القاعدة السابعة عشر: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله

القاعدة السابعة عشر في القرآن الكريم هي “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله”، والتي ترد في سورة فاطر، الآية 43¹. هذه القاعدة القرآنية تؤكد على أن المكر السيئ والخداع لا يمكن أن يطول إلا أصحابه، وأن العدل الإلهي سيحل بهم في النهاية¹. وقد تم شرح المعنى البسيط لهذه القاعدة في إطار تحليل النص القرآني¹.

أهم النتائج

• القاعدة السابعة عشر “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله” ترد في سورة فاطر، الآية 43.
• المكر السيء والخداع لا يمكن أن يطول إلا أصحابه، والعدل الإلهي سيحل بهم في النهاية.
• القاعدة تؤكد على سنن الله في التعامل بين الخلق وأن الظلم والمكر سيؤول إلى أهله.
• القاعدة لها دلالات وأمثلة قرآنية وتاريخية عديدة تؤكد على هذا المعنى.
• تطبيق هذه القاعدة في الحياة اليومية له أهمية كبيرة للفرد والمجتمع.

معنى القاعدة القرآنية وسياقها

القاعدة السابعة عشر في القرآن الكريم تؤكد على أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله². هذه القاعدة وردت في سياق الحديث عن المعاندين الذين أقسموا ليكونن أهدى الأمم، والذين تبرروا بأعذار مختلفة كالضعف والمرض وعدم القدرة عن المشاركة في غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة². القرآن الكريم أوضح أن البعض نظراً لأسباب مشروعة كالضعف أو المرض أو عدم الوسائل أو نية الإخلاص، لا يُحمَّلون بالتكاليف التي قد يُحمَّل بها آخرون².

وتكمن أهمية هذه القاعدة القرآنية في أن معناها العام ينبغي اتباعه، لا الاقتصار على الظروف الخاصة الواردة في الآية². وقد استفاد العلماء من هذه القاعدة في مختلف مجالات الفقه الإسلامي لفهم الواجبات تجاه الآخرين ومفهوم الإحسان². كما أكدوا على أهمية تقديم الملاحظات البناءة والتذكير بلطف للحفاظ على روح المودة والخير².

تفسير الآية في سورة فاطر

تبين هذه الآية الكريمة استكبار الكفار ومكرهم السيء وعاقبة ذلك عليهم². وتؤكد على أنه ينبغي التفريق بين أعمال الإحسان قبل الالتزامات الصريحة وبين الوفاء بالالتزامات بعد تحققها، حتى لا يؤدي ذلك إلى الاختلاف بين الناس². وتعد هذه الآية من الآيات الدقيقة والموجزة التي تحمل معاني عميقة، مما يجعلها منهلاً للعلماء والمربين والناس للاستفادة من دروسها وعبرها².

المعنى الإجمالي للقاعدة

يتمحور المعنى الإجمالي لهذه القاعدة القرآنية حول أن المكر السيء لا يضر إلا بصاحبه، ولا يمكن أن ينجح في الإضرار بغيره². وتعد هذه القاعدة من القواعد المهمة التي استفاد منها العلماء في مختلف مجالات الفقه الإسلامي³.

دلالات لفظ “يحيق” في اللغة

لفظ “يحيق” في اللغة يدل على الإحاطة بالمكروه خاصة، وهذا يعني أن المكر السيء يحيط بصاحبه ويضره دون أن ينال الآخرين². وهذا يؤكد على أن الله سبحانه وتعالى قد قدر أن المكر السيء لا يضر إلا من ابتدعه، كما جاء في قوله تعالى: “وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ”².

وتعد هذه الآية الكريمة من الآيات الدقيقة والموجزة التي تحمل معاني عميقة، مما يجعلها منهلاً للعلماء والمربين والناس للاستفادة من دروسها وعبرها.

المكر السيء في القرآن الكريم

القرآن الكريم يتناول موضوع المكر السيء بتفصيل واضح، حيث يؤكد على خطورة هذه الصفة وتحذير من ممارستها⁴. يظهر تكرار لفظ “المكر” في النص القرآني، مما يشير إلى أهمية هذا المفهوم في سياق الاستراتيجيات الضارة والأفعال الخادعة⁴. وصف السلوك المرتبط بـ “المكر” يؤكد على دلالاته السلبية، وخاصة ارتباطه بالنوايا الضارة والأساليب الخفية⁴.

