3 طرق لتنمية مهارات التفكير ماوراء المعرفي لدى المراهقين
مقدمة
يمكن أن يوفر الفصل الدراسي التابع لك ملاذًا آمنًا للمراهقين خلال الاضطرابات التي يمرون بها، اغتنم هذه الفرصة لإكسابهم مهارات التفكير ماوراء المعرفي التي سيستخدمونها طوال حياتهم. في واقعنا المعاصر يمكن أن يطغى الخيال على الحقيقة، وأن تسيطر الرغبة على العلم والمعرفة، لذلك إن ما يحتاجه المراهقون هو الانخراط في تعلم عميق وهادف يتجاوز الأهداف التقليدية للتعلم.
إن التعلم العميق يصر على تطوير المهارات النقدية والإبداعية التي تساعدنا في البحث عما هو حقيقي، والاستماع إلى بعضنا البعض بفهم وتعاطف، وتفكيك المشكلات عند مواجهة المواقف المعقدة والغامضة.
يحتاج المراهقون إلى المساعدة في فهم الظروف المعقدة التي يعيشونها، وهم بحاجة إلى أدوات التعامل مع “التنافر المعرفي” الذي يواجهونه يوميًا حيث يواجهون “محتوى يتحدى افتراضاتهم ومعتقداتهم” ويواجهون مستويات غير مسبوقة من الاضطراب في حياتهم.
بالنسبة لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية على وجه الخصوص، سواء كانوا يتعلمون عن بعد أو بشكل وجاهي، يجب أن يتوفر لهم بيئة نفسية آمنة منفتحة على وجهات نظر متنوعة، ويظل الهدف الأسمى هو بناء
لكن العمل الأعمق هنا يكمن في بناء مهارات التفكير ماوراء المعرفي لدى المراهقين لبدء التفكير في أنفسهم كوكلاء لعملية التعلم الخاصة بهم، وتعميق فهمهم لدورهم في الفصل الدراسي، ونقلهم من دور سلبي إلى دور نشط كمتعلمين أكاديميين، وربط حياتهم بمساهمات ذات مغزى خارج الفصل الدراسي.
ثلاثة طرق لتنمية مهارات التفكير ماوراء المعرفي لدى المراهقين
يمكن أن تتم تنمية مهارات التفكير ماوراء المعرفي لدى المراهقين من خلال عدة طرق رئيسية، نذكر منها:
أولاً: مساهمة المراهقون في مجتمع الفصل الدراسي
يبدأ المراهقون بالتفكير في أدوارهم ومسؤولياتهم كأعضاء في مجتمع الفصل الدراسي عندما يقوم المعلمون بتوفير الظروف الملائمة لذلك من خلال العمليات المنظمة التي توفر فرصًا لـ “اكتشاف الذات للطالب والاستفسار عن المحتوى الجدير بالثقة”.
على سبيل المثال، صورت مدرسة الهندسة بإحدى المدارس الثانوية نفسها وهي تتحدث عن تجربتها خلال الوباء، ووصفت ما تحبه في الهندسة، وعبرت عن توقعاتها للعام الدراسي، قبل أن تطلب من الطلاب الإدلاء ببياناتهم الشخصية، وذلك لنمذجة كيف يمكن للطلاب تقديم أنفسهم.
هناك طريقة أخرى لجعل الطلاب يفكرون في أدوارهم داخل الفصل الدراسي وهي من خلال استبيان التعرف، والذي قد يتضمن أسئلة الاستطلاع الشخصية مثل “ماذا تريد مني أن أعرف عنك؟” وأيضاً أسئلة الاستطلاع الأكاديمي مثل “ما الذي تتطلع إلى تعلمه هذا العام؟”، بمجرد إكمال الطلاب للاستبيان، شجعهم على مشاركة النتائج مع الفصل أو مع مجموعات صغيرة، إذا شعروا بالراحة عند القيام بذلك.
الهدف من ذلك هو تشجيع الطلاب على استخدام مهارات التفكير ماوراء المعرفي، ودعمهم في ذلك، وجعلهم يحددون ما يريدون قراءته أو تعلمه، وكيف يريدون تنظيم دراستهم، وكيف يمكنهم معالجة التعلم وإثباته.
