الخميس, أبريل 18, 2024
spot_img
Homeالمدونةمناهج البحث العلمي: موضوع شامل

مناهج البحث العلمي: موضوع شامل

مناهج البحث العلمي: موضوع شامل.

 

المقدمة:

 

سيتعين عليك في دراستك أن تناقش الأساليب التي قمت باستخدامها لإجراء بحثك، وكيف قمت بصياغة فصل المنهجية، مما يسمح للقراء بتقييم موثوقية الدراسة ومدى صدقها، ويجب أن تتضمن مناهج البحث العلمي في دراستك، ما يلي:

  1. نوع البحث الذي أجريته.
  2. طريقة جمعك للبيانات.
  3. طريقة تحليلك للبيانات.
  4. الأدوات والطرق التي قمت باستخدامها.
  5. الأساس المنطقي لاختيار تلك الأساليب والأدوات والطرق.

 

(يجب أن تتم توصيف مناهج البحث العلمي بصيغة الماضي.)

 

كيف يمكنك أن توضح مناهج البحث العلمي في دراستك؟

في البداية عليك أن تقدم توضيحاً عاماً وبسيطاً للمنهج الذي اتبعته في دراسته، بالإضافة إلى إيضاح الأسباب التي جعلتك تختار هذا المنهج بالتحديد من بين مناهج البحث العلمي الأخرى، وذلك من خلال توضيح ما يلي:

أولاً: ما مشكلة البحث أو السؤال الذي قمت بالتحقيق فيه؟ على سبيل المثال، هل تهدف إلى وصف خصائص شيء ما بشكل منهجي، أم أن هدفك هو موضوع لم يتم البحث عنه بشكل كافٍ، أم إنشاء علاقة سبب ونتيجة؟ وما هو نوع البيانات التي تحتاجها لتحقيق هذا الهدف (الوصول إلى إجابة كافية لسؤال البحث)؟

ثانياً: هل احتجت إلى بيانات كمية (معبراً عنها بالأرقام) أم بيانات نوعية (معبراً عنها بالكلمات)؟

ثالثاً: هل احتجت إلى جمع البيانات الأساسية بنفسك، أم أنك استخدمت بيانات ثانوية تم جمعها بواسطة شخص آخر؟

رابعاً: هل جمعت البيانات التجريبية من خلال التحكم في المتغيرات ومعالجتها، أم قمت بجمع البيانات الوصفية عن طريق تدوين الملاحظات دون التدخل؟

 

(اعتمادًا على المنهجية الذي اتبعتها – أو مناهج البحث العلمي التي اخترتها-، قد يكون عليك أيضاً أن تبدأ بمناقشة الأساس المنطقي والافتراضات التي تقوم عليها منهجيتك – أو مناهجك-.)

 

خامساً: لماذا تعتقد بأن هذا المنهج هو الأنسب للإجابة على أسئلة البحث الخاصة بك، من بين مناهج البحث العلمي الأخرى؟

سادساً: هل هذه منهجية معيارية في مجالك أم تتطلب تبريراً؟

سابعاً: هل كانت هناك اعتبارات أخلاقية أو فلسفية عندما قمت بالاختيار من بين مناهج البحث العلمي؟

ثامناً: ما هي معايير الصدق والموثوقية في هذا النوع من مناهج البحث العلمي؟

 

ملاحظات مهمة:
  • في الدراسات الكمية، قد يكون هدف مناهج البحث العلمي هو إنتاج معرفة قابلة للتعميم حول أسباب الظاهرة، وفي هذه الحالة أنت بحاجة إلى بحث مصمم بعناية في ظل ظروف خاضعة للرقابة يمكن تكرارها من قبل باحثين آخرين.

 

  • في الدراسات النوعية، قد يكون هدف مناهج البحث العلمي هو إنتاج معرفة سياقية في العالم الواقعي حول السلوكيات والبنى الاجتماعية والمعتقدات المشتركة لمجموعة معينة من الناس. نظرًا لأن مناهج البحث العلمي (النوعي) أقل قدرة على التحكم وأكثر قدرة على التفسير، لذلك فعند القيام بالأبحاث النوعي فأنت تحتاج إلى التفكير في وضعك كباحث، مع الأخذ في الاعتبار كيف يمكن لمشاركتك وإدراكك أن تؤثر على النتائج.

 

  • لا يمكن للتجارب دائماً محاكاة مواقف وسلوكيات الحياة الواقعية بدقة، ولكنها فعالة لاختبار العلاقات السببية بين المتغيرات.

