قتيبة بن مسلم الباهلي1 كان قائدًا إسلامياً شهيرًا قاد الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى. وُلِد قتيبة في البصرة1 وتلقّى تعليمه في القرآن والفقه والفروسية. عيَّنه الحاكم الأموي الحجاج بن يوسف واليًا على إقليم خراسان عام 86 هـ1. ومن خلال هذه الولاية، قام قتيبة بفتح مناطق واسعة في آسيا الوسطى، بما في ذلك طخارستان، وبخارى، وسمرقند، وأجزاء من الصين2. كما وصل قتيبة إلى مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية1. استمرت فتوحات قتيبة لما يقارب 13 عامًا حتى وفاته عام 96 هـ2.
أهم النقاط
- قتيبة بن مسلم قائد إسلامي شهير قاد الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى
- ولد قتيبة في البصرة وتلقى تعليمه في القرآن والفقه والفروسية
- عيَّنه الحاكم الأموي الحجاج بن يوسف واليًا على إقليم خراسان عام 86 هـ
- فتح قتيبة مناطق واسعة في آسيا الوسطى بما في ذلك الصين وجعل كاشغر قاعدة إسلامية
- استمرت فتوحات قتيبة لما يقارب 13 عامًا حتى وفاته عام 96 هـ
العلاقة التاريخية بين الصين والإسلام
تعود العلاقة بين العرب والصين إلى فترة ما قبل الإسلام، حيث تم ذكر العرب في مصادر التواريخ الصينية في فترة حكم أسرة Tang (618 – 907م)3. وقد ساهم طريق الحرير في تأسيس العلاقات التجارية بين البلدين، مما مهّد الطريق لانتشار الإسلام في الصين.
طريق التجارة والقوافل القديم
كان لطريق الحرير البري والبحري دور كبير في انتشار الإسلام داخل الصين. من خلال هذه الطرق التجارية، وصل المسلمون إلى مختلف أنحاء الصين، سواء عبر الشمال الغربي (فتح تركستان الشرقية) أو عبر الطرق البحرية في الشرق.
وصول أول مبعوث مسلم للصين
وصل أول مبعوث مسلم إلى الصين سنة 21 هـ، وكان ذلك خطوة مهمة في بناء العلاقات الإسلامية الصينية. هذه الزيارة فتحت الطريق أمام المزيد من الاتصالات والتبادل الثقافي بين البلدين.
المحاور الرئيسية لدخول الإسلام للصين
دخل الإسلام إلى الصين عبر محورين رئيسيين: البري من الغرب (فتح تركستان الشرقية)3، والبحري من الشرق (وصول إلى شرق الصين). هذان المحوران ساهما في انتشار الإسلام واستقراره في مختلف أنحاء الصين3.
تقدر أعداد المسلمين في الصين بين 17 إلى 25 مليون نسمة، أي أقل من 2% من إجمالي عدد السكان4. ويتركز أكبر تجمع للمسلمين في منطقة الحكم الذاتي سنجان شمال غرب الصين4. وتُعد القومية الأويغور أكبر قومية من قوميات المسلمين في الصين4. كما توجد تسع قوميات أخرى تدين بالإسلام مثل القازاق والأوزبك والتتار في مناطق مختلفة من الصين4.
خلال عصر أسرة مينغ، اندمج المسلمون في المجتمع الصيني منذ عهد المغول، حيث أحتفظوا بتقاليدهم الإسلامية4. وفي العهد الجمهوري، أعلن الحكم أن الأمة الصينية تضم خمسة عناصر، وأن المسلمين يشكلون إحدى تلك العناصر4.
“لقد كان لطريق الحرير دور مهم في انتشار الإسلام في الصين، كما لعبت المراكز الساحلية دورًا بارزًا في نشر الدين الإسلامي.”
فاتح الصين قتيبة بن مسلم الباهلي
قتيبة بن مسلم الباهلي كان قائدًا عسكريًا بارزًا وفاتح الصين في العصر الإسلامي المبكر5. تحت قيادة قتيبة، تم إرسال ثلاثمائة رسول إلى ملك الصين، والذين وصلوا إلى مدينة كبيرة تحيط بها تسعون بوابة في سورها، وهي ما يُعرف بخان بالق، دالة على عظمتها وثراءها5. وقد سأل الملك الصيني الرسل عن عبادتهم وملابسهم وكيفية مقاربتهم لأعدائهم، وأمرهم بالعودة إلى قتيبة ليبلغوه بالانسحاب من المملكة مقابل دفع الجزية والهدايا5.
وفي إشارة إلى طبيعة العلاقة بين قتيبة وبين الخليفة سليمان بن عبد الملك، يُذكر أن قتيبة كان ينوي الانفصال عن ولاء الخليفة، وذلك تحت تأثير وفاة ابن الخليفة الوليد بن عبد الملك5. وفي النهاية، لقي قتيبة مصيره المحتوم بعد هذه الأحداث5.
