Home المدونة الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية: 11 خطأ وكيفية تجنبها

الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية: 11 خطأ وكيفية تجنبها

الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية: 11 خطأ وكيفية تجنبها
المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث

مما لا شك فيه أن إجراء دراسة عالية الجودة يمثل تحديًا، ولا يخلو الأمر من بعض الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية، في هذا المقال سنناقش تلك الأخطاء وأهم الطرق لتجنبها من أجل إنتاج بحث علمي مميز.

 

مقدمة

إنه كتابة البحث العلمي عملية مركبة قد تستغرق مدة طويلة قد تصل إلى سنوات. ومع ذلك، عندما يقترب اليوم الذي تظهر فيه النتائج، ستكون حريص على جعلها رسمية مما يسمح بالتأثير على مجال المعرفة الحالي. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

من المحتمل أن تشعر بالطموح بشأن تقديم الدراسة بأفضل طريقة ممكنة ولجعلها مصقولة في مجلة عالية التأثير. يشعر العديد من الباحثين أن الصياغة النهائية للدراسة، قبل عبور خط النهاية، يشبه إلى حد ما تسلق الجبال. ومع ذلك، مع الانضباط وبعض الأدوات المباشرة للكتابة، قد لا يكون الأمر معقدًا إلى هذا الحد.

 

المفتاح الرئيسي للنجاح في العمل البحثي

التفاني في العمل هو المفتاح الأساسي للنجاح ويعني أن تكون مكرسًا لتعمل إذا كنت تريد حقًا أن تصبح باحثًا ناجحًا، فأنت بحاجة إلى أن تكون شغوفًا حول موضوع البحث الخاص بك ومستعدًا لذلك. استثمر الوقت والجهد في عملك فهما قوة دافعة عالية تمكنك من وضع أهدافك في المقدمة وتساعدك في هزيمة أصعب التحديات. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

أن تكون متفانيًا يعني أيضًا أنك كذلك على استعداد للتعلم وقادر على الاعتراف بنقائصك. العديد من الباحثين من قبل واجهوا بالضبط نفس الوقائع التي تعيشها لذلك يجب عليك التعامل مع التحديات على أنها فرص للتعلم وكسب المعرفة والخبرة.

أما الباحثين ذوي الخبرة فهم ليسوا بمعزل عن ضرورة التفاني والجهد، بل هم تحت ضغط أشد من غيرهم فنتائج دراساتهم تشكل مرجعاً مهماً للباحثين الأقل خبرة وممارسة.

 

الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية وكيفية تجنبها

على الرغم من أن بحثك قد يكون ذا نوعية جيدة، إلا أن هناك بعض الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث والتي قد تزيد من خطر أن ينتهي المطاف بدراستك في “مربع رفض النشر” بدلاً من نشره.

ومن المثير للاهتمام أن بعض هذه الأخطاء قد تبدو واضحة، ولكن من تجربة المحرر، فإن الأخطاء المذكورة أدناه تتكرر باستمرار. لذلك، اسأل نفسك باستمرار – ما هو الهدف الرئيسي من دراستي وما هي فرضية هذه الدراسة؟ ما هو الجديد وما هي أهم نتائج هذه الدراسة؟ وانظر هل تحققت أجوبة هذه الأسئلة في المخطوطة التي ستقدمها للنشر.

في هذا القسم من المقالة، نتناول أهم الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية وكيفية تجنبها، وهي:

 

أولاً: عدم اتباع تعليمات وإرشادات المؤلفين الخاصة بالمجلة الناشرة

المفتاح العملي لنجاح النشر -يعد النشر هو أساس عملية كتابة البحث العلمي- هو قراءة واتباع “تعليمات المؤلفين“. عندما يشعر المحرر أن المؤلفين لم يطالعوا التعليمات فهو لن يتردد في إعادة البحث مرة أخرى لهم ليعيدوا ترتيبه وفقاً لنمط المجلة.

خطأ آخر وهو شديد الخطورة ومزعج للمحررين، هو إعادة تقديم المخطوطة بدون إجراء التغييرات المطلوبة منهم، وقد يؤدي ذلك في بعض المجلات إلى رفض البحث. لذلك يجب على الباحث أن يكون حريصاً ودقيقاً بشأن شروط وإجراءات النشر لكل مجلة.

ثانياً: البحث طويل للغاية ومشتت وغير مركز

عندما تكون المخطوطة طويلة جدًا وتغطي مجموعة واسعة جدًا من الموضوعات، ولا يكون هناك تدفق منطقي للدراسة، بالإضافة إلى وجود نتائج مكررة، كل ذلك يضعف الدراسة ويجعلها غير مهيأة للنشر المحكم. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

ويجدر بالذكر أن المخطوطات التي تخوض في تفاصيل المعرفة الأساسية بدلاً من استغلال الفرصة للإشارة إلى الدراسات السابقة التي ناقشت تلك المعارف، تكون أقل حظاً بالنسبة لفرص النشر في المجلات العلمية المحكمة.

 

ثالثاً: العنوان لا يعبر عن محتوى الدراسة بوضوح

يجب أن يجذب العنوان اهتمام القارئ فوراً، يجب أن يكون العنوان قصيرًا قدر الإمكان ويعطي القارئ فكرة عن الدراسة والنتائج الرئيسية. الخطأ الشائع هو عندما يكون العنوان محايد للغاية ويعكس فقط فكرة عامة عن موضوع الدراسة، دع العنوان يتحدث بصوت عال وواضح ليعبر عن محتوى الدراسة بوضوح تام. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

 

رابعاً: الملخص لا يعكس صورة واضحة عن الهدف من الدراسة

بشكل عام، يتبع الملخص نفس الهيكلية في جميع المجلات، حيث يجب أن يحتوي على مشكلة الدراسة، والهدف من إجراء الدراسة، وأهم الأدوات والمنهجيات المتبعة، ونبذة من النتائج والتوصيات، متبوعة بالكلمات المفتاحية للدراسة كقسم منفصل أسفل الملخص مباشرةً. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

وهذا ما قد لا يتحقق في الكثير من الدراسات، خاصة المقدمة من باحثين مبتدئين، أو غير ممارسين للعمل البحثي، لذا فإن النصيحة لهؤلاء الباحثين هي: فكر دوماً في ملخصك بناءً على السؤال التالي: هل يستطيع القارئ معرفة ما تدور حوله دراستي من خلال قراءة الملخص فقط؟

الهدف النهائي للملخص هو جعل القارئ فضولي لمعرفة المزيد حول ما لديك من نتائج، فهل ملخصك يحقق هذا الهدف؟

 

الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث

 

خامساً: مقدمة الدراسة شاملة للغاية ومليئة بالمعلومات التفصيلية

كما تدل الكلمة، يجب أن تعرّف المقدمة القارئ على موضوع الدراسة ومع ذلك، فإن بعض المؤلفين يكتبون مقدمة شاملة للغاية، وبالتالي تقوم المقدمة بإخافة القارئ، بدلاً في تشجيعه على القراءة من خلال سرد بسيط لأهم جوانب الدراسة.

وأيضاً يقوم بعض الباحثين بإجراء خطأ آخر وهو مناقشة النتائج في المقدمة، وهو أكثر ما يزعج القراء ويخيفهم، حيث أنهم يتلقون النتائج الغامضة بالنسبة لهم، قبل فهم موضوع الدراسة، وهيكل البحث، وسبب إجراء الدراسة، والمنهجية المتبعة لتحقيق الأهداف. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

يجب استخدام المقدمة لرفع بعض مواضيع المناقشة الشيقة وتسليط الضوء الأسئلة ذات الصلة بالموضوع، كما يجب تنتهي المقدمة بتوجيه التركيز نحو دراستك. ومن القواعد الأساسية الجيدة: هي ألا تكون المقدمة أكثر من صفحة واحدة في الطول.

 

سادساً: عدم تفصيل قسم المنهجية والطرق والأدوات

ربما سمعت عنها من قبل، لكنها تستحق التكرار: إن قسم المنهجية والأدوات هو القسم الذي يجب أن يكون أكثر تفصيلاً في دراستك، فالمزيد من التفصيل في المنهجية يعني المزيد من الوضوح للباحث أثناء عمله، وللقارئ أثناء مطالعته للعمل.

وفي هذا القسم، لا يهم أن تخلق تحفة أدبية رائعة، بقدر ما يكون من المهم إيضاح أدواتك التي قمت باستخدامها للوصول إلى النتائج، لذا اجعل الأمر بسيطاً ودقيقاً. أما التحليل الإحصائي فيجب وصفه تحت عنوان فرعي منفصل، حيث يجب الإبلاغ عن جميع الحسابات بوضوح. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

الإحصاء هو في الحقيقة علم منفصل في حد ذاته وبالتالي لا تتردد في طلب المساعدة المهنية من أجل ضمان تقديم التحليل الإحصائي للقارئ بشكل صحيح.

 

سابعاً: عرض النتائج بشكل غير موضوعي (التحيز في النتائج)

أهم شيء في هذا القسم هو أن تكون النتائج معروضة بموضوعية، مما يضمن موثوقيتها بالنسبة للقارئ، فالنتائج المتحيزة تنكشف بسرعة وتجعل القارئ يشك في مدى صحتها.

يجب ألا يكون هناك تأثير شخصي في قسم النتائج على الإطلاق؛ ربما بإمكانك إظهار بعض التحيزات الشخصية في قسم المناقشة، فذلك مقبول إلى حد ما، أما في قسم عرض النتائج يجب أن تكون واقعياً عقلانياً وموضوعياً للغاية.

أيضاً عليك استخدام الجداول والأشكال والعناصر غير النصية في عرض النتائج، مما يسهم في جعل النتائج أكثر مرونة وأسهل في الفهم والإدراك. فبإمكانك تخيل كم من المزعج أن يتم عرض جميع النتائج بشكل نصي، أو على شكل نقاط جامدة.

ثامناً: عدم مناقشة النتائج في قسم النتائج بل عرضها مرة أخرى!

إن مسمى هذا القسم -قسم المناقشة- كفيل بشرح نفسه، فهو القسم الذي ينتظره أي باحث ناجح من أجل نقاش نتائجه التي عانى كثيراً ليتوصل إليها، وليس من أجل عرضها بجمود مرة أخرى، وهذا ما يفعله العديد من الباحثين.

ربما تختار تلخيص أهم نتائج الدراسة في جمل قصيرة، ثم بعد ذلك تبدأ في مناقشة كل جملة في فقرة مخصصة لها، وعليك مراعاة أن تكون المناقشة مرنة وتحتوي على الحد الأدنى من آرائك الشخصية حول تلك النتائج، ولكن لا تكن متحيزاً للغاية بشأن ما توصلت إليه. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

يجب أن تكون المناقشة مكتوبة بناءً على نتائجك، ويجب أن تتضمن مقارنة مع نتائج الأبحاث السابقة، ضع في اعتبارك دائماً أن قسم المناقشة ليس مشاعاً لعرض الأدبيات السابقة عند مقارنة نتائجها بنتائج دراستك.

تاسعاً: عدم مراعاة الإيجاز عند كتابة الخاتمة

يجب أن تستد الخاتمة على النتائج المهمة لدراستك ولا شيء آخر، هناك مجال لبعض التوصيات والاقتراحات لدراسات مستقبلية بناءً على نتائج الدراسة مع مراعاة الايجاز أيضاً. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

يمكن القول بأن الخاتمة هي الجزء الذي يلخص فيه الباحث الإجابة الحقيقية والمختصرة لتساؤل (تساؤلات) دراسته الأساسي (الأساسية)، مع اقتراح دراسات مستقبلية -إن دعت الضرورة لذلك-، وإدراج بعض التوصيات للجهات المعنية.

 

عاشراً: كتابة المراجع بما لا يتوافق مع نمط المجلة

يجب أن تتم كتابة المراجع بعد الإطلاع على نمط توثيق المراجع الذي تعتمده المجلة الناشرة، عادة ما توضح المجلات العلمية المرموقة نمط التوثيق الخاص بها في صفحة منفردة، طالع نمط APA الذي تعتمده المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث.

عليك تحديث المراجع الخاصة بك قبل تقديم مخطوطتك إلى المجلة الناشرة. هذا أمر منطقي أيضًا، إن كنت قد بدأت بإعداد دراستك قبل عام من الآن، ربما يكون هناك الكثير من التغييرات على أنماط التوثيق، لذا احترازاً قم بتحديث قائمة المراجع.

 

الحادي عشر: إدراج الأشكال والجداول بشكل غير منظم

تختلف المجلات العلمية في شروطها وأنماطها فيما يتعلق بالأشكال والجداول، لذا عليك قراءة المبادئ التوجيهية للمجلة الناشرة بخصوص العناصر غير النصية في دراستك. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

بكل الأحوال، يجب أن تكون الأشكال والجداول في دراستك واضحة ومفهومة، ومنسقة فيما يتعلق بأرقام الجداول في النص، وأرقامها تحت الجداول والأشكال، كما يجب أن تكون الموجزات التوضيحية أسفل كل شكل أو جدول واضحة تماماً ومختصرة. أيضاً عليك الاعتناء بجودة الأشكال المرئية وتنظيم الجداول باحترافية.

 

خاتمة (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

إن معدل إنتاج المقالات البحثية اليوم عالية للغاية، قد تتسبب العديد من النتائج في مقال واحد في تشتت المحرر والمحكم وبالتالي رفض الدراسة. علاوة على ذلك، فإن الطول المفرط للمخطوطة قد يتسبب برفض دراستك أيضاً.

وعليه، اختر نقاط التركيز وتمسك بها. في بعض الأحيان الأقل هو الأكثر، حيث تكرر معظم المقالات المعلومات الموجودة وهي معروفة جيدًا، وهذا نادرًا ما يكون ذلك ضروريًا. إن المخطوطة ينبغي أن تكون طويلة حسب الضرورة، ولكن قصيرة بقدر الإمكان، وهذا صحيح. ولكن يجب ألا يكون طول المخطوطة مفرطاً حد الملل. (الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)

عليك اتباع التعليمات التي وردت في هذه المقالة من أجل مخطوطة ناجحة، وأيضاً عليك التفكير دوماً في أن بعض المعلومات الواردة في دراستك هي معروفة سلفاً لدى القراء فليس هناك داعٍ لتكرارها في قسم الإطار النظري للدراسة.

 

طالع أيضاً: كيف انشر بحثي في مجلة علمية: 6 نصائح جوهرية إضافية

 

الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث

كيف انشر بحثي في مجلة علمية

كيف انشر بحثي في مجلة علمية

(الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث)