الرئيسية بلوق الصفحة 3906

Vestibulum luctus dolor vel facilisis egestas

0

Integer quis nisl at orci feugiat lobortis quis a odio. Etiam efficitur metus ultricies nisl lacinia malesuada. Mauris ante eros, convallis vitae eros ut, congue placerat ante. Etiam metus massa, volutpat sit amet sapien ut, condimentum ultricies dui. In mauris metus, semper eu consequat eget, porttitor sed dui. Nam eu hendrerit nibh. Mauris vulputate lectus at nisi elementum, sed fermentum erat malesuada. Integer a lectus vel felis semper sollicitudin eu in leo. Phasellus eget nisi nec tortor placerat ornare vitae in odio. Maecenas ultrices efficitur sagittis.

Maecenas elit nisi, placerat a leo nec, ultricies tincidunt ante. Nullam et ante elit. Aenean ullamcorper egestas consectetur. Donec euismod quam quis sollicitudin accumsan. Curabitur feugiat orci enim, sagittis mattis nisi malesuada sed. Nullam ac lorem porta, semper urna vel, tempus sapien. Vestibulum iaculis id eros id interdum. Pellentesque laoreet varius lectus sit amet tempor. Curabitur suscipit massa eu nibh tincidunt, et vehicula magna mollis. Integer in augue euismod, feugiat libero at, fermentum leo. Donec pulvinar arcu placerat pretium condimentum.

Vivamus nisl odio, semper at erat non, aliquet sollicitudin nisi. Curabitur nunc ligula, semper vel erat nec, ultrices ultricies dolor. Aliquam eleifend arcu in dui tincidunt pharetra. Sed nec mattis urna. Vestibulum sed leo tellus. Quisque finibus feugiat leo, eu lobortis arcu sodales aliquam. Suspendisse viverra accumsan lectus ut sodales. Nulla ac sodales nisl. Nunc malesuada quis nunc nec pretium. Mauris euismod tristique lorem vel rutrum. Sed vitae tortor et dolor tincidunt egestas.

Black chairs

A heading

Vestibulum luctus, dolor vel facilisis egestas, augue enim commodo lorem, vitae auctor nulla nulla ut tortor. Sed sapien massa, efficitur vel arcu at, convallis euismod sapien. Ut at augue vel nisi consequat porttitor. Aliquam vel vestibulum diam. Vestibulum ligula elit, volutpat in eleifend nec, viverra at nisi. Quisque auctor euismod tincidunt. Integer ornare rutrum sodales. Praesent accumsan lobortis enim, ut facilisis risus pulvinar sit amet. Suspendisse eget gravida nisl. Nullam ut risus ultrices, sodales metus sit amet, vestibulum metus. Aenean porta dolor ut ante hendrerit, eget commodo lectus lobortis. Suspendisse est dui, consectetur in laoreet ut, rutrum sit amet odio.

Sed malesuada sodales dui. Nullam ultricies ac nibh sit amet aliquam. Nulla efficitur arcu felis, vitae ullamcorper sem lobortis in. Sed consequat orci in eros varius imperdiet. Vestibulum ante ipsum primis in faucibus orci luctus et ultrices posuere cubilia curae; Nam dictum feugiat rutrum. Mauris eu tempor felis. Praesent quis lectus a urna scelerisque pellentesque. Ut pellentesque ligula a lorem posuere volutpat. Praesent vitae enim elementum, malesuada metus in, pharetra turpis. Pellentesque ut mauris ut purus congue malesuada vitae ut quam. In pretium, ipsum non interdum sollicitudin, elit nunc porta massa, vitae venenatis metus nisl ut ligula. Sed aliquet nibh arcu, at convallis nisl fermentum id.

Another heading

Fusce tempor mattis rutrum. Suspendisse dignissim libero ex, vitae rhoncus enim bibendum at. Sed pulvinar, neque eget tincidunt scelerisque, libero nulla cursus est, sed dictum est magna sit amet urna. Sed blandit urna velit, non vestibulum lectus luctus id. Sed ut porta sapien, eu tincidunt massa. In semper, sem ac vehicula laoreet, ipsum tellus tincidunt arcu, nec mollis enim turpis nec sapien. Class aptent taciti sociosqu ad litora torquent per conubia nostra, per inceptos himenaeos. Phasellus vitae faucibus nibh, vitae aliquam risus. Praesent suscipit tincidunt dui eu rutrum. Curabitur dolor ligula, commodo vitae rutrum a, pharetra ac diam. Aenean orci massa, consequat sollicitudin accumsan eu, maximus dignissim massa. Pellentesque semper vulputate risus non maximus. Nullam eget velit in leo rutrum vehicula. Pellentesque sit amet pharetra urna, vel consectetur elit. Curabitur lorem magna, scelerisque a purus nec, elementum scelerisque velit.

المقابلة في البحث العلمي

المقابلة في البحث العلمي

مقدمة

تعتبر المقابلة في البحث العلمي بشكل عام أحد أساليب البحث النوعي، وتتضمن طرح أسئلة مفتوحة على أفراد العينة لجمع بيانات عن موضوع ما، وفي معظم الحالات يكون المحاور هو الباحث الذي ينوي فهم آراء المستجيبين من خلال سلسلة من الأسئلة والإجابات جيدة التخطيط والتنفيذ.

وتشبه المقابلة في البحث العلمي مجموعات التركيز (Focus groups) والاستقصاءات (Surveys) عندما يتعلق الأمر بالحصول على معلومات من المجتمع المستهدف ولكنها مختلفة تمامًا في عملياتها – تقتصر مجموعات التركيز على مجموعة صغيرة مكونة من 6 إلى 10 أفراد، في أما الاستقصاءات فهي ذات طبيعة كمية. يتم إجراء المقابلات مع عينة من مجتمع الدراسة، والسمة الرئيسية التي يظهرونها هي نبرتهم الحوارية.

