المقدمة:
يمكن أن تكون درجة الماجستير خياراً مناسب لأولئك الذين يرغبون في زيادة معرفتهم حول موضوع معين، واستكشاف أماكن اهتمامهم الفعلية بعد إنهاء الدراسة الجامعية والحصول على البكالوريوس، أو تحسين آفاق حياتهم المهنية. وتعني طبيعة برامج درجة الماجستير أن على الطلاب أن يكونوا مستعدين لتجربة تعليمية مكثفة تدمج ما بين دراستهم الجامعية وخبرتهم المكتسبة من العمل.
إذن، ما هي درجة الماجستير، وهل هي الخيار المناسب لك؟ في ما يلي إيجاز لكل ما تحتاج معرفته عن الماجستير …
ما هي درجة الماجستير؟
هي مؤهل أكاديمي يندرج تحت بند الدراسات العليا، وتمنح للأفراد الذين أجروا بنجاح دراساتٍ تثبت أن لديهم مستوى عالٍ من الخبرة في مجال معين من المجالات العلمية أو المهنية، ويفترض ضمنياً أن الطلاب الذين حصلوا على درجة الماجستير قد امتلكوا معرفة متخصصة وواسعة في مجال اختصاصهم، سواءً كان المجال أدبي أو علمي، كما يجب أن يكون لديهم مستوى عالٍ من المهارات والتقنيات المرتبطة بالمجال الذي قرروا أن يكون تخصصهم، والأهم أن تكون هذه المهارات والمعارف قابلة للتطوير عن طريق إجراء المزيد من الدراسات.
عادة ما يستغرق الحصول على الماجستير من سنة إلى سنتين لإكمالها، من خلال الدراسة بدوام جزئي أو بدوام كامل، وتختلف المدة المحددة للحصول على الماجستير اعتماداً على الموضوع، والبلد الذي تدرس فيه ونوع برنامج الماجستير التي تختارها من حيث الاعتمادات الدراسية، ففي النظام الأوروبي للتعليم العالي يجب أن يكمل الطالب من 90 إلى 120 ساعة معتمدة ليحصل على الماجستير، أما في المملكة المتحدة يحتاج إلى 180 ساعة معتمدة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يحتاج من 36 إلى 54 ساعة معتمدة فقط.
أنواع درجة الماجستير:
بشكل عام هناك نوعان رئيسان من درجات الماجستير: درجات الماجستير البحثية ودرجات الماجستير التعلمية؛ التي تعتبر أكثر تنظيماً، حيث يخضع الطلاب للإشراف المباشر من قبل الأساتذة، من خلال برامج المحاضرات والندوات، ويتم في برامج الماجستير التعلمية إعطاء الطلاب مواضيع محددة ليقوموا بدراستها والتحقيق فيها. أما درجات الماجستير البحثية فتتطلب عملاً أكثر استقلالية مما يسمح للطلاب بالعمل على مشروع بحثي طويل، يحتاج القليل من الوقت للدراسة.
هناك أيضاً برامج ماجستير تستهدف المهنيين و العمال ( تسمى معظم الأحيان بالماجستير التنفيذي أو المهني )، وتختلف أنواع درجات الماجستير وأسمائها وفقاً لموضوع الدراسات ومتطلبات القبول.
نظراً لأن العديد من درجات الماجستير مصممة للموظفين، أو المهنيين العاملين، فستجد العديد من الخيارات المتاحة في مجموعة متنوعة من أوضاع الدراسة وتشمل:
- التعلم عن بعد، حيث يمكن للطلاب التعلم بالكامل عن طريق الانترنت، أو حضور الدورات التي اختاروها بشكل متقطع.
- التعلم بدوام جزئي، حتى يتمكن الطالب الموظف من تنظيم وقته بما لا يتعارض مع عمله.
- التعلم في نهاية الأسبوع.
