كيف غير الانترنت شكل الأبحاث العلمية

في أقل من ثانية ، تنتج الشمس نفس القدر من الطاقة الذي تستخدمه الولايات المتحدة في عام واحد.

• إذا كيف يغير الإنترنت العلم

لم يتم بث هذه الحكاية العلمية للجمهور من خلال فيلم وثائقي علمي أو دراسة أكاديمية عالية المستوى ، ولكن من خلال موجز تويتر الخاص بالفيزيائي نيل ديغراسي تايسون Neil deGrasse Tyson ، والذي يضم حاليًا أكثر من 3 ملايين متابع.

خلاصة تايسون على تويتر أو مقاطع فيديو يوتيوب لرائد الفضاء كريس هادفيلد من محطة الفضاء الدولية هي أمثلة على كيفية تغيير الإنترنت للطريقة التي يتحدث بها المجتمع عن العلوم.

على سبيل المثال ، حقق مقطع الفيديو الساخر لهادفيلد لأغنية سبيس اوديتي (غرائب الفضاء ) Space Oddity لديفي بوي أكثر من 24 مليون نتيجة في عام 2013.

قال كاري فانك ، المؤلف المشارك لسلسلة من دراسات مركز بيو للأبحاث الجديدة التي تبحث في العلوم والمجتمع: “العلماء لديهم منصات جديدة لإشراك الجمهور لم تكن موجودة قبل بضعة عقود” و “هذا يسمح للعلماء الأصغر سنًا الذين يرون في هذا على أنه وسيلة لنشر الكلمة حول عملهم.”

شمل تقرير بيو الأخير في السلسلة استطلاع رأي أكثر من 3000 عضو في الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم ، وهي مجموعة غير ربحية مكونة من علماء ودعاة العلم.

وجد الرد أن 79 في المائة يعتقدون أن وسائل الإعلام يمكن أن تسبب مشاكل للعلم عندما يتم الإبلاغ عن جميع الدراسات – سواء كانت “قائمة على أسس جيدة” أم لا – دون معالجة محاذير مثل منهجية الدراسة. أعرب 52 بالمائة عن قلقهم من أن “تبسيط” النتائج العلمية يمثل مشكلة للعلم. هذا أمر جيد وسيئ ، كما يقول براد وودز ، عالم أخلاقيات البحث في ولاية بنسلفانيا ، لأنه في حين أن الإنترنت جعلت العلم أكثر سهولة بالنسبة للشخص العادي ، لم يتم فحص كل شيء عبر الإنترنت بعناية.

قال وودز: “عندما يتم نشر المعلومات للجمهور ، فإنها تساعد العلم نحو الأفضل” و “لكن كان عليك أن تثبت نفسك كعالم , و الآن ، هذا ليس كثيرًا, إذا كان لديك عقل نقدي وتكتب جيدًا ، فقد تتمكن من التأثير على الرأي العام “.

• إشراك الجمهور

إن تعلم إحدى حقائق تايسون أو الاستمتاع بعزف هادفيلد على الجيتار في انعدام الجاذبية له آثار جانبية إيجابية بصرف النظر عن كونه مثيرًا للاهتمام – فهو يجعل المهن العلمية تبدو رائعة في وقت يحتاج فيه العلم إلى اهتمام الجمهور.

أثار انتهاء برنامج مكوك الفضاء التابع لوكالة ناسا في عام 2011 مخاوف بشأن تراجع موطئ قدم أمريكا في السفر إلى الفضاء وتطوير التكنولوجيا ، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز حيث كتب ويليام جاي William J. “هناك القليل من المجد لنتطلع إليه.”

يقول دومينيك بروسارد ، أستاذ التواصل في علوم الحياة بجامعة ويسكونسن ، إن هذا يجعل العلماء يتفاعلون مع الجمهور – وخاصة الشباب – أكثر أهمية من أي وقت مضى.

قال بروسارد: “من خلال عدم توصيل أشياء مثيرة للاهتمام حول العلم وجعل الناس يدركون أهمية التطور العلمي ، فإنك تخاطر بعدم انخراط الأشخاص في تلك المهن ، التي نحتاجها لتحسين المجتمع”.

لكن علاقة العلم على الإنترنت بالجمهور لها بعض العيوب و يقول بروسارد إن المعلومات المضللة لها عمر طويل عبر الإنترنت ، ويمكن للجدل حول الدراسات الخاطئة أن يجعل الإنترنت مكانًا مستقطبًا. وجدت دراسة مركز بيو أن 53 في المائة من أعضاء الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد شاهدوا “نقاشًا” حول العلوم في مجالهم بين الجمهور.

قال بروسارد: “قد يكون العلم أكثر وضوحًا على الإنترنت ، ولكن نظرًا للطريقة التي تعمل بها جوجل Google ، فقد لا يكون العلم الذي نريده” و “حتى إذا تم سحب إحدى الدراسات ، فستظهر في نتائج البحث”.

أحد الأمثلة هو الجدل الأخير حول تطعيمات الأطفال و على الرغم من التراجع عن الدراسة الأصلية لعام 1998 التي ربطت التطعيم بالتوحد عند الأطفال واتهم المؤلف بالاحتيال في عام 2011 ، إلا أن الكثيرين يواصلون مناقشة ما إذا كان لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يساهم أم لا في التوحد عند الأطفال. قال وودز إن اعتراض الآباء المشاهير على التطعيم لم يساعدهم.

قال وودز: “أعتقد أن الجمهور يثق إلى حد كبير بالعلم”. “لكنني أعتقد أن الناس ينجذبون إلى المشاهير أكثر من العلم.”

• مخالفة التقاليد

في حين أن التقدم العلمي كان يقتصر على المجلات ، يقول وودز إن الإنترنت يخالف أيضًا تقاليد النشر العلمي – من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن أخرى عبر الإنترنت.

قال وودز “هناك قول مأثور بين الباحثين العلميين: انشر أو اهلك” و “إذا لم يتم نشره ، فهو ليس علمًا.”

وجد تقرير بيو أن العديد من العلماء يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت للوصول إلى الجمهور – أفاد نصف الذين شملهم الاستطلاع تقريبًا أنهم استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة العلوم والبحوث.

النشر العلمي صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار فقد أفادت المجلات الناطقة باللغة الإنجليزية عن عائد سنوي قدره 9.4 مليار دولار في عام 2011.

هام : مزايا النشر في مجلاتنا العلمية – مؤسسة المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث

قال وودز: “كان هناك 1.8 مليون مقالة باللغة الإنجليزية في عام 2011”. “هذا كثير من العلوم تخرج.”

في حين أن العديد من المجلات تجعل محتواها متاحًا عبر الإنترنت ، فإن معظمها يستخدم نظام حظر الاشتراك غير المدفوع الذي أصبح هدفًا لبعض المتسللين البارزين في السنوات الأخيرة.

والجدير بالذكر أن أحد مؤسسي ريديت Reddit ، آرون شوارتز ، اخترق ملايين المقالات من قاعدة البيانات عبر الإنترنت JSTOR في عام 2011.

بعد أن لم يعرض مكتب المدعي العام الأمريكي على Swartz صفقة اعتراض بمجرد إعادة المقالات ، أصدرت جايستور JSTOR المقالات التي اخترقها سوارتز Swartz للجمهور تضامنًا.

جايستور ‏ وتنطق جاي ستور وهي اختصار من ‏: مكتبة رقمية تأسست في عام 1995. تحتوي على نسخ رقمية للأعداد السابقة من المجلات الأكاديمية، تشمل أيضا الكتب والمصادر الأولية والإصدارات الحالية من المجلات والدوريات العلمية. وتوفر البحث في النص الكامل لأكثر من 2000 مجلة ودورية

انتحر شوارتز في وقت لاحق ، والذي قال وودز إنه ساعد في تحفيز الحركة لإصلاح حقوق النشر وفتح الوصول للمجلات العلمية.

آرون سوارتز ‏؛ مبرمج حاسوب وكاتب وناشط إنترنت أمريكي. شارك سوارتز في كتابة آر إس إس 1.0 وجماعة النشاط عبر الإنترنت ديماند بروغرس. وكان أيضا عضوا في مختبر مركز الأخلاقيات في جامعة هارفارد. اُعتقل في 19 يوليو 2011 لأنه حمّل 4.8 مليون مقال من الدوريات العلمية من موقع جايستور. انتحر سوارتز في 11 يناير 2013.

قال وودز: “من الواضح أن هناك احتجاجًا عامًا على الوصول إلى هذه المعلومات” و “أعتقد أن الإنترنت قد غيرت الطريقة التي سيعمل بها النشر.

إن تقويض ذلك سيكون بعيد المدى ولكن يصعب تحديده – من التوظيف إلى التقليد “.

بغض النظر عن ما يخبئه المستقبل لمكانة العلم على الإنترنت ، يقول وودز إنه من المهم تذكر الفرص المتاحة للعلم والمجتمع.

قال وودز: “قبل الإنترنت ، كان بإمكان العلماء نشر أعمالهم فقط من خلال المؤتمرات أو المجلات المهنية ، لكن يمكنهم الآن تسجيل الدخول وإعادة أبحاثهم” و “هذه آلام متنامية – لا يوجد مسار واضح ، ولكن في أي وقت تظهر فيه المعلومات ، يكون ذلك من أجل تحسين العلم.”

طالع أيضا 

المصدر