كيفية تحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث قابل للنشر العلمي
مقدمة
إن للنشر العلمي أهمية بالغة جداً لإنجاز البرامج الأكاديمية لطلاب الدراسات العليا، فلا يمكن أن يتجاوز الطالب خطوة النشر العلمي في المجلات العلمية المحكمة الدولية، حيث أن هذه الخطوة هي التي تؤكد القيمة العلمية للدراسات والأعمال البحثية وبالتالي حصول الباحث على الدرجة العلمية التي يسعى إليها، حيث يعد نشر الأبحاث العلمية أحد أكثر الطرق أهمية لمشاركة بيانات البحث مع المجتمع العلمي، والجمهور بشكل عام.
وحتى يتم قبول رسالة الماجستير/الدكتوراه لابد من أن يقوم الباحث باختصار رسالته وتنسيقها حسب شروط ومعايير المجلة العلمية التي يود أن ينشر دراسته فيها، مما يعني أن هناك تغييرات كبيرة سوف تطرأ على الهيكل العام للدراسة، دون أي تغييرات فعلية على أهداف الدراسة ونتائجها. (كيفية استلال بحث من رسالة ماجستير)
(بشكل عام، يمكن القول بأن عملية تحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث قابل للنشر العلمي، هي عبارة عن عملية يقوم من خلالها الباحث بوضع دراسته في قالب المجلة العلمية التي يود أن ينشر دراسته فيها.)
بمجرد اتخاذ قرار تحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث قابل للنشر العلمي، ستحتاج إلى تركيز الانتباه على كيفية تجهيز الدراسة للنشر، وعليك أيضاً أن تقضي بعض الوقت في التفكير في الآلية التي ستقوم من خلالها باختصار وإيجاز الدراسة بأقسامها المتعددة والواسعة! (كيفية تحويل رسالة الدكتوراة إلى كتاب)
ومن الجدير بالذكر، أن محرري المجلات العلمية يستطيعون وبسهولة تحديد الدراسات التي تم اختصارها وتنسيقها بشكل عشوائي (على عجل)، والدراسات التي تم إيجازها بعناية ودقة، لذلك تجنب هذا الحرج، واقض بعض الوقت في التفكير في آلية مناسبة لاختصار رسالتك ووضعها في قالب المجلة العلمية التي اخترتها. (البحوث المستلة)
كيفية تحويل رسالة الماجستير/ الدكتوراه إلى بحث قابل للنشر العلمي؟
قبل البدء في العمل على تحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث علمي قابل للنشر، عليك أن تضع نصب عينيك أن ما تقوم به هو عملية اختصار وتنسيق لرسالتك وليس عملية كتابة بحث جديد! أي أن رسالة الماجستير أو الدكتوراه هي المصدر والمرجع الأصلي الذي لا يمكنك أن تتخطاه أو أن تضيف أقساماً أو معلومات جديدة غير موجودة في الرسالة الأصلية.
على الرغم من أن كلاً من الرسالة العلمية الكاملة، والبحث العلمي القابل للنشر يحملان نفس البيانات والمعلومات الأساسية، إلا أنه لا يمكن نشر الرسالة الكاملة كبحث علمي! كشرط أساسي من شروط النشر العلمي التي تتفق عليها جميع المجلات العلمية الدولية. (تحويل رسالة الماجستير إلى كتاب)
أضف إلى ذلك، أن عملية تحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث علمي قابل للنشر ليست عملية نسخ ولصق وحذف، بل هي أعقد من ذلك، ولها خطوات محددة يجب على الباحث أن يلتزم بها.
إن الخطوة الأولى لتحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث علمي قابل للنشر هي تقصير أو اختصار الرسالة الكاملة، وذلك من خلال استخراج البيانات الأساسية التي تجيب عن التساؤل الرئيسي للدراسة، أي يمكن اعتبارها عملية تصفية لأهم النقاط والمعلومات التي وردت في الرسالة الكاملة، مع شرح بسيط لتلك النقاط والبيانات.
وغالباً ما تقوم المجلات العلمية المرموقة (المفهرسة دولياً) بتحديد قالب مخصص لمساعدة الباحثين على اختصار دراساتهم الكاملة، كما هو موضح في المثال بالأسفل. (بحث مستل من رسالة ماجستير pdf)
للوهلة الأولى قد يبدو موضوع تحويل رسائل الماجستير/الدكتوراه، موضوعاً صعباً وشائكاً، لذلك نقدم لكم هذه الاختلافات الجوهرية بين الرسائل العلمية الكاملة، والأبحاث العلمية القابلة للنشر، كي تتضح الصورة بشكل كامل:
هناك العديد من الاختلافات بين الرسائل العلمية الكاملة والأبحاث العلمية، أهم تلك الاختلافات:
- تتميز الأبحاث العلمية بالملخص المختصر والموجز، أما الرسائل العلمية الكاملة فيكون ملخصها كاملاً وواسعاً.
- إن مقدمة البحث العلمي في الرسائل العلمية الكاملة دليل على مدى معرفة الباحث بمجال تخصصه، أما في الأبحاث العلمية القابلة للنشر فتستخدم المقدمة لتعرض للقارئ نبذة عن موضوع الدراسة، وعادة ما تكون مختصرة إلى حد كبير، حيث أن المجلات العلمية تفترض أن القارئ لديه خلفية معرفية لا بأس بها عن موضوع الدراسة.
- في الرسائل العلمية الكاملة يتضمن قسم النتائج جميع النتائج التي توصلت إليها الدراسة بالتفصيل، أما في الأبحاث العلمية القابلة للنشر فيتم استخدام قسم النتائج لعرض إجابات الأسئلة التي تم طرحها في مقدمة البحث العلمي.
- في الأبحاث العلمية القابلة للنشر يتم ذكر المراجع الموجودة داخل البحث فقط، أما في الرسائل الكاملة يتم عرض جميع المراجع التي تم استخدامها لإنجاز الرسالة العلمية.
نصائح عامة في كيفية تحويل رسالة الماجستير/الدكتوراه إلى بحث قابل للنشر العلمي
إليك عزيزي الباحث بعض النصائح الهامة التي ستساعدك على تحويل رسالة الماجستير أو الدكتوراه الخاصة بك إلى بحث قابل للنشر العلمي، مع العلم أن الأرقام المذكورة بالأسفل قد تختلف وفقاً لمجال الدراسات:
- إن البحث القابل للنشر العلمي أقصر بكثير من الرسالة الكاملة، حيث أن البحث العلمي لا تزيد عدد كلماته بشكل عام عن 8000 كلمة (25 صفحة)، وهذا ليس رقماً ثابتاً فقد ينقص عدد الكلمات أو يزيد وفقاً لمجال الدراسة أو شروط المجلة العلمية، لذلك على الباحث أن يختصر دراسته حتى تصل إلى عدد الكلمات المناسبة حسب شروط المجلة التي يود النشر فيها.
- غالباً ما يتراوح طول ملخص البحث القابل للنشر العلمي ما بين 150 و 250 كلمة، لذلك على الباحث أن يقوم بكتابة ملخص قصير من خلال الإشارة بإيجاز إلى أهم النقاط التي وردت في الدراسة والأساليب الرئيسية المستخدمة فيها والنتائج الرئيسية من الدراسة.
- عادة ما تكون مقدمة الرسائل العلمية شاملة ومتعمقة وطويلة، أما عند تحويل الرسالة إلى بحث علمي يجب أن يتم اختصار المقدمة على افتراض أن الجمهور الذي سيقرأ المقدمة لديه بالفعل خلفية معرفية عن موضوع الدراسة، وبشكل عام يجب أن تقتصر المقدمة على 500 كلمة تقريباً.
- يجب أن يقوم الباحث باختصار النتائج أيضاً، ففي العادة تكون النتائج في الرسائل العلمية مفصلة بشكل دقيق وواسع، أما في الأبحاث العلمية القابلة للنشر العلمي يجب أن يتم اختصار قسم النتائج ودمجه مع قسم منهجية الدراسة وإجراءاتها، بحيث تشكل أكثر من ثلث حجم الدراسة التي يتم إعدادها للنشر العلمي.
على سبيل المثال: إذا كانت الدراسة 7000 كلمة، فسيكون قسم منهجية الدراسة والنتائج (مع مناقشتها) أكثر من 2500 كلمة تقريباً.
- يجب أن تتضمن قائمة المراجع في البحث القابل للنشر العلمي المراجع المباشرة فقط، أي الموجودة في البحث الذي يتم إعداده للنشر العلمي، ولكل مجلة علمية مواصفاتها الخاصة حول الحد الأقصى لعدد المراجع المسموح بها، وبشكل عام، حاول ألا تضمن أكثر من 30 مرجعاً في بحثك الذي تود نشره.
- أما فيما يتعلق بالجداول والأشكال، فيجب أن تكون ما بين 5 إلى 10، حتى يكون البحث منظماً وملائماً للنشر العلمي في المجلات العلمية المحكمة المرموقة.
يمكنكم تحميل هذا المقال بصيغة PDF من خلال الرابط التالي: اضغط هنا لتحميل المقال
طالع أيضاً: شروط نشر الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة