فوائد حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء”

في إطار الممارسات والمعتقدات الإسلامية، يتميز حديث “بِسْمِ اللَّهِ الذي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ” بأهمية بالغة¹. هذا الحديث يؤكد على ضرورة تلاوة هذه العبارة ثلاث مرات في الصباح والمساء، كما رواه أبو داود وابن حبان وغيرهم¹. وتعتبر هذه الممارسة وسيلة للحماية من المصائب المفاجئة طوال النهار أو الليل، كما ورد في الحديث¹. كما أن ذكر اسم الله باستمرار يعزز الاعتماد القوي عليه، كما هو موضح في الفوائد المتعددة التي جاءت في الحديث¹.

إن تلاوة هذه العبارة بانتظام تؤكد على الثقة والانقياد التام لله تعالى¹. كما أن النطق بـ”بِسْمِ اللَّهِ” يُظهر التبجيل لاسم الله ويذكّر بعظمته¹. علاوة على ذلك، يؤكد الحديث على أهمية الاحتفاظ بالإيمان والثقة في حماية الله من خلال الذكر المنتظم¹.

إن الفوائد المترتبة على تلاوة هذه العبارة بشكل مستمر تتعدى مجرد تعزيز الإيمان بصفات الله وقدرته على حماية مخلوقاته¹. كما يشير الحديث إلى أهمية الالتزام بأذكار الصباح والمساء الموصى بها، مما يعزز الانضباط الروحي¹. وبالتالي، يبرز الحديث تعاليم النبي محمد والإرشاد الذي قدمه للمؤمنين، مما يوفر رؤى حول المنظور الإسلامي بشأن الحماية من خلال الذكر¹.

أهم النقاط

• حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” له فوائد عقائدية وتربوية وسلوكية للمسلم
• التلاوة المنتظمة لهذا الذكر في الصباح والمساء تحمي من البلاء والشرور
• الذكر يعزز الثقة والاعتماد على الله تعالى والخشوع في العبادة
• الحديث يؤكد على أهمية الالتزام بأذكار الصباح والمساء لرعاية الجانب الروحي
• تلاوة “بسم الله” تبرز تعاليم النبي محمد في الحفاظ على المؤمنين

نص الحديث وتخريجه

الحديث المروي بلفظ “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”² هو من الأحاديث المشهورة والتي تم تخريجها من عدة مصادر². هذا الحديث يروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى وأحمد في مسنده².

سند الحديث

سند هذا الحديث جيد حيث رواه عدد من الرواة الثقات، ويعتبره الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني من الأحاديث الصحيحة².

درجة الحديث

تم تصحيح هذا الحديث من قبل محققين كبار مثل الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” والشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة². وهو من الأحاديث الحسنة أو الصحيحة عند أهل العلم².

روايات الحديث

هناك بعض الروايات المتقاربة لهذا الحديث مع اختلافات طفيفة في اللفظ، ولكن المعنى واحد². ومن هذه الروايات ما رواه أبو داود والترمذي بلفظ “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”³. كما رواه ابن ماجه بلفظ “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”³.

وقد قام مجموعة من العلماء المتخصصين في تخريج الأحاديث بتوثيق هذا الحديث وبيان درجته الصحيحة،² مثل الإمام ابن حجر في “فتح الباري”³ والشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة².

شرح المعنى الإجمالي للحديث

حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” يُعتبر من الأحاديث المباركة التي تؤكد على قدرة الله تعالى وعلمه الشامل⁴. وفي هذا الحديث، نجد أن معنى “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” يُشير إلى أن الاستعانة باسم الله تعالى تجلب النفع وتدفع الضرر، فالله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء ولا يضره شيء⁴.

وكذلك فإن قوله “في الأرض ولا في السماء” يُفيد شمول الحماية والحفظ لكل ما في الكون، سواء في الأرض أو في السماء⁴. وهذا يؤكد على أن كل شيء تحت سيطرة الله تعالى وقدرته المطلقة⁴.

أما قوله “وهو السميع العليم”، فإنه يشير إلى أن الله تعالى يسمع جميع الأصوات ويعلم جميع الأمور، وهذا يرتبط بموضوع الحديث ويؤكد على أن الله محيط بكل شيء ولا يخفى عليه شيء⁴.