 

  • عادة ما تؤدي المقابلات غير المنظمة إلى نتائج لا يمكن تعميمها خارج مجتمع الدراسة، ولكنها توفر فمهاً أكثر عمقًا لتصورات المشاركين ودوافعهم وعواطفهم.

 

كيف يمكنك أن تقدم وصفاً لطرق وأدوات جمع البيانات التي تقدمها مناهج البحث العلمي؟

بعد الانتهاء من إعطاء القارئ لمحة عامة حول المنهج العلمي الذي اتبعته في دراستك، يتعين عليك الآن تقديم تفاصيل كاملة عن طرق جمع البيانات الخاصة بك، وسوف نناقش كيفية القيام بذلك في حالتي الأبحاث الكمية، والأبحاث النوعية، كما يلي:

 

أولاً: الأبحاث الكمية.

كما ذكرنا في السابق فالأبحاث الكمية تعتمد على مناهج البحث العلمي للوصول إلى نتائج صالحة قابلة للتعميم، لذلك يجب أن تقدم وصفاً واضحاً لطرق وأدوات جمع البيانات الخاصة بك بحيث يمكن للباحثين الآخرين تكرار دراستك مرة أخرى في حالات مختلفة.

وأيضاً عليك أن تقوم بشرح كيفية قيامك بقياس المتغيرات الخاصة بك؛ وطريقة أخذ العينات الخاصة بك أو معايير التضمين / الاستبعاد ؛ وأي أدوات وإجراءات وطرق استخدمتها لجمع البيانات، وسنعرض لكم بعض طرق وأدوات جمع البيانات عند اختيار مناهج البحث العلمي الخاصة بالأبحاث الكمية، وكيفية توصيفها في قسم منهجية الدراسة.

 

  1. المسوحات والاستبيانات.

في حال استخدامك للمسوحات فعليك أن تصف أين ومتى وكيف تم إجراء المسح، وكيف قمت بتصميم الأسئلة، وما الشكل الذي اتخذته (مثل: الاختيار من متعدد، أو مقياس ليكرت). وأيضاً عليك توضيح طريقة أخذ العينات، وأن تذكر هل قمت بإجراء الاستبيانات (شخصياً أم إلكترونياً)، وما حجم العينة ومعدل استجابتها، وأي تفاصيل أخرى تراها مفيدة للقارئ، وقد ترغب أيضاَ في تضمين الاستبيان الكامل كملحق حتى يتمكن القارئ من مطالعة البيانات التي قمت جمعها.

 

  1. التجارب.

في حال استخدامك للتجارب، فقم بتقديم تفاصيل كاملة عن الأدوات والتقنيات والإجراءات التي استخدمتها لإجراء التجربة، وقد تفيدك هذه الأسئلة في تقديم وصفاً مثالياً للتجربة التي قمت بها:

  • كيف صممت التجربة؟
  • كيف قمت بإشراك أفراد العينة في التجربة؟
  • كيف تعاملت مع المتغيرات وقياسها؟
  • ما الأدوات أو التقنيات التي استخدمتها في التجربة؟

 

(في البحث التجريبي، من المهم إعطاء تفاصيل كافية للباحثين الآخرين ليتمكنوا من تكرار التجربة وفق معطيات جديدة.)

 

  1. البيانات الموجودة.

في حال اعتمادك على البيانات الموجودة، فعليك أن تشرح كيف جمعت وانتقيت تلك البيانات (مثل المنشورات أو الدوريات، أو البيانات الأرشيفية) لتضمينها في تحليلك، وقد تفيدك هذه الأسئلة في تقديم وصفاً مثالياً للبيانات التي قمت بجمعها:

  • ما هو مصدر تلك البيانات؟
  • كيف تم إنتاج تلك البيانات في الأصل؟
  • ما المعايير التي استخدمتها لاختيار تلك البيانات (مثل الحد الزمني أو المكاني أو الموضوعي)؟

 

مثال على الأبحاث الكمية:

قامت شركة ما بدراسة تعتمد على الاستطلاع بشكل أساسي، وتكون ذلك الاستطلاع من خمسة أسئلة من فئة اختيار من متعدد وعشرة أسئلة تم قياسها على مقياس ليكرت المكون من سبع نقاط، وكان الهدف من الدراسة هو التعرف على آراء 400 عميلاً من عملاء الشركة، وعرفت الدراسة العميل على أنه كل شخص اشترى منتجاً من الشركة في يوم الاستطلاع.

وقد تم منح المشاركين خمس دقائق لملء الاستبيان (الاستطلاع) دون الكشف عن هوياتهم، وأجاب عن الاستطلاع 408 عملاء، ونظراً لعدم الإجابة عن جميع الاستطلاعات بالكامل، فقد تم تضمين 371 نتيجة فقط من نتائج التحليل.

 

ثانياً: الأبحاث النوعية.

عادة ما تكون الأبحاث النوعية أكثر مرونة وذاتية، لذلك يمكن أن تكون تفسيرات مناهج البحث العلمي الخاصة بالأبحاث النوعية أكثر حيوية، حيث أن باستطاعة الباحث أن يفكر في المنهجية التي اختارها بمرونة وسلاسة، وبالتالي سيقدم تفسيرات واضحة للأدوات والطرق التي استخدمها، من خلال مناقشة المعايير التي استخدمها لاختيار المشاركين أو المصادر، والسياق الذي أجرى البحث فيه، والدور الذي اختاره في جمع البيانات (على سبيل المثال ، هل كان مراقباً نشطاً أم مراقبًا سلبيًا؟).

وسنعرض لكم بعض طرق وأدوات جمع البيانات عند اختيار مناهج البحث العلمي الخاصة بالأبحاث النوعية، وكيفية توصيفها في قسم منهجية الدراسة.

 

  1. المقابلات أو مجموعات التركيز.

عند اختيار المقابلات أو مجموعات التركيز كأداة لجمع البيانات، فعليك أن تصف أين ومتى وكيف أجريت المقابلات، وقد تفيدك هذه الأسئلة في تقديم وصفاً مثالياً للبيانات التي قمت بجمعها:

  • كيف وجدت واخترت المشاركين؟
  • كم كان عدد المشاركين؟
  • ما الشكل الذي اتخذته المقابلات (منظم، شبه منظم، غير منظم)؟
  • ما هي مدة المقابلات وكيف قمت بتسجيلها؟

 

  1. المراقبة المشارِكة.

إذا قمت باختيار المراقبة المشارِكة كأداة لجمع البيانات، فعليك أن تشرح أين ومتى وكيف أجريت الملاحظة أو الإثنوغرافيا الوصفية، وقد تفيدك هذه الأسئلة في تقديم وصفاً مثالياً للبيانات التي قمت بجمعها:

  • ما هي المجموعة أو المجتمع الذي لاحظته وكيف تمكنت من الوصول إليه؟
  • كم من الوقت قضيت في إجراء البحث وأين كان موقعه؟
  • ما هو الدور الذي لعبته في المجتمع الذي كنت تراقبه؟
  • كيف سجلت بياناتك (مثل التسجيلات السمعية والبصرية وتدوين الملاحظات)؟

 

  1. البيانات الموجودة.

في حال اعتمادك على البيانات الموجودة، فعليك أن تشرح كيف اخترت مواد دراسة الحالة (مثل النصوص أو الصور) لصقل تحليلك، وقد تفيدك هذه الأسئلة في تقديم وصفاً مثالياً للبيانات التي قمت بجمعها:

  • ما نوع المواد التي قمت بتحليلها؟
  • كيف قمت بجمعها واختيارها؟

 

مثال على الأبحاث النوعية:

من أجل الحصول على رؤية أفضل لإمكانيات تحسين منتجات شركة ما، تم إجراء مقابلات شبه منظمة مع ثماني عملاء لشركة منافسة، وتم تعريف العميل على أنه شخص يشتري منتجات الشركة المنافسة مرتين في الأسبوع، وتم استخدام الاستطلاعات لاختيار المشاركين والذين ينتمون للفئة العمرية ما بين 20 – 45 سنة.

وتم إجراء المقابلات مع المشاركين في أماكن يفضلونها هم، واستغرقت كل مقابلة حوالي عشرون دقيقة، أما البيانات فقد تم جمعها عن طريق تدوين الملاحظات، كما تم تصوير سبع مقابلات، في حين رفض المشارك الأخير أن يتم تصويره.

 

كيف يمكنك أن تصف طرق تحليل البيانات التي توفرها مناهج البحث العلمي؟

بعد قيامك بتوصيف طرق وأدوات جمع البيانات الخاصة بك، ينبغي عليك الآن أن تشير إلى كيفية قيامك بمعالجة وتحليل البيانات التي قمت بجمعها، ومن الجدير بالذكر هنا، أن عليك تجنب الخوض في الكثير من التفاصيل خلال توصيفك لطرق تحليل البيانات، كما عليك ألا تبدأ في تقديم أو مناقشة أيٍ من نتائج دراستك في هذه المرحلة.

وسوف نقوم بمناقشة كيفية القيام بوصف طرق تحليل البيانات في حالتي الأبحاث الكمية، والأبحاث النوعية، كما يلي:

 

أولاً: الأبحاث الكمية.

في الأبحاث الكمية، سيعتمد تحليلك على الأرقام، بناءً على ذلك يمكنك تضمين ما يلي (في فصل منهجية الدراسة):

  • كيف أعددت البيانات قبل تحليلها؟ (مثل: التحقق من البيانات المفقودة، وإزالة القيم المتطرفة، وتحويل المتغيرات)
  • ما هو البرنامج الذي استخدمته لتحليل البيانات؟ (مثل: SPSS أو Stata أو Minitab)
  • ما هي الاختبارات الإحصائية التي استخدمتها؟ (على سبيل المثال: اختبار t، الانحدار الخطي البسيط)

 

ثانياً: الأبحاث النوعية.

في الأبحاث النوعية، سيعتمد تحليلك على اللغة والصور والملاحظات (غالبًا ما تتضمن شكلاً من أشكال التحليل النصي)، بناءً على ذلك يمكنك تضمين ما يلي (في فصل منهجية الدراسة):

  • تحليل المحتوى: تصنيف ومناقشة معاني الكلمات والعبارات والجمل.
  • التحليل الموضوعي: ترميز البيانات وفحصها عن كثب لتحديد الموضوعات والأنماط العامة.
  • تحليل الخطاب: دراسة التواصل والمعنى فيما يتعلق بالسياقات الاجتماعية.

 

تقييم مناهج البحث العلمي:

يجب أن توضح في قسم المنهجية سبب اختيارك لهذه الأدوات والطرق المعينة ، خاصة إذا لم تتخذ منهجاً معيارياً، كما يجب أن تناقش سبب عدم ملاءمة مناهج البحث العلمي الأخرى لأهداف دراستك، وأن تظهر كيف ساهمت المنهجية التي اخترتها في تقديم فهم جديد لموضوع دراستك.

كما أن عليك الاعتراف القيود ونقاط الضعف الموجودة في المنهجية التي اخترتها، مع ضرورة توضيح كيف قمت بالتغلب على تلك القيود.

 

نصائح لتقديم مناهج البحث العلمي في دراستك بشكل مثالي:

تذكر أن هدفك ليس فقط وصف المنهجية والطرق والأدوات الخاصة بك، ولكن إظهار كيف ولماذا قمت باعتمادها، وذلك لإثبات أن بحثك قد تم إجراؤه بدقة.

 

  1. ركز على أهدافك وأسئلة البحث الخاصة بك:

يجب أن يوضح قسم المنهجية بوضوح سبب ملاءمة المنهجية لأهدافك، من أجل إقناع القارئ أنك اخترت أفضل منهجية ممكنة من بين مناهج البحث العلمي للإجابة عن أسئلة البحث.

 

  1. اذكر المصادر ذات الصلة:

يمكن تعزيز منهجيتك بالرجوع إلى الأبحاث الموجودة في مجال دراستك، وذلك من أجل:

  • التأكد من أنك اتبعت الممارسات المعمول بها لهذا النوع من الأبحاث.
  • مناقشة كيفية قيامك بتقييم مناهج البحث العلمي المختلفة ثم اختيار منهجية محددة.
  • إظهار أنك اتبعت منهجية جديدة لمعالجة فجوة في الأدبيات السابقة.

 

  1. وجِّه فصل منهجية الدراسة لجمهورك:

ضع في اعتبارك مقدار المعلومات التي تحتاج إلى تقديمها للجمهور، ولا تخوض في التفاصيل غير الضرورية. وفي حال اختيارك لمنهجية معيارية فأنت لست بحاجة إلى إعطاء الكثير المعلومات والتبريرات حول تلك المنهجية، ولكن إذا اتخذت منهجية أقل شيوعًا في مجالك، فقد تحتاج إلى شرح وتبرير اختيارك لهذه المنهجية بالذات.

وفي كلتا الحالتين، يجب أن يكون وصفك لمناهج البحث العلمي واضحاً ومتسلسلاً في تقديم التفسيرات، وليس مجرد قائمة بالتفاصيل والإجراءات الفنية.

 

  1. ناقش العقبات التي واجهتها (الاعتراف بقيود الدراسة):

إذا واجهت صعوبات في جمع البيانات أو تحليلها، فشرح كيف تعاملت مع تلك الصعوبات، وأظهر كيف قللت من تأثير أي عقبات غير متوقعة، فإن قيامك بذلك يجعلك تستبق الانتقادات التي ستوجه للمنهجية التي اخترتها.

 

طالع أيضاً: أنواع الأبحاث العلمية.

 

 

مناهج البحث العلمي

مناهج البحث العلمي

مناهج البحث العلمي

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة