التنمر الإلكتروني: أبعاده النفسية وكيفية حماية الشباب منه

التنمر الإلكتروني هو ظاهرة متنامية تؤثر بشكل كبير على الشباب حول العالم. وفقًا لدراسات حديثة، يتعرض أكثر من ثلث الشباب في أكثر من 30 دولة للتنمر عبر الإنترنت¹. هذا الأمر له تأثيرات نفسية وسلوكية خطيرة على هذه الشريحة المهمة من المجتمع. ما هو التنمر الإلكتروني وكيف يمكن حماية الشباب منه؟

التنمر الإلكتروني هو نوع من أنواع العنف الذي ينتشر عبر الوسائط الرقمية كالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. هذه الظاهرة آخذة في الانتشار بشكل كبير مع تزايد استخدام الشباب لهذه التقنيات². حيث يتعرض 23% من الطلاب للتنمر في كندا¹، بينما يمتنع طفل من بين 5 أطفال عن الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر¹. ويستخدم 79% من الأشخاص بين 15 و24 عامًا منصات التواصل الاجتماعي، مما يجعلهم عرضة للتنمر الإلكتروني.

النقاط المفتاحية

• التنمر الإلكتروني ظاهرة متنامية تؤثر على الشباب عالميًا.
• أكثر من ثلث الشباب في أكثر من 30 دولة يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت.
• 23% من الطلاب في كندا تعرضوا للتنمر.
• التنمر الإلكتروني له تأثيرات نفسية وسلوكية خطيرة على الشباب.
• يستخدم 79% من الأشخاص بين 15 و24 عامًا منصات التواصل الاجتماعي.

مفهوم التنمر الإلكتروني وتأثيره على المجتمع

التنمر الإلكتروني هو استخدام التكنولوجيا بشكل متكرر لإيذاء أو إزعاج شخص ما. هذا النوع من التنمر يشمل نشر الأكاذيب، الصور المحرجة، والرسائل المسيئة عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي³. هذا النوع من التنمر يختلف عن التنمر التقليدي بأنه مستمر 24 ساعة ويمكن أن يحدث في أي مكان.

تعريف التنمر الإلكتروني وخصائصه

التنمر الإلكتروني يمكن أن يتخذ العديد من الأشكال، مثل نشر الشائعات أو المعلومات الكاذبة، أو إرسال رسائل مسيئة عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. ويتميز بأنه قد يكون مجهول المصدر ومستمر على مدار الساعة دون توقف³. هذا يجعل ضحايا التنمر الإلكتروني في حالة انزعاج وقلق مستمرين.

الفرق بين التنمر التقليدي والإلكتروني

على عكس التنمر التقليدي، فإن التنمر الإلكتروني له تأثير أكبر وأكثر استمرارية. فالضحية يمكن أن يتعرض للمضايقات في أي وقت ومن أي مكان، لأن التنمر الإلكتروني لا يتوقف عند حدود الزمان والمكان³. وهذا ما يجعل المعاناة النفسية للضحايا أكثر حدة.

إحصائيات وأرقام عالمية حول التنمر الإلكتروني

وفقًا لدراسة أجرتها شركة إبسوس، فقد تعرض ثلث مستخدمي الإنترنت من الأطفال للتنمر الإلكتروني³. كما أظهرت الدراسة أن 36% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 عامًا في الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأخرى تعرضوا للتنمر الإلكتروني³. ومن ناحية أخرى، فإن 36% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12-17 سنة في الولايات المتحدة تعرضوا للتنمر الإلكتروني خلال الـ30 يومًا الأخيرة، مع 22% منهم تم نشر الشائعات عنهم عبر الإنترنت³.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك عقوبات قانونية للتنمر الإلكتروني، حيث قد يؤدي إلى السجن لمدة 6 أشهر أو دفع غرامة مالية أو الاثنين معًا، وفي حال استخدام العنف فإنه يصل إلى السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات مع دفع غرامة مالية³.

