المنهج شبه التجريبي (Quasi-Experimental) هو تصميم يشبه إلى حد ما المنهج التجريبي ولكنه يفتقر إلى المكون الرئيسي وهو التخصيص العشوائي. غالبًا ما يشار إليها على أنها تجارب “غير مضبوطة أو مشتتة” لأنها تخالف رؤى الأصوليين التجريبيين.
مقدمة
مثل التجربة الحقيقية (المنهج التجريبي)، يهدف المنهج شبه التجريبي إلى إنشاء علاقة سبب ونتيجة بين متغير مستقل ومتغير تابع. ومع ذلك، على عكس التجربة الحقيقية ، لا يعتمد المنهج شبه التجريبي على التخصيص العشوائي بل يتم تخصيص الموضوعات للمجموعات بناءً على معايير غير عشوائية.
فيما يتعلق بالصلاحية الداخلية ، غالبًا ما تبدو أدنى صلاحية المنهج شبه التجريبي الداخلية أدنى من التجارب العشوائية (المنهج التجريبي). لكن هناك شيء مقنع في هذه المنهج شبه التجريبي، وهو: أن من السهل تطبيق المنهج شبه التجريبي بشكل متكرر أكثر في بعض الحالات المعينة.
يعد المنهج شبه التجريبي أداة مفيدة في المواقف التي لا يمكن فيها استخدام التجارب الحقيقية لأسباب أخلاقية أو عملية.
الفروق بين المنهج شبه التجريبي والتجارب الحقيقية
هناك العديد من الاختلافات الشائعة بين المنهج شبه التجريبي والتجارب الحقيقية، وذلك من ناحية:
أولاً: المعالجة
التجارب الحقيقية: يقوم الباحث بتخصيص المواضيع بشكل عشوائي للمجموعات الضابطة والتجريبية.
المنهج شبه التجريبي: يتم استخدام طريقة أخرى غير عشوائية لتخصيص الموضوعات للمجموعات.
ثانياً: ضبط المعالجة
التجارب الحقيقية: عادة ما يصمم الباحث طريقة المعالجة ويتحكم بها.
المنهج شبه التجريبي: غالبًا لا يتحكم الباحث في طريقة المعالجة، ولكنه يدرس بدلاً من ذلك المجموعات الموجودة مسبقاً.
ثالثاً: استخدام المجموعات الضابطة والتجريبية
التجارب الحقيقية: يتطلب استخدام المجموعات الضابطة.
المنهج شبه التجريبي: المجموعات الضابطة ليست مطلوبة.
مثال على المنهج شبه التجريبي والتجارب الحقيقية
لنفترض أنك مهتم بتأثير العلاج النفسي الجديد على مرضى الاكتئاب.
المثال الأول: المنهج شبه التجريبي
تكتشف أن عددًا قليلاً من المعالجين النفسيين في العيادة قرروا تجربة العلاج الجديد ، بينما اختار آخرون ممن يعالجون مرضى مشابهين الالتزام بالبروتوكول العادي.
يمكنك استخدام مجموعات المرضى الموجودة مسبقًا لدراسة تطور الأعراض على الذين عولجوا بالعلاج الجديد مقابل أولئك الذين يتلقون العلاج القديم أو التقليدي.
على الرغم من أنه لم يتم تعيين المجموعات بشكل عشوائي ، إلا أنه إذا قمت بحساب أي اختلافات منهجية بينها بشكل صحيح، يمكنك أن تكون واثقًا بشكل معقول من أن أي اختلافات يجب أن تنشأ حول العلاج وليس حول المتغيرات.
المثال الثاني: التجارب الحقيقية
لإجراء تجربة حقيقية ، تقوم بشكل عشوائي بتعيين نصف المرضى في عيادة الصحة العقلية لتلقي العلاج الجديد كمجموعة تجريبية. والنصف الآخر – المجموعة الضابطة – يتلقى العلاج السابق.
كل بضعة أشهر ، يملء المرضى ورقة تصف أعراضهم لمعرفة ما إذا كان العلاج الجديد ينتج تأثيرات أفضل (أو أسوأ) بشكل ملحوظ من العلاج السابق.
ومع ذلك ، ولأسباب أخلاقية ، قد لا يمنحك مديرو عيادة الصحة العقلية الإذن بتعيين مرضاهم للعلاج بشكل عشوائي. في هذه الحالة ، لا يمكنك إجراء تجربة حقيقية. بدلاً من ذلك ، يمكنك استخدام تصميم شبه تجريبي.
أنواع التصاميم في المنهج شبه التجريبي
توجد أنواع عديدة من التصاميم شبه التجريبية. نوضح هنا ثلاثة من أكثر الأنواع شيوعًا: تصميم المجموعات غير المتكافئة ، وانقطاع الانحدار ، والتجارب الطبيعية.
تصميم المجموعات غير المتكافئة
في تصميم المجموعة غير المتكافئة ، يختار الباحث المجموعات الموجودة التي تبدو متشابهة ، ولكن تختبر واحدة فقط من المجموعات التجريبية.
في التجربة الحقيقية (التصميم التجريبي) مع التخصيص العشوائي ، تعتبر المجوعات الضابطة والتجريبية متكافئة بكل طريقة بخلاف نوع المعالجة. لكن في المنهج شبه التجريبي تكون المجموعات غير عشوائية ، لذا تختلف في نواحٍ متعددة – فهي مجموعات غير متكافئة.
عند استخدام هذا النوع من التصميم ، يحاول الباحثون حساب أي متغيرات مربكة عن طريق التحكم بها في تحليلهم أو عن طريق اختيار مجموعات متشابهة قدر الإمكان.
انقطاع الانحدار
تم تصميم العديد من العلاجات المحتملة التي يرغب الباحثون في دراستها ، حيث تتلقى مجموعة مخصصة المعالجة.
بالقرب من انقطاع الانحدار ، غالبًا ما تكون الفروق بين المجموعتين ضئيلة جدًا بحيث تكون غير موجودة تقريبًا. لذلك ، يمكن للباحثين استخدام الأفراد الذين هم أقل من الحد الأدنى كمجموعة ضابطة وأولئك الذين هم أعلى بقليل كمجموعة تجريبية.
التجارب الطبيعية
في كل من التجارب المعملية والميدانية ، يتحكم الباحثون عادة في المجموعة التي يتم تعيين الموضوعات إليها. في التجربة الطبيعية ، ينتج عن حدث أو موقف خارجي تخصيص عشوائي للأشخاص في المجموعة التجريبية.
على الرغم من أن البعض يستخدم تعيينات عشوائية ، إلا أن التجارب الطبيعية لا تعتبر تجارب حقيقية لأنها ذات طبيعة رصدية.
وفي ظل أن الباحثين ليس لديهم سيطرة على المتغير المستقل ، إلا أنهم يستطيعون استغلال هذا الحدث بعد الحقيقة لدراسة تأثير المعالجة.
متى نستخدم المنهج شبه التجريبي؟
على الرغم من أن التجارب الحقيقية تتمتع بصلاحية داخلية أعلى ، فقد نختار استخدام تصميم شبه تجريبي لأسباب أخلاقية أو عملية:
الدوافع الأخلاقية لاستخدام المنهج شبه التجريبي
في بعض الأحيان يكون من غير الأخلاقي تقديم أو منع العلاج على أساس عشوائي ، لذا فإن التجربة الحقيقية ليست مجدية. في هذه الحالة ، يمكن أن تسمح لك شبه التجربة (المنهج شبه التجريبي) بدراسة نفس العلاقة السببية دون المشكلات الأخلاقية.
تعد الدراسات الصحية في ولاية أوريغون مثالاً جيدًا. سيكون من غير الأخلاقي تزويد بعض الأشخاص بشكل عشوائي بالتأمين الصحي ولكن منع الآخرين عن قصد من الحصول عليه لأغراض البحث.
ومع ذلك ، نظرًا لأن حكومة ولاية أوريغون واجهت قيودًا مالية وقررت توفير التأمين الصحي عن طريق اليانصيب ، فإن دراسة هذا الحدث هو يمكن اعتباره أخلاقياً لدراسة نفس المشكلة.
الدوافع العملية لاستخدام المنهج شبه التجريبي
قد يكون التصميم التجريبي الحقيقي غير قابل للتنفيذ أو أنه مكلف للغاية ، خاصة بالنسبة للباحثين الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى تمويلات كبيرة.
في أوقات أخرى ، هناك الكثير من العمل الذي ينطوي على توظيف وتصميم تدخل تجريبي كامل لعدد كافٍ من الأشخاص لتبرير التجربة الحقيقية.
في كلتا الحالتين ، تسمح لك التصميمات شبه التجريبية بدراسة السؤال من خلال الاستفادة من البيانات التي سبق دفعها أو جمعها من قبل الآخرين.
مميزات وعيوب المنهج شبه التجريبي
التصاميم في المنهج شبه التجريبي لها مزايا وعيوب مختلفة مقارنة بأنواع الدراسات الأخرى، أبرز تلك السمات:
- صلاحية خارجية أعلى من معظم التجارب الحقيقية ، لأنها غالبًا ما تتضمن تدخلات واقعية بدلاً من إعدادات المختبر الاصطناعية.
- صلاحية داخلية أعلى من الأنواع الأخرى من الأبحاث غير التجريبية. لأنها تسمح لك بالتحكم بشكل أفضل في المتغيرات المربكة أكثر من الأنواع الأخرى من الدراسات.
–
- صلاحية داخلية أقل من التجارب الحقيقية، فبدون التوزيع العشوائي قد يكون من الصعب التحقق من أن جميع المتغيرات المربكة قد تمت معالجتها.
- قد يكون استخدام البيانات التي تم جمعها بالفعل بأثر رجعي غير دقيق أو غير كامل أو يصعب الوصول إليه.
طالع أيضاً: المنهج التجريبي في البحث العلمي