6 نصائح لتطوير مهارات البحث العلمي
مقدمة
تعد مهارات البحث العلمي جزءاً حيوياً من عملية الكتابة لأنها تمكن الباحثين من العثور على المعلومات وإنشاء مخطط تفصيلي لمشاريعهم الكتابية – سواء كانت كتابة أكاديمية أو أدبية، فمن خلال تطوير مهارات البحث العلمي، ستكون قادراً على الكتابة في أي مجال تحتاج إلى الكتابة فيه، وبكفاءة عالية، لذلك يهتم الكثير من الباحثين بتعلم مهارات البحث العلمي وتطويرها للتمكن من إنجاز دراسات علمية أصيلة.
وسنقدم في هذا المقال بعض الممارسات البحثية، والنصائح التي تساعد في تطوير مهارات البحث العلمي.
أولاً: ابدأ على نطاق واسع، ثم تعمق في التفاصيل.
إن البحث مهمة كبيرة، لذلك قد يكون من الصعب معرفة من أين تبدأ – فلا حرج في القيام ببعض الأبحاث الأولية على الإنترنت لتتمكن من تحديد نقطة بداية، وتعد المواقع الإلكترونية العامة مثل Wikipedia، رغم أنها ليست دقيقة دائماً، طريقة رائعة لتوجيه عملية الكتابة، وتحديد نقطة الانطلاق، حيث أنها تقدم نظرة عامة أساسية مع بعض التفاصيل الهامة.
( ينصح الأساتذة بمطالعة الدوريات العلمية لمجلات نشر الأبحاث المعتمدة والموثوقة، قبل البدء بعملية الكتابة الأكاديمية، ويمكنكم البحث عن نقطة بداية للانطلاق منها من خلال مطالعة دوريات المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، من خلال الرابط التالي: https://www.ajsrp.com/journal ).
تعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات تطوير مهارات البحث العلمي.
ثانياً: يجب عليك أن تتأكد من مدى جودة المصادر التي ستعتمدها كمراجع لدراستك.
ليست كل المصادر موثوقة بشكل كبير، لذلك من الضروري أن تتعلم كيف تميز المصادر الجيدة من المصادر الضعيفة لتتمكن من تطوير مهارات البحث العلمي، وذلك من خلال تطوير مهاراتك التحليلية ومهارات التفكير النقدي، قد تساعدك الأسئلة التالية على تحديد مدى جودة المصادر:
- هل المعلومات الموجودة في هذا المصدر تتفق بشكل عام مع المعلومات المتوفرة في المصادر الأخرى؟
- هل يبدو أن مؤلف هذا المقال خبير في مجاله؟
- هل يبدو مؤلف المقال وكأنه منحاز بشكل كبير تجاه وجهات نظره؟
ثالثاً: تحقق من المعلومات من عدة مصادر.
إن شبكة الإنترنت واسعة جداً، ويمكن لأي شخص أن يكتب ما يريده عبرها، ومن المؤسف حقاً أن العديد من المواقع الإلكترونية لا تفرض رقابة صارمة على الموضوعات والقضايا التي تنشرها، وهذا يعني أن العديد من المراجع والمصادر الإلكترونية غير موثوقة إطلاقاً، أو على الأقل لا تصلح أن تكون مرجعاً لدراسة علمية!، لذلك من الضروري للغاية أن يتحقق الباحث عدة مرات من مدى صحة وموثوقية المقالات والأبحاث المنشورة عبر صفحات الإنترنت.
رابعاً: كن متقبلاً للإجابات المفاجئة.
إن البحث العلمي هو رحلة شيقة هدفها الوصول إلى إجابات مقنعة، وليس بالضرورة أن تكون الإجابات مألوفة لتكون مقنعة، لذلك يجب عليك أن تتقبل جميع الأجوبة التي قد تظهر لك، وأن تكتبها بشكل حيادي ضمن دراستك، فالبحث العلمي الجيد يجبرك على أن تبقي ذهنك منفتحاً حتى تتمكن من التعلم بعمق قدر الإمكان.
إن مهارة تقبل جميع الاحتمالات الواردة في البحث العلمي، هي من أبرز وأصعب مهارات البحث العلمي، والتي تتطلب وقتاً طويلاً وخبرة عالية ليتمكن الباحث من إتقانها وممارستها كباحث خبير.
خامساً: إبقَ مُنظَماً!
أثناء عملية جمع البيانات، ستجد قدراً هائلاً من المعلومات، لذلك من الضروري أن تحتفظ بكل هذه المعلومات منظمة ومرتبة، لتجنب خسارة بعض الملفات الضرورية لدراستك، ولتفادي مشكلة عدم القدرة على الاستشهاد نظراً لنقص المعلومات الكافية عن المصدر، وهناك العديد من الطرق للحفاظ على مشروعك البحثي منظماً، نذكر منها: استخدام الإشارات المرجعية (Bookmarks) في متصفح الإنترنت، وبطاقات الفهرسة، وقائمة المراجع الخارجية.
