الخميس, أبريل 18, 2024
spot_img
Homeإعداد البحث العلميقسم مناقشة النتائج في الدراسة

قسم مناقشة النتائج في الدراسة

مقدمة:

إن الهدف الأساسي من مناقشة النتائج هو تفسير ووصف النتائج التي توصلت إليها الدراسة في ضوء ما كان معروفًا بالفعل حول مشكلة البحث التي تم التحقيق فيها، وشرح أي فهم جديد أو رؤى جديدة حول المشكلة بعد أخذ النتائج الجديدة في الحسبان. ترتبط المناقشة دائمًا بمقدمة الدراسة متمثلة في أسئلة البحث أو الفرضيات التي طرحتها والإطار النظري والدراسات السابقة التي راجعتها الدراسة، وقسم المناقشة لا يكرر المقدمة أو يعيد ترتيبها؛ بل يفسر كيف دعمت الدراسة فهم القارئ لمشكلة البحث التي تمت دراستها.

أهمية قسم مناقشة النتائج:

 

  1. غالبًا ما يُعتبر هذا القسم أهم جزء في الدراسة. لأنه يثبت بشكل أكثر فعالية قدرتك كباحث على التفكير النقدي في قضية ما، وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات بناءً على النتائج، وصياغة فهم أكثر عمقًا لمشكلة البحث التي تمت دراستها.

 

  1. قسم المناقشة هو المكان الذي يقدر من خلاله القارئ إدراك المعنى الأساسي لدراستك ، وآثاره المحتملة في مجالات الدراسة الأخرى، والتحسينات التي يمكن إجراؤها من أجل زيادة تطوير نقاط اهتمام دراستك.

 

  1. يمكنك قسم مناقشة النتائج من عرض أهمية دراستك، وكيف يمكنها المساهمة في سد الثغرات الموجودة في مجال المعرفة الذي يضم دراستك. كما أن قسم المناقشة هو أيضًا المكان الذي توضح فيه كيف كشفت نتائج دراستك عن ثغرات جديدة في الدراسات السابقة لم تكن معروفة مسبقاً أو لم يتم وصفها بشكل ملائم.

 

  1. لا يخضع قسم المناقشة للعرض الموضوعي للمعلومات بشكل صارم – كما في الإطار النظري على سبيل المثال- ، بل يمكنك من الانخراط في التفكير الإبداعي حول القضايا من خلال تفسير النتائج المستند إلى الأدلة. باختصار إن قسم مناقشة النتائج، هو المكان الذي تضيف فيه المعنى إلى نتائج دراستك.

 

هيكل قسم مناقشة النتائج، وكيف تتم كتابته:

قبل الحديث في هذا الموضوع، هناك بعض القواعد العامة حول قسم المناقشة على كل باحث أن يكون على علم بها:

القواعد العامة

هذه هي القواعد العامة التي يجب عليك اعتمادها عند كتابة قسم مناقشة النتائج:

 

  1. لا تكن تسترسل في المناقشة، ولا تكرر نفس الأفكار.

 

  1. كن موجزًا وواضحاً.

 

  1. تجنب استخدام المصطلحات.

 

  1. اتبع تيار التفكير المنطقي.

 

  1. استخدم صيغة الفعل المضارع، خاصة عند الحديث عن الحقائق المثبتة؛ ومع ذلك، أما عند الاستشهاد بأعمال ودراسات قديمة عليك استخدام الزمن الماضي. (على سبيل المثال: تثبت الدراسة الحالية أن الديموقراطية في المنظمات من أسرع طرق التطوير والريادة، كما أوضحت دراسة الأحمد (2002) أن الديموقراطية تمنح الموظفين الشعور بالانتماء إلى المنظمة).

 

  1. إذا لزم الأمر، استخدم العناوين الفرعية للمساعدة في تنظيم العرض التقديمي للمناقشة أو لتجميع التفسيرات في مجموعات، كل مجموعة تحت عنوان فرعي مستقل.

 

صياغة محتوى قسم مناقشة النتائج:

غالبًا ما يتضمن محتوى قسم مناقشة النتائج ما يلي:

  1. شرح النتائج: التعليق على ما إذا كانت النتائج متوقعة أم لا، وتقديم التفسيرات المناسبة؛ مع التعمق أكثر في شرح النتائج غير المتوقعة أو العميقة بشكل خاص، كما عليك أن تلاحظ أي أنماط أو اتجاهات غير عادية أو غير متوقعة ظهرت خلال عرض النتائج وتشرح معناها، إن أمكن ذلك.

