مفهوم الإعاقة وأنواعها وطرق التعامل معها

الإعاقة هي حالة من القصور الكلي أو الجزئي في القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية¹. تؤثر على قدرة الفرد على تلبية متطلبات الحياة العادية¹. تشمل أنواع الإعاقة: الحركية، الحسية، العقلية، والذهنية²³. وجد أكثر من مليار شخص يعانون من شكل من أشكال الإعاقة في العالم².

أهم النقاط الرئيسية

• مفهوم الإعاقة والأسباب المؤدية إليها
• أنواع الإعاقات الرئيسية: الحركية، الحسية، العقلية
• طرق التعامل والرعاية المقدمة لذوي الإعاقة
• أهمية المساواة وتكافؤ الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة
• الجهود العالمية لضمان حقوق المعاقين

مفهوم الإعاقة وتعريفها الشامل

تمثل الإعاقة خللًا في وظائف الجسم أو هيكله، مما يؤدي إلى صعوبات في تنفيذ الأنشطة اليومية والمشاركة في الحياة الاجتماعية⁴. هذا الخلل يتأثر بمجموعة من العوامل الجسدية والنفسية والاجتماعية، والتي تحدد مدى الإعاقة وتأثيرها على حياة الفرد⁵.

العوامل المؤثرة في تحديد الإعاقة

الإعاقة قد تكون داخلية أو خارجية، فالضعف البصري على سبيل المثال يُعتبر إعاقة داخلية، بينما فقدان أحد الوالدين يُمثل إعاقة خارجية⁵. كما أن التفاعل والتكيف مع البيئة المحيطة يُشكلان جزءًا من مفهوم الإعاقة⁵.

تأثير الإعاقة على حياة الفرد

تؤثر الإعاقة بشكل كبير على جودة حياة الفرد وفرص العمل والتعليم المتاحة له⁴. وقد أظهرت الإحصائيات أن الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر عرضة للفقر والبطالة وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية الملائمة⁴. كما يواجه الأطفال ذوو الإعاقة صعوبات في الالتحاق بالمدارس مقارنة بأقرانهم الأصحاء، مما يحد من فرص العمل المستقبلية⁴.

الإحصائيات العالمية للإعاقة

تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من نوع ما من الإعاقة أو الاضطراب، وهذا يمثل 15% من إجمالي السكان حول العالم⁴. وتزداد معدلات الإعاقة عالميًا بسبب شيخوخة السكان وانتشار الأمراض المزمنة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإعاقة بين الأفراد ذوي الدخل المنخفض⁴. ويواجه نصف الأشخاص ذوي الإعاقة صعوبات في الحصول على الرعاية الطبية الكافية⁴.

الإعاقة تشكل تحديًا كبيرًا يتعين علينا جميعًا مواجهته بالتضامن والتعاون لضمان تكافؤ الفرص وتحقيق المساواة.

الأنواع الرئيسية للإعاقة

عندما نتحدث عن أنواع الإعاقة، فإننا نشمل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على قدرات وأداء الفرد. هذه الأنواع تتراوح بين الإعاقة الحركية والجسدية، والإعاقة الحسية والسمعية، والإعاقة العقلية والذهنية. فهم هذه الأنواع الرئيسية للإعاقة أمر بالغ الأهمية لتوفير الرعاية والدعم المناسب لذوي الاحتياجات الخاصة.

الإعاقة الحركية والجسدية

تشمل الإعاقة الحركية والجسدية حالات مثل الشلل الدماغي وضمور العضلات، والتي تؤثر على حركة الأطراف أو الجسم بشكل عام⁶. هذه الإعاقات قد تكون بسيطة أو شديدة، وتتطلب توفير وسائل مساعدة وتجهيزات خاصة لتسهيل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية.

الإعاقة الحسية والسمعية

الإعاقة الحسية تشمل فقدان البصر أو السمع، سواء بشكل كامل أو جزئي⁶. الأشخاص المكفوفين أو ذوي الرؤية الجزئية يعانون من إعاقة بصرية، بينما الإعاقة السمعية قد تكون خفيفة أو شديدة لدى الأفراد. توفير التقنيات والوسائل المساعدة هو أمر حيوي لتحسين نوعية حياة ذوي الإعاقات الحسية.

الإعاقة العقلية والذهنية

الإعاقة العقلية والذهنية تؤثر على القدرات المعرفية والتواصلية للأفراد⁶. الإعاقة الذهنية تتسبب في صعوبات بالتواصل والمهارات الحياتية، بينما الإعاقة العقلية تؤثر على القدرات التعليمية والتعلم. وهذه الإعاقات تتطلب برامج تأهيلية وتعليمية متخصصة لتمكين هؤلاء الأشخاص من التكيف والاندماج في المجتمع.

التعامل مع أصحاب الإعاقات يتطلب الصبر والاهتمام وتوفير وسائل المساعدة المناسبة⁶. فهم خصائص وسمات كل نوع من الإعاقات يساعد في تقديم الرعاية والدعم الفعال لتحسين نوعية حياة ذوي الاحتياجات الخاصة.

“التعامل مع أصحاب الإعاقات يتطلب الصبر والاهتمام وتوفير وسائل المساعدة المناسبة.”

في عام 1980م نشرت منظمة الصحة العالمية التصنيف الدولي للضعف والعجز والإعاقة⁵. هذا التصنيف حدد سلسلة من الأحداث الهامة قبل حدوث الإعاقة: مرض – ضعف – عجز – إعاقة⁵. وقد بلغ عدد زيارات الموقع 5,436,984⁵⁶.

أسباب الإعاقة والوقاية منها

الإعاقة هي حالة من القصور الكلي أو الجزئي التي تؤثر على الفرد بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر⁷. تتنوع أسباب الإعاقة بين الاضطرابات الجينية والأمراض المزمنة والحوادث، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 75% من أسباب الإعاقة غير معروفة ومجهولة⁸.

تشمل العوامل الوراثية نسبة كبيرة من حالات الإعاقة، حيث يتضح من البحوث أن الإعاقة تظهر بنسبة (1:3) وفقًا لقانون مندل للصفات الوراثية⁸. كما أن تعرض الأمهات للأمراض قبل الولادة، مثل الحصبة الألمانية والزهري، قد يؤدي إلى اضطرابات وإعاقات في الجهاز العصبي للجنين⁸.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأسباب المرتبطة بالولادة، كنقص الأكسجين والصدمات الجسدية والالتهابات، من العوامل المؤدية للإعاقة⁸. أيضًا، يمكن أن يؤدي سوء التغذية للطفل إلى إعاقات سمعية أو بصرية أو عقلية⁸.

للوقاية من الإعاقة، تتضمن التدابير الرئيسية السيطرة على الأمراض المزمنة وتجنب المضاعفات من خلال اتباع نمط حياة صحي والمتابعة الطبية الدورية⁷. كما أظهرت الأبحاث أن برامج التدخل المبكر تؤثر إيجابًا على سلوك الأطفال وتعزز قدراتهم العقلية والاجتماعية⁸.

على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال نسبة الإعاقة في الوطن العربي مرتفعة، تتراوح بين 10-20%، نتيجة لعوامل مثل الفقر والأمية وارتفاع معدلات الزواج بين الأقارب وضعف الخدمات الصحية والاجتماعية⁸. لذلك، هناك حاجة ملحة في البلاد العربية لتطوير الخدمات وتوفير خدمات التدخل المبكر في مجال الإعاقة والتعليم الخاص⁸.

في المجمل، تتطلب مواجهة ظاهرة الإعاقة جهودًا متكاملة لاكتشاف أسبابها المجهولة والعمل على الوقاية منها من خلال تحسين الرعاية الصحية والتغذوية وتعزيز برامج التدخل المبكر، بالإضافة إلى توفير الخدمات والمرافق المناسبة لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع⁹.

طرق التعامل مع ذوي الإعاقة

إن التعامل الصحيح مع الأشخاص ذوي الإعاقة هو أحد أهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها في المجتمع. منذ عام 1981م كانت نشأة المنظمات المعنية بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة¹⁰، والتي تسعى جاهدة لتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية لهذه الفئة والعمل على تأهيلهم والدمج المجتمعي.

الرعاية النفسية والاجتماعية

يتمثل أحد أهم أشكال الرعاية في توفير الدعم النفسي والاجتماعي لذوي الإعاقة. فقد تم اعتماد مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين بدلاً من مصطلحات أخرى تبدو عدوانية¹⁰. ويجب معاملة هؤلاء الأفراد بطريقة مماثلة للمعاملة التي نبادلها مع الناس الطبيعيين¹⁰، حيث أن الدور الأساسي لمنظمات ذوي الاحتياجات الخاصة هو جعل كلمة ذوي الاحتياجات الخاصة مسموعة لدى عامة الناس والتعريف بحتياجاتهم¹⁰.

التأهيل والدعم المجتمعي

يشمل التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة العديد من الجوانب، كالعلاج الطبيعي والوظيفي. وفي هذا السياق، يُعرف الشخص ذو الاحتياجات الخاصة بأنه شخص يملك حالة من محدودية في القدرات العقلية أو الجسدية أو الحسية¹⁰. كما أن تطور الإرشادات المتعلقة بآداب التعامل مع ذوي الإعاقة لتمثل آداب السلوك الاجتماعي بين غير المعاقين، بهدف معاملة ذوي الإعاقة بـ “احترام عام”¹¹.

الدمج في التعليم والعمل

إن الدمج الفعال للأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والعمل يساعد على تحقيق الاستقلالية والمشاركة المجتمعية. ففي الأردن، ينص القانون على توفير الترتيبات التيسيرية المعقولة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حقوقهم والوصول إلى الخدمات¹². ومع ذلك، هناك حاجة لزيادة التوعية والتثقيف بشأن منح ذوي الإعاقة فرصة الدمج دون إصدار حكم مسبق بتقليل قدراتهم¹². كما أن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تشدد على ضرورة توفير الإمكانية الوصولية للمباني والمرافق العامة والخاصة لضمان قدرة هؤلاء الأفراد على استخدامها بشكل سهل وميسر¹².

بالإجمال، يتطلب التعامل الناجح مع ذوي الإعاقة تضافر الجهود على مستوى الرعاية النفسية والاجتماعية، والتأهيل والدعم المجتمعي، والدمج في التعليم والعمل، من أجل تحقيق الاستقلالية والمساواة وكرامة هذه الفئة المهمة في المجتمع.

الخلاصة

الإعاقة هي جزء لا يتجزأ من التنوع البشري، ومن الضروري احترام حقوق¹³ ذوي الإعاقة وكرامتهم. المجتمع مسؤول عن توفير الفرص المتساوية وإزالة الحواجز التي تعيق مشاركتهم الكاملة¹⁴. هناك حاجة ملحة لتطوير آليات لتقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة في اتخاذ القرارات وتصميم برامج لتعزيز وعي المجتمع بحقوقهم.

لقد مضى أكثر من أربعة عشر عامًا على تصديق المغرب على اتفاقية ذوي الإعاقة،¹³ ولكن لم يتم إصدار أي قانون تنظيمي جديد حتى الآن. قانون الإطار رقم 97.13 لديه جدل بخصوص ملائمته لمعايير الاتفاقية،¹³ ولم يتم تطبيق مبادئ قانون الولوجيات إلا بعد انتظار طويل وصدور قرار مشترك بين الوزارات¹³. هذا النقص في الوعي بأهمية حق الولوج وضعف مراقبة الالتزام بهذه القوانين يؤثر سلبًا على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

إن تغيير النظرة السلبية تجاه الإعاقة وتوفير فرص متكافئة للأشخاص ذوي الإعاقة أمر بالغ الأهمية لتحقيق الدمج الشامل في المجتمع¹⁴. فقد أظهرت الإحصاءات أن أكثر من نصف الأشخاص ذوي الإعاقة في الإمارات يعانون من إعاقة ذهنية، وأن 70% منهم تقل أعمارهم عن 18 عامًا¹⁴. وعلى المستوى العالمي، يوجد حوالي مليار شخص معاق، حيث تعد 80% منهم ينتمون للدول النامية. هذه الإحصاءات توضح الحاجة الملحة لتحقيق¹³ المساواة والعدالة لذوي الإعاقة وتمكينهم في المجتمع.

روابط المصادر

1. إعاقة – https://ar.wikipedia.org/wiki/إعاقة
2. أنواع الإعاقات – موضوع – https://mawdoo3.com/أنواع_الإعاقات
3. الموضوع 5: ما المقصود بالإعاقة وما هي أصنافها؟ – https://www.tarbiya-damija.ma/2019/12/blog-post_55.html
4. وزارة الصحة السعودية – https://www.moh.gov.sa/awarenessplateform/VariousTopics/Pages/Disability.aspx
5. تعريف الإعاقة – https://erada.kenanaonline.com/posts/382077
6. أنواع الإعاقة – إرادة – موسوعة الإعاقة والتأهيل – https://iraadah.com/r/أنواع-الإعاقة
7. وزارة الصحة السعودية – https://www.moh.gov.sa/HealthAwareness/EducationalContent/Diseases/locomotor/Pages/004.aspx
8. اسباب حدوث الاعاقات 2020|والوقايه| – مركز تخاطب رفيقي – https://takhatub.com/اسباب-حدوث-الاعاقات-2020والوقايه/
9. الإعاقة – https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/disability-and-health
10. كيف نتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة – موضوع – https://mawdoo3.com/كيف_نتعامل_مع_ذوي_الاحتياجات_الخاصة
11. آداب التعامل مع ذوي الإعاقة – https://ar.wikipedia.org/wiki/آداب_التعامل_مع_ذوي_الإعاقة
12. – – https://aba-resources.com/blog/etiquette_dealing_with_people_with_disabilities
13. حقوق ذوي الإعاقة بين المضامين والواقع – https://www.enableme.ma/ar/شرط/حقوق-ذوي-الإعاقة-بين-المضامين-والواقع-11975
14. مشكلات الإعاقة.. التحديات والحلول – https://almanalmagazine.com/بحوث-ودراسات/مشكلات-الإعاقة-التحديات-والحلول/