سادساً: الاستفادة من موارد المكتبة.
تقدم مكتبات الجامعات والمدارس الثانوية مجموعات ضخمة من المراجع المتنوعة، كالكتب العلمية، والموسوعات، والدوريات العلمية، ومجلات الجامعة، وغيرها الكثير.. لذلك يجب على الباحث أن يجعل المكتبة وجهته الأولى دائماً في حالة أنه احتاج إلى معلومات دقيقة، وجوهرية بالنسبة لمصداقية الدراسة وموثوقيتها.
بعض الخرافات حول الكتابة البحثية الجيدة
إن معرفة كيفية التعامل مع هذه الخرافات هو في حد ذاته مهارة من مهارات البحث العلمي:
- يجب أن تكون المسودة الأولى للبحث العلمي مثالية ونهائية!
هذا أمر غير واقعي نهائياً، حيث أن فكرة المسودة في الأصل قائمة على المحاولة والتجريب وصولاً إلى الأساس النهائي الذي سيتم إكمال العمل بناءً عليه.
- يتطلب من الباحث أن يكون على علم ودراية بكل التفاصيل والحيثيات حول موضوع البحث قبل البدء بالكتابة.
إن الكتابة هي عملية اكتشاف تراكمية، فعندما يبدأ الباحث بكتابة دراسته، فهو فعلياً قد بدأ رحلته الاستكشافية بناءً على خلفيته المعرفية المسبقة، وعليه لا يمكن القول بأن الباحث يجب أن يكون موسوعة علمية شاملة قبل أن يبدأ بالكتابة.
- إن الكتابة هي نتيجة للإلهام، وبدونه لا يستطيع الباحث أن يكتب شيئاً.
إن الإلهام أمر مهم جداً للكتابة، ولكن ليس شرطاً للكتابة، خاصة الكتابة الأكاديمية، فبإمكان الباحث أن يقوم بكتابة ما توصل إليه من بيانات أو معلومات أو نتائج في أي وقت، وأي ظرف، هذا لأن العلم بشكل عام غير قائم على الإلهام والتأمل وما إلى ذلك.. بل هو نتيجة للخبرة والتجربة والتحليل.
- يجب على الباحث أن يجعل عملية البحث العلمي سريعة بقدر الإمكان حتى لا يشعر بالملل، ثم يصاب بالإحباط ويتوقف عن الكتابة.
لا يجب أن يشعر الباحث بأن عمله البحثي هو أزمة وعليه أن يتخطاها، بل يجب أن يتعامل مع دراسته على أنها عمل استكشافي ممتع، وأيضاً ينبغي عليه أن يعطيها الوقت اللازم بدون استعجال، حتى ينتج بحثاً مميزاً، أما بالنسبة للشعور بالملل والإحباط فهو أمرٌ مستبعد طالما أن الباحث يسير وفق خطوات منهجية متسلسلة ومرتبة.
- إن كتابة الأبحاث العلمية هي موهبة فطرية، وهدية سماوية!
إن هذه من أكثر الأفكار المحبطة التي تشعر الباحثين بأن عملية الكتابة الأكاديمية هي أمر في غاية الصعوبة والإعجاز، وأنه يحتاج بالفعل إلى الموهبة، والقدرة الفطرية، ولكن هذه النظرية غير صحيحة إطلاقاً، فالكتابة الأكاديمية تعتمد على الخبرة والممارسة والدافعية للاكتشاف ومهارات البحث العلمي، وليس على القدرات الخارقة!
- الكتابة الأكاديمية، والأبحاث العلمية هي مضيعة للوقت، وبإمكان الإنسان أن يستثمر وقته في أمور أفضل، وأكثر إنتاجية.
رغم أن هذه النظرة غير شائعة، إلا أن البعض يؤمنون بأن الإنتاج العلمي أمر غير مهم، ولكن فعلياً القوة الوحيدة التي تتصدى للأزمات والكوارث عند وقوعها هي قوة العلم وتطبيقاته، وهذا سببٌ واحد فقط يجعلنا نؤمن بضرورة الاهتمام بالأبحاث العلمية، علاوة على الأسباب الكثيرة الأخرى، كالنهوض الاقتصادي، وتطوير الأبنية المجتمعية، وبناء الإنسان المنتج، من هنا تأتي ضرورة الاهتمام بالإنتاج العلمي، ودراسة آليات تطوير مهارات البحث العلمي.
طالع أيضاً: 10 نصائح لكتابة مقدمة البحث العلمي