بشكل عام، يُبرز هذا الحديث عظمة الله تعالى وسلطانه الشامل على جميع المخلوقات، كما يُؤكد على أهمية الاستعانة باسم الله وتوكله سبحانه في كل الأمور⁴.

وقال الإمام الترمذي: “هذا حديث حسن صحيح”⁵.

فوائد الحديث

الأذكار والأدعية النبوية الشريفة لها فوائد متعددة ومتنوعة، سواء على المستوى العقائدي أو التربوي أو السلوكي. فحديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء”⁶ هو أحد تلك الأحاديث المباركة التي تنطوي على فوائد جليلة للمسلم في مختلف جوانب حياته.

الفوائد العقائدية

من أهم الفوائد العقائدية لهذا الحديث هو تعزيز الإيمان بقدرة الله وحفظه لعباده. فالمسلم الذي يتلو هذا الذكر بإيمان وثقة بربه، يدرك أن الله تعالى هو الذي يملك الضر والنفع، وأنه لا يضر مع ذكر اسمه شيء⁶. هذا الإدراك يقوي إيمان المسلم ويجعله أكثر اعتماداً على الله في جميع أموره.

الفوائد التربوية

على الصعيد التربوي، فإن هذا الحديث يعلم المسلم التوكل على الله والثقة به في كل أحواله. فبتلاوة هذا الذكر والاعتماد عليه، يتعود المسلم على ربط قلبه بالله تعالى وعدم الاضطراب في وجه المخاطر والمصاعب⁷. هذا التربية النفسية تساهم في تقوية الإيمان وتحصين المسلم ضد الوساوس والشكوك.

الفوائد السلوكية

على الصعيد السلوكي، فإن الحرص على المداومة على هذا الذكر يربط قلب المسلم بالله تعالى ويجعله أكثر انشغالاً بذكر الله وعبادته⁸. هذا السلوك الإيجابي ينعكس على تصرفات المسلم وتصرفاته في حياته اليومية، فيكون أكثر طمأنينة وخشوعاً وبعداً عن الرذائل.

بشكل عام، فإن حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” يعلم المسلم الالتجاء إلى الله في كل أموره وأحواله، والاعتماد عليه وحده دون سواه⁶. هذا الأمر له أثر بالغ في تربية النفس وتقوية الإيمان والسلوك المرضي أمام الله تعالى.

“من أصبح منكم معافى في جسده آمنا في سربه فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها”⁶

أوقات وكيفية قول هذا الذكر

يوصي النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقول ذكر “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” في الأوقات المباركة والمحددة، والتي تشمل الصباح والمساء⁹. أوضح النبي أنه ينبغي قول هذا الذكر ثلاث مرات في الصباح، بعد صلاة الفجر، وثلاث مرات في المساء، بعد صلاة العصر أو قبيل غروب الشمس⁹.

ويُشدّد الحديث على أهمية الإخلاص والتدبر عند قول هذا الذكر؛ فالنية الصادقة وفهم معناه يُعدّان من أسباب تحقيق فائدته¹⁰. وذكر الله باللسان مع القلب أفضل من مجرد ذكر اللسان فقط، وفق إجماع العلماء على هذه النقطة¹⁰.

وتجدر الإشارة إلى أن النبي محمد شجّع صحابته على الانتظام في ذكر الله بأذكار محددة بعد الصلاة، بما في ذلك قول “سبحان الله والحمد لله والله أكبر” ثلاثًا وثلاثين مرة لكل منها⁹. فهذه الممارسة الروحية تُسهم في تحقيق الغفران، حتى لو كانت الذنوب بمثل رغوة البحر⁹.

بذلك، يتضح أن النبي محمد وضع منهجًا منظمًا لممارسة الذكر بعد الصلاة، مؤكدًا على أهمية هذه الممارسة الروحية في تعزيز النمو الإيماني والحصول على المغفرة الإلهية⁹¹⁰.

أسباب حصول الحفظ والوقاية بهذا الذكر

يُعدّ حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” من الأذكار المهمة والفاعلة في حفظ الله للعبد والوقاية من الشرور¹¹. الذكر المستمر لله تعالى والدعاء والتلاوة للقرآن الكريم يجلب البركات والثواب العظيم، لكن القليل هم من ينجح في الاستمرار على ذلك¹¹. وتؤكد الأحاديث النبوية على أهمية ذكر الله تعالى طوال النهار والليل للحصول على الحماية والبركات الإلهية¹¹.

