الجودة وموجهة لقياس ما تريد معرفته بالضبط، بناءً على النظريات والمعارف القائمة. على سبيل المثال، لجمع بيانات عن سمة شخصية، يمكنك استخدام استبيان موحد يعتبر موثوقًا وصادقاً.  ” إذا قمت بتطوير استبيانك الخاص، فينبغي أن يستند إلى النظريات القائمة أو نتائج الدراسات السابقة، ويجب صياغة الأسئلة بعناية ودقة.”

 

  • للحصول على نتائج قابلة للتعميم، حدد بوضوح العينة التي تبحث عنها (على سبيل المثال ، أشخاص من فئة عمرية محددة أو موقع جغرافي معين أو مهنة محددة). تأكد من أن لديك ما يكفي من المشاركين وأنهم يمثلون مجتمع الدراسة بدقة.

 

  • يجب مراعاة الموثوقية عند اختيار أداة جمع البيانات، كما يجب مراعاة الدقة طوال عملية جمع البيانات، حيث أن من المهم للغاية أن تكون النتائج دقيقة وثابتة وقابلة للتكرار.

 

  • خطط لاختيار أداة الدراسة بعناية للتأكد من تنفيذ نفس الخطوات بنفس الطريقة لكل قياس، هذا مهم بشكل خاص إذا شارك العديد من الباحثين في نفس الدراسة. على سبيل المثال، إذا كنت تجري مقابلات أو تعتمد الملاحظة، حدد بوضوح كيف سيتم رصد السلوكيات أو الردود، وتأكد من صياغة الأسئلة بنفس الطريقة في كل مرة.

 

  • عند جمع البيانات، حافظ على تناسق الظروف قدر الإمكان للحد من تأثير العوامل الخارجية التي قد تؤدي إلى اختلاف النتائج. على سبيل المثال، في الإعداد التجريبي لأداة الدراسة تأكد من إعطاء جميع المشاركين نفس المعلومات واختبارهم في ظل نفس الظروف.

 

ما هي أقسام البحث التي يتم كتابة مناقشة الصدق والثبات فيها؟

إن للـ الصدق والثبات أهمية كبيرة في إثبات جودة البحث العلمي، لذلك يجب أن يتم تضمين تقارير التحقق من الموثوقية والمصداقية في أقسام مختلفة من البحث، والجدول التالي يبين الأقسام المناسبة لكل تقرير:

الصدق والثبات

 

طالع أيضاً: أهم أخلاقيات البحث العلمي.

 

 

الصدق والثبات

الصدق والثبات

الصدق والثبات