كيفية كتابة مقدمة بحث علمي
مقدمة
ببساطة، إن ما تجيب عنه أي مقدمة بحث علمي هو السؤال: لماذا تم اختيار هذا الموضوع للدراسة؟، ولماذا من المهم أن تتم دراسته؟، وهكذا.. كما يمكن أيضاً أن يتم التفكير في أي مقدمة بحث علمي على أنها القسم الذي يشير إلى الفجوة المعرفية في مجال علمي معين، والتي ستقوم الدراسة بملئها بناءً على ما ستتوصل إليه من نتائج، وأيضاً مقدمة البحث العلمي هي الجزء التي يحدد فيه الباحث موضوع دراسته بدقة.
الوظيفة الأخرى التي يجب أن تقوم بها أي مقدمة بحث علمي هي إعطاء بعض المعلومات الأساسية وتعيين السياق التي ستتم فيه الدراسة. ويمكن كتابة مقدمة بحث علمي من خلال وصف مشكلة الدراسة وتحديد أسئلتها وأهميتها وأهداف دراستها.
بعد أن يقوم الباحث بكتابة مقدمة بحث علمي ويحدد سياق الدراسة الضيق، يجب أن يأخذ بالحسبان أن نهاية مقدمة البحث يجب أن تنطوي على أهمية الدراسة وأهدافها ومشكلة الدراسة وأسئلتها التي ستتم الإجابة عنها في قسم النتائج ومناقشتها.
الهدف من كتابة مقدمة بحث علمي
إن كتابة مقدمة بحث علمي تعني أن الباحث يخصص مكاناً في دراسته لتحديد أسباب الدراسة وتوضيح مسارها، وأيضاً هناك أهداف أخرى لـ كتابة مقدمة بحث علمي، وهي:
- تقديم موضوع الدراسة للقارئ بشكل جذاب.
- وضع القارئ في صورة الدراسة من خلال تلخيص أهم نقاطها وأهدافها.
- تفصيل مشكلة البحث الخاصة بالدراسة.
- تقديم نظرة عامة على الإطار النظري وهيكلية الدراسة.
إن أي مقدمة بحث علمي تعتمد بشكل أساسي على إذا ما كانت الدراسة تتبنى منهجاً تجريبياً أم منهجاً وصفياً تحليلياً قائم بشكل أساسي على المراجع والمصادر.
ما هي عناصر كتابة مقدمة بحث علمي؟
تتضمن أي مقدمة بحث علمي عدة عناصر رئيسية، هي:
- جملة افتتاحية أو أكثر لجذب انتباه القارئ.
- خلفية نظرية عن موضوع الدراسة، وذكر موجز للدراسات السابقة.
- طرح مشكلة الدراسة وأسئلتها.
- أهداف وأهمية الدراسة على شكل نقاط.
منهجية الأربع خطوات لـ كتابة مقدمة بحث علمي (The 4-step approach)
كقاعدة عامة، تمثل أي مقدمة بحث علمي حوالي 10٪ من إجمالي عدد الكلمات في جسم ورقة البحث النموذجية، أو حوالي 400 كلمة موزعة على ثلاث فقرات في دراسة مكونة من 4000 كلمة على سبيل المثال، الآن سنوضح كيفية كتابة مقدمة بحث علمي خطوة بخطوة وفق استراتيجية الأربع خطوات:
الخطوة الأولى: قدم معلومات أساسية وحدد سياق الدراسة
يهيئ هذا الجزء الأولي من المقدمة القراء لمزيد من المعلومات التفصيلية والمحددة التي سيتم تقديمها لاحقًا، ويفضل أن يتم البدء في المقدمة بجمل مفتوحة وواسعة، وهذا لا يعني أن تبدأ المقدمة بجمل عائمة غير محددة، بمعنى أن الجمل الافتتاحية يجب أن تكون ضمن نطاق السياق الذي قمت بتحديده للدراسة، بعد الجمل الواسعة (لا يجب أن تتجاوز الجمل الافتتاحية أكثر من ثلاثة جمل) يقوم الباحث بتضييق نطاق المقدمة والبدء بتخصيص الأفكار والمعلومات، وذلك تمهيداً للخطوة الثانية.
مثال على المعلومات الأساسية والجملة الواسعة: في دراسة عن بطاريات الليثيوم يمكن أن تبدأ المقدمة بالجملة الآتية: ” إن النمو السريع لبطاريات الليثيوم واستخداماتها الجديدة، مثل تشغيل السيارات الكهربائية وتخزين الكهرباء لتزويد الشبكة، يتطلب طرقًا أكثر موثوقية لفهم وتوقع أداء البطارية ومدة فعاليتها.”
الخطوة الثانية: قدم الموضوع المحدد لبحثك واشرح سبب أهميته
في هذا الجزء من المقدمة يجب على الباحث أن يستشهد بعدد لا يقل عن ثلاثة اقتباسات لبيان أهمية القضية وجديتها، كما يفضل أن يدخل الباحث بعض الإحصائيات لإظهار خطورة المشكلة، وأيضاً يمكن من خلال هذه الخطوة أن يمهد الباحث لفرضياته التي يتوقع أن يثبتها من خلال الدراسة، ومن المهم أن يقدم الباحث شرحاً وافياً ليقنع القارئ بأهمية الدراسة وأهدافها.