كما تؤكد المصادر التاريخية أن6 سبعًا وثلاثين مرة وصلت سفارات عربية إلى الصين وفقًا لكتاب التاريخ المؤسسي لأسرة تانغ،6 بينما ترد معلومات في الموسوعة التاريخية عن وصول عشرين سفارة فارسية من المسلمين إلى الصين6. وقد نجح قتيبة بن مسلم في ضم تركستان الشرقية والاستيلاء على عاصمتها كاشغر عام 715م6.
كما تَشير المصادر6 إلى أنه تم بعث سفارات مسلمة أكثر من مرة إلى بلاط الإمبراطور في مدينة تشانغآن، كان أبرزها تلك التي ترأسها هبيرة بن مشمرج الكلابي6. وكان قتيبة قد قدم جزية للإمبراطور الصيني وردّ الغلمان وطأ التراب، في إشارة لتوطيد العلاقات بين المسلمين والصين في تلك الفترة6.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت المصادر التاريخية6 تفاصيل عن تحية الإمبراطور شوان زونغ لشخصية أسطورية طاوية من إنتاج الفنان رين رينفا، مما يؤكد على العلاقات الوثيقة بين الصين والعالم الإسلامي في تلك الحقبة6.
يتضح من هذه المعلومات أن قتيبة بن مسلم كان قائدًا عسكريًا بارزًا وأحد أبرز فاتحي الصين في العصر الإسلامي المبكر، الذي نجح في إقامة علاقات وثيقة مع الإمبراطور الصيني وتوسيع النفوذ الإسلامي في المنطقة56.
الخلاصة
قتيبة بن مسلم الباهلي لعب دورًا محوريًا في توسيع رقعة الدولة الإسلامية شرقًا7. فتوحاته مهّدت لدخول قبائل الأتراك في الإسلام، وقد وصل إلى أبعد نقطة في الشرق لم يصلها أحد من المسلمين بعده7. لقد ساهم قتيبة بن مسلم في نشر الإسلام في آسيا الوسطى والصين8.
إرث قتيبة بن مسلم له تأثير كبير في التاريخ الإسلامي، فقد فتح الطريق لدخول الكثير من القبائل الآسيوية في الإسلام7. كما أن فتح الصين في عهده أدى إلى تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين المسلمين والصينيين على مر القرون8. لقد كان قتيبة بن مسلم من الفاتحين المتسامحين الذين انتشر الإسلام على أيديهم بدون سيف7.
إن أهمية فتح الصين في التاريخ الإسلامي لا يمكن إنكارها، فقد مهد الطريق لانتشار الإسلام في شرق آسيا وتأسيس علاقات ثقافية وتجارية متينة بين المسلمين والصينيين78. إن إرث قتيبة بن مسلم الباهلي يبقى حاضرًا في التاريخ الإسلامي كنموذج للفاتح المتسامح الذي نشر الإسلام بالحكمة والمعرفة.
FAQ
من هو قتيبة بن مسلم الباهلي؟
كيف كانت العلاقة التاريخية بين الصين والإسلام؟
ما هي إنجازات قتيبة بن مسلم في فتح الصين؟
ما هو أثر فتوحات قتيبة بن مسلم في التاريخ الإسلامي؟
روابط المصادر
- من هو فاتح الصين – موضوع – https://mawdoo3.com/من_هو_فاتح_الصين
- قتيبة بن مسلم الباهلي – https://ar.wikipedia.org/wiki/قتيبة_بن_مسلم_الباهلي
- قراءة تاريخية للعلاقة بين المسلمين والصين – https://www.aljazeera.net/midan/intellect/history/2017/12/13/قراءة-تاريخية-للعلاقة-بين-المسلمين
- الإسلام في الصين – https://ar.wikipedia.org/wiki/الإسلام_في_الصين
- قصة قتيبة بن مسلم مع ملك الصين.. ما يقوله التراث الإسلامى – اليوم السابع – https://www.youm7.com/story/2021/10/18/قصة-قتيبة-بن-مسلم-مع-ملك-الصين-ما-يقوله-التراث/5499971
- قصة القائد قتيبة بن مسلم الباهلي مع الإمبراطور الصيني شوان زونغ – مركز جمال بن حويرب للدراسات – https://jbhsc.ae/قصة-القائد-قتيبة-بن-مسلم-الباهلي-مع-الإ/
- عجائب الفتوحات الإسلامية – https://www.aljazeera.net/blogs/2017/7/26/عجائب-الفتوحات-الإسلامية
- زيد المحبشي: التواصل التاريخي بين اليمن الصين – https://www.raialyoum.com/زيد-المحبشي-التواصل-التاريخي-بين-اليم/