مبادئ النشر العلمي: أين تنشر بحثك؟
مقدمة (مبادئ النشر العلمي)
غالباً ما يقوم مؤلفو الأبحاث العلمية بكتابتها أولًا، ثم يبدأون في التفكبر في المكان الذي ينشرون فيه هذه الأعمال. إن القرار السديد هو الذي يتم اتخاذه مبكرًا قبل الشروع في الكتابة.
ومن خلال هذا المنحى، يمكن للأبحاث أن تعد على نحو يلائم الجمهور المتوقع (مثال ذلك: قراء المجلات العلمية العامة، أو إحدى المجلات في تخصصك بصفة عامة، أو إحدى المجلات في تخصصك البحثي الدقيق). (مبادئ النشر العلمي)
إضافة إلى أنه يمكنك أن تنشئ مخطوطتك بما يفي بمتطلبات المجلة من البداية، بدلاً من أن تقوم بإعادة صياغتها مرة أخرى لتتطابق مع تلك المتطلبات.
ضرورة اختيار الفئة المناسبة من المجلات
بطبيعة الحال، فإذا لم تلق مخطوطتك القبول لدى المجلة التي وقع اختيارك عليها لأول وهلة، فقد تحتاج إلى القيام بمراجعتها بما يناسب متطلبات مجلة أخرى. ومع ذلك. فلا شك في أن ذلك سوف يجنبك تكرار المراجعة؛ لأنك وضعت متطلبات الفئة التي تدخل فيها هذه المجلة منذ البداية. (مبادئ النشر العلمي)
وإلى جانب الاختيار المبكر للمجلة التى تخطط لنشر عملك بها ينبغى أيضًا أن تحسن الاختيار؛ حيث يساعدك الاختيار الحذر للمجلة على الوصول إلى الجمهور المتلقي الأكثر ملاءمة، ومن ثم الحصول على التقدير والاعتراف المناسبين، وبالتالي تجنب صعوبات النشر. إن القرار الخاص بالمكان الذي تقدم إليه بحثك قرار في غاية الأهمية.
انظر: مجلات علمية محكمة لنشر البحوث
الاختيارات غير الموفقة وتأخر النشر
تتسبب الاختيارات غير الموفقة في تأخر نشر بعض الأبحاث الذي يحدث نتيجة لتكرار سماع كلمات مثل: راجع، ومراجعة. أو النشر في إحدى المجلات الميتة التى يكاد لا يقرأها أحد. فإذا تقدمت بمخطوطة بحثك إلى إحدى المجلات غير المناسبة، فإن النتائج المتوقعة لا يمكن أن تخرج بأي حال من الأحوال عن احتمالات ثلاثة، وللأسف جميعها غير مرض.
نصائح تحميك من الوقوع في براثن المجلات العلمية الوهمية
الاحتمال الأول: أن يُرد إليك عملك حاملًا بعض التعليقات التى تفيد بأن عملك لا يتوافق مع اهتمامات هذه المجلة. وغالبًا ما لايصدر هذا الحكم إلا بعد مراجعة المخطوطة. (مبادئ النشر العلمي)
الاحتمال الثاني: أنك سوف تحظى بمراجعة ظالمة أو مجحفة. ذلك أن المحكمين (والمحررين) في هذه المجلة قد لا يألفون مجالك التخصصي.
الاحتمال الثالث: عدم الحصول على عدد القراء المتوقع، والذي يجدر أن يحظى به بحثك كما كنت تتوقع وترغب.
جمهور القراء المناسب
حاول أن تفكر في جمهور القراء المناسب، فلو أنك على سبيل المثال: قمت بإعداد دراسة أساسية في مجال الفيزياء، فمما لا شك فيه أنك سوف تسعى إلى نشر بحثك في إحدى المجلات الدولية ذات المكانة الرفيعة. (مبادئ النشر العلمي)
قد ترغب بمطالعة: أفضل المجلات العلمية لنشر الأبحاث
على الجانب الآخر ربما تكون دراستك ذات صلة بإحدى الأمراض الاستوائية التي لا توجد إلا في أمريكا اللاتينية. في هذه الحالة يتعين عليك أن تقوم بنشر عملك في إحدى المجلات المناسبة التي تصدر في أمريكا اللاتينية، والتي يفضل أن تكون صادرة بالإسبانية.
ولكي تبدأ في تحديد المجلات المناسبة. ينبغي أن تتذكر جميع المجلات التي تنشر أعمال قريبة من عملك. وغالبًا ما تكون المجلات التى استشهدت بأعمالها أو اقتبست منها هي المجلات الأكثر ملاءمة.
التقدير، والإتاحة، والتأثير
إذا تبين لك أن هناك أكثر من مجلة مناسبة تصلح لنشر بحثك. فعلى أي منها سيقع عليها الاختيار؟ ربها يجب ألّا يحدث هذا إلا أنه قد يحدث. يوجد هنا ما يتعلق بالتقدير والاحترام. وقد يحدث هذا تقدمًا في مستقبلك المهني الذي يرتبط إلى حد كبير بعدد الأبحاث التي قمت بنشرها. (مبادئ النشر العلمي)
وقد يكون من الأمور المحمودة أن يقوم الطائر الحكيم العجوز الذي يرأس مجلس الكلية، أو الفريق الخاص بمراجعة المنح باعتبار ذلك أحد عوامل الجودة لتحقيق الاعتراف والتقدير العلمي. لا تستوي الأبحاث المنشورة في مجلة «ركيكة» مع أبحاث أخرى منشورة في مجلة تحظى بالاحترام والتقدير.
وفي واقع الأمر قد يتأثر هذا الطائر بمرتبة أحد الأعضاء الذين توافروا على نشر عمل أو اثنين من الأعمال في المجلات ذات المقام الرفيع، أكثر من تأثره بالعضو الذي نشرت له عشرة أعمال أو أكثر في المجلات التي تأتي في مرتبة تالية. (مبادئ النشر العلمي)
كيف تعلم الفرق؟
إن الأمر ليس باليسير، ويوجد بلا شك عديد من المستويات. وبصفة عامة، يمكنك أن تصوغ رؤية منطقية من خلال إجراء عملية بحث ببليوجراني بسيطة. سوف تعرف على وجه اليقين الآبحاث المهمة التي تم نشرها في مجال تخصصك.
اجعل هذا شغلك الشاغل حتى تحدد الأماكن التي تم نشر هذه الأبحاث بها. فإذا ما قام قرناؤك في التخصص بالنشر في المجلات (أ) – (ب) – (ج). فلا ينبغي لدائرة اختيارك أن تحيد عن هذه الخيارات الثلاثة.
وإذا لاحظت – من خلال المعاينة – أن المجلات (هـ) – (و) – (ز) مثلاً تنطوي على الأبحاث ذات الوزن الخفيف فقط. فيتعين عليك أن تقوم بمسح هذه الخيارات. وعندئذ يصبح مجال الاختيار صحيحًا ومناسبًا.
الاختيار من بين المجلات (أ) – (ب) – (ج)
يمكنك إِذَا: الاختيار من بين المجلات (أ) – (ب) – (ج). حيث المجلة (ج) مجلة جذابة وجديدة ويقوم على نشرها ناشر مميز على اعتبار أنها إحدى مغامراته العلمية، دون إشراف إحدى الجمعيات العلمية، أو أي مؤسسة أخرى. (مبادئ النشر العلمي)
في حين أن المجلة (ب) هي مجلة قديمة ومشهورة إِلّا أنها صغيرة ويتوافر على نشرها مستشفى. أو متحف شهير؛ وأما المجلة (أ) فهي مجلة ضخمة يقوم على نشرها جمعية علمية أساسية في مجال تخصصك.
كقاعدة عامة، تعتبر المجلة (أ) (والتي تصدر عن مركز أبحاث وطني أو دولي) هي الأكثر تقديرًا واحترامًا على الأرجح. وتعد المجلة العربية للعلوم و نشر الأبحاث مثالاً مباشراً على المجلات من فئة (أ)، فهي تضمن مجموعة من متنوعة من المجلات العلميّة المحكّمة المتخصصة و المعترف بها دولياً و جميعها مفهرسة و مرخصة من شركة ISSN الدولية في باريس و تصدر منذ عام 2015م بشكل دوري عن المركز القومي للبحوث.
النشر في مجلات من فئة (أ)
بعد النشر في هذه المجلات المرموقة سوف تحظى دراستك بالتداول على نطاق واسع. وقد يحظى بحثك – من خلال النشر في مثل هذه المجلة بأفضل فرصة يمكن أن تحظى بها؛ لكي تؤثر في مجتمع الباحثين، وتحقق ذلك الهدف الذي تنشده.
انظر: بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة
أرسل بحثك للنشر في أكبر قاعدة بيانات بحثية عربية
مجدداً احذر من المجلات التجارية
(المجلة التجارية) غالبًا ما يتم تداولها على نطاق ضيق ومحدود (بسبب تكلفتها العالية نسبيًا والتي تأتي نتيجة للتوجه الربحي من قِبَّلٍ الناشر من ناحية، ولعدم وجود جمعية أو معهد علمي يعمد إلى توسيع دائرة المشتركين الذين يسهمون باشتراكاتهم في دعم المجلة من ناحية أخرى)، وقد يتسبب النشر في مثل هذه المجلات في الحد من توزيع بحثك وتداوله.
كن حذرًا من المجلات الجديدة أيضاً، وبخاصة تلك المجلات التي لا تشرف عليها أيَّ من المؤسسات العلمية، والتي غالباً ما يتم تداوها على نطاق محدود للغاية، والأكثر من ذلك.. أن المجلة قد تبوء بالفشل قبل أن تقف على قدميها. (مبادئ النشر العلمي)
وكن حذرًا كذلك من النشر في المجلات التي لا توفر الإصدارات المطبوعة عند الطلب أو بشكل دوري. وعلى الجانب الآخر. كن حذرًا من قصر النشر على عدد من المجلات التى تظهر في شكل مطبوع فقط! حيث إن علماء هذه الأيام يتوقعون الوصول إلى الانفتاح العلمي الرفيع المستوى من خلال إتاحته على المواقع الإلكترونية. (مبادئ النشر العلمي)
معامل التأثير والمجلات العلمية
إن الأداة التي يمكن أن تعين على تقدير القيمة النسبية للمجلات في مجال من المجالات هي تقارير الاستشهاد بالمجلة المتاحة إلكترونيًا من خلال معامل التأثير. (مبادئ النشر العلمي)
من خلال هذا المصدر، يمكنك تحديد المجلات التي يتم الاستشهاد بها بشكل متكرر، سواء من خلال إحصاء إجمالي أو متوسط عدد مرات الاستشهاد لكل مقالة منشورة، أو من خلال التعرف على عامل التأثير.
ويعتبر عامل التأثير الأساس المنطقي للحكم على تميز المجلة. وفي بعض الدول والمؤسسات يعد عامل تأثير المجلات التي تنشر بها الأبحاث من بين المعايير التي يُستند إليها عند التقييم لأغراض الترقية.
انظر: أسماء المجلات العربية ذات معامل التأثير
عوامل أخرى تؤخذ في الاعتبار
هناك عوامل أخرى ينبغى أن تؤخذ في الحسبان عند اختيار المجلات. أحد هذه العوامل هو: سرعة النشر لأن المدة الزمنية المستغرقة بين قبول المادة ونشرها يعكس بشكل عام التواتر الذي تصدر من خلاله المجلة. (مبادئ النشر العلمي)
على سبيل المثال: إن تأخر صدور إحدى المجلات الشهرية عادة ما يكون أقل مدة زمنية من تأخر صدور مجلة فصلية. فباستثناء المدة المستغرقة في التحكيم والمراجعة قد يتراوح التأخير في صدور إحدى المجلات الفصلية ما بين شهرين وثلاثة شهور.
وتصدر المجلات العلمية عن مؤسسة المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث بالطريقتين الشهرية والفصلية بناءً على المجلة التي يريد الباحث نشر دراسته فيها. ويراعى في النشر سرعة القيام بالعمليات التحريرية والتحكيمية دون قصور أو تقصير، أو عجلة أو تأخر بما يحفظ المعايير القياسية لجودة الأبحاث المنشورة.
طالع الأبحاث الصادرة عن المجلة: https://journals.ajsrp.com
قضايا أخرى
لا تنس دائماً أن عديدًا من المجلات سواء أكانت شهرية، أم تصدر مرة كل شهرين أم فصلية لديها أعمال متراكمة تنتظر النشر. وأحيانًا ما يكون من المفيد أن تستشير زملاءك عن خبراتهم في التعامل مع المجلة (المجلات) التي تهتم بالنشر فيها.
إذا كانت المجلة التي تخطط للنشر بها تسجل تواريخ تسلم المواد وتواريخ نشرها، على المقالات المنشورة، فحاول أن تحسب بنفسك متوسط التأخر في النشر. (مبادئ النشر العلمي)
طالع أيضاً: تحكيم الأبحاث العلمية، وقد ترغب في الاطلاع على: مجلات سريعة النشر
وأخيرًا.. ضع في حسبانك احتمال الرفض، فليست كل الأبحاث مهمة؛ بحيث تلقى اهتمامًا عالميا واسعًا على نحو يؤهلها للظهور في مجلات دولية مرموقة. والأكثر من ذلك أن بعض الأبحاث تنتسب إلى المجلات الني تغطي تخصصاتها، أو تخصصاتها الدقيقة.
حتى إنه في التخصصات الدقيقة؛ تكون بعض الأبحاث رائعة بما يؤهلها لأن تنشر في إحدى المجلات الصدارة في حين يكون من المناسب لمعظم الأبحاث أن تجد طريقها للنشر هنا أو هناك.
وفي بادئ الأمر حاول أن تتقدم ببحثك إلى أكثر المجلات احترامًا وتقديرًا، والتي يتم نشرها على أوسع نطاق متى كان ذلك ممكنًا، والتي يمكن أن تمنح عملك فرصة نشر حقيقية. (مبادئ النشر العلمي)
استخدام التعليمات الموجهة للمؤلفين
عند التفكير في المكان الذي ستقدم إليه بحثك للنشر، يتعين عليك أن تلقي نظرة على بعض تعليمات المجلات التي توجه بصفة أساسية للمؤلفين. فلو أنك لم تستطع الحصول على تعليمات المجلة التي: وقع عليها اختيارك حاول أن تحصل عليها قبل البدء في الكتابة.
- هل تشتمل المجلة على أكثر من فئة من مقالات البحوث؟ وإذا كانت هناك أكثر من فئة، فأي منها يناسبك؟
- ما الحد الأقصى لطول المقالات ؟ وما الحد الأقصى لطول المستخلصات؟
- هل للمجلة نمط معياري للمقالات ؟ وإذا كان هناك نمط معياري، فكيف يمكن الوصول إليه؟
- ما الأقسام التي يتعين على المقالة أن تشتمل عليها ؟ (مبادئ النشر العلمي)
- ما الخطوط الإرشادية التي يتعين اتباعها فيما يتعلق بنسق الكتابة ؟
- في أي الأشكال المعيارية يجب أن تظهر المراجع ؟ هل هناك حد أقصى للمراجع ؟
خاتمة
حاول أن تميز النقاط المفتاحية من خلال وضع الخطوط أسفل منها أو تلوينها بألوان فوسفورية مثلاً، أو أي شيء من هذا القبيل، ثم قم باستشارة التعليمات الموجهة للموّلفين أثناء قيامك بإعداد البحث. إن اتباع التعليمات في مرحلة الإنشاء سوف يوفر الوقت بصفة عامة. (مبادئ النشر العلمي-أين تنشر بحثك)
أيضًا.. اطلع على بعض الإصدارات الجارية من المجلة. حاول أن تركز على أنماط التحرير التى تختلف من مجلة لأخرى. مثل: نمط صياغة الاستشهادات، واستخدام رؤوس الموضوعات والرؤوس الفرعية. وكذلك شكل الجداول. (مبادئ النشر العلمي)
مرة أخرى، تأكد من أنه تم اتباعها إلى أقصى درجة. وإذا كانت التعليمات تشتمل على قائمة مراجعة استخدمها. ومن خلال اتباعك التعليمات بحرص، فإن ذلك ييسر عملية نشر العمل الذي قمت بإعداده.
طالع أيضاً: كيفية نشر بحث في مجلة علمية
(مبادئ النشر العلمي)