لماذا ندرس للحصول على درجة الماجستير؟
يمكن أن يساعدك طرح هذا السؤال على إيجاد الإجابة التي تناسب حالتك أو وضعك الراهن، وأياً يكن سبب رغبتك في الحصول على درجة الماجستير، فلن تبعتد كثيراً عن الأسباب التي قد تدفع أقرانك للحصول على الماجستير، وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي تكمن وراء سعي الطلاب للحصول على الماجستير:
- الاهتمام بموضوع الدراسة: أي أن الطالب قد حدد خلال دراسته الجامعية موضوعاً معيناً، وقرر أن يكمل دراسته في هذا الموضوع، نظراً لأن الموضوع قد حاز على انتباهه وأثار اهتمامه، أو قد يهتم أحدهم بموضوع ما أثناء دراسته المستقلة بعيداً عن الدراسة الجامعية.
- الرغبة في الحصول على وظيفة: إن المؤهل الإضافي يمكن أن يساعدك في التميز عن خريجي البكالوريوس ويسهم في إقناع أصحاب العمل، حيث أن درجة الماجستير تزيد بالفعل المعرفة، والمهارات الشخصية والمهنية، وتعزز الثقة بالنفس، وبالتالي تزيد فرصة توظيفك.
يمكن أن يساعدك مؤهل درجة الماجستير في تأمين التمويل لدراسة الدكتوراه .
- الرغبة في الحصول على ترقية في العمل: ربما ستحتاج درجة الماجستير من أجل اكتساب المزيد من المعرفة أو المؤهلات أو المهارات من أجل الترقية في مهنة معينة، أو حتى تغيير وظيفتك الحالية تماماً، ولكن تأكد دائماً من أنك قمت بتصديق شهاداتك قبل أن تقبل على التقديم لترقية أو وظيفة جديدة.
- حب الأوساط الاكاديمية: وهي الرغبة بالبقاء في الجامعة لأطول فترة ممكنة، إما لأنك تحب الحياة الجامعية أو لأنك غير قادر على اتخاذ قرار بشأن مستقبلك و ترغب في استكشاف المزيد حول الموضوع الذي أثار انتباهك قبل دخول عالم العمل، يمكنك البقاء في الأوساط الأكاديمية وبشكل فعال ومفيد إذا كنت ترغب في ذلك، من خلال المشاركة في قسم البحث العلمي في الجامعة، فهذا يساعدك على التعرف على مواضيع البحث العلمي المناسبة لك، ويقربك أكثر من أهدافك على المدى البعيد.
- تغيير التخصص: في حالة أنك قد ندمت على التخصص الذي درسته خلال حياتك الجامعية، فلا شك أنك ترغب الآن في تغيير ذلك التخصص، إذن فدرجة الماجستير خيارك المثالي للحصول على شهادة في تخصص آخر، من خلال التعامل مع برنامج الماجستير على أنه دورة تحويلية من تخصص إلى آخر.
- الرغبة في الحصول على رؤية أوضح لتخصصك: توفر العديد من برامج درجة الماجستير فرصة للتواصل بانتظام مع الشخصيات الفاعلة في مجال البحث العلمي، وتقدم فرصاً لاكتساب خبرات العمل.
- التحدي الأكاديمي: يعتبر التحدي الأكاديمي الدافع الأول للمثابرة والعمل بجهد كبير، وتكثيف الدراسة للوصول إلى أعلى درجات المعرفة، لمنافسة الأقران والزملاء والخروج بنتائج واستنتاجات أكثر قيمة وأهمية، وهذا هو واحد من الأسباب التي قد تدفع الطلاب للإقدام على الحصول على الماجستير من أجل إثبات أنفسهم وكفاءتهم في الميدان العلمي أو المهني.
- اغتنام الفرصة: في حالة أنك قد حصلت على منحة دراسية لدراسة الماجستير، فهذه فرصة ذهبية لا تعوض، فلا تتردد في المضي قدماً في الدراسة.
- متطلبات المجال المهني: من المؤكد أن مجالك المهني يضع قيمة هائلة لدرجات الماجستير، والتي تختلف بالضرورة حسب المجال المهني وطبيعته، حيث أن بعض المجالات تتطلب الماجستير كمتطلب أساسي، وبعض المجالات الأخرى لا تتطلب درجات متقدمة للترقية والتوظيف.
طالع أيضاً: أهمية البحث العلمي