شروط تحقق فضل الذكر

وتحقيق الحفظ والوقاية المرجوة من هذا الذكر مشروط بتوفر عدة أمور، أهمها:

1. الإخلاص في النية والقصد لله تعالى دون رياء أو سمعة¹¹.
2. اليقين بأن الله تعالى هو الحافظ الوحيد وأن هذا الذكر سبب في جلب النفع ودفع الضرر¹¹.
3. حضور القلب أثناء قول الذكر والتفكر في معناه وفضله¹¹.

موانع تحقق فضل الذكر

بالمقابل، هناك موانع تحول دون تحقق فضل هذا الذكر، ومن أبرزها:

• الغفلة عن ذكر الله والتفريط في الاستمرار على الأذكار¹¹.
• عدم التدبر والتفكر في معاني الذكر والاستشعار بعظمة الله تعالى¹¹.
• الاستهانة بأمر الله تعالى وعدم إعطاء الذكر حقه من الاهتمام والخشوع¹¹.

ومن الأمثلة على ذلك قصة أبان بن عثمان الذي لم يقل الذكر في اليوم الذي أصابه فيه الفالج بسبب الغضب والنسيان¹¹.

إن المحافظة على شروط استجابة الدعاء وتجنّب موانع قبول الأعمال أمر بالغ الأهمية لتحقيق الحفظ والوقاية المأمول بهذا الذكر المبارك¹².

الخلاصة

في هذا المقال، تمت دراسة فوائد حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” وأهميته في حياة المؤمن. فقد تبين أن هذا الذكر له فوائد عقائدية وتربوية وسلوكية، كما أن المواظبة عليه في الصباح والمساء تحقق الحفظ والوقاية من الشرور. ويُشترط للاستفادة من هذا الذكر الإخلاص والتدبر عند النطق به، وتجنب الموانع التي قد تحول دون تحقيق فضله.

في الختام، يجدر بالمؤمن أن يدرك قوة التوكل على الله واعتماده على حفظ الله تعالى له في كل أموره. فالله سبحانه وتعالى لا يضر مع اسمه شيء، وهو الحفيظ الرقيب على عباده المؤمنين الذين يلجأون إليه ويعتمدون عليه.

إن المداومة على هذا الذكر الشريف في الصباح والمساء هي من أسباب حفظ الله لعباده وجلب البركات والخيرات. فليسارع المؤمن إلى الاستمساك بهذا الذكر والتعلق به، ليفوز بحفظ الله وتوفيقه في الدنيا والآخرة.

روابط المصادر

1. 15 فائدة من حديث :” بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء” كتبها محمود داود دسوقي خطابي – http://kenanaonline.com/users/Islamisright/posts/263274
2. تخريج الحديث – https://ar.wikipedia.org/wiki/تخريج_الحديث
3. كتب التخريج – https://www.islamweb.net/ar/article/16965/كتب-التخريج
4. علم شرح الحديث – https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_شرح_الحديث
5. شرح وترجمة حديث: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة – موسوعة الأحاديث النبوية – https://hadeethenc.com/ar/browse/hadith/6267
6. شبكة صيد الفوائد زاد كل مسلم – http://saaid.org/Doat/hamesabadr/68.htm
7. شرف الحديث والمحدثين – https://www.islamweb.net/ar/article/35485/شرف-الحديث-والمحدثين
8. أهم 10 معلومات عن الحديث الشريف (تعريفخ واهميته وطرق تعلمه) – https://quranteacheracademy.com/ar/blog/الحديث-الشريف/
9. 244 ــ باب فضل الذكر والحث عليه – https://riyadh.islamenc.com/ar/page/248
10. ذكر (إسلام) – https://ar.wikipedia.org/wiki/ذكر_(إسلام)
11. بملازمة الأذكار يحفظ العبد في دينه ودنياه – https://www.islamweb.net/ar/article/212041/بملازمة-الأذكار-يحفظ-العبد-في-دينه-ودنياه
12. مَقْصِدُ حِفْظِ اْلَأمْنِ في الْقُرْآنِ الكَرِيمِ | مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي – https://al-furqan.com/ar/مَقْصِدُ-حِفْظِ-اْلَأمْنِ-في-الْقُرْ/