تشير الآيات القرآنية المحددة، مثل تلك الواردة في سورة يوسف وسورة الأعراف، إلى قابلية تطبيق مفهوم “المكر” ضمن السرد القرآني⁴. النص يسلط الضوء على التمييز بين “المكر”، “الكيد”، و”الخداع”، مبرزًا كيف أن لكل منها خصائص ودلالات مختلفة⁴.

مناقشة الأفعال الخادعة في السياق القرآني تؤكد على العواقب المترتبة على ممارسة السلوكيات الخداعية، مما يؤكد على الحاجة إلى السلوك الأخلاقي والأمانة⁴. تحليل تعاليم القرآن المتعلقة بـ “المكر” يوفر رؤى حول الدروس الأخلاقية والتحذيرات المرتبطة بالأفعال الخادعة وآثارها المحتملة⁴.

النص يوضح التفسيرات القرآنية لمفهوم “المكر”، مسلطًا الضوء على الفهم الدقيق للسلوك الخادع في التعاليم الإسلامية⁴.

• قصة موسى مع البنات عند البئر تُبرز صفات القوة والأمانة في تأدية المهام⁵.
• الجمع بين القوة والأمانة له أهمية في المناصب القيادية والمسؤوليات⁵.
• الإشارة إلى الآية {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين} [القصص: 26] تؤكد على أهمية توظيف الأفراد الأقوياء والأمناء للمهام⁵.
• أمثلة عن نهج النبي محمد في استخدام الأفراد للمهام بناءً على مدى مناسبتهم من حيث القوة والأمانة⁵.
• الإشارة إلى يوسف عليه السلام تُبرز صفات الأمانة في إدارة الموارد⁵.
• قصة سليمان عليه السلام تُبرز أهمية القوة والأمانة في تأدية المسؤوليات⁵.

هذه الآية الكريمة تُظهر تحذير القرآن من المكر السيء وبيان أن الله أعلم بهذه الممارسات وأنه أحكم الحاكمين.

القاعدة السابعة عشر في ضوء السنن الإلهية

القاعدة السابعة عشر في القرآن الكريم تكشف عن عمق ارتباط المكر السيء بالاستكبار في الأرض⁶. فالله عز وجل قد سنَّ في كونه وشريعته أن لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، وأن عاقبة الاستكبار والمكر ستكون على أصحابها في الدنيا والآخرة⁶. هذه السنن الإلهية الثابتة لا تتبدل ولا تتغير، وهي مؤكدة في القرآن الكريم والسنة النبوية⁷.

ارتباط المكر بالاستكبار

إن المكر السيء غالباً ما يكون مصحوباً بالاستكبار والتجبر على الحق والعدل الرباني⁶. فالماكرون يتكبرون على الله وآياته، وينتفخون بقوتهم وخداعهم، متناسين أن عاقبة المكر ستحل بهم حتماً⁶. وهذا الارتباط بين المكر والاستكبار هو سنة من سنن الله في الكون والحياة⁷.

عاقبة المكر السيء على أهله

تؤكد القاعدة السابعة عشر أن عاقبة المكر السيء ستكون على أهله في الدنيا والآخرة⁶. فالله تعالى سينزل بالماكرين عقوبته وبطشه، وأن مكرهم سيحيق بهم ويدمرهم⁶. هذا العدل الرباني وثبات السنن الإلهية هو ما يؤكده القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة⁷.

إن فهم هذه القاعدة القرآنية في ضوء السنن الإلهية يساعدنا على إدراك عمق حكمة الله وعدله في تدبير شؤون الكون والحياة⁶. فتطبيق هذه السنن الربانية هو ضمان لنجاح المؤمنين والعاملين على إصلاح المجتمعات⁷.

“ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله”

هذه القاعدة التي جاءت في سورة فاطر من القرآن الكريم تؤكد ثبات السنن الإلهية وعدم تبديلها أو تغييرها⁷. فعلى المسلمين أن يعملوا وفق هذه السنن الواضحة ليكونوا من الفائزين في الدنيا والآخرة⁶.

نماذج قرآنية للمكر السيء وعواقبه

القرآن الكريم يسرد لنا العديد من القصص والنماذج التي تؤكد على حقيقة القاعدة القرآنية “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله”. من هذه النماذج⁸قصة إخوة يوسف وما حاكوه من مكر ضد أخيهم يوسف عليه السلام، ثم عود ذلك المكر عليهم بعد ذلك. كذلك⁹محاولات كفار قريش للمكر بالنبي محمد ﷺ والتي أبطلها الله تعالى، ومكر أعداء عيسى عليه السلام الذي لم يُجدِ نفعًا ونجا الله عيسى من مؤامراتهم.

قصة إخوة يوسف

في قصة إخوة يوسف عليه السلام، حاك الإخوة مكرًا ضد أخيهم الصغير يوسف بإلقائه في الجب، ثم بيعه كعبد. لكن هذا المكر لم يحقق لهم ما أرادوا، بل عاد عليهم بالندم والحسرة عندما تبيّن لهم أن يوسف قد عُلي شأنه وأصبح عزيز مصر⁸.

مكر الكفار بالنبي محمد ﷺ

وفي السيرة النبوية، حاول كفار قريش مرارًا المكر بالنبي محمد ﷺ والتخلص منه، لكن الله تعالى أبطل مؤامراتهم وحفظ رسوله. فلم ينجح مكرهم ولم يحقق لهم ما أرادوا، بل عاد عليهم بالخذلان والخسران⁹.

مكر أعداء عيسى عليه السلام

وفي قصة عيسى عليه السلام، حاول أعداؤه المكر به والتخلص منه، لكن الله تعالى نجاه من مؤامراتهم وحفظه. ولم تنجح محاولاتهم في إيذاء عيسى عليه السلام، بل عادت عليهم بالفشل والندم⁹.

هذه النماذج القرآنية تؤكد على صدق القاعدة القرآنية “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله” في كل زمان ومكان. فالله تعالى ينصر أوليائه ويخذل أعداءهم، وجعل المكر السيء يحيق بأصحابه.

حكمة الله في جعل المكر السيء يحيق بأهله

من حكمة الله تعالى أن جعل المكر السيء والخداع ينقلب على من ابتدعه. هذه القاعدة القرآنية تؤكد على أن العدل الإلهي يحتم على الإنسان أن يكون أمينًا في تعامله مع الآخرين¹⁰. القرآن الكريم يربي المؤمنين على الإحسان والإنفاق على الأقارب والمحتاجين، وينهى عن الإساءة والمنكر¹⁰.

إن هذه القاعدة تضع حدًا للمكر والخداع، وتشرح حكمة الله في أن يجعل هؤلاء المخادعين يقعون في مكرهم¹¹. فالقرآن يؤكد أن مصطلح “المكر” يُذكر 46 مرة، وأنه يتعلق بالأنبياء والصالحين، وأنه سيستمر في المجتمعات إلى يوم القيامة¹¹. هذا يؤكد على أن الله سبحانه وتعالى هو أحكم الحاكمين، وأنه ينصر الحق والأمانة على الباطل والخداع.

إن هذه القاعدة القرآنية تُعلّم البشرية أهمية التعاون والثقة بين الناس، وأن المكر والاستكبار سيؤول في النهاية إلى الخسران والدمار¹¹. فالقرآن يبين أن مخططات الأشرار والمتكبرين ستنقلب عليهم في النهاية، وأن الله تعالى هو خير الماكرين¹¹.

إن القاعدة السابعة عشر تؤكد على قيم العدل والإحسان والتربية القرآنية، وتحذر من خطر المكر والخداع على الفرد والمجتمع¹⁰. فالله تعالى يريد للإنسان أن يكون صادقًا وأمينًا في تعامله مع الآخرين، وأن ينبذ الكذب والاستكبار¹⁰.

آثار المكر السيء على الفرد والمجتمع

القاعدة القرآنية “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله” تنطوي على حقيقة مهمة: المكر السيء لا يقتصر آثاره على الفرد فقط، بل يمتد ليؤثر على المجتمع بأكمله¹². فالمكر والخداع يفقدان الثقة بين أفراد المجتمع، ويسببان الفساد والاضطراب في العلاقات الاجتماعية¹².

بالإضافة إلى ذلك، يعود المكر السيء بالضرر النفسي والمادي على الفرد نفسه¹². وعلى المستوى الاجتماعي، فإنه يضعف الروابط الاجتماعية ويهدد استقرار المجتمع ككل¹².

• تآكل الثقة بين أفراد المجتمع¹²
• الفساد والاضطراب في العلاقات الاجتماعية¹²
• الضرر النفسي والمادي على الفرد¹²
• تهديد استقرار المجتمع¹²

بناء على ما سبق، يتضح أن المكر السيء ليس مجرد خطأ فردي، بل له تأثيرات سلبية كبيرة على الأفراد والمجتمع ككل¹². لذا فإن مواجهة هذه الظاهرة والعمل على القضاء عليها يعد من أهم واجبات الأفراد والمجتمع على حد سواء، في إطار السعي لتحقيق الأخلاق الإسلامية وبناء المجتمع الفاضل القائم على التربية الإيمانية¹².

“المكر السيء لا يقتصر آثاره على الفرد فقط، بل يمتد ليؤثر على المجتمع بأكمله.”

ويؤكد الباحثون¹³ أن فهم حقيقة المكر السيء وآثاره، وتبني الأخلاق الإسلامية والتربية الإيمانية لبناء مجتمع متماسك، هي من أهم الحلول لمواجهة هذه الظاهرة وحمايةً للفرد والمجتمع على حد سواء¹³.

الخلاصة

تؤكد القاعدة السابعة عشر من القواعد القرآنية على أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وهي سنة إلهية ثابتة لا تتبدل¹⁴. هذه القاعدة تحث على الصدق والأمانة في التعامل، وتحذر من عواقب المكر والخداع، كما أنها تربي النفوس على الأخلاق الفاضلة وتدعو إلى التفكر في سنن الله في الكون والمجتمع¹⁴.

إن تطبيق هذه القاعدة القرآنية يسهم في تعزيز الأخلاق الإسلامية والتربية الإيمانية، حيث أنها تنبذ الغش والتضليل وتؤكد على قيم النزاهة والاستقامة¹⁴. كما أنها تعلّم الفرد والمجتمع أن عواقب المكر السيء ستعود على صاحبه، وهذا ما تؤكده آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة¹⁴.

بالتالي، فإن استيعاب هذه القاعدة القرآنية وتطبيقها في الحياة اليومية سيساهم في إرساء قواعد الأخلاق الفاضلة وترسيخ التربية الإيمانية في المجتمع، وهذا ما يتوافق مع المقاصد السامية للشريعة الإسلامية¹⁴.

روابط المصادر

1. القاعدة السابعة عشر :ولا يحيق المكر السيء الا باهله – https://kenanaonline.com/users/djana/posts/952049
2. القاعدة السابعة: (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) – https://kalemtayeb.com/safahat/item/1969
3. قواعد الترجيح عند المفسرين – https://www.islamweb.net/ar/article/203686/قواعد-الترجيح-عند-المفسرين
4. وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ – https://forum.arabictrader.com/t215041.html
5. القاعدة السابعة عشرة: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين) – https://kalemtayeb.com/safahat/item/2009
6. قواعد الإصلاح والتغيير عند الأنبياء والمرسلين – القاعدة السابعة – مراعاة السنن الإلهية وعدم مصادمتها – الفرقان – https://al-forqan.net/قواعد-الإصلاح-والتغيير-عند-الأنبياء-و-5/
7. استشراف مستقبل طوفان الأقصى في ضوء السنن الإلهية – مستقبَلات الأمّة – https://ummah-futures.net/استشراف-مستقبل-طوفان-الأقصى-في-ضوء-الس/
8. سلسلة قواعد قرآنية / الشيخ عمر بن عبد الله المقبل – https://defense-arab.com/vb/threads/104377/
9. قواعد قرآنية (50 قاعدة) للشيخ د. عمر بن عبدالله المقبل – https://paldf.net/f/node/907926
10. إسلام ويب – https://www.islamweb.net/ar/library/content/64/834/قوله-تعالى-إن-الله-يأمر-بالعدل-والإحسان-وإيتاء-ذي-القربى
11. السنن الإلهية (11) سنة الله في المكر والماكرين (قانون المكر) – الفرقان – https://al-forqan.net/السنن-الإلهية-11-سنة-الله-في-المكر-والما/
12. مآب المذنبين – https://books.almaaref.org/view.php?id=437
13. هم الخوارج فاحذرهم | شبكة بينونة للعلوم الشرعية – https://www.baynoona.net/ar/article/278
14. نظرة عامة على الخلاصات – مساعدة Manufacturer Center – https://support.google.com/manufacturers/answer/6124080?hl=ar