كما أظهرت الدراسات أن التنمر الإلكتروني له تأثير نفسي سلبي كبير على الضحايا، مثل قلة احترام الذات، الاكتئاب، الأمراض الجسدية، وأفكار الانتحارية³. وعلى مستوى المجتمع، فإن التنمر الإلكتروني يزيد من القلق وسوء معاملة الأطفال، ويقلل من تطور الطلاب في النواحي الأكاديمية والعاطفية والاجتماعية³.

“تعرض حوالي واحد من كل أربعة أشخاص تقريبًا للتنمر الإلكتروني في مرحلة من مراحل حياتهم.”⁴

يُظهر هذا الاقتباس مدى انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني وتأثيرها على المجتمع بشكل عام⁴. كما أن الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني يشعرون بدرجة أقل من الترابط الاجتماعي مقارنة بغيرهم⁴.

منصات وأساليب التنمر الإلكتروني

التنمر الإلكتروني هو ظاهرة متزايدة تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والعديد من تطبيقات المراسلة والألعاب الإلكترونية المختلفة⁵. تشمل أساليب التنمر الإلكتروني نشر معلومات كاذبة، مشاركة صور مهينة، التهديد والتحرش، والتجسس على الخصوصية⁶.

منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، سناب شات وتيك توك تحاول التصدي لهذه الظاهرة من خلال تقديم أدوات للإبلاغ عن حالات التنمر والمراقبة المستمرة لتحديد ومعالجة هذه الممارسات السلبية⁵.

بالرغم من هذه الجهود، فإن التنمر الإلكتروني لا يزال تحديًا مستمرًا يتطلب تعاونًا مجتمعيًا وتدخلات متكاملة لمكافحته بفعالية⁶.

“التنمر الإلكتروني هو أحد أبرز التحديات التي تواجه الشباب في عصرنا الرقمي، ويتطلب تضافر الجهود على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع لحمايتهم من آثاره السلبية.”

الآثار النفسية للتنمر الإلكتروني على الشباب

التنمر الإلكتروني له تأثيرات عميقة على الصحة النفسية للشباب. فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال والمراهقين يعانون بشكل خاص من التنمر في المدارس والمجتمعات، مما يؤدي إلى تدني الثقة بالنفس، القلق، وحتى الاكتئاب⁷. التعرض للتنمر يؤدي في بعض الحالات إلى انخفاض في الدرجات الدراسية، وغيابات متكررة عن المدرسة، وتراجع في الاهتمام بالأنشطة الأكاديمية⁷.

التأثيرات العاطفية والنفسية

الأثر النفسي للتنمر يمكن أن يكون مدمراً ويسبب القلق والاكتئاب للضحايا، مما يؤثر على جودة حياتهم⁷. من الناحية الاجتماعية، يمكن أن يؤدي التنمر إلى عزل اجتماعي وانخفاض في الثقة بالنفس، مما يزيد من الشعور بالوحدة والاكتئاب لدى الضحايا⁷.

الأضرار الاجتماعية والأكاديمية

على المستوى العملي، يمكن أن يؤدي التنمر في أماكن العمل إلى تدهور الأداء وزيادة في معدلات الاستقالة والغياب⁷. من الجدير بالذكر أن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب يمكن أن تزيد من احتمالية التصرف بعدوانية كاستراتيجية للتخلص من الضغط النفسي بالنسبة للمتنمرين⁷.

المخاطر طويلة المدى على الصحة النفسية

يُعَدُّ التنمر ظاهرةً ذات تأثيرات عميقة على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للضحايا، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية للحد من تلك الآثار⁷. من الأثار النفسية الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن التنمر، الأفكار الانتحارية التي يمكن أن تشكل خطراً حقيقياً على الأفراد المتضررين⁷.

الإجراءات المتبعة للتعامل مع التنمر تتضمن البحث عن الدعم النفسي والعاطفي وتوثيق الحالات والتدخل الفوري لمواجهة التنمر⁷. التعاون الجماعي بين الأسرة والمدرسة والمجتمع يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في مكافحة التنمر وتقديم الدعم اللازم للضحايا⁷.