 

أنواع المقابلة في البحث العلمي

يجب على الباحث إجراء مقابلات مع مجموعة من المستجيبين خلال البحث حيث لا يمكن الحصول على المعلومات إلا من خلال الاجتماع والتواصل شخصيًا مع جزء من المجتمع المستهدف. تقدم المقابلات للباحثين منصةً لتحفيز المشاركين للحصول على التفاصيل (البيانات) المطلوبة.

 

 وهناك ثلاثة أنواع أساسية من المقابلة في البحث العلمي:

 

أولاً: المقابلات المنظمة.

يتم تعريف المقابلات المنظمة بأنها أدوات بحث صارمة للغاية في عملياتها، وهي تسمح بنطاق ضئيل جدًا أو معدوم من حث المستجيبين من أجل الحصول على النتائج وتحليلها. وبالتالي تُعرف أيضًا باسم المقابلة الموحدة وتعتمد المنهج الكمي بشكل كبير. ويتم تحديد الأسئلة في هذه المقابلة مسبقًا وفقًا للتفاصيل المطلوبة للمعلومات.

يتم استخدام المقابلات المنظمة بشكل كبير في البحث المسحي لضمان وحدة الحوار خلال جميع جلسات المقابلة.

يمكن أن تكون المقابلة مغلقة ومفتوحة – حسب نوع المجتمع المستهدف، كما يمكن تضمين الأسئلة المغلقة لفهم تفضيلات المستجيب لمجموعة من الإجابات، في حين يمكن تضمين الأسئلة المفتوحة للحصول على تفاصيل حول جزء معين من المقابلة في البحث العلمي.

 

مزايا المقابلات المنظمة:

  1. تركز المقابلات المنظمة على دقة الاستجابات المختلفة التي يمكن من خلالها جمع بيانات منظمة للغاية.
  2. يمكن استخدامها للتواصل مع عينة كبيرة من المجتمع المستهدف.
  3. جعلت المقابلة أمراً سهلاً، بسبب التوحيد القياسي الذي تقدمه.
  4. جعلت من التعميم على العينات المختلفة أمرًا سهلاً بسبب استخدام نفس بنية المقابلة.
  5. نظرًا لأن التفاصيل قد تم التفكير بها بالفعل أثناء تصميم المقابلة، يمكن الحصول على معلومات أفضل ويمكن للباحث تحليل مشكلة البحث بطريقة شاملة عن طريق طرح أسئلة بحثية دقيقة.
  6. نظرًا لأن هيكل المقابلة في البحث العلمي ثابت، فإنه غالبًا ما يولد نتائج موثوقة وسريع التنفيذ.
  7. العلاقة بين الباحث والمجيب غير رسمية، حيث يمكن للباحث أن يفهم بوضوح هامش الخطأ سواءً قدم المستجيب إجابات صحيحة، أم راوغ في إجاباته.

 

عيوب المقابلات المنظمة:

  1. تقدم نطاق محدود لتقييم النتائج التي تم الحصول عليها.
  2. دقة المعلومات تغلب على تفاصيل المعلومات.
  3. يضطر المستجيبون للاختيار من بين خيارات محددة سلفاً.
  4. من المتوقع أن يلتزم الباحث دائمًا بقائمة الأسئلة المحددة بغض النظر عن مدى إثارة المحادثة مع المستجيبين.
  5. تتطلب قدراً كبيراً من الوقت لإجرائها.

 

 

ثانياً: المقابلات شبه المنظمة.

تقدم المقابلات شبه المنظمة مساحة كبيرة للباحث لاستطلاع آراء المستجيبين مع الحفاظ على هيكل المقابلات الأساسية. وحتى لو كانت المقابلة موجهة (مخططة) بين الباحثين والمستجيبين توفر المقابلات شبه المنظمة مرونة كبيرة للباحثين في إدارة المقابلة، خاصةً أن هذا النوع من المقابلات لا يتطلب جولات متعددة مع المستجيبين.

مع مراعاة هيكل المقابلة في البحث العلمي، يمكن للباحث اتباع أي فكرة قد تنشأ خلال المقابلة في البحث العلمي أو يمكنه الاستفادة من المقابلة بأكملها بشكل إبداعي. من الضروري دائمًا في المقابلات شبه المنظمة أن يجري الباحث تحقيق إضافي للتأكد من المعلومات التي حصل عليها من المستجيبين.

 

” يعتبر أفضل تطبيق للمقابلة شبه المنظمة هو عندما لا يجد الباحث الوقت الكافي لإجراء البحث ويتطلب معلومات تفصيلية حول الموضوع.”

 

مزايا المقابلات شبه المنظمة:

  1. يتم إعداد أسئلة المقابلات شبه المنظمة قبل المقابلة المجدولة مما يوفر للباحث الوقت لإعداد الأسئلة وتحليلها.
  2. تتسم بالمرونة إلى حد ما مع الحفاظ على قيود البحث.
  3. يمكن للباحثين التعبير عن أسئلة المقابلة بالشكل الذي يفضلونه، على عكس المقابلة المنظمة.
  4. يمكن جمع بيانات نوعية موثوقة من خلال هذه المقابلات.
  5. توفر هيكل مرن للحوار.

 

عيوب المقابلات شبه المنظمة:

  1. يمكن للمستجيبين التشكيك في عامل الموثوقية لهذه المقابلات بسبب المرونة التي يرونها من الباحث.
  2. من الصعب مقارنة إجابتين مختلفتين حيث لا يتم اتباع المبادئ التوجيهية لإجراء المقابلات شبه المنظمة بشكل كامل. – لن يكون هناك سؤالان لهما نفس الهيكل بالضبط وستكون النتيجة عدم القدرة على مقارنة النتائج الاستنتاجية.-

 

ثالثاً: المقابلات غير المنظمة.