يمكن للباحث أن يؤكد على أهمية موضوع البحث في أي مقدمة بحث علمي من خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة من حل مشكلة الدراسة.
الخطوة الثالثة: اذكر المحاولات السابقة لحل مشكلة البحث (الدراسات السابقة)
كما نعلم أن مكان مراجعة الأدبيات ومناقشتها ليس في مقدمة البحث العلمي، ولكن مع ذلك، من الجيد أن يشير الباحث إلى الدراسات السابقة ذات الصلة، ففي ذلك تأكيد على أهمية الدراسة، ويتم عرض الدراسات السابقة في مقدمة البحث العلمي على شكل اقتباسات.
مثال (1): .. إن استخدام الطاقة البديلة قد أسهم بشكل واضح في تقليل نسب التلوث في البلدان التي تعتمد على الطاقة البديلة بشكل أساسي، وهذا ما تؤكد عليه دراسة اليوسف (2009).
مثال (2): إن استخدام الطاقة البديلة قد أسهم بشكل واضح في تقليل نسب التلوث في البلدان التي تعتمد على الطاقة البديلة بشكل أساسي (اليوسف، 2009).
نلاحظ من المثالين السابقين أنه يمكن توثيق الدراسات السابقة في مقدمة بحث علمي عن طريق الإشارة إلى الدراسة التي تناولت الموضوع بشكل غير مباشر كما في المثال (1)، أو كما فعلنا في المثال (2) حيث تم الاقتباس من الدراسة المقصودة بشكل مباشر، وفي كلتا الحالتين يتم توثيق المراجع في نهاية الدراسة (قائمة المراجع) بنفس الطريقة.
الخطوة الرابعة: اختتم المقدمة بذكر الأهداف المحددة لبحثك، وأهمية الدراسة، ومشكلتها وأسئلتها.
يجب أن تؤدي جميع فقرات مقدمة البحث العلمي إلى أهداف محددة لدراستك. لاحظ أن هذا الجزء من المقدمة يقدم تفاصيل محددة: على سبيل المثال، قد يذكر الجزء السابق من المقدمة أهمية مكافحة الملاريا بينما يحدد الجزء الختامي طرق المكافحة التي تم استخدامها وكيف تم تقييمها. في الوقت نفسه، تجنب الكثير من التفاصيل فمكان التفاصيل والمناقشة في قسم الإطار النظري والدراسات السابقة، ومنهجية الدراسة ومناقشة النتائج.
بعد إيضاح مشكلة البحث وأسئلته، يتم ذكر أهداف الدراسة، ثم أهمية الدراسة، ثم بعد ذلك تأتي حدود الدراسة ومصطلحاتها
للمزيد حول تنسيق الأبحاث العلمية: طالع المقال التالي – نموذج بحث علمي جاهز للتحكيم
نصيحة أخيرة: على الرغم من أن أي مقدمة بحث علمي تكون هي القسم الأول من النص الرئيسي لدراستك، إلا أنك لست مضطرًا لكتابة هذا القسم أولاً. يمكنك كتابتها، أو على الأقل مراجعتها، بعد الانتهاء من الدراسة بشكل كامل: هذا سيجعل كتابة المقدمة ليس فقط أسهل ولكن أيضًا أكثر إقناعاً.
المصدر:
Boxman R and Boxman E. 2017. Communicating Science: a practical guide for engineers and physical scientists, pp. 7–9. Singapore: World Scientific. 276 pp.
ملاحظات نهائية حول كتابة مقدمة بحث علمي
- لا تشعر أنه عليك كتابة المقدمة أولاً. غالبًا ما تكون المقدمة أحد الأجزاء الأخيرة من ورقة البحث التي ستكتبها، جنبًا إلى جنب مع الخاتمة، هذا لأنه قد يكون من الأسهل كتابة مقدمة بحث علمي بعد أن تكون قد كتبت البحث بالفعل؛ حيث أنه قد لا تكون لديك فكرة أوضح عن حججك حتى تكتبها، ولكن بعد الانتهاء من الدراسة سوف تكون فكرة واضحة حول فرضياتك وأدلتك.
- هل يجب أن تستخدم سؤال بحثي أم مجموعة فرضيات أم تكتفي بطرح المشكلة؟ تختلف الطريقة التي تقدم بها مشكلة البحث في مقدمتك اعتمادًا على طبيعة ورقة البحث الخاصة بك. عادة ما يتم الاكتفاء بطرح مشكلة الدراسة في الدراسات النظرية التي تعتمد على الطرح النظري للمعلومات، أما في الدراسات التجريبي فيتم تقديم أسئلة بحثية أو فرضيات، أما في الأبحاث التحليلية والوصفية ففي الغالب يستحسن استخدام أسئلة بحثية وليس فرضيات.
طالع أيضاً: 10 نصائح لكتابة مقدمة البحث العلمي