تظهر البيانات الإحصائية أن الوعي بظاهرة التنمر قد زاد بفعل الجهود التوعوية والبرامج الاحترافية الموجهة نحو مكافحة هذه الظاهرة⁷. إن التنمر الإلكتروني يتضمن الاستخدام المتعمد والمتكرر للإنترنت والتقنيات المرتبطة به لإيذاء الآخرين، وهو ما أصبح منتشراً بشكل كبير بين الشباب، الأمر الذي دفع إلى إنشاء تشريعات وحملات توعوية لمكافحته⁸.

التنمر الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب لدى الضحية إذا لم يتم تلقي المساعدة الفورية⁸. كما أن الضحايا قد يواجهون صعوبة في الوثوق بالآخرين، ويشعرون بالخوف والقلق وغياب الشعور بالأمان⁸.

التنمر الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى تدٍن في المستوى الأكاديمي للطلاب، مما يؤثر على أدائهم الدراسي⁸. الآثار النفسية للتنمر الإلكتروني تشمل القلق والخوف والتوتر، وقد تؤدي إلى تطور اضطرابات في الأكل والنوم⁸.

في بعض الحالات المتطرفة، تم ربط حالات التنمر الإلكتروني بمحاولات الانتحار كوسيلة للهروب من المعاناة النفسية⁸. الأفراد الذين يؤيدون المتنمرين إلكترونياً قد يساهمون دون قصد في ذلك من خلال القيام بأعمال مثل الإعجاب بالمحتوى السيء أو مشاركة الرسائل السلبية أو البقاء متجاهلين تجاه هذه الممارسات⁸.

المعتدون في التنمر الإلكتروني غالباً ما يشاركون في هذا السلوك للتعامل مع عدم الأمان الشخصي والبحث عن التأكيد، لكن هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى عزلهم اجتماعياً وفقدان الأصدقاء⁸. التنمر الإلكتروني يمكن أن ينتج عنه تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية والأداء الأكاديمي والتبعات القانونية وسمعة المعتدين⁸.

إن انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني في المجتمع من شأنه أن يؤدي إلى توتر العلاقات الاجتماعية وتسهيل نقل السلوك العدواني إلى المواقف الواقعية، وتهديد استقرار المجتمع وتعزيز ثقافة عدم الاحترام والتفكك الاجتماعي⁸.

استراتيجيات الحماية من التنمر الإلكتروني

في عصر الرقمنة والتواصل الافتراضي، يواجه الأطفال والشباب تحديات متزايدة من التنمر الإلكتروني. ومع ذلك، هناك استراتيجيات فعالة يمكن اتباعها لحماية الأمان على الإنترنت وحماية الخصوصية الرقمية⁹.

أولاً، من المهم تجنب التفاعل مع المتنمرين على الإنترنت. فالرد على الرسائل أو المنشورات المسيئة قد يؤدي إلى تصعيد الموقف وزيادة التنمر. بدلاً من ذلك، ينبغي الإبلاغ عن السلوك المسيء إلى منصات التواصل الاجتماعي أو الجهات المسؤولة¹⁰.

1. جمع الأدلة: احتفظ بلقطات شاشة للرسائل النصية والتعليقات المسيئة كدليل على التنمر⁹.
2. الاتصال بالسلطات: في حالات التهديد الخطيرة، لا تتردد في الاتصال بالشرطة أو السلطات المختصة للحصول على المساعدة⁹.
3. الإبلاغ عن المحتوى المسيء: معظم منصات التواصل الاجتماعي لديها أنظمة للإبلاغ والمراجعة وإزالة المحتوى المسيء. استفد من هذه الخدمات للحفاظ على الأمان على الإنترنت وحماية الخصوصية الرقمية⁹.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد والمجتمع ككل المساهمة في الإبلاغ عن التنمر الإلكتروني وتوفير الدعم النفسي للضحايا. فالتعاون والتضامن هما السبيل لحماية الأمان على الإنترنت وضمان مستقبل رقمي أكثر أمانًا للجميع¹⁰.

“إن توفير بيئة آمنة على الإنترنت للأطفال والشباب هو مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات المجتمعية.”

دور الأسرة والمجتمع في مكافحة التنمر الإلكتروني

تقع على عاتق الوالدين مسؤولية مراقبة نشاط أطفالهم على الإنترنت وتوجيههم نحو الاستخدام الآمن والمسؤول¹¹. تعد عملية التواصل الفعال بين الآباء والأبناء أمرًا حيويًا لتوفير بيئة آمنة يشعر فيها الأطفال بالأمان للإبلاغ عن تجربتهم مع التنمر¹¹. كما أن غرس القيم والعادات الصحيحة لدى الأبناء يُساهم بشكل كبير في مواجهة مشكلات التنمر¹¹.

تلعب المؤسسات التعليمية دورًا محوريًا في رفع الوعي بمخاطر التنمر الإلكتروني وسبل الوقاية منه¹¹. يجب على المدارس تعليم الطلاب مفهوم التنمر، أشكاله، وكيفية التعامل معه، فهذا أمر حيوي لاستراتيجيات الوقاية¹¹. كما ينبغي على المؤسسات التعليمية التعاون مع الآباء لمعالجة حالات التنمر بحكمة وصبر وفعالية¹¹.

لا تقتصر مسؤولية مكافحة التنمر الإلكتروني على الأسرة والمدرسة فحسب، بل تمتد لتشمل المجتمع بأكمله¹¹. تحتاج ضحايا التنمر إلى الدعم المجتمعي والتشجيع على الإبلاغ عن الحالات للحد من انتشار هذه الظاهرة¹¹. كما أن المشاركة الفاعلة في المبادرات المناهضة للتنمر على مستوى المدارس والمجتمعات المحلية له أثر إيجابي في مكافحة التنمر الإلكتروني¹¹.

روابط المصادر

1. تنمر على الإنترنت – https://ar.wikipedia.org/wiki/تنمر_على_الإنترنت
2. التنمر الإلكتروني.. ومخاطر استخدام التكنولوجيا في المجتمع الفلسطيني – http://ppc-plo.ps/ar/news-cats/81/537/التنمر الإلكتروني.. ومخاطر استخدام التكنولوجيا في المجتمع الفلسطيني
3. ما هو التنمر الإلكتروني – موضوع – https://mawdoo3.com/ما_هو_التنمر_الإلكتروني
4. التنمر الإلكتروني والترابط الاجتماعي – https://kids.frontiersin.org/ar/articles/10.3389/frym.2018.00054-ar
5. دليلك إلى التنمر الإلكتروني، أسبابه، وعلاجه – نيوفيرستي – https://niuversity.com/ar/التنمر-الإلكتروني/
6. التنمر الإلكتروني: أنواعه وآثاره وكيفية مواجهته – Tawazon – https://tawazonapp.com/التنمر-الإلكتروني-أنواعه-وآثاره-وكيف/
7. التنمر وآثاره على النفس – https://feenanoor.com/2024/06/01/التنمر-وآثاره-على-النفس/
8. آثار وأضرار التنمر الإلكتروني – https://www.annajah.net/ظاهرة-التنمر-الإلكتروني-وآثارها-السلبية-على-الشخص-article-26261
9. التنمر الإلكتروني: مفهومه وطرق مواجهته – https://www.for9a.com/learn/التنمر-الإلكتروني-مفهومه-وطرق-مواجهته
10. ما هي آثار التنمر الإلكتروني على الأطفال؟  – SternX Technology – https://sternx.ae/ar/ما-هي-آثار-التنمر-الإلكتروني-على-الأطف/
11. دور الأهل في حل مشكلة التنمر المدرسي – موضوع – https://mawdoo3.com/دور_الأهل_في_حل_مشكلة_التنمر_المدرسي