تعد ظاهرة هجرة الأدمغة من الظواهر العالمية التي تؤثر بشكل خاص على الدول النامية، ومن بينها الدول العربية1. وتشير التقارير إلى أن الوطن العربي يخسر حوالي ثلث طاقاته البشرية بسبب هذه الظاهرة2. تتضمن أسباب هجرة الكفاءات العربية عدم انفتاح منظومة التعليم على سوق الشغل، وعدم إشراك الكفاءات في التخطيط الاستراتيجي، وضعف الميزانيات المخصصة للبحث العلمي.
هذه الهجرة تؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المصدرة للكفاءات، بينما تستفيد منها الدول المستقبلة مثل الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبا1. وتساعد هذه الكفاءات المهاجرة في التطوير والازدهار الاقتصادي في البلدان المضيفة، في الوقت الذي يخسر بلدهم الأصلي قدراتهم وإمكاناتهم2.
أهم النقاط الرئيسية
- تعد ظاهرة هجرة الأدمغة من الظواهر العالمية الهامة التي تؤثر بشكل خاص على الدول النامية كالدول العربية.
- تشير التقارير إلى أن الوطن العربي يخسر حوالي ثلث طاقاته البشرية بسبب هذه الظاهرة.
- تتضمن أسباب هجرة الكفاءات العربية عدم انفتاح منظومة التعليم على سوق الشغل وضعف الدعم المخصص للبحث العلمي.
- تؤثر هذه الهجرة سلبًا على التنمية في الدول المصدرة للكفاءات، بينما تستفيد الدول المستقبلة منها اقتصاديًا.
- يخسر البلد الأصلي للكفاءات المهاجرة قدراتهم وإمكاناتهم التي تساعد في التطوير والازدهار الاقتصادي للدول المضيفة.
مفهوم هجرة الأدمغة وأشكالها
هجرة الأدمغة هي ظاهرة ملحوظة في العديد من الدول النامية، حيث يقوم العلماء والكفاءات والمتخصصين في مختلف المجالات بالانتقال إلى البلدان المتقدمة بحثًا عن فرص أفضل3. يعتبر قلة فرص العمل والراتب المنخفض من أهم العوامل التي تدفع الأفراد المهرة لهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل3. هذه الظاهرة يمكن أن تؤدي إلى نقص الموارد البشرية الماهرة في البلدان الأصلية، مما يؤثر سلبًا على التطور الاقتصادي والاجتماعي3.
التعريف الشامل لهجرة الأدمغة
هجرة الأدمغة هي عملية شاملة تشمل مغادرة الأفراد المتميزين في مختلف المجالات كالمهندسين والأطباء والعلماء والمثقفين والفنانين والمدرسين والموظفين المهرة من بلدهم الأصلي إلى بلدان أخرى تقدِّم فرصاً أفضل3. هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تشوه في سوق العمل في البلد الأصلي، بسبب عدم توازن بين المهارات المتوفرة واحتياجات السوق3.
أنماط هجرة العقول في العالم العربي
في العالم العربي، تعاني بعض الدول مثل سوريا والمغرب واليمن والعراق ولبنان من أعلى معدلات هجرة الأدمغة3. هذه الظاهرة تأخذ أشكالاً متعددة، منها الهجرة الجغرافية بين الدول، والانتقال بين الشركات، أو تغيير المجال المهني3. التعاون الدولي وتبادل المعرفة وتكنولوجيا المعلومات يُعد جزءًا أساسيًا من تحديات وحلول هجرة الأدمغة في جميع أنحاء العالم3.
التطور التاريخي للظاهرة
تاريخياً، شهدت أوروبا هجرة أدمغة إلى أمريكا الشمالية في القرنين التاسع عشر والعشرين3. حالياً، تتركز الهجرة من الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى الدول المتقدمة3. العديد من الدراسات والأبحاث قد تناولت هذه الظاهرة من جوانب مختلفة،4 مع التركيز على الدول النامية والتحديات التي تواجهها في الحفاظ على رأس المال البشري المتميز4.
التعاون الدولي وتبادل المعرفة وتكنولوجيا المعلومات يعد جزءًا أساسيًا من تحديات وحلول هجرة الأدمغة في جميع أنحاء العالم3.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لهجرة الأدمغة
هجرة الكفاءات العلمية تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للبلدان الأصلية، إذ تكلفة تعليم وتدريب العالم الواحد لا تقل عن 500.000 دولار أمريكي5. كما أن هذه الظاهرة تعمّق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا5، وتسبب في تبديد الموارد البشرية الموجودة في البلدان الأصلية5. وتؤثر هجرة العقول على تنمية المجتمعات العربية اقتصاديًا واجتماعيًا5، وتؤثر على مجال التعليم في البلدان الأصلية بجميع مراحله5.
وفي المقابل، هناك بعض الآثار الإيجابية للهجرة، مثل التحويلات المالية التي يقوم بها المهاجرون لأسرهم في بلدانهم الأصلية، والتي تساهم في تنمية اقتصاداتها. كما أن هناك فوائد من تبادل المعرفة والخبرات عبر المؤتمرات والمشاريع العلمية المشتركة بين البلدان المستقبلة والبلدان المصدرة للكفاءات.
الآثار السلبية | الآثار الإيجابية |
---|---|
|
|
بشكل عام، فإن هجرة الأدمغة هي ظاهرة معقدة تحمل في طياتها آثارًا إيجابية وسلبية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتتطلب وضع استراتيجيات وسياسات فاعلة للحد من تداعياتها السلبية والاستفادة من إيجابياتها.
الخلاصة
تمثل ظاهرة هجرة الأدمغة تحديًا كبيرًا للدول العربية، مما يتطلب استراتيجيات شاملة للتصدي لآثارها السلبية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي6. وللتصدي لتفاقم هذه الظاهرة، تبرز الحلول المقترحة في تطوير منظومة التعليم العالي، وزيادة الاستثمار في البحث العلمي، وتحسين ظروف العمل للكفاءات، وإشراكهم في عمليات التخطيط والتنمية6. كما يجب العمل على توفير بيئة علمية متميزة وتقدير العلماء مادياً ومعنوياً، بما يساهم في الحد من ظاهرة نزيف الكفاءات6.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الإحصاءات أن7 النسبة المئوية لزيادة هجرة الأدمغة بعد جائحة كورونا قد ارتفعت بشكل ملحوظ، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع سياسات فعالة للاستقطاب والحفاظ على الكفاءات العربية7. وتلعب دور الحكومات العربية في هذا الصدد دورًا حيوياً من خلال تنفيذ برامج تحفيزية لإعادة جذب المهاجرين المهرة إلى بلدانهم الأصلية8.
ويُعد تطوير البحث العلمي من الركائز الأساسية للحد من هجرة الأدمغة، حيث أن7 النسبة الهزيلة من تمويل البحث العلمي في الدول العربية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي تُعد أحد العوامل المساهمة في دفع الكفاءات للهجرة7. وبالتالي، فإن تعزيز الاستثمار في البحث والتطوير وخلق بيئة علمية محفزة قد يكون له أثر إيجابي في الحد من استنزاف رأس المال البشري العربي8.
FAQ
ما هو مفهوم هجرة الأدمغة؟
ما هي أنماط هجرة العقول في العالم العربي؟
ما هي التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لهجرة الأدمغة؟
ما هي الحلول المقترحة للحد من آثار هجرة الأدمغة السلبية؟
روابط المصادر
- هجرة الأدمغة – https://ar.wikipedia.org/wiki/هجرة_الأدمغة
- ‘هجرة الأدمغة’ العربية: استنزاف الطاقات والكفاءات! – https://ourouba22.com/article/1834-هجرة-الأدمغة-العربية-استنزاف-الطاقات-والكفاءات
- هجرة الأدمغة: أسبابها نتائجها وحلولها – https://www.annajah.net/هجرة-الأدمغة-أسبابها-نتائجها-وحلولها-article-39343
- BUHOOTH 63-64 final.indd – https://asfer.journals.ekb.eg/article_272918_2282f0a20ceabf3c5eeadb0373d6e1d9.pdf
- إسلام ويب – https://www.islamweb.net/ar/library/content/1656/4668/الآثار-السلبية-لهجرة-الكفاءات-العلمية
- على هامش النقاش حول موضوع هجرة العقول والأدمغة – https://www.hespress.com/على-هامش-النقاش-حول-موضوع-هجرة-العقول-و-455559.html
- هجرة العقول العربية … رؤية من زاويةٍ أخرى – https://www.alaraby.co.uk/opinion/هجرة-العقول-العربية-رؤية-من-زاويةٍ-أخرى
- الهجرة وهجرة الأدمغة: تحليل التأثير على المواهب العالمية – FasterCapital – https://fastercapital.com/arabpreneur/الهجرة-وهجرة-الأدمغة–تحليل-التأثير-على-المواهب-العالمية.html