تسمى أيضًا المقابلات المتعمقة، وعادة ما توصف المقابلات غير المنظمة على أنها محادثات تجرى لغرض معين – لجمع بيانات حول الدراسة البحثية. تحتوي هذه المقابلات على أقل عدد من الأسئلة لأنها تميل لأن تكون محادثة عادية ولكن مع موضوع أساسي.

الهدف الرئيسي لمعظم الباحثين الذين يستخدمون المقابلات غير المنظمة هو بناء الثقة مع المستجيبين والتي من المرجح أن تجعل المستجيبون صادقين بنسبة 100٪ في إجاباتهم، ويسهم عدم وجود مبادئ توجيهية ليتبعها الباحثون في تمكين الاتصال بالمشاركين بأي طريقة أخلاقية للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات لموضوع بحثهم.

نظرًا لعدم وجود مبادئ توجيهية لهذه المقابلات، يجب على الباحث أن يحافظ على دفة المقابلة في البحث العلمي في الاتجاه الصحيح، حتى لا يبتعد المشاركون عن قضية البحث الرئيسي. ولكي يحصل الباحث على النتيجة المرجوة، يجب عليه مراعاة العوامل التالية:

  1. الغاية من المقابلة في البحث العلمي.
  2. اهتمامات المشاركين ومهاراتهم.
  3. الحدود المسموح بها للبحث، والتي تسهم في إثراء البيانات التي يجمعها الباحث.
  4. تناغم مهارات ومعرفة الباحث مع الغاية من المقابلة في البحث العلمي.
  5. يجب على الباحثين أن يفهموا ما يجب فعله وما لا يجب فعله في المقابلات غير المنظمة.

 

مزايا المقابلات غير المنظمة:

  1. نظرًا للطبيعة غير الرسمية للمقابلات غير المنظمة – يصبح من السهل للغاية على الباحثين محاولة إقامة علاقة ودية مع المشاركين. هذا يؤدي إلى الحصول على رؤى بتفصيل شديد دون جهد واعي.
  2. يمكن للمشاركين توضيح كل شكوكهم حول الأسئلة، ويمكن للباحث أن ينتهز كل فرصة لشرح نيته في الحصول على إجابات أفضل.
  3. لا توجد أسئلة يجب على الباحث الالتزام بها، وهذا يزيد عادةً من مرونة عملية البحث بأكملها.

 

عيوب المقابلات غير المنظمة:

  1. نظرًا لعدم وجود هيكل لعملية المقابلة، يستغرق الباحثون بعض الوقت لتنفيذ هذه المقابلات.
  2. يشير غياب المبادئ التوجيهية ووحدة الأسئلة إلى أن موثوقية المقابلات غير المنظمة أمر مشكوك فيه.
  3. في كثير من الحالات، تعتبر أخلاقيات المشاركة في هذه المقابلات مزعجة.

 

 

طرق إجراء المقابلات البحثية

هناك ثلاث طرق لإجراء المقابلة في البحث العلمي، كل منها يختلف في تطبيقه ويمكن استخدامه وفقًا لمتطلبات الدراسة البحثية.

 

أولاً: المقابلة الشخصية.

تعد المقابلات الشخصية من أكثر أنواع المقابلات استخدامًا، حيث يتم طرح الأسئلة بشكل شخصي على المستجيب.

 

المميزات:

  1. معدل استجابة أعلى.
  2. عندما تكون المقابلة وجهاً لوجه، تكون هناك طريقة لإيضاح الأسئلة إذا كانت غامضة بالنسبة للمستجيب.
  3. يمكن الحصول على إجابات أكثر اكتمالاً إذا كان هناك شك في كلا الجانبين (الباحث، والمستجيب) أو تم اكتشاف معلومات معينة مهمة للدراسة.
  4. لدى الباحث فرصة لاكتشاف وتحليل لغة جسد الشخص الذي تمت مقابلته وتدوين الملاحظات عنها.

 

السلبيات:

  1. تستغرق وقتا طويلا ومكلفة للغاية.
  2. يمكن أن تولد عدم الثقة من جانب المستجيب، وفي هذه الحالة سيقدم إجابات لا تمثل قناعاته.
  3. صعوبة إجراء المقابلات الشخصية، والالتقاء المستجيب، لذلك يتم إجراء العديد من المقابلات في الأماكن العامة، مثل مراكز التسوق أو الحدائق العامة.

 

 

ثانياً: المقابلة الهاتفية.

تُستخدم المقابلات الهاتفية على نطاق واسع ويسهل دمجها مع الاستطلاعات عبر الإنترنت لإجراء الأبحاث بفعالية.

 

المزايا:

  1. يكفي أن يكون لدى الباحث رقم هاتف المستجيب ليتم إجراء المقابلة معه.
  2. عادة ما تكون أقل تكلفة.
  3. يتم جمع المعلومات بسرعة.
  4. يمكن أن يؤدي وجود اتصال شخصي أيضًا إلى توضيح الشكوك أو إعطاء مزيد من التفاصيل حول الأسئلة.

 

السلبيات:

  1. لاحظ الباحثون في كثير من الأحيان أن الأشخاص لا يجيبون على المكالمات الهاتفية لأنه رقم غير معروف للمستجيب، وربما يكون المستجيب قد غير رقم هاتفه بسبب انتقاله إلى بيت آخر.
  2. قد يتذرع المستجيب بالانشغال أو المرض، أو أن ليس لديهم الصلاحية للإجابة عن أسئلة الباحث، أو ببساطة قد يرفضون الاتصال كله.

 

” أحد الجوانب التي يجب الاهتمام بها في هذه الأنواع من المقابلات هو اللطف في مخاطبة المستجيبين، لجعلهم يتعاونون أكثر في تقديم الإجابات.”

 

 

ثالثاً: المقابلة عن طريق البريد الإلكتروني أو صفحات الويب.

لقد أصبحت المقابلات الإلكترونية أمراً شائعاً هذه الأيام حيث أننا نشهد زيادة كبيرة جداً في عدد مستخدمي الإنترنت، ويمكننا الجزم بأنها أصبحت الأكثر استخداماً.

 

المزايا:

  1. السرعة في الحصول على البيانات.
  2. يجيب المستجيبون حسب وقتهم، في الوقت الذي يريدونه وفي المكان الذي يقررونه.
  3. يمكن مزج الاستطلاعات عبر الإنترنت مع طرق البحث الأخرى أو استخدام بعض نماذج المقابلة في البحث العلمي السابقة. –أي يمكن استخدامها كأدوات مكملة-
  4. يمكن للباحث استخدام مجموعة متنوعة من الأسئلة، وإنشاء الرسوم البيانية والتقارير على الفور.

 

وفي النهاية، إن هدف البحث ونوعه يحدد نمط أنواع المقابلات الأفضل لجمع البيانات. بناءً على تصميم البحث، يمكن أن يقوم البحث بتخطيط الأسئلة واختبارها، على سبيل المثال، إذا كانت الأسئلة صحيحة وإذا كانت المقابلة في البحث العلمي ستدور بأفضل طريقة.

 

طالع أيضاً: أنواع تصميم البحث العلمي.

المقابلة في البحث العلمي

المقابلة في البحث العلميالمقابلة في البحث العلمي

أنواع تصميم البحث العلمي (Research Designs)

أنواع تصميم الأبحاث العلمية (Research Designs)

ما هو تصميم البحث (Research Designs)؟

هو إطار من الأساليب وطرائق البحث التي اختارها الباحث ليحقق أهداف دراسته، ويساعد تصميم البحث في التركيز على طرق البحث المناسبة لموضوع الدراسة، وبالتالي إكمالها بنجاح، وهناك ثلاثة أنواع أساسية من تصميم البحث، وهي: جمع البيانات والقياس والتحليل. تفسر تصاميم البحوث أنواع الدراسات المختلفة، كالدراسات التجريبية، والمسحية والارتباطية، وما يتفرع منها كالمشكلات البحثية، ودراسات الحالة. ويجدر بالذكر أن مشكلة البحث هي التي تحدد نوع تصميم البحث المناسب وليس بالعكس، فوظيفة تصميم البحث هي تحديد الأدوات المناسبة وكيفية استخدامها.

 في البحث التجريبي يعتبر التصميم الذي ينتج أقل هامش للخطأ هو التصميم المناسب، والذي سيحقق النتائج المرجوة.

 

عادة ما يخلق تصميم الدراسة الفعال الحد الأدنى من التحيز في البيانات ويزيد الثقة في دقة البيانات التي تم جمعها. والعناصر الرئيسية لتصميم البحث هي:

  1. الهدف الواضح من الدراسة.
  2. الطرق التي سيتم استخدامها لجمع وتحليل البيانات.
  3. الطريقة المطبقة لتحليل البيانات التي تم جمعها.
  4. نوع منهجية البحث.
  5. الاعتراضات المحتملة على البحث.
  6. إجراءات وإعدادات الدراسة.
  7. الجدول الزمني.
  8. قياس تحليل البيانات.

 

إن تصميم الدراسة المناسب يمهد الطريق للدراسة نحو النجاح، وعادةً ما تقدم الدراسات الناجحة رؤى دقيقة وغير منحازة، وكي تستطيع اختيار تصميم الدراسة المناسب لدراستك يجب أن تكون على علم بخصائص تصميم البحث الأربعة، وهي:

  1. الحيادية: عند إعداد دراستك، قد تضطر إلى وضع افتراضات حول البيانات التي تتوقع جمعها، لذا يجب أن تكون النتائج المتوقعة من تصميم الدراسة خالية من التحيز ومحايدة، بحيث ينظر الباحث إلى النتائج بحيادية ويحللها ويناقشها بشكل علمي وليس شخصي.

 

  1. الموثوقية: يجب أن يشير التصميم الخاص بك إلى كيفية تكوين أسئلة البحث لضمان مستوى موثوقية النتائج، حيث أنك لن تتمكن من الوصول إلى النتائج المتوقعة إلا إذا كان تصميمك موثوقًا به.

 

  1. الصدق: رغم توفر العديد من أدوات قياس المصداقية، إلا أن أدوات قياس الصدق الأكثر دقة هي تلك التي تقيس النتائج بناءً على أهداف البحث والأدوات التي تم استخدامها لتحقيق تلك الأهداف.

 

  1. قابلية التعميم: يجب أن تنطبق نتيجة التصميم على مجتمع الدراسة بالكامل، وليس على عينة محددة فقط، فالتصميم الذي يمكن تعميمه هو ذلك الذي يمكن إجراؤه على أي جزء من مجتمع الدراسة ويعطي نفس الدقة في النتائج.

 

تؤثر الخصائص المذكورة أعلاه على الطريقة التي يجيب بها أفراد العينة على أسئلة البحث، وبالتالي يجب موازنة جميع الخصائص المذكورة في تصميم جيد.

يجب أن يكون لدى الباحث فهم واضح لأنواع مختلفة من تصميم الدراسة لاختيار النموذج الأنسب الذي سيتم تنفيذه لإجراء الدراسة، وإن أفضل طريقة لفهم أنواع تصميم الدراسة هي الإطلاع على أنواع الدراسات المختلفة، ويمكن تصنيف تصميم بحثك بشكل عام بناءً على السؤال التالي:

 

ما هو البحث العلمي

 

هل أختار الدراسة كمية أم نوعية؟

تصميم البحث النوعي: يحدد البحث النوعي العلاقات بين البيانات والمعلومات التي تم جمعها بناءً على الحسابات الرياضية، ويمكن إثبات أو دحض النظريات المتعلقة بالظاهرة الموجودة بشكل طبيعي باستخدام الأساليب الإحصائية، ويعتمد الباحثون على أساليب تصميم الدراسة النوعي التي تستنتج أسباب وجود ظاهرة معينة، إضافة إلى آراء العينة حول تلك الظاهرة.

تصميم البحث الكمي: يُعتمد البحث الكمي في الحالات التي تكون فيها التحليلات الإحصائية ضرورية لجمع استنتاجات (رؤى) قابلة للتنفيذ، وفي البحث الكفي توفر الأرقام منظورًا أفضل لاتخاذ القرارات بشكل أكثر فاعلية. كما تعتبر طرق تصميم الدراسة الكمي ضرورية لنمو أي منظمة.

تثبت الرؤى المستمدة من البيانات والتحليلات العددية القوية أنها فعالة للغاية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل الأعمال.

 

 أنواع تصميم الدراسات العلمية

  1. تصميم البحث الوصفي: في التصميم الوصفي، يهتم الباحث فقط بوصف الحالة أو القضية المدروسة. والتصميم الوصفي طريقة قائمة على النظرية يتم إنشاؤها عن طريق جمع وتحليل وعرض البيانات المجمعة، مما يسمح للباحث بتقديم رؤى حول  أسباب البحث وكيفية إجراؤه، وهذا يساعد القراء على فهم الحاجة إلى البحث بشكل أفضل.

 إذا لم تكن مشكلة البحث واضحة، فمن المستحسن إجراء بحث استكشافي.

 

  1. التصميم التجريبي: يؤسس تصميم الدراسة التجريبية علاقة بين سبب الظاهرة وتأثيرها، لذا فهو تصميم سببي حيث يسمح بملاحظة التأثير الناجم عن المتغير المستقل على المتغير التابع. على سبيل المثال، مراقبة الأسعار كمتغير مستقل على متغير تابع مثل رضا العملاء، ويعتبر هذا التصميم عملياً للغاية حيث أنه يساهم في حل المشكلات البحثية ببساطة. يقوم تصميم البحث التجريبي على معالجة المتغيرات المستقلة لمراقبة التغيير الذي طرأ على المتغير التابع. غالبًا ما يتم استخدامه في العلوم الاجتماعية لمراقبة السلوك البشري من خلال تحليل مجموعتين متباينتين (المجموعة الضابطة والتجريبية)، وذلك لاكتساب فهم أفضل لعلم النفس الاجتماعي.

 

  1. التصميم الارتباطي: الأبحاث الارتباطية هي أسلوب تصميم بحثي غير تجريبي يساعد الباحثين على إقامة علاقة بين متغيرين مترابطين بشكل وثيق، ويتطلب هذا النوع من البحث مجموعتين مختلفتين. في الدراسات الارتباطية لا توجد أي افتراضات أثناء تقييم العلاقة بين متغيرين مختلفين، ويتم حساب العلاقة بينهما من خلال التحليل الإحصائي.

يُحدَّد معامل الارتباط بين متغيرين تتراوح قيمتهما بين -1 و +1، فإذا كان معامل الارتباط نحو +1 ، فهذا يشير إلى وجود علاقة إيجابية بين المتغيرات و إذا كان -1 فذلك يعني أن العلاقة سلبية بين المتغيرين.

 

  1. التصميم التشخيصي: في التصميم التشخيصي ، يجري الباحث دراسته لتقييم السبب الكامن وراء موضوع معين أو ظاهرة معينة. تساعد هذه الطريقة المرء على معرفة المزيد عن العوامل التي تخلق ظواهر أو مواقف مقلقة. ويتكون هذا التصميم من ثلاثة أجزاء من البحث:
  • بداية المشكلة.
  • تشخيص المشكلة.
  • حل المشكلة.

 

  1. التصميم الاستكشافي: يستخدم التصميم التوضيحي أفكار الباحث وآرائه حول موضوع ما للتوسع في استكشاف نظريات ذلك الباحث، ويشرح هذا النوع من التصاميم الجوانب غير المستكشفة من الموضوع، كما يوضح تفاصيل أسئلة البحث المتعلقة بماذا، وكيف، ولماذا؟

 

طالع أيضاً: أنواع الأبحاث العلمية


نموذج تصميم البحث،نموذج تصميم البحث الجامعي،خطوات تصميم البحث العلمي pdf،كتاب تصميم البحث العلمي

كيفية اختيار عنوان البحث العلمي

كيفية اختيار عنوان البحث العلمي

مقدمة

تعد القدرة على اختيار عنوان البحث العلمي مهارة مهمة جداً يجب أن يمتلكها الباحث، ليس فقط لكتابة ورقة بحثية جيدة، بل للتأكد أيضاً من أن بقية خطوات البحث سوف تسير بسلاسة وفاعلية، حيث أن العنوان (الموضوع) الذي تختاره يلعب دوراً هاماً في تحديد قيمة نتائج دراستك.

قد يخصص لك أستاذك موضوعاً معيناً لتحقق فيه، ولكن المتعارف عليه هو أن يطلب الأستاذ من الباحثين أن يجتهدوا في تحديد مواضيعهم الخاصة، وبشكل عام، إن اختيار عنوان البحث العلمي قد لا يكون بتلك البساطة، حيث أن موضوع الدراسة المميز يجب أن يكون محدداً بدقة، وغير متفرع، وإلا فهو مجرد موضوع عام لا يمكن إخضاعه لعمليات البحث المنهجي، وفي نفس الوقت يجب أن يكون عنوان البحث العلمي واسعاً بما يكفي للعثور على معلومات تثري الإطار النظري للدراسة.

كيفية اختيار عنوان البحث العلمي

إن المسؤولية التي تقع على عاتق الباحثين أثناء البحث عن عنوان مميز لدراساتهم، تشعرهم بعبء هائل يلوح في الأفق، لذلك سنحاول من خلال هذه الخطوات الخمسة أن نجعل عملية اختيار عناوين الدراسات أمراً بسيطاً، سهلاً ، بل ممتعاً أيضاً!

الخطوة الأولى: قم بالعصف الذهني للوصول إلى بعض الأفكار والمواضيع.

الخطوة الأولى وربما الأسهل هي القيام بجلسة عصف ذهني لتحديد عنوان البحث العلمي المناسب، ومن الأفضل أن تجد شيئًا يثير اهتمامك، دون قلق أو خوف من الخروج عن ما هو مألوف بالنسبة لك، ولو قليلاً (أي تجاوز منطقة راحتك!)، انظر إلى ما يدور حولك وحدد ما إذا كان أي شيء مما تراه يثير اندفاعًا فكريًا إبداعيًا لديك، ثم ضع قائمة طويلة من الخيارات الممكنة وابدأ عملية الاختيار.

عنوان البحث العلمي المميز هو:

أمرٌ يهمك.

مناسبٌ لمجال تخصصك.

يمكن تدعيمه بالأدلة والمراجع.

 

الخطوة الثانية: اختر عنواناً.

بعد قيامك بالعصف الذهني، ومطالعة المعلومات العامة حول الموضوعات المحتملة، ستكون الخطوة التالية هي تحديد عنوان البحث العلمي، قد يبدو هذا سهلاً ومباشراً، ولكن القيام بهذه الخطوة بشكل صحيح أمرٌ في غاية الأهمية إذا كنت تريد أن تتم بقية العمليات والخطوات دون تعقيدات.

ابدأ باختيار موضوع واسع جدًا وكلما كان أكثر تشعباً كان ذلك أفضل، فإذا قررت الكتابة عن إحدى مواضيع الشعر الجاهلي على سبيل المثال فلا تتردد في ذلك بل انطلق في الكتابة، لأن ذلك سيعمل على ترسيخ فكرتك وسيقربك من الموضوع الذي تميل إليه أكثر، عندما تبدأ في تضييق الدراسة.

وعل أشهر الأخطاء التي يرتكبها بعض الباحثين، هي تحديد إطار ضيق للدراسة منذ المراحل المبكرة من العمل البحثي، حيث أن على الباحث أن يعتبر المراحل الأولى من العمل هي عمليات استبعاد وتصفية وصولاً إلى الموضوع المنشود.

 

كن مرنًا – من الطبيعي تغيير موضوعك مع تقدم بحثك. لا يمكنك أبدًا التنبؤ بما ستجده! فربما تجد أنه لابد من التوسع لخدمة أهداف الدراسة، وربما تكتشف أن موضوعك عائم، وبحاجة إلى المزيد من التحديد.

 

عنوان البحث

 

الخطوة الثالثة: ركز على العنوان الذي اخترته.

بمجرد أن يكون لديك عنوان عام، فإن الخطوة التالية هي أن تقوم بتخصيص ذلك العنوان وتضييق تفرعاته، للوصول إلى موضوع محدد للغاية، وسيساعدك تخصيص موضوع الدراسة على تحديد ما إذا كان ذلك الموضوع يستحق البحث أم لا.

إن الفكرة من هذه الخطوة هي استخراج فكرة محددة من موضوع عام، وتركيز الدراسة بكاملها على تلك الفكرة. على سبيل المثال، إذا كان موضوعك يتعلق بالموسيقى، فيمكنك تحديده بموسيقى الجاز، بعد ذلك يمكنك دراسة تطور موسيقى الجاز ، بهذه الطريقة تستطيع جعل دراستك فريدة ومثيرة للاهتمام.

لا تقلق إذا استغرقت هذه الخطوة بعض الوقت ووجدت نفسك تغير رأيك بشأن الموضوع الذي ستختاره، فبمجرد الانتهاء من هذه الخطوة، سيكون الباقي سهلاً.

يجب أن تكون عملية تحديد الموضوع وتخصيصه عملية مرنة وديناميكية، حيث أن العمل على البحث سيكون أمراً في غاية الصعوبة إذا كان الموضوع مفتوحاً جداً، أو ضيقاً جداً ! وهذه بعض المعطيات التي ستساعدك على تخصيص عنوان دراستك، وتحديده:

إذا كان عنوان البحث العلمي العام هو القضايا البيئية وأثرها على المواطنين، عندها يجب عليك أخذ المعطيات التالية بعين الاعتبار لتتمكن من تخصيص دراستك بشكل صحيح وفعال:

أولاً: المنطقة الجغرافية.

مثال: ما هي القضايا البيئية الأكثر أهمية في مدينتك؟

 

ثانياً: الثقافة.

مثال: كيف تشكل طبيعة مدينتك ثقافة السكان المحليين؟

 

ثالثاً: الإطار الزمني.

مثال: ما هي أبرز القضايا البيئية في السنوات العشر الماضية؟

 

رابعاً: المبادئ والممارسات اليومية.

مثال: كيف يؤثر الوعي البيئي على النشاطات المجتمعية اليومية؟

 

خامساً: الفئات السكانية.

مثال: ما هي آثار تلوث الهواء على كبار السن؟

 

هناك بعض المواضيع التي يصعب تخصيصها، وتحتاج إلى جهد كبير من أجل تضييقها ووضعها في إطار البحث العلمي، كالقضايا المحلية، والقضايا الحديثة التي لم يدرسها أحد من قبل، بالتالي ليس لها مصادر أو مراجع، والقضايا واسعة التفرعات كالبطالة مثلاً، وأيضاً القضايا الشائعة والمشهورة جداً والتي يصعب على الباحث أن يحدد جوانباً غير معروفة منها ليحقق فيها ويخرج بنتائج جديدة.

من الممكن أن يكون من المفيد جداً للباحث أن يصمم قائمة بالكلمات المفتاحية البارزة التي يجدها أثناء عملية بحثه عن المراجع والمصادر، ليستخدمها لاحقاً أثناء بحثه عن المعلومات في قواعد البيانات البحثية، وذلك لإثراء محتوى الدراسة في مرحلة كتابة الإطار النظري.

بعد أن تقوم باتخاذ قرار نهائي حول عنوان البحث العلمي الذي سيكون محور بحثك يمكنك التوسع في الدراسة والتحقيق.

 

الخطوة الرابعة: حول عنوان دراستك إلى سؤال.

بمجرد تحديد عنوان البحث العلمي، فأنت بحاجة الآن إلى أن تستخرج منه سؤالاً ليساعدك في التحكم بالدراسة، فعلى سبيل المثال إذا كان عنوان دراستك هو الاغتراب الثقافي لدى طلاب الأدب الإنجليزي في جامعة معينة، فسيكون أحد الأسئلة التي يمكن أن تستخدمها كسؤال رئيسي للدراسة، ما هي درجة الاغتراب الثقافي لدى طلاب الأدب الانجليزي في تلك الجامعة، وتحته يندرج عددٌ من الأسئلة الفرعية.

 

الخطوة الخامسة: ابدأ بكتابة الإطار النظري للدراسة.

تعتبر هذه المرحلة صلب الدراسة، التي يطرح فيها الباحث جميع الجوانب المتعلقة بعنوان البحث العلمي بصورة مفصلة على شكل مباحث، وتحدد هذه الخطوة عمق إطلاع الباحث وتوسعه في البحث، وفيها يستطيع الباحث التمهيد للإجابة عن تساؤلات الدراسة.

بعد الانتهاء من هذه مراحل اختيار عنوان البحث العلمي، يبدأ الباحث في مراجعة دراسته كعناصر مفصلة ومنظمة، وقد يفيدك المقال التالي في التحكم بدراستك بشكل أكثر فاعلية.

 

طالع أيضاً: خطوات البحث العلمي.

 

عنوان البحث العلمي

عنوان البحث العلميللنشر العلمي

التفكير النقدي

كثيراً ما نواجه مواقفاً صعبة في حياتنا، وربما نتخذ قرارات خاطئة نندم عليها، ونتمنى لو كنا نظرنا إلى الأمر بشكل مختلف، أو حللنا الأمر من خلال التفكير النقدي، فما هو التفكير النقدي، وكيف يمكننا توظيفه في حياتنا اليومية؟

 

التفكير النقدي، أو التفكير الناقد

 

هو القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية، وفهم العلاقات المنطقية بين الأفكار والقضايا اليومية، وهو القدرة على الانخراط في التأمل الحر، ولقد كان التفكير النقدي موضعاً للجدل والنقاش منذ زمن الفلاسفة اليونانيين الأوائل كأفلاطون وسقراط، واستمر كذلك حتى العصر الحديث، وتعتبر القدرة على التمييز ما بين ما هو مزيف وما هو حقيقي مثالاً واقعياً على استخدام التفكير النقدي في العصر الحديث.

إن التفكير النقدي يعتمد في جوهره على طبيعة الإنسان، هل هو مجرد متلقي للمعلومات، أم لديه منطقه الخاص وقدرته العالية على التحليل كمتعلم نشط؟

ويتساءل المفكرون الناقدون عن الأفكار والافتراضات بصرامة بدلاً من قبولها فحسب، وهم في سعيٍ دائم لتحديد ما إذا كانت الأفكار والحجج والنتائج تمثل الصورة الكاملة لأي موضوع أم هناك جوانب غير معروفة بعد، وهم جاهزون دائماً للبحث عن الجوانب الخفية لأي قضية أو موقف، كما أنهم يحددون المشكلةـ ويحللونها بشكل منهجي، بدلاً من استخدام الحدس أو الغريزة.

 

التفكير النقدي، هو القدرة على التفكير في أشياء محددة في وقت محدد، وهي مهارة لا تعتمد على تراكم المعرفة، ولا يمكن تعلمها مرة واحدة بناءً على موقف معين، ثم تطبيقها على جميع المواقف الأخرى، فهي ليست نموذج ثابت يمكن تعميمه، بل هي مهارة ديناميكية متجددة بتجدد الأفكار والقضايا، والمواقف اليومية.

 

التفكير النقدي

 

خصائص التفكير النقدي:

إن التفكير النقدي يمكنك من:

  1. فهم الروابط المنطقية بين الأفكار.
  2. تحديد أهمية وملاءمة الحجج والأفكار.
  3. التعرف على الحجج وبناءها وتقييمها.
  4. تحديد التناقضات والأخطاء في الاستدلال.
  5. التعامل مع المشكلات بطريقة متسقة ومنهجية.
  6. تأمل الافتراضات والمعتقدات والقيم.

 

المهارات التي نحتاجها لنمارس مهارات التفكير النقدي:

 

تتنوع المهارات التي نحتاجها حتى نتمكن من التفكير بشكل نقدي وتشمل: قوة الملاحظة والتحليل والتفسير والتقييم والاستدلال والشرح وحل المشكلات واتخاذ القرار، وبشكل خاص نحتاج أن نكون قادرين على:

 

  1. التفكير في المواقف والقضايا بطريقة موضوعية وحاسمة.
  2. تحديد الحجج والبراهين المختلفة فيما يتعلق بمسألة معينة.
  3. تقييم وجهات النظر لتحديد مدى قوتها أو صلاحيتها.
  4. تحديد نقاط الضعف أو النقاط السلبية الموجودة في الدليل أو الحجة.
  5. ملاحظة ما وراء البراهين والأدلة.
  6. القدرة على تقديم منطق منظم يدعم الأدلة التي نرغب في اعتمادها.

 

التفكير النقدي كعملية منظمة

 

في البداية يجب أن ندرك أن لا أحد منا يستطيع أن يفكر بشكل نقدي طوال الوقت؛ فالعقل ليس بنفس الكفاءة دائماً، بل يتأثر بالظروف المحيطة والحالة العامة للإنسان، فعندما نشعر بالغضب نفكر بشكل وحشي، وإذا ما شعرنا بالفرح أو الحزن فنحن نفكر بشكل درامي يغلب عليه الطابع الشاعري.

إذن فالفكرة تكمن في السيطرة على المشاعر لنتمكن من ممارسة عمليات التفكير النقدي بشكل منطقي منظم، ويستطيع الإنسان بالفعل أن يدرب نفسه على التفكير المنطقي حتى في الحالات التي تكون فيها مشاعره الجياشة طاغية على صوت العقل والمنطق، ومن أهم الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الشخص ليحافظ على منطقية تفكيره ونقديته، هي أنشطة السيطرة على الغضب، والتحكم بالمشاعر، وجلسات التأمل الطويلة، وبالتأكيد يتطلب ذلك المثابرة والممارسة المستمرة، خاصةً إذا كان الشخص مدرك لنظرية التفكير النقدي بشكل واسع.

 

تطبيق عملي على التفكير النقدي:

 

فكر في شيء أخبرك به أحد الأشخاص مؤخرًا. ثم اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

 

  • من الذي أخبرني بذلك؟

 

هل هو شخص أعرفه؟ أم شخص في موقع سلطة؟ هل يهمني ذلك الشخص؟

 

  • ماذا أخبرني؟

 

هل أخبرني بحقائق أم آراء؟ هل قدم لي كل الحقائق، أم أخفى عني شيئاً ما؟

 

  • أين أخبرني بذلك؟

 

هل أخبرني بذلك على العلن، أم بشكل سري؟ هل أعطى للآخرين فرصة إبداء آرائهم في ما قاله لي؟

 

  • متى أخبرني بذلك؟

 

هل أخبرني بالأمر قبل حدث هام، أم خلاله، أم بعده؟ هل توقيت إخباره لي بالأمر مهم، أو مقصود؟

 

  • لماذا أخبرني بذلك؟

 

هل قدم لي تفسيراً عن سبب إخباره لي ذلك الأمر؟ أو هل شرح رأيه؟ هل ما قاله كان محاولة لتلميع صورة أحد ما أم تشويهها؟

 

  • كيف أخبرني بذلك؟

 

هل كان سعيداً أم حزيناً وهو يخبرني؟ أم هل كان غير مبالِ؟ هل كتب لي أم خاطبني وجهاً لوجه؟ هل ما قاله كان واضحاً؟

 

 

ما الذي نهدف إلى تحقيقه من خلال عملية التفكير النقدي؟

 

إن أحد أهم جوانب التفكير النقدي هو تحديد ما تهدف إلى تحقيقه ثم اتخاذ قرار بناءً على مجموعة من الافتراضات، وبمجرد توضيح هذا الجانب  لنفسك، يجب استخدامه كنقطة انطلاق في جميع المواقف المستقبلية التي تتطلب التفكير وربما اتخاذ المزيد من القرارات.

عند الضرورة، اجعل زملائك في العمل أو عائلتك أو من حولك على علم بما تنوي تحقيقه. يجب عليك بعد ذلك تطويع نفسك للاستمرار في عملية التفكير النقدي حتى تصبح جميع الظروف المتغيرة من حولك دافعاً لك لإعادة النظر في القرار النهائي الذي سوف تتخذه.

رغم ذلك، هناك أشياء قد تعرقل اتخاذ القرارات، كالسمات الشخصية والتحيزات، والطبائع المختلفة لكل إنسان التي قد تشكلت لديه بمرور الزمن، إن ضمان استمرار عملية التفكير النقدي بشكل ناجح هي أن نكون على دراية وعلم بتلك الخصائص والسمات الشخصية، والتفضيلات والتحيزات، وأن نتحكم بها جيداً، لكي لا يتحول التفكير النقدي إلى مجرد تفكير عاطفي سطحي! مع التأكيد على أن التحكم بتلك الطبائع والخصائص الشخصية لا يعني إلغاءها بشكل نهائي، ففي النهاية نحن نوظف التفكير النقدي لنصنع قراراً يخدم مصلحتنا في المقام الأول، أي أننا لا نفكر تفكيراً نقدياً لمجرد التفكير والتحليل.

 

كلما زاد إدراكنا لأنفسنا، ولنقاط قوتنا وضعفنا، زاد احتمال أن يكون تفكيرنا الناقد مثمراً.

 

عملية التفكير النقدي والبحث العلمي

إن التفكير النقدي من أهم العمليات التي تعزز أصالة وقيمة البحث العلمي.

 

إن المشكلات البحثية التي يحقق فيها الباحث مهما كانت صعبة أو معقدة، فهي قابلة للتحليل والنقد والتحقيق، وصولاً إلى نتائج واستنتاجات تشكل حلولاً لتلك المشكلات والقضايا، وذلك عند إعمال التفكير النقدي في جميع خطوات البحث العلمي، كما أن عملية صنع القرار فيما يتعلق بالدراسة تكون أكثر فاعلية إذا ما كانت عمليات التفكير الناقد حرة بلا قيود أو محددات تعيق تقدم إجراءات البحث.

ومن أهم ملامح إسهام التفكير الناقد في جعل عملية البحث العلمي أكثر فاعلية وإنتاجية هو قدرة الباحث الذي يفكر بطريقة نقدية على النظر إلى المفاهيم والأسئلة والنتائج من منظور مختلف يكشف عن القضايا البحثية المحتملة بعد انتهاء التحقيق في مشكلة محددة، وبذلك يتمكن الباحث من المشاركة في إثراء حقول المعرفة في مجال تخصصه بشكل واسع وأصيل.

 

طالع أيضاً: 3 طرق لتنمية مهارات التفكير ماوراء المعرفي لدى المراهقين

 

 

التفكير النقدي

التفكير النقديالتفكير النقدي