الفقر هو ظاهرة اجتماعية متعددة الأبعاد تتجاوز مجرد نقص الدخل لتشمل الجوع، سوء التغذية، محدودية الوصول إلى التعليم والخدمات الأساسية، والتمييز الاجتماعي1. هذه الظاهرة المعقدة تؤثر على العلاقات الاجتماعية والمشاركة السياسية، كما أنها مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والصحية والتعليمية والبيئية1. لذا، تتطلب معالجة مشكلة الفقر تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، توفير فرص العمل، تحسين التعليم، وتعزيز العدالة الاجتماعية.
النقاط المحورية
- الفقر هو ظاهرة اجتماعية معقدة تتجاوز مجرد نقص الدخل
- الفقر له آثار سلبية على العلاقات الاجتماعية، المشاركة السياسية، والتنمية في مختلف المجالات
- مكافحة الفقر تتطلب تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتوفير فرص العمل وتحسين التعليم وتعزيز العدالة الاجتماعية
- الفقر يؤدي إلى وفاة حوالي 150,000 شخص سنويًا ويزيد من انتشار الجريمة والعنف1
- الأشخاص الفقراء أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الصحية والنقص التغذوي1
مفهوم الفقر وتأثيراته الاجتماعية
الفقر ليس مجرد نقص في الدخل أو العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية، بل هو حالة من الحرمان الاجتماعي تنعكس على مختلف جوانب الحياة2. يُعرّف البنك الدولي الفقر بأنه عدم القدرة على الوصول إلى حد أدنى من مستوى المعيشة، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية وتعليمية واجتماعية سلبية3.
تعريف الفقر من منظور اجتماعي
من المنظور الاجتماعي، ينظر للفقر على أنه حرمان الفرد من الاحتياجات الأساسية اللازمة لحياة كريمة، كالغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم4. هذا الحرمان يؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة والتفاوت الاجتماعي بين أفراد المجتمع2.
الآثار السلبية للفقر على المجتمع
الفقر له آثار سلبية متعددة على المجتمع، تتراوح من المشكلات الأسرية والصحية إلى تدني فرص التعليم وانتشار الجريمة2. كما يؤدي الفقر إلى زيادة معدلات الوفيات والمرضى، وخاصة بين الأطفال والنساء4. وعلاوة على ذلك، فإن الفقر يحد من فرص التنمية المجتمعية والاجتماعية في مختلف المجالات.
العلاقة بين الفقر والتنمية المجتمعية
الفقر له علاقة وطيدة بالتنمية المجتمعية في جميع مجالاتها3. فالاستثمار في برامج مكافحة الفقر يساهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة وتوزيع الثروة بشكل عادل4. ولذلك، فإن استراتيجيات الحد من الفقر تعتبر ضرورية لتحقيق تنمية اجتماعية شاملة.
في الختام، يعد الفقر ظاهرة معقدة لها آثار سلبية على المجتمع، وتتطلب معالجتها استراتيجيات متكاملة تستهدف تحقيق التوازن في توزيع الدخل والثروة وتضمن الوصول للاحتياجات الأساسية لجميع أفراد المجتمع.
أسباب انتشار الفقر في المجتمعات المعاصرة
انتشار الفقر في المجتمعات المعاصرة يرجع إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة والمعقدة. وفق الإحصائيات، يعيش حوالي مليوني فرد تونسي تحت خط الفقر، بينما يعاني نصف مليون فرد من الفقر المدقع بأقل من 9 دنانير تونسية في اليوم5. كما تشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن 20% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعيشون تحت خط الفقر و13% منهم يقعون تحت خط الفقر فعليًا5.
يُعتبر الفقر ليس مجرد انخفاض في الدخل، بل يعبر عن حالة الحرمان من حقوق الإنسان الأساسية، سواء كانت مادية أو روحية6. ويشمل ذلك الجوع، سوء التغذية، وانعدام الفرص للتعليم والحصول على الخدمات الأساسية6. ويمكن تحديد الفقر عن طريق رصد الأفراد الذين يعانون من نقص الموارد الضرورية للبقاء والعيش بشكل لائق6.
من أبرز أسباب انتشار الفقر في المجتمعات المعاصرة البطالة، ضعف التعليم، عدم المساواة، والأزمات الاقتصادية6. كما تساهم الأعراف الاجتماعية والكسل في تفاقم المشكلة5. ولمعالجة الفقر، لا بد من تأمين فرص العمل وتحسين التعليم وتعزيز العدالة الاجتماعية.
يُعد الفقر المدقع من أخطر أنواع الفقر، إذ يعني الحرمان من الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، بالإضافة إلى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع6. وتعتبر الدول الغنية التي تعاني من انتشار الفقر بسبب عدم توزيع الثروات بشكل عادل وعدم توفير الخدمات الأساسية للجميع6.
“محاولات مكافحة الفقر تتطلب توجيه الجهود نحو محو الفقر بحلول توزيع الثروات بشكل عادل وتوجيهها نحو تحقيق العدالة الاجتماعية.”6
وللنهوض بالمجتمعات المعاصرة، لا بد من إجراء دراسات وبحوث تستهدف توعية الفقراء وتشجيعهم على المشاركة في مكافحة الفقر من خلال إشراكهم في صنع القرارات وتوجيه الاستثمار نحو تحقيق الرفاهية العامة6.
الخلاصة
لمحاربة الفقر والتحقيق التنمية المستدامة، تتطلب الجهود معالجة متكاملة تشمل تنمية العمالة والمنشآت، توفير7 الحماية الاجتماعية، إصلاح التشريعات، تعزيز الحوار المجتمعي، وضمان تكافؤ الفرص8. فالتركيز يجب أن ينصب على تحفيز النمو الاقتصادي المستدام، تطوير التعليم، توفير الرعاية الاجتماعية للفئات الضعيفة، وتعزيز العدالة الاجتماعية8.
إن مكافحة الفقر وتحقيق7 التنمية المستدامة تتطلب التزامًا شاملًا من الحكومات والمجتمع الدولي والأفراد. فعلى الجميع المساهمة في تمكين المجتمعات المهمشة وتوفير الحماية الاجتماعية الكافية لضمان حياة كريمة للجميع8.
في النهاية، نؤكد أن معالجة قضية الفقر تشكل تحديًا كبيرًا لكافة الأطراف المعنية، إلا أن الالتزام والتكاتف سيمكّن من7 تحقيق نتائج ملموسة نحو مجتمع عادل ومستدام8.
FAQ
ما هو تعريف الفقر من منظور اجتماعي؟
ما هي الآثار السلبية للفقر على المجتمع؟
كيف يرتبط الفقر بالتنمية المجتمعية؟
ما هي أهم أسباب انتشار الفقر في المجتمعات المعاصرة؟
كيف يمكن معالجة مشكلة الفقر في المجتمعات؟
روابط المصادر
- مقال اجتماعي عن الفقر – موضوع – https://mawdoo3.com/مقال_اجتماعي_عن_الفقر
- القضاء على الفقر | الأمم المتحدة – https://www.un.org/ar/global-issues/ending-poverty
- فقر – https://ar.wikipedia.org/wiki/فقر
- الفقر والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية – http://hrlibrary.umn.edu/arabic/cescr-st10.html
- انتشار الفقر في الوطن العربي بسبب الفساد وفشل التنمية (1من2) – عربي21 – https://arabi21.com/story/1393429/انتشار-الفقر-في-الوطن-العربي-بسبب-الفساد-وفشل-التنمية-1من2
- ظاهرة الفقر في البلدان الغنية بين الأسباب والآثار – https://www.somerian-slates.com/2023/06/12/15128/
- معنى الابتلاء بالغنى والفقر وبيان الأفضلية بينهما – الفتاوى – دار الإفتاء المصرية – دار الإفتاء – https://www.dar-alifta.org/ar/fatawa/18147/معنى-الابتلاء-بالغنى-والفقر-وبيان-الافضليه-بينهما
- Microsoft Word – WORKING OUT OF POVERTY-23-4-03.doc – https://webapps.ilo.org/public/arabic/standards/relm/ilc/ilc91/pdf/rep-i-a.pdf