أنواع الأبحاث العلمية (Types of Research)
مقدمة
على الباحث أن يقرر كيف سيصمم بحثه، قبل التطرق لـ أنواع الأبحاث العلمية، وتصميم البحث هو الاستراتيجية الكلية التي يختارها الباحث لدمج المكونات المختلفة للدراسة بشكل متماسك وبطريقة منطقية، مما يضمن معالجة فاعلة لمشكلة الدراسة، كما أن تصميم البحث يشكل مخططاً لجمع البيانات وقياسها وتحليلها. وعليك كباحث أن تأخذ بعين الاعتبار أن مشكلة البحث هي التي تحدد نوع تصميم البحث ، وليس بالعكس.
الهيكل العام للبحث، وأسلوب كتابة الأبحاث
إن عملية تصميم الأبحاث أو التخطيط له، تتمثل في التأكد من أن الأدلة التي تم جمعها تمكن الباحث من معالجة مشكلة البحث بشكل واضح قدر الإمكان.
ففي أبحاث العلوم الاجتماعية مثلاً، من الضروري الحصول على الأدلة ذات الصلة بمشكلة البحث وتحديد نوعها، ذلك ليتمكن الباحث من اختبار النظرية أو تقييم البرنامج (المنهج) الذي سيعمل على أساسه، أو وصف الظاهرة بدقة.
ومع ذلك، يمكن للباحث أن يبدأ التحقيق وجمع المعلومات حول ظاهرة ما في وقت مبكر جداً، قبل التفكير بشكل نقدي في الأدلة اللازمة لتفسير الظاهرة وإجابة أسئلة البحث.
وتكمن أهمية تصميم البحث في أنه بدون الاهتمام بالتخطيط للبحث مسبقًا ، فإن الاستنتاجات المستخلصة قد تكون ضعيفة وغير مقنعة ، وبالتالي ستفشل في معالجة مشكلة البحث بشكل عام.
يمكن أن يختلف طول وتعقيد تصاميم الأبحاث بشكل كبير، ولكن أي تصميم دقيق يجب أن تراعى فيه الأمور التالية:
- تحديد مشكلة البحث بوضوح، وتوضيح أسباب اختيارها.
- مراجعة الأدبيات السابقة والمرتبطة بالمشكلة أو القريبة منها.
- تحديد الفرضيات أو أسئلة البحث للمشكلة المحددة بشكل واضح وصريح.
- وصف البيانات الضرورية لإجراء اختبار كامل للفرضيات بشكل فعال وشرح كيفية الحصول على هذه البيانات.
- وصف طرق التحليل التي سيتم تطبيقها على البيانات لتحديد ما إذا كانت الفرضيات صحيحة أم خاطئة.
أنواع تصاميم الأبحاث العلمية (أنواع الأبحاث العلمية)
أولاً: الأبحاث العملية أو الإجرائية Action Research Design
تعريفها، والهدف منها:
إن أساسيات تصميم أنواع الأبحاث العملية قائمة على أساس تسلسل مميز من الخطوات، حيث يتم في البداية اتخاذ موقف استكشافي، يتم فيه فهم المشكلة بشكل متقدم، ووضع خطط للتدخل بشكل أو بآخر، ثم يبدأ تنفيذ ذلك التدخل -الذي يعتبر الخطوة العملية في الأبحاث الإجرائية – ، وخلال هذه الفترة يتم جمع الملاحظات ذات الصلة وتجمع بأشكال متعددة، ثم يتم تنفيذ استراتيجيات التدخل التي تم إنشائها. يكرر الباحث هذه العملية إلى أن يصل إلى مرحلة من الفهم الكافي بما يضمن تقديم حلول كفيلة بحل المشكلة.
كما يمكننا تعريف البحث الإجرائي بأنه: نمط تكراري أو دوري بصورة طبيعية، يهدف إلى تعزيز فهم أعمق لحالة معينة ، بدءاً من وضع تصور للمشكلة وتحديدها ثم محاولة تفسيرها وحلها من خلال العديد من التدخلات والتقييمات.
مميزات الأبحاث العملية:
- إنها تصميم تعاوني وقابل للتكيف يمكن استخدامه في القضايا المتعلقة بالعمل أو المجتمع.
- يركز التصميم على الأبحاث العملية والموجهة نحو الحلول بدلاً من اختبار النظريات.
- عندما يعمل الباحث على بحث إجرائي ، فإن لديه الفرصة ليوسع معرفته من خلال هذه التجربة. كما يمكن أيضًا اعتبار خطوات البحث العملي بمثابة سلسلة تعليمية.
- غالبًا ما يكون لدراسات البحث الإجرائي صلة مباشرة واضحة بالتجربة والممارسة.
- لا يفرض الباحث ضوابط خفية أو تحديد مسبق للاتجاهات (اتجاهات عينة البحث).
عيوب الأبحاث العملية:
- من الصعب القيام بها إذا ما قورنت بالدراسات التقليدية، لأن على الباحث تحمل مسؤوليات تشجيع التغيير ما يفرض عليه أن يكتب بحثاً غير تقليدي.
- من الصعب كتابة الأبحاث العملية لأنه من المحتمل ألا يستطيع الباحث استخدام تنسيق تقليدي لصياغة النتائج بفاعلية.
- الإفراط في المشاركة الشخصية للباحث قد يجعل نتائج الأبحاث منحازة لتوجهات الباحث.
- يتطلب تحقيق النتائج المزدوجة للأبحاث العملية (كالتغيير إلى جانب هدف البحث الأصلي وهو حل مشكلة ما) استخدام الطبيعة الدورية (التكرارية)، ما يجعل الأبحاث العملية تستغرق وقتاً طويلاً وإجراءات معقدة.
ثانياً: أبحاث دراسة الحالة – Case Study Design
تعريفها، والهدف منها:
دراسة الحالة هي دراسة متعمقة لمشكلة بحثية معينة بدلاً من دراسة إحصائية شاملة. غالبًا ما يتم استخدامها لتضييق مجال البحث الواسع جدًا في حالة واحدة أو بضعة حالات بحيث يمكن البحث فيها بسهولة. يُعد بحث دراسة الحالة عملياً أيضًا لاختبار ما إذا كانت النظرية المعينة وأمثلتها ينطبقان فعلاً على الظواهر الواقعية أم لا. ويمكن القول بأن دراسة الحالة: تصميم مفيد عندما تعترض الباحث ظاهرة جديدة أو مجهولة لا يتوفر عنها الكثير من المعلومات.
مميزات أبحاث دراسة الحالة:
- تتفوق في الوصول بنا إلى فهم قضية معقدة من خلال تحليل سياقي مفصل لعدد محدود من الأحداث أو الظروف وعلاقاتهما.
- يمكن للباحث الذي يستخدم تصميم دراسة الحالة تطبيق مجموعة متنوعة من المناهج البحثية والاعتماد على مجموعة متنوعة من المصادر للتحقيق في مشكلة البحث.
- يمكن لهذا التصميم أن يوسع الخبرة ويدعم ما أوجدته الدراسات السابقة من نتائج.
- يستفيد علماء الاجتماع ، على وجه الخصوص ، من هذا التصميم البحثي بشكل كبير لدراسة مواقف الحياة الواقعية المعاصرة وخلق قاعدة لتطبيق المفاهيم والنظريات وتوسيع الأساليب.
- يمكن أن يوفر التصميم وصفًا مفصلاً لحالات محددة ونادرة.
عيوب أبحاث دراسة الحالة:
- تقدم عدداً قليلاً من الحالات لإثبات صحة فرضياتها وتحاول إسقاط النتائج على أكبر عدد من الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء.
- قد يؤدي فرط استخدام دراسات الحالة إلى تحيز الباحث في تفسير النتائج.
- لا تسهل تقييم العلاقات بين السبب والنتيجة.
- قد تكون المعلومات الحيوية مفقودة ، مما يجعل تفسير الحالة صعبًا.
- قد لا تكون القضية ممثلة أو مطابقة للمشكلة الأساسية التي قيد البحث.
- إذا كانت معايير اختيار الحالة هي أن هذه الحالة تمثل ظاهرة أو مشكلة غير عادية أو فريدة من نوعها، فإن النتائج يمكن أن تنطبق فقط على تلك الحالة بعينها.
ثالثاً: الأبحاث السببية – Causal Design
تعريفها، والهدف منها:
يمكن الظر إلى الأبحاث السببية على أنها تفسير لظاهرة ما من حيث العبارات الشرطية لسياق الظاهرة، “إذا كانت (س) كذا، فإن (ص) كذا” يتم استخدام هذا النوع من الأبحاث لقياس التأثير الذي سيحدثه تغيير معين على المعايير والافتراضات الأولية، يبحث معظم علماء الاجتماع عن تفسيرات سببية لتعكس اختبارات الفرضيات.
يحدث التأثير السببي عندما يؤدي التباين في إحدى الظواهر ،أي المتغير المستقل ، إلى تباين في ظاهرة أخرى ، أي المتغير التابع.
مميزات الأبحاث السببية:
- تساعد الباحثين على فهم السبب الذي يجعل العالم يعمل بالطريقة التي يعمل بها من خلال عملية إثبات وجود صلة سببية بين المتغيرات واستثناء الاحتمالات الأخرى.
- إمكانية التكرار المتماثل.
- هناك ثقة أكبر بأن الدراسة لها موثقة ذاتياً بسبب الاختيار المنهجي للموضوع وتوازن المجموعات التي تتم مقارنتها.
عيوب الأبحاث السببية:
- ليست كل العلاقات سببية، فهناك احتمالية واردة دايماً، أنه من قبيل الصدفة المطلقة ، أن يتلاقى حدثين غير مرتبطين ببعضهما بأي شكل.
- يصعب تحديد الاستنتاجات حول العلاقات السببية بسبب مجموعة متنوعة من المتغيرات الخارجية والمربكة الموجودة في البيئة الاجتماعية. وهذا يعني أنه لا يمكن الاستدلال على السببية إلا بعد إثباتها.
- إذا كان هناك متغيرين مرتبطين ، فيجب أن يأتي السبب قبل التأثير، وعلى الرغم أنه من الممكن لمتغيرين أن يكونا مرتبطين بالعلاقة السببية ، فإنه من الصعب في بعض الأحيان تحديد المتغير الذي يأتي أولاً وبالتالي يكون من الصعب تحديد المتغير الذي هو السبب الفعلي ثم التأثير.
رابعاً: أبحاث التعرض – Cohort Design
تعريفها، والهدف منها:
غالبًا ما يستخدم هذا النوع من الأبحاث في العلوم الطبية ، كما أنه يستخدم أيضًا في العلوم الاجتماعية التطبيقية ، تشير دراسة التعرض عمومًا إلى الدراسة التي تجرى على مدى فترة زمنية معينة، وتشمل أفراداً من المجتمع الذي ينتمي إليه موضوع الدراسة، وتوحد هؤلاء الأفراد بعض القواسم المشتركة.
يستخدم الباحث في دراسة التعرض المنهج الكمي، ليشير إلى موقف إحصائي معين داخل مجموعة فرعية، ويكون الموقف مرتبطاً بخصائص ذات صلة بمشكلة البحث التي يتم دراستها، بدلاً من دراسة التكرار الإحصائي لمجموعات عامة من الأفراد باستخدام المنهج النوعي.
وبشكل عام في دراسات التعرض يتم جمع البيانات باستخدام طرق الملاحظة، وإما أن تكون المجموعات فيها مفتوحة أو مغلقة.
تتضمن دراسات التعرض المفتوحة (المجموعات الديناميكية ، كمدينة معينة مثلاً) مجتمعًا يتم تعريفه فقط من خلال كونه جزءًا من الدراسة المعنية. ويتم تحديد تاريخ الدخول والخروج لأفراد العينة بشكل فردي ، وبالتالي ، فإن حجم مجتمع الدراسة ليست ثابتاً، في دراسات التعرض المفتوحة ، يتم التعامل مع البيانات المستندة إلى المعدلات والنسب فقط، مثل معدلات الإصابة ومتغيراتها.
تشمل دراسات الأتراب المغلقة (المجموعات السكانية الثابتة ، مثل المرضى الذين دخلوا في تجربة سريرية) المشاركين الذين يدخلون في الدراسة من خلال نقطة تعريفية واحدة (كأن تكون هذه النقطة هي مرض السكري، فلا يدخل في العينة إلا مرضى السكري) في وقت محدد ، وحيث يُفترض أنه لا يمكن للمشاركين الجدد دخول المجموعة. وبالتالي ، يظل عدد المشاركين في الدراسة ثابتًا (أو يمكن أن ينقص فقط).
مميزات أبحاث التعرض:
- غالبًا ما يكون استخدام أبحاث التعرض أمرًا إلزاميًا لأن دراسات تجربة العشوائية المنتظمة قد تكون غير أخلاقية. على سبيل المثال ، لا يمكنك تعريض الأشخاص عمداً لمادة الاسبست الضارة ، يمكنك فقط دراسة آثاره على أولئك الذين تعرضوا له بالفعل.
- نظرًا لأن دراسات التعرض تقيس الأسباب المحتملة قبل حدوث النتيجة ، فيمكنها إثبات أن هذه “الأسباب” سبقت النتيجة ، وبالتالي تجنب النقاش حول ماهية السبب والنتيجة.
- تحليل البيانات في دراسات التعرض مرن للغاية ويمكنه أن يقدم نظرة ثاقبة للنتائج بمرور الوقت كما أنه يرتبط بمجموعة متنوعة من أنواع مختلفة من التغييرات [مثل ، اجتماعية ، ثقافية ، سياسية ، اقتصادية ، إلخ].
- يمكن استخدام أي من البيانات الأصلية أو البيانات الثانوية في هذا النوع.
عيوب أبحاث التعرض:
- في الحالات التي يتم فيها إجراء تحليل مقارن بين مجموعتين في دراسة التعرض [على سبيل المثال ، دراسة آثار مجموعة تعرضت لمادة الاسبست وأخرى لم تتعرض له] ، لا يستطيع الباحث أن يتحكم في جميع العوامل الأخرى التي قد تختلف بين المجموعتين، وتُعرف هذه العوامل بمتغيرات الإرباك.
- قد تستغرق دراسات التعرض وقتاً طويلاً حتى تكتمل، هذا إن كان على الباحث أن ينتظر حتى تتطور الحالات التي تعنيه لدى أفراد المجموعة، هذا يزيد أيضًا من فرصة تغير المتغيرات الأساسية للدراسة، مما قد يؤثر على صحة النتائج.
- بسبب الافتقار للعشوائية في تصميم أبحاث التعرض ، فيكون اتساقها الخارجي أقل من اتساق تلك التصاميم التي يقوم فيها الباحثون بتعيين المشاركين (العينة) بشكل عشوائي.
خامساً: الأبحاث المستعرضة (الدراسة المقطعية) – Cross-Sectional Design
تعريفها، والهدف منها:
تتميز الأبحاث المستعرضة بثلاثة سمات مميزة: 1. لا يوجد بُعد زمني (نقطة زمنية محددة) ، 2. الاعتماد على الاختلافات الموجودة بدلاً من التغيير الذي يحدث بعد التدخل (التدخل يعني بدء العمل على حل مشكلة البحث) ؛ 3. يتم اختيار المجموعات بناءً على الاختلافات الموجودة بدلاً من التخصيص العشوائي. ويمكن لهذا النوع من الدراسات أن يقيس فقط الاختلافات بين مجموعة متنوعة من الأشخاص أو الأشخاص أو الظواهر بدلاً من التغيير. وعلى ضوء ذلك ، ما يفعله هؤلاء الباحثون الذين يستخدمون هذا التصميم هو فقط توظيف منهج سلبي نسبي لصنع الاستدلالات السببية استنادًا إلى النتائج.
مميزات الأبحاث المستعرضة:
- توفر الدراسات المستعرضة “لمحة” عن النتائج والخصائص المرتبطة بها ، في وقت محدد.
- على عكس البحث التجريبي حيث يوجد تدخل نشط من قبل الباحث لإنتاج وقياس التغيير أو لإحداث الاختلاف ، تركز الأبحاث المستعرضة على دراسة واستنباط الاستنتاجات من الاختلافات الموجودة بين وفي الأشخاص أو الموضوعات أو الظواهر.
- في الأبحاث المستعرضة يتم جمع البيانات في نقطة واحدة، كما أنها تركز على إيجاد العلاقات بين المتغيرات في لحظة واحدة من الزمن.
- يتم تحديد المجموعات المحددة للدراسة بشكل مقصود بناءً على الاختلافات الموجودة في العينة بدلاً من البحث عن عينات عشوائية.
- الدراسات المستعرضة تمكن الباحث من استخدام بياناتُ عددٍ كبير من الموضوعات ، وعلى عكس الدراسات القائمة على الملاحظة ، ليست ملزمة جغرافياً.
- يمكن تقدير مدى رواج الاستفادة من النتائج لأن العينة عادة ما تؤخذ من جميع السكان.
- نظرًا لأن التصميمات المستعرضة تستخدم المنهج المسحي بشكل عام لجمع البيانات، فهي غير مكلفة نسبيًا وتستغرق وقتًا قليلًا لإجرائها.
عيوب الأبحاث المستعرضة:
- قد يكون من الصعب العثور على عينات أو موضوعات أو ظواهر للدراسة متشابهة تماماً، من الممكن أن تكون متشابهة في متغير واحد محدد فقط.
- النتائج ثابتة ومحددة زمنياً ، وبالتالي لا تعطي أي إشارة إلى تسلسل من الأحداث، ولا تكشف عن سياقات تاريخية.
- لا يمكن استخدام الدراسات الأخرى لبدء علاقات السبب والنتيجة.
- تقدم فقط لمحة سريعة عن التحليل ، لذلك هناك دائمًا احتمال أن يكون للدراسة نتائج مختلفة إذا تم اختيار إطار زمني آخر.
- لا يوجد متابعة للنتائج.
سادساً: الأبحاث الوصفية – Descriptive Design
تعريفها، والهدف منها:
تساعد التصميمات البحثية الوصفية على توفير إجابات للأسئلة التي تبدأ بمَن وماذا ومتى وأين وكيف، وتكون هذه الأسئلة مرتبطة بمشكلة بحثية معينة ؛ تعجز الدراسة الوصفية عن التأكد بشكل قاطع من إجابات أسئلة (لماذا)، أو الأسئلة القائمة على أساس سببي، ويستخدم هذا النوع من الدراسات للحصول على معلومات تتعلق بالوضع الحالي للظواهر ووصف “ما هو موجود” فيما يتعلق بالمتغيرات أو الظروف في موقف محدد.
مميزات الأبحاث الوصفية:
- يتم ملاحظة الموضوع في بيئة طبيعية تمامًا دون تغيير، أما التجارب فتكون حقيقية ، مع إعطاء بيانات قابلة للتحليل ، ما يؤثر في كثير من الأحيان بشكل سلبي على السلوك الطبيعي للموضوع.
- غالبًا ما يتم استخدام البحث الوصفي كمؤشر مسبق لتصميمات بحثية تأخذ الطابع الكمي بشكل أكبر.
- إذا تم استيفاء حدود البحث ، فقد تكون أداة مفيدة في تطوير دراسة أكثر تركيزًا.
- يمكن أن تنتج الدراسات الوصفية بيانات غنية تؤدي إلى توصيات مهمة.
- في هذا التصميم يتم جمع كمية كبيرة من البيانات ليتم تحليليها بشكل مفصل.
عيوب الأبحاث الوصفية:
- لا يمكن استخدام نتائج البحث الوصفي لاكتشاف إجابة محددة أو دحض فرضية.
- نظرًا لأن التصميمات الوصفية تستخدم غالبًا طرق الملاحظة (على غرار الطرق الكمية) ، لا يمكن تكرار النتائج.
- الوظيفة الوصفية في هذا النوع من الأبحاث تعتمد بشكل كبير على أدوات القياس والمراقبة.
سابعاً: الأبحاث التجريبية – Experimental Design
تعريفها، والهدف منها:
يمكن تعريف البحث التجريبي كمخطط تفصيلي لعملية البحث يمكّن الباحث من السيطرة على جميع العوامل التي قد تؤثر على نتيجة التجربة.
حيث يحاول الباحث تحديد أو التنبؤ بما قد يحدث. غالبًا ما يتم استخدام البحث التجريبي عندما يكون هناك أولوية زمنية في العلاقة السببية (السبب يسبق التأثير) ، أو عندما يكون اتساق في العلاقة السببية (يؤدي السبب دائمًا إلى نفس التأثير).
يحدد التصميم التجريبي الكلاسيكي مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، ويتم التحكم بالمتغير المستقل للمجموعة التجريبية وليس للمجموعة الضابطة،
كما يتم قياس كلا المجموعتين على نفس المتغير التابع. استخدمت التصميمات التجريبية اللاحقة المزيد من المجموعات والمزيد من القياسات على مدى فترات أطول. يجب أن تحتوي التجارب الحقيقية على التحكم والعشوائية والتلاعب.
لاحقاً، صارت التصميمات التجريبية تستخدم المزيد من المجموعات والمزيد من القياسات وعلى مدى فترات أطول.
يجب أن تحتوي التجارب الحقيقية على عدد من الخصائص المتناقضة أحياناً، كالتحكم والعشوائية والتلاعب.
مميزات الأبحاث التجريبية:
- يسمح البحث التجريبي للباحث بالتحكم في الموقف، وبذلك يسمح للباحثين بالإجابة على السؤال التالي ، “ما الأسباب التي أدت لحدوث شيء ما؟”
- يسمح للباحث بتحديد علاقات السبب والنتيجة بين المتغيرات، وتحديد التأثير من خلال ما ينتج عنه.
- تعزز تصميمات البحث التجريبية القدرة على تحجيم التفسيرات البديلة واستنتاج العلاقات السببية المباشرة.
- يوفر هذا المنهج أعلى مستوى من الأدلة للدراسات التجريبية الفردية (كالدراسات النفسية).
عيوب الأبحاث التجريبية:
- التصميم مفتعل (أي ناجم عن تجربة) ، وقد لا تعمم النتائج بشكل جيد على العالم الحقيقي.
- الإعدادات المفتعلة للتجارب قد تغير السلوكيات والاستجابات تجاه موضوع ما بصورته الأولية.
- قد تكون التصميمات التجريبية باهظة التكلفة إذا كانت هناك حاجة إلى معدات أو منشآت خاصة.
- لا يمكن تنفيذ التجارب على بعض المشكلات لأسباب أخلاقية أو تقنية.
- من الصعب تطبيق الأساليب الاثنوجرافية وغيرها من الطرق النوعية على الدراسات البحثية التجريبية.
ثامناً: الأبحاث الاستكشافية – Exploratory Design
تعريفها، والهدف منها:
يتم إجراء تصميم استكشافي حول مشكلة بحثية عندما يكون هناك عدد قليل من الدراسات السابقة أو في حال انعدامها من الأصل، ينصب التركيز في هذا النوع من الأبحاث على اكتساب الرؤى والإلمام بقضية البحث للتحقيق بها، هذا عندما تكون المشكلة في مرحلتها الأولية.
إن أهداف البحث الاستكشافي مخصصة لإنتاج الرؤى المحتملة التالية:
- الإلمام بالتفاصيل الأساسية والإعدادات والمخاوف.
- صورة مؤصلة (مبنية على أدلة) للحالة التي يجري تطويرها.
- توليد أفكار وافتراضات ونظريات جديد، ربما تكون ثابتة أو مؤقتة.
- تحديد ما إذا كانت الدراسة ممكنة في المستقبل. (أي هل المجال ممكن للتوسع في دراسة مشكلة ما ؟).
- يتم تنقيح المشكلات لمزيد من البحث المنتظم وصياغة أسئلة بحثية جديدة.
- تطوير اتجاهات البحث والتقنيات المستقبلية.
مميزات الأبحاث الاستكشافية:
- يعد هذا التصميم طريقة فعالة للحصول على معلومات أساسية حول موضوع معين.
- البحث الاستكشافي مرن ويمكنه معالجة أسئلة البحث بجميع أنواعها.
- يوفر فرصة لتعريف المصطلحات الجديدة وتوضيح المفاهيم الحالية.
- غالبًا ما يستخدم البحث الاستكشافي لإنشاء فرضيات أساسية وتطوير مشكلات بحثية أكثر دقة.
- تساعد الدراسات الاستكشافية في ترسيخ أولويات البحث.
عيوب الأبحاث الاستكشافية:
- يستخدم البحث الاستكشافي بشكل عام أحجام عينات صغيرة ، وبالتالي لا تكون النتائج قابلة للتعميم على كل المجتمع الذي أخذت منه العينة.
- الطبيعة الاستكشافية للبحث تحول دون القدرة على تقديم استنتاجات نهائية حول النتائج.
- تتسم عملية البحث التي تقوم عليها الدراسات الاستكشافية بالمرونة ولكنها غير منظمة في أغلب الأحيان ، مما يؤدي إلى نتائج مبدئية فقط ذات قيمة محدودة في صنع القرار.
- يفتقر التصميم إلى معايير صارمة مطبقة على طرق جمع البيانات وتحليلها.
تاسعاً: الأبحاث التاريخية – Historical Design
تعريفها، والهدف منها:
الغرض من تصميم البحث التاريخي هو جمع الأدلة والتحقق منها وتوليفها من الماضي لإثبات الحقائق التي تدافع عن فرضيتك أو تدحضها.
ويستخدم في الأبحاث التاريخية مصادرٌ ثانوية ومجموعة متنوعة من الأدلة الوثائقية الأولية ، مثل السجلات والمذكرات والسجلات الرسمية والتقارير والأرشيفات والمعلومات غير النصية (الخرائط والصور والتسجيلات الصوتية والمرئية). بشرط أن تكون هذه المصادر يجب أن تكون أصلية وصالحة.
مميزات الأبحاث التاريخية:
- تصميم الأبحاث التاريخية غير مربك، بمعنى أن إجراءات وعمليات البحث لا تؤثر على نتائج الدراسة.
- المنهج التاريخي مناسب تمامًا لتحليل الاتجاه (وتحليل الاتجاه هو التنبؤ بالسلوكيات المستقبلية لمتغير معين من خلال تحليل السلوكيات التاريخية).
- يمكن للسجلات التاريخية أن تضيف خلفية سياقية مهمة مطلوبة لفهم وتفسير مشكلة البحث بشكل كامل.
- لا توجد إمكانية للتفاعل بين الباحث والموضوع، ما يجعل النتائج أكثر حيادية ويقلل احتمالية تأثرها بالباحث.
- يمكن استخدام المصادر التاريخية مرارًا وتكرارًا لدراسة المشكلات البحثية المختلفة أو لتكرار دراسة سابقة مع بعض الاختلاف في المتغيرات.
عيوب الأبحاث التاريخية:
- ترتبط القدرة على تحقيق أهداف البحث التاريخي بشكل مباشر بكمية ونوعية الوثائق المتاحة لفهم مشكلة البحث.
- نظرًا لأن الأبحاث التاريخية تعتمد على بيانات من الماضي، فلا توجد طريقة لمعالجتها لتتحكم بالسياقات المعاصرة.
- إن تفسير المصادر التاريخية قد يستغرق وقتًا طويلاً.
- يجب أرشفة مصادر المواد التاريخية باستمرار لضمان الوصول إليها.
- يضيف المؤلفون الأصليون وجهات نظرهم وتحيزاتهم إلى تفسير الأحداث الماضية ويصعب التأكد من هذه التحيزات في الموارد التاريخية.
- نظرًا لضعف التحكم في المتغيرات الخارجية، فإن البحث التاريخي ضعيف جدًا فيما يتعلق بمتطلبات الاتساق الداخلي.
- من النادر أن تكون المستندات التاريخية اللازمة لمعالجة مشكلة البحث متاحة للتفسير بالكامل، لذا يجب الاعتراف بالنقص.
عاشراً: الأبحاث الطولية – Longitudinal Design
تعريفها، والهدف منها:
تعتبر الدراسة الطولية نوع من الدراسات الرصدية (التي تعتمد على الملاحظة)، وتعتمد على نفس العينة في مدة زمنية مطولة نسبياً وتقدم مشاهدات متكررة حول العينة ذاتها، مع المسح الطولي أيضاً، على سبيل المثال ، تتم مقابلة نفس المجموعة من الأشخاص على فترات منتظمة ، مما يمكّن الباحثين من تعقب التغييرات بمرور الوقت وربطها بالمتغيرات التي قد تفسر سبب حدوث التغييرات. تصف التصميمات البحثية الطولية أنماط التغيير وتساعد في تحديد اتجاه وحجم العلاقات السببية، وتؤخذ القياسات على كل متغير على فترتين زمنيتين مختلفتين أو أكثر مما يسمح للباحث بقياس التغير في المتغيرات بمرور الوقت.
مميزات الأبحاث الطولية:
- تسمح بيانات الأبحاث الطولية بتحليل المدة الزمنية التي تستغرقها ظاهرة معينة.
- تمكن باحثي المسح من الاقتراب من أنواع التفسيرات السببية التي تحتاج إلى تجارب للتحقق منها.
- يسمح التصميم بقياس الاختلافات أو التغييرات في متغير من فترة إلى أخرى (أي وصف أنماط التغيير عبر الوقت).
- تسهل الدراسات الطولية التنبؤ بالنتائج المستقبلية اعتماداً على عوامل سابقة.
عيوب الأبحاث الطولية:
- قد تتغير طريقة جمع البيانات مع مرور الوقت.
- يكون الحفاظ على سلامة العينة الأصلية صعباً على مدى فترات طويلة من الزمن.
- قد يكون من الصعب إظهار أكثر من متغير في وقت واحد.
- غالباً ما يحتاج هذا التصميم إلى المنهج النوعي لتفسير التقلبات الحاصلة في البيانات.
- تضع الأبحاث الطولية فرضية أن الميول الحالية للعينة ستستمر دون تغيير.
- يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً لجمع النتائج.
- تتطلب الأبحاث الطولية مجتمع دراسة واسع، وعينات دقيقة منه، لتحقق تمثيل ذلك المجتمع بفاعلية وصدق.
حادي عشر: الأبحاث الرصدية – Observational Design
تعريفها، والهدف منها:
يساعد هذا النوع من الأبحاث برسم الاستنتاج من خلال مقارنة موضوع البحث مع مجموعة ضابطة، وذلك في الحالات التي لا يكون فيها للباحث أي سيطرة على التجربة، ويوجد نوعان عامان من الأبحاث الرصدية هما الملاحظة المباشرة، والملاحظة غير المباشرة أو المخفية.
أما النوع الأول، يعرف فيه الأشخاص أنك تراقبهم لتدوين الملاحظات، أما النوع الثاني، فلا يعرف الأشخاص بأنهم مراقبون.
كما تسمح الدراسة الرصدية بالحصول على رؤية متبصرة عن الظاهرة المدروسة وتجنب الباحث الصعوبات الأخلاقية والعملية لإقامة مشروع بحثي واسع ومرهق.
مميزات الأبحاث الرصدية:
- تكون الدراسات الرصدية عادة مرنة ولا تحتاج بالضرورة إلى أن تتمحور حول فرضية ما، حول ما تتوقع رصده.
- يكون الباحث قادراً على جمع معلومات بعمق حول سلوك معين.
- يمكن أن تكشف العلاقات المتبادلة بين الأبعاد متعددة الأوجه للمجموعات المتفاعلة.
- تصميمات الأبحاث الرصدية تفسر تعقيدات السلوكيات الجماعية.
- يستطيع الباحث تعميم النتائج على مواقف الحياة الحقيقة.
- يفيد البحث الرصدي باكتشاف المتغيرات التي قد تكون مفيدة للبحث قبل البدء بتطبيق أساليب أخرى مثل التجارب.
عيوب الأبحاث الرصدية:
- يمكن أن تكون موثوقية البيانات منخفضة لأنّ مراقبة السلوكيات يحدث مراراً وتكراراً وقد تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً مما يجعل تكرارها عند الحاجة أمراً صعباً.
- قد تعكس النتائج عينة فريدة من عينات البحث، وبالتالي لا يمكن تعميمها على مجموعات أخرى.
- يمكن أن تكون هناك مشاكل ناتجة عن تحيز الباحث.
- لا يوجد إمكانية لتحديد علاقات “السبب والنتيجة” نظراً لعدم وجود القدرة على معالجة العينة التي يتم رصدها.
- قد لا تكون المصادر والموضوعات جميعها ذات مصداقية.
- يتم استبدال أي مجموعة تمت مراقبتها ودراستها من منظور الباحث نفسه، لا من منظور أفراد المجموعة، ويتوجب تخطي أي بيانات تم جمعها عن هذه المجموعة.
ثاني عشر: الأبحاث الفلسفية – Philosophical Design
تعريفها، والهدف منها:
يمكن تعريف الأبحاث الفلسفية على أنها منهج واسع لدراسة مشكلة البحث بشكل أشمل من التصاميم الطرائقية.
إن التحليل الفلسفي يهدف إلى تحدي الافتراضات المتأصلة بعمق والتي غالبًا ما تكون مستعصية، كما يستخدم هذا المنهج أدوات الجدال المستمدة من الأعراف والمفاهيم والنماذج والنظريات الفلسفية للاستكشاف والتحدي بشكل نقدي، ومثال ذلك: إعمال المنطق والأدلة في المناقشات الأكاديمية، لتحليل الحجج حول القضايا الأساسية، أو لمناقشة أصول الخطاب التقليدي حول مشكلة ما، ويمكن صياغة أدوات التحليل الشاملة هذه بثلاث طرق:
- علم الوجود – الدراسة التي تصف طبيعة الواقع ؛ على سبيل المثال ، ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي ، ما هو أساسي وما هو مشتق؟
- نظرية المعرفة – الدراسة التي تستكشف طبيعة المعرفة ؛ على سبيل المثال ، على ماذا تعتمد المعرفة والفهم وكيف يمكننا أن نكون متأكدين مما نعرفه؟
- علم الأكسيولوجيا – أو علم القيم ؛ على سبيل المثال ، ما هي القيم التي يحملها الفرد أو الجماعة ولماذا؟ كيف ترتبط القيم بالاهتمام ، والرغبة ، والإرادة ، والخبرة ، ومنهج الوسيلة والغاية؟ وما الفرق بين مسألة الحقيقة ومسألة القيمة؟
مميزات الأبحاث الفلسفية:
- يمكن أن توفر أساساً موصلاً من تطبيق صنع القرار الأخلاقي إلى الممارسة.
- النظر إلى الوظائف البحثية كوسيلة لاكتساب أكبر قدر من فهم الذات ومعرفة الذات.
- يحقق وضوح الممارسات والمبادئ التوجيهية العامة الفرد أو المجموعة.
- الفلسفة توصل إلى المنهجية.
- صقل المفاهيم والنظريات التي يمكن المحاججة بها في أنماط التفكير والخطاب غير المتأملة نسبياً.
- بالإضافة إلى المنهجية، تُعلم أو توصل الفلسفة أيضًا التفكير النقدي حول نظرية المعرفة وبنية الواقع (الميتافيزيقيا).
- توضح وتعرف الاستخدامات النظرية والعملية للمصطلحات والمفاهيم والأفكار.
عيوب الأبحاث الفلسفية:
- تطبيق محدود على مشاكل بحثية محددة.
- يمكن أن يكون التحليل مجرّدًا وجدلًا محدوداً إن أردنا تطبيقه تطبيقاً عملياً على قضايا الحياة الواقعية.
- علاوة على أن التحليل الفلسفي قد يصيّر ما كان بسيطاً في السابق إلى معضلات فكرية، فالكتابة في هذا المجال يمكن أن تكون كثيفة وخاضعة لمصطلحات غير ضرورية أو مبالغ فيها أو اقتباسات ووثائق مفرطة التعقيد.
- هناك قيود في استخدام الاستعارة كوسيلة للتحليل الفلسفي.
- يمكن أن تكون هناك صعوبات تحليلية في الانتقال من الفلسفة إلى المحاججة بنظرياتها، أي بين التفكير المجرد وبين التطبيق إلى العالم المحسوس.
ثالث عشر: الأبحاث المتتابعة – Sequential Design
تعريفها، والهدف منها:
الأبحاث المتتابعة هي الأبحاث التي تعتمد على المنهج المتسلسل حيث يتم الانتهاء من المرحلة الأولى ليتبعها مرحلة أخرى وهكذا، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ كل مرحلة سوف تبنى على المرحلة التي سبقتها وتستمر العملية إلى أن يتم جمع معلومات كافية خلال فترة معينة لاختبار فرضية البحث، أما عن حجم العينة للبحث فلا يتم تحديدها مسبقاً، بينما يقوم الباحث بعد كل تحليل للعينة بقبول فرضية العدم (الفراغ)، أو قبول فرضية أخرى، أو اختيار عينات أخرى وإجراء التجربة مرة أخرى لاختيار العينة المناسبة، وهذا يعني إمكانية الحصول على عدد لانهائي من الاحتمالات قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن قبول فرضية العدم أو فرضية بديلة.
تستخدم الأبحاث المتتابعة إطاراً كمياً، وتقنيات أخذ العينات لجمع البيانات وتطبيق الأساليب الإحصائية لفحص البيانات، وإن تم استخدام إطاراً نوعياً ، تستخدم الدراسات المتسلسلة عمومًا عينات من الأفراد أو مجموعات الأفراد وتستخدم الطرق النوعية ، مثل المقابلات أو الملاحظات ، لجمع المعلومات من كل عينة.
مميزات الأبحاث المتتابعة:
- لدى الباحث خيارات لا حدود لها عندما يتعلق الأمر بحجم العينة والجدول الزمني لأخذ العينات.
- يمكن إجراء تغييرات وتعديلات طفيفة على الأجزاء الأولية من الدراسة لتصحيح طريقة البحث، نظراً للطبيعة المتكررة لهذا النوع من الأبحاث.
- تعد تمهيداً جيداً للدراسات الاستكشافية.
- يتطلب الأمر جهداً قليلاً من قبل الباحث عند استخدام هذه التقنية في البحث.
- توفر هذه الطريقة فرصة للتحسين المستمر لأخذ العينات وطرائق التحليل، وذلك كونها تعتمد على النهج المتسلسل الذي يمكن الباحث من معرفة نتائج العينة الأولى قبل البدء بتحليل العينة الثانية.
عيوب الأبحاث المتتابعة:
- لا تمثل طريقة أخذ العينة مجتمع البحث ككل، ولكي يتم ذلك، يجب على الباحث اختيار حجم عينة كبير جداً بحيث يكون كافٍ لتمثيل جزء كبير من مجتمع البحث، وفي حال تم الأمر، فإنّ الانتقال إلى عينة ثانية سيكون أمراً صعباً.
- يعد تعميم النتائج محدوداً وذلك بسبب عدم عشوائية تقنية اختيار عينة البحث، وبالتالي لا يمكن استخدام هذا النوع من التصميم للوصول إلى نتائج أو تفسيرات يمكن تعميمها.
- يعد تفسير الاختلاف بين عينة وأخرى، أمراً صعباً على مرّ الزمن، وخاصة عند استخدام الطرق النوعية لجمع البيانات.
أخطاء عليك تجنبها قبل البدء بتصميم بحثك
إن تصميم البحث يحدد عمليات صنع القرار، والبنية النظرية للتحقيق ، وطرق التحليل المستخدمة لمعالجة مشكلة البحث الرئيسية في دراستك.
لذلك فلابد من قضاء بعض الوقت في تطوير تصميم بحث شامل لأن ذلك يساعدك في تنظيم أفكارك، وتحديد دراستك بدقة، وزيادة مصداقية النتائج، وتجنب الاستنتاجات المضللة أو المنقوصة، لذلك فإن أي عيب أو نقص في أي جانب من جوانب تصميم البحث الخاص بك يضعف من جودة ومصداقية نتائجك النهائية، بالتالي ضعف في القيمة الإجمالية لبحثك.
فيما يلي عرض لبعض المشكلات الشائعة التي يجب تجنبها عند تصميم دراسة بحثية:
- الافتقار للخصوصية: لا تصف جوانب دراستك في عموميات واسعة للغاية، من المهم أن تصمم دراسة تصف عملية البحث والاستقصاء بعبارات واضحة وموجزة. خلاف ذلك، لا يمكن للقارئ أن يكون متأكداً مما تنوي القيام به أو من هدف دراستك.
- التحديد الضعيف لمشكلة البحث: نقطة الانطلاق لمعظم الأبحاث الجديدة هي صياغة المشكلة وبدء عملية صياغة أسئلة حول هذه المشكلة، فيجب على الباحث أن يحدد بوضوح مشكلة البحث وما ينوي البحث فيه.
- ضعف الإطار النظري عن موضوع دراستك: يمثل الإطار النظري الأساس المفاهيمي لدراستك، لذلك يجب أن يتضمن تصميم البحث الخاص بك مجموعة واضحة من الافتراضات المتعلقة بمشكلة البحث وأيضاً مجموعة واضحة من الفرضيات المشتقة منطقياً.
- عدم توضيح أهمية البحث: يجب أن يتضمن تصميم البحث إجابة واضحة على سؤال “لماذا هذا البحث”. تأكد من أنك توضح بوضوح أهمية دراستك وكيف تساهم في توضيح وتفسير وأحياناً حل مشكلة البحث.
- علاقة دراستك بالدراسات المشابهة السابقة: لا تقدم وصفًا موجزًا عن الدراسات السابقة. يجب أن تتضمن مراجعة الأدبيات السابقة الخاصة بك بيانًا صريحًا يربط نتائج البحث السابق بالبحث الذي توشك على القيام به. يمكن القيام بذلك ، على سبيل المثال ، عن طريق تحديد نقاط الضعف الأساسية في الدراسات البحثية السابقة وكيف تساعد دراستك في سد هذه الضعف في المعلومات والأدلة.
- عدم توضيح فيمَ قد تفيد دراستك: في توضيح العلاقة بالدراسات السابقة، لا تشير فقط إلى وجود ضعف ؛ كن واضحًا في وصف كيفية إسهام دراستك في تعزيز افتراضات ونتائج تلك الدراسات أو ربما تحديها بنتائج وافتراضات جديدة.
- أن تكون الدراسة ذات نطاق تطبيق ضيق: كأن يختار الباحث مجالاً بحثياً ذو نطاق ضيق، كأن يكون على سبيل المثال مرتبط بمنطقة جغرافية محددة، او عينات بحثية خاصة، أو طرائق تحليلية معينة والتي تحدّ من قدرات الباحث وقابليته لصياغة نتائج ذات معنى وقيمة يمكن أن تُطبّق على مجالات أخرى ونطاقات أوسع من نطاقه المحدود.
- انعدام الأهداف والفرضيات والأسئلة: يجب أن يتضمن تصميم البحث الخاص بك سؤالًا أو أكثر أو فرضيات تحاول أن توجد تفسيرات حول مشكلة البحث التي يقوم عليها بحثك، كما يجب توضيحها وربطها بشكل وثيق بالأهداف العامة لدراستك.
- ضعف المنهج البحثي: يجب أن يتضمن التصميم خطة متطورة وشفافة لكيف ينوي الباحث أن يجمع البيانات ويحللها.
- تزوير أو عدم الدقة في اختيار العينة: كأن يستخدم الباحث عينة لا تستند إلى أغراض دراسته، بل تعتمد على أنها قريبة من بعض جوانب الدراسة، يجب ألا يستند أساس اختيار العينة إلى سهولة الوصول والراحة فقط.
- الطرق و الأدوات: كن واضحًا في وصف الطرق البحثية (على سبيل المثال ، المقابلات شبه المنظمة) أو الأدوات (على سبيل المثال ، استبيان) المستخدمة لجمع البيانات. يجب أن يأخذ الباحث بعين الاعتبار كيف سيوفر بيانات موثوقة بشكل معقول للإجابة على أسئلة البحث من خلال الطرق والأدوات المناسبة.
- المعالجة الإحصائية: في الدراسات الكمية ، يجب عليك تقديم وصف كامل لكيفية تنظيم البيانات الأولية ليتم تحليلها، في معظم الحالات ، يتضمن ذلك وصف البيانات من خلال مقاييس الميول المركزية مثل الوسط والوسيط والصيغة التي ستساعد الباحث على تفسير النتائج الرقمية ، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تفسيرات ذات معنى للاتجاهات أو الأنماط الرئيسية للبيانات.
- لغة البحث: تحتوي الأبحاث غالبًا على المصطلحات واللغة المتخصصة التي تفترض أن يكون القارئ معتادًا عليها ومع ذلك ، تجنب الإفراط في استخدام المصطلحات التقنية أو المعقدة.
– يمكن أن تشير مشكلات المفردات أيضًا إلى استخدام المصطلحات الشائعة أو الكليشيهات أو استخدام لعة عامية غير ملائمة للكتابة الأكاديمية.
- الأزمات الأخلاقية: خلال تخطيطك للقيام بالبحث عليك أن تكون قادراً على تقديم الدلائل والمستندات الكافية على أن المشاركين في هذا البحث كمياً كان (أشخاص مشاركين في استطلاع)، أو نوعياً (حيوانات مخبرية وأشخاص في دراسات سريرية) سيتعرضون في أسوأ الأحوال لأقل قدر من المخاطر وذلك لخدمة مصلحة البحث حصراً. وتعتبر عدم قدرتك على القيام بذلك سيدفع القارئ ليُشكك في بحثك وفعاليته وأهدافه. عادة يتبع الباحث أخلاقيات البحث المقررة من قبل مجلس البحث العلمي المخصص في نفس المكان الذي يقوم بالبحث فيه، هذا من جانب من جانب آخر عليك عدم التعدي على الحقوق الفكرية للباحثين الآخرين، وعدم اثارة أموراً مثيرة للجدل في بحثك.
- عدم الالتزام بحدود الدراسة: إن لكل بحث علمي حدوداً لا يمكن تجاوزها، دورك يكمن هنا في أن تشرح لماذا تتواجد هذه الحدود في حالة بحثك؟ ولماذا لم تستطع من خلال بحثك أن تتجاوز هذه الحدود؟ ومن الأفضل دوماً أن توضح رأيك فيما لو أنك استطعت أن تتخطى هذه الحدود، وانعكاس ذلك على نتائج بحثك.
طالع أيضاً: مبادئ الكتابة الأكاديمية الصحيحة للأبحاث
المراجع
Kirshenblatt-Gimblett, Barbara. Part 1, What Is Research Design? The Context of Design. Performance Studies Methods Course syllabus. New York University, Spring 2006; Trochim, William M.K. Research Methods Knowledge Base. 2006.
Kirshenblatt-Gimblett, Barbara. Part 1, What Is Research Design? The Context of Design. Performance Studies Methods Course syllabus. New Yortk University, Spring 2006.
Gall, Meredith. Educational Research: An Introduction. Chapter 18, Action Research. 8th ed. Boston, MA: Pearson/Allyn and Bacon, 2007; Kemmis, Stephen and Robin McTaggart. “Participatory Action Research.” In Handbook of Qualitative Research. Norman Denzin and Yvonna S. Locoln, eds. 2nd ed. (Thousand Oaks, CA: SAGE, 2000), pp. 567-605.; Reason, Peter and Hilary Bradbury. Handbook of Action Research: Participative Inquiry and Practice. Thousand Oaks, CA: SAGE, 2001.
Anastas, Jeane W. Research Design for Social Work and the Human Services. Chapter 4, Flexible Methods: Case Study Design. 2nd ed. New York: Columbia University Press, 1999; Stake, Robert E. The Art of Case Study Research. Thousand Oaks, CA: SAGE, 1995; Yin, Robert K. Case Study Research: Design and Theory. Applied Social Research Methods Series, no. 5. 3rd ed. Thousand Oaks, CA: SAGE, 2003.
Bachman, Ronet. The Practice of Research in Criminology and Criminal Justice. Chapter 5, Causation and Research Designs. 3rd ed. Thousand Oaks, CA: Pine Forge Press, 2007; Causal Research Design: Experimentation. Anonymous SlideShare Presentation; Gall, Meredith. Educational Research: An Introduction. Chapter 11, Nonexperimental Research: Correlational Designs. 8th ed. Boston, MA: Pearson/Allyn and Bacon, 2007; Trochim, William M.K. Research Methods Knowledge Base. 2006.
Healy P, Devane D. “Methodological Considerations in Cohort Study Designs.” Nurse Researcher 18 (2011): 32-36; Levin, Kate Ann. Study Design IV: Cohort Studies. Evidence-Based Dentistry 7 (2003): 51–52; Study Design 101. Himmelfarb Health Sciences Library. George Washington University, November 2011; Cohort Study. Wikipedia.
Hall, John. “Cross-Sectional Survey Design.” In Encyclopedia of Survey Research Methods. Paul J. Lavrakas, ed. (Thousand Oaks, CA: Sage, 2008), pp. 173-174; Helen Barratt, Maria Kirwan. Cross-Sectional Studies: Design, Application, Strengths and Weaknesses of Cross-Sectional Studies. Healthknowledge, 2009. Cross-Sectional Study. Wikipedia.
Anastas, Jeane W. Research Design for Social Work and the Human Services. Chapter 5, Flexible Methods: Descriptive Research. 2nd ed. New York: Columbia University Press, 1999; McNabb, Connie. Descriptive Research Methodologies. Powerpoint Presentation; Shuttleworth, Martyn. Descriptive Research Design, September 26, 2008. Explorable.com website.
Anastas, Jeane W. Research Design for Social Work and the Human Services. Chapter 7, Flexible Methods: Experimental Research. 2nd ed. New York: Columbia University Press, 1999;Chapter 2: Research Design, Experimental Designs. School of Psychology, University of New England, 2000; Experimental Research. Research Methods by Dummies. Department of Psychology. California State University, Fresno, 2006; Trochim, William M.K. Experimental Design. Research Methods Knowledge Base. 2006; Rasool, Shafqat. Experimental Research. Slideshare presentation.
Cuthill, Michael. “Exploratory Research: Citizen Participation, Local Government, and Sustainable Development in Australia.” Sustainable Development 10 (2002): 79-89; Taylor, P. J., G. Catalano, and D.R.F. Walker. “Exploratory Analysis of the World City Network.” Urban Studies 39 (December 2002): 2377-2394; Exploratory Research. Wikipedia.
Savitt, Ronald. “Historical Research in Marketing.” Journal of Marketing 44 (Autumn, 1980): 52-58; Gall, Meredith. Educational Research: An Introduction. Chapter 16, Historical Research. 8th ed. Boston, MA: Pearson/Allyn and Bacon, 2007.
Anastas, Jeane W. Research Design for Social Work and the Human Services. Chapter 6, Flexible Methods: Relational and Longitudinal Research. 2nd ed. New York: Columbia University Press, 1999; Kalaian, Sema A. and Rafa M. Kasim. “Longitudinal Studies.” In Encyclopedia of Survey Research Methods. Paul J. Lavrakas, ed. (Thousand Oaks, CA: Sage, 2008), pp. 440-441; Ployhart, Robert E. and Robert J. Vandenberg. “Longitudinal Research: The Theory, Design, and Analysis of Change.” Journal of Management 36 (January 2010): 94-120; Longitudinal Study. Wikipedia.
Atkinson, Paul and Martyn Hammersley. “Ethnography and Participant Observation.” In Handbook of Qualitative Research. Norman K. Denzin and Yvonna S. Lincoln, eds. (Thousand Oaks, CA: Sage, 1994), pp. 248-261; Observational Research. Research Methods by Dummies. Department of Psychology. California State University, Fresno, 2006; Patton Michael Quinn.Qualitiative Research and Evaluation Methods. Chapter 6, Fieldwork Strategies and Observational Methods. 3rd ed. Thousand Oaks, CA: Sage, 2002; Rosenbaum, Paul R. Design of Observational Studies. New York: Springer, 2010.
Chapter 4, Research Methodology and Design. Unisa Institutional Repository (UnisaIR), University of South Africa; Labaree, Robert V. and Ross Scimeca. “The Philosophical Problem of Truth in Librarianship.” The Library Quarterly 78 (January 2008): 43-70; Maykut, Pamela S. Beginning Qualitative Research: A Philosophic and Practical Guide. Washington, D.C.: Falmer Press, 1994; Stanford Encyclopedia of Philosophy. Metaphysics Research Lab, CSLI, Stanford University, 2013.
Rebecca Betensky, Harvard University, Course Lecture Note slides; Cresswell, John W. Et al. “Advanced Mixed-Methods Research Designs.” In Handbook of Mixed Methods in Social and Behavioral Research. Abbas Tashakkori and Charles Teddle, eds. (Thousand Oaks, CA: Sage, 2003), pp. 209-240; Nataliya V. Ivankova. “Using Mixed-Methods Sequential Explanatory Design: From Theory to Practice.” Field Methods 18 (February 2006): 3-20; Bovaird, James A. and Kevin A. Kupzyk. “Sequential Design.” In Encyclopedia of Research Design. Neil J. Salkind, ed. Thousand Oaks, CA: Sage, 2010; Sequential Analysis. Wikipedia.
Robert V. Labaree of the Von KleinSmid Center Library for International and Public Affairs, University of Southern California Libraries,
Arab Journal of Sciences and Research Publishing (AJSRP)