مفهوم الأصالة في البحث العلمي (Originality)
إن الأصالة (Originality) هي التي تحكم مدى أهمية وقيمة الدراسة، وفرداتها، ولكن قد ينظر أحدهم إلى البحث العلمي، على أنه واجب عليه إنجازه لينال درجة علمية عالية بدون الاهتمام بالأصالة في دراسته، وهذا ليس أمراً سيئاً بالمطلق إذا تعاملنا معه كدافع للنجاح والعمل الدؤوب من أجل الحصول على الدرجة العلمية المرغوبة، فإن لا جهد يساوي صفر، ولكن على الصعيد الآخر على كل باحث أن يسأل نفسه قبل البدء، ما الذي ستقدمه دراستي للمعرفة ؟ قد يبدو هذا السؤال مربكاً وعائماً بعض الشيء للذين لم يخطر لهم من قبل !
ببساطة إن البحث بشكل عام هو تفتيشٌ عن مفقود، أما في البحث العلمي فنحن نبحث عن حلقة مفقودة نضيفها إلى السلسلة المعرفية لمجال التخصص. بهذا المعنى تتحقق الأصالة (Originality). ومن جهة أخرى من الممكن أن تكون الأصالة سلطة ناقدة للحلقات العلمية المدروسة سلفاً، أي الأعمال البحثية السابقة في مجال علمي محدد.
غالباً ما تتجلى الأصالة في المتغير التابع، نظراً لمحدودية المتغيرات المستقلة وعموميتها، فيكون الإبداع في ابتكار متغيرات تابعة نسقطها على المتغيرات المستقلة، كأن يكون المتغير المستقل هو الإدارة الصحية، هنا على الباحث أن يأخذ وقته في التفكير بمتغير تابع ليدرس آثاره على الإدارة الصحية، أو يدرس واقع الإدارة الصحية في ظل عدد من المتغيرات التابعة التي تؤثر فيها ككفاءة الموظفين، والاحتراق الوظيفي، أو الوعي المجتمعي.
الأصالة في البحث العلمي (Originality) باختصار !
هي ابتكار سياقات جديدة للبحث العلمي، أو توظيف سياق سابق في سياق جديد لم يدرسه أحد من قبل، وبذلك يكون جهد الباحث في كل فصل من دراسته هو إضافة جديدة تثري مجال تخصصه، أو عين ناقدة للأعمال السابقة المشابهة لعمله البحثي، من هنا تأتي ضرورة التأكيد عليها في الدراسات العلمية وحداثتها من قبل الأساتذة المشرفين، والمحكمين، فكل مجال علمي غني بالمعارف وليس بحاجة إلى من يؤكد تلك المعارف فهي مثبتة سلفاً، بل هو بحاجة إلى من يوظف علومه ومبادئه في ابتكار اتجاهات جديدة ونتائج غير مسبوقة ليضيف بذلك شيئاً لحقل المعرفة الواسع، تتفتح به آفاق علمية جديدة من شأنها الارتقاء بالفرد والمجتمع.
طالع أيضاً: التحضير لكتابة بحث علمي: موضوع شامل
هل تود قراءة المزيد حول الموضوع (Originality):
طالع هذا المقال: How to recognize and develop originality in research