منهجية الدراسة: تعريفها، أهميتها، كيفية صياغتها

0
33
منهجية
research-methodology

منهجية الدراسة: تعريفها، أهميتها، كيفية صياغتها.

 

أولاً: تعريف منهجية الدراسة

تعد أحد أقسام ورقة البحث الهامة، والتي تقدم المعلومات التي يتم من خلالها تقييم مصداقية الدراسة،

كما تجيب على سؤالين رئيسيين: 1) كيف تم جمع البيانات أو إنشائها؟ 2) كيف تم تحليلها؟ ويجب أن تكون الكتابة

مباشرة ودقيقة ومكتوبة في الزمن الماضي.

 

ثانياً: أهمية منهجية الدراسة

يجب أن توضح كيف حصلت على نتائجك وحللتها للأسباب التالية:

  • يحتاج القراء لمعرفة كيفية الحصول على البيانات لأن منهجية الدراسة التي تختارها تؤثر على النتائج، وبالتالي على تؤثر على كيفية تفسير تلك النتائج.

 

  • تعتبر أمرًا ضروريًا لأي فرع من فروع المعرفة والبحث العلمي نظرًا لأن الطريقة غير الموثوق بها تؤدي إلى نتائج غير موثوقة وتزور في تفسير النتائج.

 

  • في معظم الحالات، هناك مجموعة متنوعة من المنهجيات المختلفة التي يمكنك اختيارها للتحقيق في مشكلة البحث. لذلك يجب أن يوضح قسم منهجية الدراسة أسباب اختيارك للمنهجية وإجراءاتها.

 

  • يريد القارئ معرفة أن البيانات التي قد تم جمعها أو إنشاؤها متوافقة مع الإجراءات الملائمة لمجال الدراسة. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم استبيانًا، فيجب أن يعلم القراء أنه قد تم تقديم مجموعة مناسبة من الإجابات للمبحوثين للاختيار من بينها.

 

  • يجب أن تكون متماشية مع أهداف الدراسة. على سبيل المثال، تأكد من أن لديك حجم عينة كبير بما يكفي لتتمكن من التعميم وتقديم توصيات بناءً على النتائج.

 

  • يجب أن تناقش المشكلات التي كانت متوقعة والخطوات التي اتخذت لمنع حدوث تلك المشكلات. بالنسبة لأي مشكلة قد تنشأ، يجب أن تصف الطرق التي تم بها التصدي لتأثير تلك المشكلة، ومنعها من التأثير على النتائج وتفسير البيانات.

 

  • غالبًا ما يكون من المفيد للباحثين الآخرين تبني منهجية معينة أو إعادة استخدامها، لذلك، من المهم دائمًا توفير معلومات كافية تسمح للآخرين باستخدام أو تكرار منهجيتك. هذه النقطة مهمة بشكل خاص عندما تقوم بتطوير منهجية جديدة أو استخدام مبتكر لما هو موجود، على سبيل المثال، أن يقوم الباحث بشرح أسباب استخدامها بشكل مفصل، وأن يعطي شرحاً كافياً عن الاستبيان الذي طبقه على عينة دراسته.

 

ثالثاً: الهيكلية، وطريقة كتابة منهجية الدراسة في ورقة البحث.

 هناك مجموعتان رئيسيتان من أساليب البحث:

 

  •  المجموعة التجريبية التحليلية: يركز هذا النوع من المنهجيات على المعرفة الموضوعية وأسئلة البحث التي يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا ، والتعريفات الإجرائية للمتغيرات التي سيتم قياسها. كما توظف المجموعة التجريبية التحليلية التفكير الاستنتاجي الذي يستخدم النظرية القائمة كأساس للفرضيات التي تحتاج إلى اختبار. ويركز هذا النهج على التفسير.

 

  • المجموعة التفسيرية: تركز على فهم الظاهرة بطريقة واعية وشاملة. تتيح لك منهجيات البحث هذه التعرف على مدى صلتك بالموضوع المدروس. لأن المجموعة التفسيرية تركز أكثر على المعرفة الذاتية، فهي تتطلب تفسيرًا دقيقًا للمتغيرات.

 

منهجية الدراسةمنهجية الدراسة

 

محتوى قسم منهجية الدراسة في ورقة البحث

ينبغي لقسم منهجية الدراسة المكتوبة بفعالية أن:

  • يقدم إطار منهجي شامل للتحقيق في مشكلة البحث. هل دراستك نوعية أم كمية أم مزيج من الاثنين معا (Mixed method)؟ هل ستأخذ منهجية دراسة خاصة ، مثل البحث الإجرائي (Action research) ، أو ستأخذ موقفاً أكثر حيادية؟

 

  • يوضح كيف تناسب المنهجية تصميم البحث الشامل. يجب أن تكون لطرقك صلة واضحة بمشكلة البحث الخاصة بك. بمعنى آخر ، تأكد من أن الطرق التي ستستخدمها ستعالج المشكلة بالفعل. أحد أوجه القصور الأكثر شيوعًا الموجودة في الأوراق البحثية هو أن منهجية الدراسة المستخدمة غير مناسبة لتحقيق الهدف المنشود من الدراسة.

 

  • يقدم وصفاً لطرق جمع البيانات التي تم استخدامها، مثل الدراسات الاستقصائية والمقابلات والاستبيانات والملاحظة والأبحاث الأرشيفية. على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بتحليل أبحاث سابقة للاستفادة منها في دراستك، مثل مجموعة بيانات أو مستندات أرشيفية ، فأوصف كيف تم إنشاؤها أو جمعها في الأصل ومن قام بها.

 

  • يقدم فيها الباحث شرحاً عن كيف ينوي تحليل البيانات التي جمعها، هل سيستخدم التحليل الإحصائي؟ أم سيستخدم توقعات نظرية محددة لمساعدته في تحليل البيانات أو شرح السلوكيات المرصودة؟

 

  • يوفر الخلفية والأساس المنطقي للمنهجيات غير المألوفة للقراء، على أن تكون واضحة وموجزة في قسم المنهجية.

 

  • يوفر الأساس المنطقي لاختيار الموضوع وإجراءات أخذ العينات. على سبيل المثال ، إذا كنت تقترح إجراء مقابلات ، كيف تنوي اختيار عينة من مجتمع البحث؟ إذا كنت ستقوم بتحليل أبحاث ، فما هي الأدبيات التي اخترتها ، ولماذا؟ إذا كنت تستخدم الإحصائيات ، لماذا يتم استخدام هذه المجموعة من الإحصائيات؟ في حالة وجود مصادر بيانات أخرى ، اشرح سبب ملاءمة البيانات التي اخترتها لمشكلة الدراسة.

 

  • يتصدى للقيود المحتملة. هل هناك أي قيود عملية يمكن أن تؤثر على جمع البيانات الخاصة بك؟ كيف ستحاول التحكم في المتغيرات والأخطاء المربكة المحتملة؟ إذا كانت منهجيتك قد تواجه بعض المشاكل ، فيمكنك توقع ذلك ، اذكر ذلك بشكل علني كيف ستتفوق المنهجية التي اخترتها على أي مشاكل ممكنة.

 

ملاحظة: بمجرد تحضير جميع عناصر قسم المنهجية والإجراءات، يجب أن تركز بعد ذلك على كيفية تقديم هذه العناصر بوضوح وبشكل منطقي قدر الإمكان. كوصف كيفية تحضيرك لاختيار العينة، وكيفية جمع البيانات، وآلية تحليل البيانات.

 للتوضيح: عندما يجب تقديم كمية كبيرة من التفاصيل في قسم المنهجية والإجراءات، يجب تقديم المعلومات في أقسام فرعية وفقًا للموضوع.

 

 

رابعاً: أمور عليك تجنبها أثناء الكتابة وإجراءاتها

هناك العديد من الأمور التي عليك الحذر منها عند كتابة قسم منهجية الدراسة والإجراءات، نذكر أهمها:

  • كتابة التفاصيل التي ليس لها صلة بالموضوع، فقسم المنهجية دائماً يجب أن يكون دقيقاً إلى حد كبير، ولا يقدم أي معلومة ليس لها صلة بصلب الدراسة وإجراءاتها.

 

  • أن تقوم بالاسترسال في شرح الإجراءات الأساسية التي قمت بها، هذا أمر مرفوض لأنك تعمل على دراسة، ولست تكتب دليل إرشادي، عليك أن تفترض أن القارء لديه فهم مسبق أو على الأقل خلفية عن المنهجية التي تستخدمها أو آلية التحقيق في مشكلات الدراسات. وبالتالي ، لا يتعين عليك الخوض في تفاصيل كثيرة حول الإجراءات المنهجية المحددة. يجب أن يكون التركيز على كيفية تطبيقك للمنهجية ، وليس على آليات تنفيذ هذه المنهجية.

ملاحظة: إذا كنت تستخدم منهجية الدراسة بطريقة غير مألوفة، أو إذا كنت تستخدم منهجية من ابتكارك لتحقيق أهداف البحث، فأنت مستثنى من قاعدة عدم الاسترسال في شرح الإجراءات الأساسية، إذ عليك توضيح كل صغيرة وكبيرة، لأن الطريقة أو المنهجية التي تعمل بها جديدة كلياً على القارء.

  • تجاهل المشكلات التي تواجهك عند إنشاء البيانات أو جمعها، والتظاهر بأنها لم تحدث، هذا أمر مرفوض، لأنك بهذا الشكل ستخلق أموراً غير منطقية في بحثك، وبذلك يحدث خلل في المصداقية، على سبيل المثال:  أن يقوم الباحث إذا فقد بيانات مجموعة من أفراد عينته، بملء هذه البيانات عشوائياً دون اعادة اختبارهم.

 

  • عدم ذكر الأعمال التي استخدمتها لمساعدتك في بناء منهجية الدراسة وأدواتها، هذا أيضاً يقلل من مصداقية الدراسة وموثوقيته.  

 

المراجع

Bem, Daryl J. Writing the Empirical Journal Article. Psychology Writing Center. University of Washington; Lunenburg, Frederick C. Writing a Successful Thesis or Dissertation: Tips and Strategies for Students in the Social and Behavioral Sciences. Thousand Oaks, CA: Corwin Press, 2008

 

Azevedo, L.F. et al. How to Write a Scientific Paper: Writing the Methods Section. Revista Portuguesa de Pneumologia 17 (2011): 232-238; Butin, Dan W. The Education Dissertation A Guide for Practitioner Scholars. Thousand Oaks, CA: Corwin, 2010; Carter, Susan. Structuring Your Research Thesis. New York: Palgrave Macmillan, 2012; Lunenburg, Frederick C. Writing a Successful Thesis or Dissertation: Tips and Strategies for Students in the Social and Behavioral Sciences. Thousand Oaks, CA: Corwin Press, 2008. Methods Section. The Writer’s Handbook. Writing Center. University of Wisconsin, Madison; Writing the Experimental Report: Methods, Results, and Discussion. The Writing Lab and The OWL. Purdue University; Methods and Materials. The Structure, Format, Content, and Style of a Journal-Style Scientific Paper. Department of Biology. Bates College

 

طالع أيضاً: الأصالة في البحث العلمي.