 

  1. مراجع الأبحاث السابقة: قارن نتائجك مع نتائج الدراسات الأخرى، أو استخدمها لدعم نتائجك. يمكن أن يشمل ذلك إعادة مطالعة الأبحاث التي تم الاستشهاد بها في قسم الدراسات السابقة، أو حفظها للاستشهاد بها لاحقًا في قسم المناقشة إذا كانت أكثر أهمية للمقارنة مع نتائجك من كونها جزءًا من البحث العام الذي ذكرته لتوفير السياق و معلومات اساسية.

 

  1. الاستدلال: إيضاح كيفية تطبيق النتائج بشكل عام. على سبيل المثال، وصف الخبرات المستفادة، واقتراح دراسات مستقبلية التي يمكن أن تساعد في تحسين الحالة، أو التوصية بأفضل الممارسات.

 

  1. الفرضية: هي استنتاج محتمل ظهر بناءً على النتائج، ويمكن إثبات هذه الفرضية ودحضها في الدراسات القادمة.

 

هيكلية قسم المناقشة، وكيفية تنظيميه:

ضع النقاط التالية في الحسبان عند تنظيم وكتابة قسم المناقشة في دراستك:

 

  1. فكر في مناقشتك كهرم مقلوب (من العام إلى الخاص). قم بتنظيم المناقشة من العام إلى المحدد، وقم بربط نتائجك بالدراسات السابقة، ثم بالنظرية، ثم بالممارسة –إن أمكن-

 

  1. استخدم نفس المصطلحات الرئيسية، ونمط السرد، وزمن الفعل (الحاضر). بكلمة أخرى، استخدم نفس المصطلحات والأنماط التي قمت باستخدامها عند وصف مشكلة البحث في المقدمة.

 

  1. أعد صياغة مشكلة البحث باختصار، وأجب عن جميع أسئلة البحث المطروحة، والتي تدعم نتائج الدراسة.

 

  1. قم بوصف الأنماط والمبادئ والعلاقات التي تظهرها النتائج الرئيسية وضعها في إطار مناسب. إن تسلسل تقديم هذه المعلومات أمر في غاية الأهمية؛ إذ عليك في البداية أن تذكر إجابات أسئلة الدراسة، ثم النتائج المرتبطة بكل سؤال، ثم استشهد بالدراسات السابقة، ثم قم بوصف الأنماط والعلاقات بين العناصر التي قمت بترتيبها، كما عليك أن تقوم بنقل القارئ إلى شكل أو جدول للمساعدة في تحسين تفسير البيانات، ومن الضروري أن تحتفظ كل نتيجة رئيسية بنفس الترتيب الذي وضعت به في قسم النتائج.

 

  1. يجب أن يتضمن قسم المناقشة الجيد تحليل وتفسير لأي نتائج غير متوقعة. يجب أن تبدأ هذه الفقرة بوصف للنتيجة غير المتوقعة، متبوعٍ بتفسير موجز حول سبب ظهورها في اعتقادك، وإذا لزم الأمر، قم بذكر أهميتها المحتملة فيما يتعلق بمجال الدراسة الكلي (التخصص). أما في حالة ظهور أكثر من نتيجة غير متوقعة خلال الدراسة، صف كل منها بالترتيب الذي ظهرت به أثناء جمع البيانات.

 

  1. قبل اختتام قسم مناقشة النتائج، حدد القيود ونقاط الضعف المحتملة. عليك أن تقوم بالتعليق على الأهمية النسبية لتلك القيود ونقاط الضعف فيما يتعلق بتفسيرك العام للنتائج، وإذا لزم الأمر، بين كيف أثرت على صحة النتائج. تجنب استخدام صيغة الأسف أو الاعتذار على ظهور تلك القيود ونقاط الضعف؛ بل كن صادقًا وناقدًا لنفسك، وتحدى تلك القيود بالتغلب عليها واذكر كيف تغلبت عليها في قسم المناقشة.

 

  1. يجب أن ينتهي قسم مناقشة النتائج بملخص موجز للآثار الرئيسية للنتائج بغض النظر عن الدلالة الإحصائية. قدم شرحًا موجزًا ​​عن سبب اعتقادك أن نتائج واستنتاجات دراستك مهمة وكيف تدعم فهمًا أوسع لمشكلة البحث. يمكن أن تضع بعد ذلك أي مقترحات لمزيد من البحث، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تقديم مقترحات سهلة المعالجة والدراسة قد يكون دليلاً على ضعف دراستك، أو أنك لم تقم بتفسير نتائجك بشكل يعطيها حقها.

 

الأهداف العامة:

يجب أن تتضمن أهداف قسم مناقشة النتائج ما يلي:

 

  1. تكرار مشكلة البحث، وذكر النتائج الرئيسية

 كرر بإيجاز لقرائك مشكلة البحث أو المشاكل التي تمت دراستها، والطرق التي استخدمتها لتحقيق أهداف الدراسة، ثم انتقل لوصف النتائج الرئيسية للدراسة. يجب عليك كتابة بيان مباشر، وصريح ، وموجز لنتائج الدراسة.

 

  1. شرح معنى النتائج وسبب أهميتها

 لم يفكر أحد في دراستك لفترة طويلة ومرهقة كما فعلت أنت، بالتالي، لا أحد يقدر على أن يشرح معنى النتائج ولماذا هي مهمة بشكل منهجي غيرك أنت، لذلك يتوجب عليك شرح وتحليل النتائج لقرائك. لكي تضمن أن يحلل ويتأمل القارئ النتائج خلال قراءته لقسم المناقشة، فأنت بالطبع تريده بعد قراءة تحليلك ومناقشتك للنتائج؛ أن يسأل أسئلة مثل “كيف لم أفكر في ذلك !”.

  • في حال أن الباحث لم يقم بهذه الخطوة فسيرهق القارئ ويمل وهو يكرر الذهاب إلى المقدمة ليطالع مشكلة الدراسة وأسئلتها ثم يعود إلى قسم المناقشة ليربط الأسئلة بمناقشة النتائج.
  • عليك أن تبدأ هذا الجزء من قسم المناقشة بما تعتبره أهم النتائج.

 

  1. ربط النتائج بالدراسات السابقة

لا توجد دراسة جديدة بشكل مطلق، أي أنها لا تتشابه نهائياً بأي دراسة أخرى قد تم نشرها مسبقًا، هذا أمرٌ مستحيل، فكل الدراسات العلمية تتلاقى في بعض المتغيرات والجوانب الأخرى. لذلك يجب أن يربط قسم المناقشة نتائج دراستك بنتائج الدراسات المشابهة، خاصة إذا كانت الأسئلة التي أثارتها الدراسات السابقة بمثابة السبب الذي دفعك للقيام بالدراسة التي تعمل عليها، في هذه الحالة ستدعم الدراسات السابقة نتائجك بشكل كبير وبارز (مما يعزز أهمية دراستك)، وعليك أيضاً أن تذكر كيف تميزت نتائج دراستك عن نتائج الدراسات المماثلة.

 

  1. التفكير في التفسيرات البديلة للنتائج

من المهم أن نتذكر أن الغرض من البحث هو الاكتشاف وليس الإثبات، لذلك فعند كتابة قسم مناقشة النتائج، يجب أن تفكر بعناية في جميع التفسيرات المحتملة لنتائج الدراسة، بدلاً من مجرد تلك التي تناسب أسئلتك، أو افتراضاتك، أو انحيازك السابق.

 

  1. الاعتراف بقيود الدراسة

من الأفضل لك تحديد قيود دراستك (ونقاط الضعف) والاعتراف بها بدلاً من أن يقوم أستاذك المشرف بذلك! وقم بوصف قابلية تعميم نتائجك على الظواهر والحالات الأخرى التي يمكن دراستها باستخدام المنهجية التي اخترتها لدراستك، ثم اذكر بالتفصيل المشاكل التي واجهتها في الأدوات والأساليب التي استخدمتها لجمع المعلومات.

  • الباحث الجيد هو من يحدد الأسئلة أو القضايا التي ظلت معلقة دون إجابة بعد انتهاء دراسته، ليضعها فيما بعد في قسم المقترحات كمشكلات لابد من دراستها.

 

6.. تقديم مقترحات لمزيد من البحث

على الرغم من أن دراستك قد تقدم رؤى وأفكار مهمة حول مشكلة البحث، إلا أنها لن تعالج جميع الأسئلة الأخرى المتعلقة بالمشكلة، أضف إلى ذلك أنه في بعض الحالات تكون الأسئلة والقضايا التي لم تعالجها دراستك مثار اهتمام العديد من الباحثين نظراً لأهميتها التي برزت بفضل نتائج دراستك، فهنا يكون لزاماً عليك أن تبقى يقظاً طوال فترة دراستك لهذا النوع من الأسئلة، وتحددها بدقة، لتقدمها كمقترحات لمزيد من البحث في قسم المقترحات.

ملاحظات:
  • بالإضافة إلى قسم الدراسات السابقة، غالبًا ما يتم العثور على أكثرية المراجع والمصادر في قسم مناقشة النتائج.
  • قد تكون بعض المراجع التاريخية مفيدة لتتبع تطور مشكلة البحث، ولكن معظم المراجع يجب أن تكون حديثة نسبيًا وموثقة لتساعدك في تفسير النتائج، بالإضافة إلى أنها يجب أن تكون مشابهة لموضوع دراستك.
  • لا تتجاهل الدراسات التي تختلف مع نتائج دراستك، بل اشرح بوضوح سبب اختلاف نتائج الدراستين، فهذا يقوي ويعزز أصالة دراستك.

 

مشاكل عليك تجنبها خلال كتابة قسم مناقشة النتائج:

 

  1. كتابة النتائج كاملةً في قسم المناقشة.

    إذا كنت بحاجة إلى تذكير القارئ بالنتيجة التي ستتم مناقشتها ، فاستخدم “الجمل المختصرة”، على سبيل المثال: ” إن عمالة الأطفال في بعض المدن العربية تعتبر ظاهرة تستدعي القلق… ” ثم انتقل إلى تفسير وتحليل هذه النتيجة، فليس هناك داعٍ أن تكتب النتيجة كاملة، فالتفسير كفيل بشرح كل جوانب وحيثيات النتيجة.

 

  1. تكرار المقترحات (مقترحات لمزيد من البحث) في قسم مناقشة النتائج، وقسم الخاتمة، لا يجوز هذا التكرار، فإما أن تقوم بتضمين المقترحات في قسم مناقشة النتائج، أو في قسم الخاتمة.

 

  1. تقديم نتائج جديدة في المناقشة. فليس هناك مجال لمزيد من النتائج ! وأي نتائج أخرى هي مجرد فرضيات تستدعي القيام بدراسة كاملة للتأكد من صحتها.

 

  1. الاستخدام المفرط لضمير المتكلم أثناء مناقشة النتائج، وهذا لا يعني أن استخدام ضمير المتكلم ممنوع تماماً، بل الممنوع هو استخدام ضمير المتكلم فقط طوال كتابة قسم المناقشة، لأن ذلك قد يشتت انتباه القارئ، وأيضاً الكتابة بضمير المتكلم تجعل الباحث منحازاً نوعاً ما لآرائه وتصوراته الخاصة.

 

  1. الإفراط في تفسير النتائج. إن التفسير هو ممارسة ذاتية يقوم بها الباحث مع نفسه، ليفهم مشكلة الدراسة كباحث! لذلك فعليك الحذر من أن تضيف تفسيراتك الذاتية التي لا تدعمها الأدلة إلى قسم مناقشة النتائج، فتفسيراتك الذاتية هي مجرد فرضيات طالما لم تثبتها بدراسة أو أكثر.

 

  1. تكرار ما تم ذكره في قسم عرض النتائج مع بعض الإضافات السطحية، واعتباره مناقشة !

 

  1. كتابة التخمينات غير المبررة، وغير الضرورية. يجب أن يركز قسم مناقشة النتائج على نتائج الدراسة، لا أكثر ولا أقل.. على سبيل المثال: إذا درست تأثير المساعدات الخارجية على رفع مستويات التعليم بين الفئات الفقيرة في الصومال، فليس مناسباً ولا ضرورياً ولا حتى مبرراً، أن تقوم بالتكهن بكيفية تطبيق نتائج دراستك على البلدان الأخرى، إذا أردت التوسع في دراسة أثر المساعدات الخارجية على التعليم بين الفئات الفقيرة في عدة بلدان، عليك أن تجري دراسة على كل دولة لتكون قادراً على تأكيد فرضياتك. وتعميم نتائجك.

 

مناقشة النتائج

 

المراجع:

 

Kretchmer, Paul. Fourteen Steps to Writing to Writing an Effective Discussion Section. San Francisco Edit, 2003-2008.

Analyzing vs. Summarizing. Department of English Writing Guide. George Mason University; Discussion. The Structure, Format, Content, and Style of a Journal-Style Scientific Paper. Department of Biology. Bates College; Hess, Dean R. How to Write an Effective Discussion. Respiratory Care 49 (October 2004); Kretchmer, Paul. Fourteen Steps to Writing to Writing an Effective Discussion Section. San Francisco Edit, 2003-2008; The Lab Report. University College Writing Centre. University of Toronto; Summary: Using it Wisely. The Writing Center. University of North Carolina; Schafer, Mickey S. Writing the Discussion. Writing in Psychology course syllabus. University of Florida; Yellin, Linda L. A Sociology Writer’s Guide. Boston, MA: Allyn and Bacon, 2009.

Azar, Beth. Discussing Your Findings.  American Psychological Association gradPSYCH Magazine (January 2006)

 

طالع أيضاً: استخدام العناصر غير النصية في قسم النتائج.

 

مناقشة النتائج

مناقشة النتائج

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة