أفضل طرق تقييم الطلاب
مقدمة
أجبر التعلم عن بعد العديد من المعلمين على إلقاء نظرة دقيقة على طرق التقييم التقليدية والتفكير في طرق أفضل للتقييم بحيث تتماشى مع التعليم الإلكتروني. وفي أعقاب الإغلاق الواسع للمدارس واجه المعلمون تحديات التعلم عن بعد بشكل كبير، وأصبحت تلبية احتياجات الطلاب أكثر صعوبة حيث استبدل المعلمون إمكانية التنبؤ بالتعليم الشخصي بالطبيعة غير المتوقعة للتعلم عن بعد.
تبنى العديد من المعلمين قدرًا أكبر من المرونة واللين في طرق تقييم الطلاب. وعلى نطاق واسع، شجعت المدارس التركيز على التعلم والنمو بدلاً من التفاني الثابت في استخدام الطرق التقليدية للتدريس.
كيف أثرت جائحة كورونا على طرق تقييم الطلاب؟
لماذا لم يكن هذا هو الحال دائماً قبل الجائحة؟ لقد كشف فايروس كورونا عن العديد من الحقائق غير المريحة حول النظام التعليمي، ولدى المدارس الآن فرصة لإعادة تصور الطبيعة الأساسية للتعليم، وعل أبرز مام تم اكتشافه هو أن طرق تقييم الطلاب كانت معيبة للغاية، وقد حان الوقت لاستبدالها بطرق أكثر فائدة لقياس تقدم الطلاب.
إن الإفراط في الاعتماد على التقييمات النهائية لا يفعل الكثير لتشجيع جمع واستخدام المعلومات التكوينية الأساسية، وحتى أفضل طرق تقييم الطلاب التي أنشأها المعلم لا تزال تواجه مشكلات من حيث الموثوقية والصحة.
في حين أن موضوعية ربط الدرجات بكفاءة الطالب قد تبدو دقيقة، فإن هذه الخصوصية تبدو جوفاء وتعمل فقط على تقليل حافز الطالب
ربما من المبكر التفكير بأن التعليم التقليدي سيتبنى على نطاق واسع طرق تقييم الطلاب القائمة على المعايير، مع إلغاء نظام الدرجات، ولكن هناك خطوات يمكن للمدرسين اتخاذها الآن من شأنها أن تحدث فرقًا كبيرًا في طرق تقييم الطلاب.
تحسين طرق تقييم الطلاب
من خلال هذا المقال نقدم لكم مجموعة من الطرق التي من شأنها تطوير وتحسين طرق تقييم الطلاب، وهي:
أولاً: تزويد الطلاب بمحاولات متعددة للإتقان
سواء كانوا في المدرسة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية ، يستحق الطلاب أكثر من فرصة واحدة لإثبات قدراتهم المعرفية. وبدلاً من الحكم على أداء الطالب في لحظة محددة من الوقت، يجب أن نوفر للطلاب فرصة لتحسين مهاراتهم حتى تتطابق كفاءتهم مع قدرتهم الحقيقية، حيث أن قلة من الطلاب يؤدون أعلى مستوى لهم في المرة الأولى التي يطلب منهم فيها إظهار مهاراتهم.
ثانياً: يجب على المعلمين حماية استقلالية الطلاب وتعزيز ثقافة الاختيار في التقييمات
في حين أنه سيكون هناك دائمًا مكان لتقييم نهاية الوحدة، إلا أن الاعتماد عليها للحصول على صورة كاملة لكفاءة الطالب يعد وجهة نظر محدودة للغاية. بدلاً من ذلك ، يستحق الطلاب الفرصة لإثبات كفاءتهم بطرق متعددة عبر الوقت والوحدات المختلفة.
يجب على المعلم أن يعطي الطلاب خيارات معززة لكفاءتهم الذاتية، فهذه الطريقة من طرق تقييم الطلاب لا توفر مجموعة غنية من البيانات التكوينية فقط؛ بل أيضاً تدعو إلى خلق جو دراسي متلائم ومتناغم في الفصل الدراسي.
ثالثاً: يجب أن تكون طرق تقييم الطلاب أكثر شمولية وعمومية لتشمل جميع جوانب الطلاب
بالنسبة للطلاب – والأشخاص بشكل عام – للانخراط في سلوك موجه نحو الهدف، يجب أن يكون لديهم كفاءة ذاتية، وبيئة داعمة ترى قيمة عملهم، عندما تكون هذه القوى موجودة، يعمل الطلاب لفترة أطول وبجهد أكبر وببهجة أكبر. إن إعطاء الأولوية لنجاح الطالب بمرور الوقت له آثار مباشرة وإيجابية لكل عنصر من هذه عناصر العملية التعليمية.
خاتمة
إن المتعلم ليس خزاناً يجب أن يملؤه المعلم بالمعلومات! بل يجب أن يكون مشاركاً نشطاً في العملية التعليمية، وبالتالي يجب أن تكون عملية التقييم مرنة وشاملة وغير مقتصرة على العمليات العقلية المتعلقة بالحفظ والاسترجاع، فطرق التقييم القائمة على الأساليب التقليدية كثيراً ما تكون محبطة للعديد من الطلاب وتخلق داخلهم الكثير من القلق والخوف.
فلماذا نضع طلابنا في كل هذه المشكلات والأزمات النفسية، بينما بمقدورنا تشكيل طرق تقييم جديدة تحفز الطلاب على التفكير والمثابرة وتخرجهم من نطاق المتعلم الجامد الذي يتعامل مع نفسه على أنه مجرد خزان معلومات، يمتلئ ثم يتم تفريغه في ورقة الاختبار!
الكثير من التفاصيل والأحداث تحصل داخل غرفة الصف، وخلال قيام المعلم بدوره التعليمي، وفي خضم ذلك كله كثيراً ما يضع المعلم قيوداً دون وعي على مدى استيعاب الطلاب وبالتالي مدى تحصيلهم، وعليه فإن أكبر عائق لنجاح الطالب هو عدم إيمان المعلم بإمكانياته حين يقيمه بشكل تقليدي.
يجب على المعلمين إعادة النظر في طرق تقييم الطلاب القديمة، وتحويلها لطرق تقييم شاملة ومرنة مشجعة على التقدم والإنجاز، ومعززة للاختيار، ربما يكون من الصعب البدء في طرق تقييم الطلاب المألوفة منذ سنين ولكن إن الأمر يستحق التجربة.
طالع أيضاً: كيفية التأكد من أن نتائج الاختبار مفيدة للطلاب
