كيف تكتب أسئلة البحث العلمي؟
ما هي أسئلة البحث؟
هي الأسئلة التي يتمحور حولها موضوع البحث، لذلك يجب أن تكون:
- واضحة : توفر تفاصيل كافية بحيث يمكن للقراء فهم الغرض من طرحها بسهولة دون الحاجة إلى تفسير إضافي.
- مركزة: محددة بما يكفي بحيث يمكن أن تتم الإجابة عنها في المساحة المخصصة لإنجاز البحث، دون الحاجة إلى دراسات أخرى.
” في بعض الأبحاث يقترح الباحث إجراء المزيد من الدراسات لتطوير ما توصل إليه، وتأكيد نتائج دراسته، لتعم الفائدة بشكل أوسع، ولكن بعد أن يكون قد أجاب عن أسئلة دراسته في إطار الدراسة نفسها، بعد ذلك يقترح إجراء دراسات أخرى لتعزيز ما توصل إليه، وليس للإجابة عما طرحه من أسئلة. “
- مختصرة: يتم التعبير عنها بأقل عدد ممكن من الكلمات.
- معقدة: لا يمكن الإجابة عنها بـ “نعم” أو “لا” ، إنما تتطلب تحقيقاً وتحليلًا للأفكار والمصادر والبيانات قبل تكوين الإجابة.
- قابلة للنقاش: بمعنى أن تكون إجابات أسئلة البحث قابلة للنقاش، فهي ليست حقائق مطلقة.
“غالباً ما يكون للدراسات سؤالٌ رئيسي، يتفرع منه عدداً من الأسئلة الفرعية.”
بعض النصائح لأسئلة بحث مميزة
- يجب أن تطرح سؤالاً حول مشكلة أنت مهتم أو شغوف بها.
- يجب تطوير السؤال الذي تطرحه بناءً على تخصصك، أو المجال الذي تنتمي إليه.
- عليك أن تنتبه إلى أن نمط الأسئلة العلمية، يختلف تماماً عن نمط الأسئلة الأدبية أو النظرية.
- لا بأس في أن تناقش أستاذك حول أسئلة البحث التي اخترتها.
لماذا تعتبر أسئلة البحث ضرورية لعملية البحث؟
أسئلة البحث تساعد المؤلفين على تركيز أبحاثهم من خلال تحديد مسار العمل لهم، خاصة في عملية كتابة الأبحاث، كما أنها تساعدهم في تركيز جهودهم على فكرة البحث الأساسية دون التطرق لأي أفكار أخرى قد تطرأ نتيجة لكثرة المعلومات والبيانات.
بشكل عام، إن أهمية أسئلة البحث تكمن في كونها تضع البحث في مساره الصحيح، وتحدد جوانبه الأساسية، لمنع التشتت والاسترسال في تفسير أفكار غير مهمة، كما أنها تضيف للبحث طابعاً أكاديمياً رسمياً، يسهل على القارئ فهم موضوع الدراسة، وأهدافها بسهولة وبدون أن يضطر إلى قراءة الدراسة بشكل كامل – هذا في حال أن القارئ كان مستعجلاً، أو يبحث عن دراسات سابقة مناسبة -.
خطوات تطوير أسئلة البحث
1. اختر موضوعًا عامًا مثيرًا للاهتمام:
يركز معظم الباحثين المحترفين على الموضوعات التي يهتمون حقًا بدراستها، كما يفضلون اختيار موضوع واسع يرغبون حقًا في معرفة المزيد عنه. أمثلة على المواضيع العامة: “الحرب النفسية على البلدان النامية” أو “الحبكات الدرامية في الأفلام الكلاسيكية”.
2. قم ببعض الأبحاث الأولية حول موضوعك العام:
قم ببعض عمليات البحث السريعة في الدوريات والمجلات حول موضوعك للتعرف على الدراسات الأخرى التي ناقشت مواضيعاً قريبة من موضوعك، هذا يساعدك في تحديد اهتمامك، دون جميع الملاحظات التي تخطر ببالك بينما أنت تقوم بالبحث الأولي.
3. ضع في اعتبارك الجمهور الذي سيقرأ دراستك:
بالنسبة لمعظم الأوراق البحثية، يكون جمهورها أكاديمي، ولكن عليك أن تضع في اعتبارك الجمهور الآخر، وهم فئة الهواة، والمهتمين بالعلم، عليك أن تطور أسئلتك وتحددها بشكل يناسب كل من سيقرأها، لتضمن بذلك القيمة العلمية الكبيرة لدراستك.
4. ابدأ بطرح الأسئلة:
مع الأخذ في عين الاعتبار كل ما سبق، ابدأ بسؤال نفسك أسئلة مفتوحة حول موضوع دراستك مثل “كيف؟” و”لماذا؟”، على سبيل المثال ، “لماذا كانت الروايات البوليسية أسباباً رئيسية في رغبة الكثيرين في أن يصبحوا محققين؟ ” أو “كيف كشفت نظريات التعلم الجديدة النزعة الفردية لدى الطلاب؟”.
5. قم بتقييم سؤالك:
بعد طرح أسئلة البحث، قم بتقييم هذه الأسئلة لتحديد ما إذا كانت ستكون أسئلة بحثية فعالة أو ما إذا كانت بحاجة إلى المزيد من المراجعة والتطوير، ويمكنك تقييم سؤال دراستك الأساسي، وما يتفرع منه من أسئلة، من خلال طرح هذه التساؤلات على نفسك:
- هل أسئلة البحث واضحة؟ يجب أن تكون أسئلة البحث واضحة قدر الإمكان حتى تكون فعالة في مساعدة الباحث على التحكم ببحثه.
- هل أسئلة البحث مركزة؟ يجب أن تكون أسئلة البحث محددة بما يكفي ليتم تحليلها والإجابة عنها بشكل جيد في المساحة المخصصة لذلك.
- هل أسئلة البحث معقدة؟ لا يجب أن تكون أسئلة البحث قابلة للإجابة بـ “نعم” أو “لا”، أو أن تكون إجاباتها عبارة عن مسلمات، بمل يجب أن تتطلب الكثير من البحث والتحليل من جانب الباحث.
6. ابدأ بحثك:
بعد أسئلة البحث، فكر في المسارات المحتملة التي يمكن أن يتخذها بحثك، ولا بأس في التفكير بهذه الأسئلة: ما هي المصادر التي يجب أن ترجع إليها وأنت تبحث عن إجابات لأسئلتك؟ ما هي عملية البحث التي تضمن لك العثور على مجموعة متنوعة من وجهات النظر والردود على أسئلتك؟
أمثلة على أسئلة البحث الجيدة، وغير الجيدة
المثال الأول:
غير واضح (غير جيد): كيف يمكن أن تعالج مواقع الشبكات الاجتماعية الضرر الذي تسببه؟
واضح (جيد): ما الإجراء الذي يجب أن تتخذه مواقع الشبكات الاجتماعية مثل MySpace و Facebook لحماية المعلومات الشخصية وخصوصية المستخدمين؟
النسخة غير الجيدة من هذا السؤال لم تحدد مواقع التواصل الاجتماعية المقصودة، كما لم تحدد نوع الضرر الذي تسببه تلك الموقع، وكأن الكل يعلم قصد الباحث، وهذا خطأ كبير!، أما في النسخة الجيدة، تم تحديد مواقع التواصل الإجتماعي المقصودة، ونوع الضرر المحتمل، كما تم تحديد المتضررين أيضاً، وبناءً على المثال الأول يمكننا القول بأن سؤال البحث الجيد، لا يجب أن يترك مجالاً للغموض أو الالتباس.
المثال الثاني:
غير مركز (غير جيد): ما هو تأثير الاحتباس الحراري على البيئة؟
مركز (جيد): ما هو التأثير الأكثر أهمية للذوبان الجليدي على حياة طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية؟
إن أسئلة البحث غير المركزة واسعة للغاية بحيث لا يمكن الإجابة عليها بشكل كاف مهما حاول الباحث، أما الاسئلة المركزة فهي تحدد جميع التفاصيل والمتغيرات التي سيناقشها البحث، فبالتالي تبين الغاية من الأسئلة بشكل واضح دون أي غموض.
” عندما تكون في حيرة من أمرك أثناء عملية البحث العلمي، اجعل أسئلة بحثك ضيقة ومركزة قدر الإمكان.”
المثال الثالث:
بسيط جدًا (غير جيد): كيف يتعامل الأطباء مع مرض السكري في الولايات المتحدة؟
معقد قليلاً (جيد): ما هي العوامل البيئية والسلوكية والجينية الرئيسية التي تحدد ما إذا كان الأمريكيون سيصابون بمرض السكري، وكيف يمكن استخدام هذه العوامل المشتركة لمساعدة المجتمع الطبي في الوقاية من هذا المرض؟
النسخة البسيطة من هذا السؤال يمكن البحث عنها عبر الإنترنت وإيجاد إجابات واقعية لها، دون أي مجال للتفكير أو التحليل، أما النسخة المعقدة فلا يمكن أبداً أن تجد إجابات كافية لها في الإنترنت! حيث أن من الواضح أنها تحتاج إلى بحث معمق وطويل كيف يتم إيجاد إجابات لها.
” قاعدة عامة، إذا تمكن محرك بحث قوقل (Google) من الإجابة على سؤال بحث ، فعليك أن تبحث عن سؤالٍ آخر.”
طالع أيضاً: كيف تكتب مشكلة البحث؟