ثانياً: ترك المراهقين يفكرون في نقاط القوة والضعف الأكاديمي لديهم
عندما يفهم الطلاب ما هو متوقع منهم، في ظل توفر الأدوات والمعلومات لمراقبة تقدمهم الأكاديمي وتحسينه، فإن ذلك يبني إحساسهم بالوكالة ويحسن النتائج الأكاديمية. علاوة على ذلك، عندما يعرض المعلمون على الطلاب خيارات لكيفية إظهار تعلمهم، فإن ذلك يعمق استثمارهم في تعلمهم.
تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في تقديم تقييمات تشخيصية موجزة أو أساسية حيث يحدد الطلاب ما يعرفونه بالفعل وما يرغبون في معرفته حول موضوع ما – لمساعدة الطلاب على “اكتشاف ما يعرفونه وما يمكنهم معرفته، يجب أن يتم تدريب الطلاب على كيفية استخدام نتائج التقييمات التكوينية التي يخصصها المعلم كأداة لمساعدتهم على المراقبة الذاتية وتعديل مسار العمل على مدار العام الدراسي.
يمكن أن تكون هذه الأدوات مثمرة بشكل خاص عندما يكون الطلاب في موقع القيادة ويمكنهم تقييم فهمهم وتحصيلهم للمهارات لتحديد تقدمهم وما يحتاجون إلى تحسينه.
قد تفكر في استخدام هذه الفرصة لمنح الطلاب مجموعة من المحفزات لجعلهم يفكرون في عاداتهم الدراسية: كيف يستعدون للاختبار أو يتتبعون تقدمهم خلال المشاريع الكبيرة ذات المواعيد المحددة المتعددة؟ هل يضعون هواتفهم بعيدًا عندما يؤدون واجباتهم المدرسية؟ هل يستخدمون مخططًا ليظلوا منظمين وعلى رأس مواعيد التسليم المهمة؟ ما هي الشروط التي تساعدهم على التعلم بشكل أفضل؟
أخيرًا ، لزيادة تشجيع تقييم الطلاب لأنفسهم، يقترح مطالبة الطلاب بتقييم عملهم وعمل بعضهم البعض وفقًا للمعايير التي طوروها بشكل مشترك، ثم ترجمة المعايير إلى عمل، ومساعدتهم على وضع تعليقات توضيحية على عملهم وفرزه وفقًا لمستويات مختلفة الجودة.”
ثالثاً: التفكير في دور المراهقين في المجتمعات خارج المدرسة
يجب أن تكون الأولوية الأساسية هي رعاية قدرات الطلاب على التفكير النقدي والعميق في الحياة خارج المدرسة، وإشراكهم في معالجة مشاكل العالم الحقيقي، من خلال إكسابهم مهارات التفكير ماوراء المعرفي، ذلك لجعلهم يفكرون في مجتمعاتهم ويتفاعلوا معها، وأيضًا لربط محتوى الفصل الدراسي بالعالم الخارجي بشكل أعمق.
عادة ما يطلب المعلمون المعايير والمناهج الدراسية التي يجب اتباعها، ولكن المعلمين لديهم أيضًا بعض الوكالة والمسؤولية عندما يتعلق الأمر بتحديد المحتوى الذي يجب تعليمه لطلابهم.
التركيز على النتائج الكبرى التي ستعد الطلاب لاكتساب مهارات التفكير ماوراء المعرفي يجب أن يكون في قلب سنوات الدراسة المتوسطة والثانوية.
وخلص الباحثون إلى أن الوضوح الذي ينبع من الالتزام بمثل تلك النتائج يعزز قدرة الطلاب على اتخاذ موقف نقدي ومميز مبني على أساس مهارات التفكير ماوراء المعرفي عند مواجهة مشكلات معقدة تتطلب تمييز الحقيقة عن الرأي، أو فصل الرغبات العاطفية عن العلم.
طالع أيضاً: التفكير النقدي